رئيس نيكاراغوا يرفض طلب المعارضة تقديم موعد الانتخابات
رفض رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا السبت تقديم موعد الانتخابات كما يُطالب المعارضون، الذين وصفهم علنًا بأنهم “مجموعة من الانقلابيين” خلال تجمع لأنصاره في ماناغوا.
وقال أورتيغا خلال هذه التظاهرة التي شارك فيها آلاف من مناصريه في غرب العاصمة، “هنا، الدستور يُحدّد القواعد” و”لا يمكن تغيير القواعد بين ليلة وضحاها فقط لأنّ مجموعة من الانقلابيين خطرت لهم (هذه) الفكرة”.
وهذا هو الظهور العلني الأول منذ 30 أيار/مايو لرئيس نيكاراغوا، الذي يواجه موجة احتجاجات قُتل خلالها ما يزيد عن 230 شخصا.
وأضاف “إذا أراد الانقلابيون الوصول إلى السلطة، فليسعوا إلى الحصول على أصوات الشعب”.
وتابع “عندها، سنرى ما إذا كان الشعب سيعطي صوته للانقلابيين الذين تسببوا بكثير من الدمار خلال الأسابيع الأخيرة. سيكون هناك وقت للانتخابات. كل شيء في وقته”.
– “مخربون”، “جانحون”-
وواصل أورتيغا هجوماته على معارضيه وعلى المتظاهرين الذين يطالبون باستقالته، ووصفهم بأنهم “مخربون” و”عصابة من الجانحين”. وقال ان “الذين يزرعون الفتنة يزرعون تكتيكات ارهابية لقتل اخوانهم النيكاراغويين”.
وكان اورتيغا يخاطب مجموعة من انصاره من على منصة كان الى جانبه فيها زوجته روزاريو موريللو، نائبة الرئيس، امام نصب أقيم تخليدا لذكرى الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز الذي كان حليفا سياسيا لأورتيغا.
ووجهت السيدة موريللو (67 عاما) تحذيرا الى المعارضين. وقالت ان “القضاء سيهتم بالارهابيين وبالذين يمولون” الاعمال المرتكبة كما قالت ضد السلام والأمن في البلاد.
وتتهم المعارضة اورتيغا وزوجته بحكم نيكاراغوا بديكتاتورية تتسم بالفساد والمحاباة.
وأعلن التحالف المدني للديموقراطية والعدالة، وهو ائتلاف للمعارضة يضم قطاعات من المجتمع المدني، عن تظاهرة يوم الخميس في 12 تموز/يوليو واضراب عام يوم الجمعة في 13 تموز/يوليو.
وهي تطالب بانتخابات مبكرة او باستقالة اورتيغا، المقاتل السانديني السابق الذي يبلغ ال 72 من العمر، ويتولى الحكم منذ 2007 بعد ولاية اولى من 1979 الى 1990. والفترة الرئاسية الحالية لأورتيغا، تنتهي مبدئيا في كانون الثاني/يناير 2022.
واقترحت الكنيسة الكاثوليكية التي قامت بوساطة بين الحكومة والمعارضة، تقديم موعد الانتخابات من 2012 الى 2019. لكن اورتيغا لم يرد على هذا الاقتراح.
وفي خطابه السبت، انتقد الرئيس السانديني الاساقفة تلميحا. وقال “يتعين علينا جميعا ان نحب قريبنا” بمن فيهم “الذين يطلقون اللعنات ويحكمون علينا بالموت في عدد كبير من المؤسسات الدينية”.
-فليسقط الانقلابيون-
ورفع المتظاهرون المؤيدون لأورتيغا الذين كانوا يلوحون بأعلام الجبهة الساندينية للتحرير الوطني، الحزب الحاكم، شعارات مثل “فليسقط الإنقلابيون” “لا خطوة الى الوراء” و”إبق، يا قائدي، إثبت” و”نريد السلام”.
ونظمت مسيرات ايضا في مدن أخرى من نيكاراغوا.
وانتهت تظاهرة ماناغوا التي انطلقت من “بلازا دو لاس فيكتورياس” عند مستديرة هوغو تشافيز حيث ينتصب تمثال للزعيم الفنزويلي المتوفي والمحاط ب “أشجار الحياة” المصنوعة من المعدن بناء على أمر من نائبة الرئيس روزاريو موريللو.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اكد المتظاهر غييرمو راميريز (43 عاما) “ادعم القائد اورتيغا، الوحيد الذي ابدى اهتماما بالفقراء، ووقف في وجه اليمين الانقلابي الذي يكذب… والملثمون الذين يعتدون على الناس هم انصار هذا اليمين”.
وعبرت مارتا كاندراي (57 عاما) الجندية السابقة، عن دعمها ايضا للرئيس اورتيغا. وقالت لوكالة فرانس برس “أنا امرأة ثورية وأدافع عن وطني ضد اليمين الانقلابي ومخربيه”. واضافت “نحن الساندينيين، من دعاة السلام، لكنهم اذا ما بحثوا عنا فسيجدوننا”.
وفي الايام الاخيرة، قام رجال يرتدون ثيابا مدنية ومقنعون ومدججون بالسلاح بدوريات مع عناصر شرطة مكافحة الشغب في عدد كبير من المدن، ودمروا الحواجز التي اقامها المتظاهرون.
وتنسب إليهم مجموعات الدفاع عن حقوق الانسان القسم الاكبر من العنف الذي يعصف بالبلاد منذ ثلاثة اشهر تقريبا.
وفي المقابل، تزداد الأزمة الاقتصادية تفاقما. فقد ألغيت اكثر من 200 الف وظيفة، واعاد البنك المركزي النظر بالرقم المتوقع للنمو، فخفضه من 4،9% الى 1%.