زيارة “نانوتقنية” للولايات المتحدة الأمريكية
يواصل عدد من ممثلي المؤسسات والشركات وأصحاب الاستثمارات السويسرية في المجالات التكنولوجية النانومترية جولة تتواصل حتى منتصف الشهر الجاري في الولايات المتحدة الأمريكية، يزورون خلالها عددا من المراكز الرئيسية لهذه التقنيات، مثل بوسطن وشيكاغو وسان خوسيه وغيرها.
إذا كانت التقنيات الميكرومترية تعني التعامل بأشياء مجهرية على مستوى الجزء الواحد على مليون من المتر، فان التقنيات النانومترية تعني التعامل بأشياء على مستوى الجزء الواحد على مليار من المتر، أي على مستوى الذرة.
ولإعطاء فكرة عامة عن المقاييس المألوفة في هذا المجال التقني المعاصر، يقول الدكتور هانس غونيترود أستاذ الفيزياء بجامعة بازل والمسؤول عن المركز السويسري للأبحاث التقنية النانومترية، إن النزول عند الذرة في أية مادة من المواد هو بمثابة النزول إلى مستوى التفاحة بالمقارنة مع الكرة الأرضية.
ويضيف أن التعامل بهذه الذرة قد كشف النقاب عن خواص فيزيائية وكميائية للمادة، تختلف كل الاختلاف عن الخواص المعروفة لها ضوئيا وإلكترونيا أو مغناطيسيا وميكانيكيا.
الإبحار في عالم مادّي جديد
أما الهدف من هذه التقنيات النانومترية فليس تصغير الأجهزة والمعدات الميكرومترية المجهرية المعروفة بآلاف الأضعاف وحسب، وإنما يرمي أيضا للتحكم بكل ذرة من ذرات المادة للتأثير على موقعها أو موقع كتل منها في المادة.
والمعروف هو أن الباحثين السويسريين قد فطنوا مبكرا لهذه التقنيات التي من المتوقع أن تترك بصماتها على كل كبيرة وصغيرة خلال السنوات العشرين أو الثلاثين المقبلة، بشكل يؤثر بدوره على فنون ومرافق حيوية عديدة، كالفنون الطبية والجراحية والتقنيات المعلوماتية أو صناعات الحاسب الإلكتروني والاتصالات عبر الأقمار الصناعية وغيرها.
ويقول كريستيان سِم المسؤول عن مكتب العلوم والتكنولوجيا في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية: إن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها وفد سويسري هام من الأوساط المعنية بالتقنيات والصناعات النانومترية إلى الولايات المتحدة، لتبادل المعلومات والخبرات مع الأوساط الأمريكية التي لها قصب السبق على أي حال في هذا المضمار.
ولعل أهم حدث خلال هذه الزيارة، هو لقاء سان فرانسيسكو حيث يتبادل العلماء السويسريون والأمريكيون وجهات النظر في تطور التقنيات النانومترية ويتجاذبون أطراف الحديث حول التصورات المستقبلية لهذه التقنيات التي أصبحت على طريق تفجير ثورة صناعية جديدة، تضع الأسس لاقتصاد عالمي جديد خلال العقود القادمة.
خطوات متواضعة نحو اقتصاد عالمي جديد
ولأخذ فكرة عن السبق في هذا المجال قد تجدر الملاحظة أن سويسرا تنفق سنويا حوالي ثلاثين مليون فرنك على الأبحاث التقنية النانومترية في مراكز تحوز حاليا على شهرة في هذا الميدان كالمعهدين الفدراليين في كل من زيوريخ ولوزان أو معهدي الأبحاث النانومترية في جامعتي نوشاتيل وبازل وغيرهما.
ويعتبر معدل الإنفاق على الأبحاث النانومترية في سويسرا من أعلى المعدلات العالمية بالنسبة للفرد الواحد من السكان، حسب دراسة أجرتها المجموعة السويسرية الاستشارية للأبحاث التقنية خلال العام الماضي، وتضع مستوى الاستثمارات الأمريكية في مثل هذه الأبحاث بحدود ست إلى سبعمائة مليون فرنك سويسري.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.