دعوة سويسرية للتحرك ضد العمل الجبري
من المتوقع أن تطالب سويسرا بالمزيد من الالتزام العالمي لمحاربة العمل الجبري في المؤتمر السنوي لمنظمة العمل الدولية المنعقد حاليا في جنيف.
وتعتزم سويسرا أيضاً إستخدام الدورة ال 93، التي ستتواصل على مدى أسبوعين، لإبراز الأوضاع المأساوية للعمال في المناطق الفلسطينية المحتلة، وارتفاع نسبة بطالة الشباب فيها.
أظهرت دراسة جديدة لمنظمة العمل الدولية أن نحو 12.3 مليون شخص يعيشون ضحايا للعمل الجبري (عمل السخرة) في أنحاء العالم، وأن خمسهم كانوا أيضا ضحايا لتجارة البشر. وقد وصف المدير العام للمنظمة خوان سومافيا هذه الأوضاع بـ”الشر الإجتماعي الذي لا مكان له في العالم”.
سويسرا ترغب من جهتها في حشد الطاقات الدولية لمواجهة هذا الشر، حيث صرح مدير وحدة العمل في كتابة الدولة للشؤون الإقتصادية جون- لوك نوردمان قائلاً: “تشعر سويسرا بقلق بالغ من حقيقة أن ما بين 40 إلى 50% من عمال السخرة هم من الأطفال”.
وأشار السيد نوردمان، الذي يترأس الوفد السويسري في المؤتمر المنعقد في جنيف، إلى أن نحو 75% من عمال السخرة في الدول الصناعية والإقتصاديات الانتقالية، شمال إفريقيا والشرق الأوسط، تم الاتجار بهم كرقيق أبيض.
ضغوط كبيرة
من جهة أخرى، رحبت سويسرا بالجهود التي بذلتها منظمة العمل الدولية في السنوات الأخيرة لمواجهة المشكلة، لكنها تصر على أن هناك حاجة إلى المزيد من الضغوط الكبرى من جانب المجتمع الدولي لمنع هذا الاستغلال.
وتدعم برن مطالب منظمة العمل الدولية الداعية لإنشاء تحالف عالمي ضد العمل الجبري والإتجار بالبشر، يتكون من الحكومات والموظفين ومنظمات العمال ووكالات التنمية والمؤسسات المالية.
ويعتزم الوفد السويسري أيضاً الإشارة إلى انشغاله بأوضاع العمال في المناطق الفلسطينية المحتلة، والتي تقول منظمة العمل الدولية إن نسبة البطالة فيها تصل إلى نحو 26 %، على حين يعاني الشباب فيها بصورة أكبر، ذلك أن نصف المنتمين إلى الشريحة العمرية ما بين 25 و29 عامالا يجدون عملاً بالمرة.
وكانت منظمة العمل الدولية قد حذرت في تقرير حديث لها من هذه الأوضاع وقالت : “إن البطالة بين الشباب، ممن يواجهون احتلالا عسكريا، هي تربة خصبة لإنتاج التطرف والعنف”.
بطالة الشباب
وفيما يتعلق بظاهرة بطالة الشباب التي بدأت في الظهور في سويسرا (التي استقطبت اهتماماً إعلامياً محلياً كبيرا،ً ودفعت بالحكومة الفدرالية إلى إنشاء فريق عمل خاص بها)، يقول السيد نوردمان: “إن سويسرا ستحدد خطوات العمل الضرورية لمواجهة وتخفيف هذه المشكلة في البلاد”.
وكانت نسبة البطالة بين اليافعين من الشريحة العمرية 15-24 قد ارتفعت إلى 5.1%، وذلك في مقابل نسبة البطالة العامة في البلاد البالغة 3.9%.
ويقول السيد نوردمان: “عندما نأخذ في الاعتبار أنظمة التدريب المهنية وأسواق العمل حول العالم، فإن سويسرا لا تعتقد أن هناك حاجة لإنشاء معايير (دولية جديدة). إن التشريعات الوطنية والخطوات العملية تمثل الرد الأكثر فعالية”.
وكان وزير الاقتصاد جوزيف دايس قد صرح يوم 31 مايو في حديث منفصل بأن “توفير نصائح واستشارات عملية مبكرة وأفضل، يمكن أن تساعد على تخفيف ظاهرة البطالة بين الشباب واليافعين في سويسرا”.
وأضاف دايس بأن إبعاد الشباب عن البطالة وعن الشوراع يتطلب أكثر من مجرد تأمين الاستشارة العملية، بل هناك حاجة أيضاً إلى التزام من الوالدين، وتوفير التعليم الجيد، والتعاون الوثيق بين المدرسين وبين من يوفرون مواطن التكوين المهني.
سويس انفو
تتواصل أشغال الدورة ال93 لمؤتمر العمل الدولي في جنيف في الفترة بين 31 مايو و16 يونيو.
يندرج على جدول الأعمال مواضيع عدة منها بطالة الشباب، الصحة والآمان في العمل، والعمل في قطاع الصيد.
سيشارك في المؤتمر 4.000 عامل وموظف وممثل حكومي، ينتمون إلى البلدان الأعضاء في منظمة العمل الدولية، البالغ عددها 178.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.