روحاني يدعو في النمسا الى الحفاظ على الاتفاق النووي الايراني
![](https://www.swissinfo.ch/content/wp-content/uploads/sites/13/2018/07/33197b364f321f9631b1c33555442aa9-image_doc-1751xv-data.jpg?ver=b69e016b)
دعا الرئيس الايراني حسن روحاني الاربعاء في فيينا الى الحفاظ على الاتفاق النووي الايراني في اطار جولة في أوروبا هيمنت عليها قضية الكشف عن مخطط للهجوم على مجموعة ايرانية معارضة في فرنسا.
وتزامنا مع الزيارة التي قالت طهران انها تكتسي “أهمية قصوى” على صعيد التعاون مع اوروبا بعد الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي، تم توقيف دبلوماسي إيراني معتمد في فيينا يشتبه بتورطه في التخطيط للاعتداء.
وقبل ساعات فقط على استقبالها روحاني، استدعت فيينا على عجل السفير الايراني لابلاغه بانها ستستحب اعتماد الدبلوماسي الذي أوقف السبت في المانيا.
وحذر المستشار النمساوي سيباستيان كورتز في لقاء صحافي مع روحاني “نحن بحاجة الى توضيحات كاملة” مضيفا ان الرئيس الايراني “اكد له انه يدعم” هذا التحرك.
وشدد روحاني مع نظيره الكسندر فان دير بيلن على رغبتهما في الحفاظ على الاتفاق الذي تم توقيعه في فيينا عام 2015 من أجل الحؤول دون حيازة ايران للسلاح النووي لقاء رفع العقوبات التي كانت تخنق اقتصادها.
– “التوازن” بين الالتزامات والفوائد –
وصرح روحاني “سنظل في الاتفاق طالما ذلك ممكن لايران ولن نتخلى عنه شرط ان نتمكن أيضا من الافادة منه”، مضيفا ان “ايران ستبقى في الاتفاق اذا قدمت الدول الموقعة الاخرى باستثناء الولايات المتحدة ضمانات لمصالحها”.
وانسحبت ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب من الاتفاق في ايار/مايو الماضي ما اثار مخاوف من تعرض الجهات التي تريد اقامة تبادلات اقتصادية مع طهران لعقوبات أميركية. إلا أن ايران بحاجة الى تحقيق مكاسب اقتصادية من الاتفاق على هيئة استثمارات اجنبية حتى تتمكن من انعاش اقتصادها.
وكان روحاني اجرى محادثات ثنائية في سويسرا قبل وصوله الى النمسا.
وشدد روحاني “نحن بحاجة الى توازن بين واجباتنا وفرضية القيود … ونأمل باتخاذ خطوات حاسمة في ما يتعلق بالتجارة والاقتصاد”، في ما يشكل رسالة مباشرة الى الدول الخمس الاخرى الموقعة على الاتفاق النووي (الصين وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والمانيا) التي من المفترض ان يعقد وزراء خارجيتها اجتماعا الجمعة في فيينا للمرة الاولى منذ اعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق.
يصادف الاشتباه بممثل رسمي للحكومة الايرانية في التخطيط لاعتداء أسوأ وقت بالنسبة الى طهران والجهات الاخرى الموقعة على الاتفاق.
واعلنت نيابة بامبرغ في جنوب المانيا ان الدبلوماسي المعتمد في فيينا والذي اوقف السبت في المانيا يمكن ان يتم ترحيله قريبا الى بلجيكا حيث يتم تنسيق التحقيقات حول مخطط الهجوم، بحسب ما اوردت وكالة “دي بي ايه”.
وقالت مصادر عدة لوكالة فرانس برس ان الدبلوماسي لا يمكنه الافادة من الحصانة لان الجنحة المفترضة ارتكبت خارج الدولة المعتمد فيها.
– كورتز يدافع عن اسرائيل –
وقال “المجلس الوطني للمقاومة الايرانية” الذي تنضوي ضمنه منظمة مجاهدي خلق الاثنين ان “دبلوماسي نظام الملالي في النمسا أوقف في المانيا (…) ويدعى اسد الله اسدي”، واتهمه بانه “مدبر” محاولة الاعتداء “والمخطط الرئيسي لها”.
ويشتبه بانه كان على اتصال بموقوفين آخرين هما زوجان بلجيكيان من اصل إيراني أرادا تنفيذ التفجير ضد تجمع لمجاهدي خلق وهي حركة معارضة في المنفى تأسست في 1965 وحظرتها السلطات الايرانية في 1981.
وقد اوقفا في بروكسل وبحوزتهما 500 غرام من مادة بيروكسيد الاسيتون (تي اي تي بي) وهي متفجرات يدوية الصنع، الى جانب “جهاز للتفجير”.
وشارك حوالى 25 الف شخص في تجمع حركة مجاهدي الشعب بحضور اثنين من المقربين الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش ورئيس البلدية السابق لمدينة نيويورك رودي جولياني.
ذكر الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية النمساوية ان أسدي يشغل منصب المستشار الثالث في سفارة ايران لدى فيينا.
واكدت طهران التي اثارت القضية استياءها، انها “عملية مزيفة”. وأكد الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية الايرانية الاربعاء ان الزوجين اللذين أوقفا في بلجيكا ينتميان الى حركة مجاهدي خلق.
وأمام روحاني اعتبر كورتز ان من “غير المقبول ابدا اعادة النظر في حق اسرائيل بالوجود او الدعوات الى تدميرها”، مشدد على ان “امن اسرائيل غير قابل للتفاوض بالنسبة الينا”.