سالفيني يدعو من بولندا الى “ربيع أوروبي” شعبوي
اعتبر وزير الداخلية الايطالي اليميني المتطرف ماتيو سالفيني الاربعاء أن الشعبويين في ايطاليا وبولندا يجب ان يطلقوا شرارة “ربيع أوروبي” لكي يحلوا محل يمين الوسط الحاكم في ألمانيا وفرنسا.
وكان سالفيني الذي يتولى أيضا منصب نائب رئيس الوزراء الايطالي يتحدث في وارسو قبيل محادثاته مع ياروسلاف كاتشينسكي، زعيم الحزب القومي المحافظ الحاكم في بولندا.
وبعد محادثاته مع الرئيس البولندي، قال سالفيني أنه عرض عليه الإتفاق بين البلدين على “برنامج مشترك” لأوروبا، مع التوضيح أن هذا البرنامج “غير موجود بعد”.
ووصف لقاءه بكاتشينسكي بأنه “كان طويلا وايجابيا وملموسا” وأنهما كانا متوافقين بنسبة “90%”.
وتابع سالفيني “عرضت لتجاوز الفروقات بين الاحزاب والخلافات نتيجة الجغرافيا والعادات الثقافية، أن نتوصل الى عقد او ميثاق لاوروبا، لا يزال غير موجود، وأنا لم أحضر ومعي مشروع جاهز”.
وتابع “يمكن ان نقترح ميثاقا من اجل اوروبا من عشر نقاط يقرر الايطاليون والبولنديون والهولنديون والاسبان والدنماركيون ما اذا كانوا يؤيدونه أم لا”.
وكرر دعوته لاقامة تحالف يضم “كل الذين يريدون انقاذ اوروبا”، معتبرا “أن الوقت حان لاستبدال المحور الفرنسي الالماني بمحور ايطالي بولندي”.
والانتخابات الاوروبية المقررة في اواخر ايار/مايو المقبل، يمكن أن تؤدي الى وصول أحزاب قومية وأخرى يمينية متطرفة من مختلف أنحاء أوروبا الى البرلمان الاوروبي، ما يمكن يحدث خللا في توازن السلطة التي يهيمن عليها حاليا يمين الوسط.
وكان سالفيني الذي يترأس حزب الرابطة اليميني المتطرف التقى وزير الداخلية البولندي يواكيم برودشينسكي وقال بعد اللقاء إن “اوروبا تعودت لاعوام أن تتحدث عن المحور الفرنسي الالماني، ونحن نستعد لارساء توازن جديد وطاقة جديدة في أوروبا”.
ويشارك حزب سالفيني ” الرابطة” المناهض للهجرة في الائتلاف الحاكم في ايطاليا مع حزب خمس نجوم منذ الانتخابات العامة السنة الماضية.
وشهدت العلاقات بين روما وبروكسل خلافات عديدة وخصوصا حول ملف الهجرة وجهود البلاد لاعتماد موازنة تتضمن انفاقا كبيرا من أجل تطبيق الاجراءات الشعبوية.
والشهر الماضي اعتمدت ايطاليا موازنة معدلة للعام 2019 لتجنب تعرضها لعقوبات من المفوضية الاوروبية والاسواق المالية.
– “تمييز”؟-
وقال سالفيني أيضا لوسائل اعلام بولندية إنه بحث إقامة “محور إيطالي-بولندي” وذلك خلال محادثات مغلقة أجراها مع رئيس الوزراء البولندي المحافظ ماتيوش مورافيتسكي.
وأضاف أن “بولندا وايطاليا ستقودان من دون شك هذا الربيع الاوروبي الجديد، هذه النهضة لقيم اوروبية فعلية مع قدر أقل من المال والبيروقراطية وقدر أكبر من العمل والامن”.
وأكد سالفيني أن “الامن لا يمكن ضمانه عبر مساعدة المهربين والمنظمات غير الحكومية المتواطئة، بل عبر الدفاع عن حق كل بلد في حماية حدوده. إن من يرضخ لاستفزاز بروكسل أو المنظمات غير الحكومية لا يؤدي فقط خدمة سيئة للايطاليين بل لجميع الاوروبيين”.
وشدد نظيره البولندي على توافق ايطاليا وبولندا على غالبية المواضيع التي تمت مناقشتها.
وقال إن البلدين “لا يعتزمان الخروج من الاتحاد الاوروبي، إنهما جزء لا يتجزأ من الاتحاد (…) نريد تعزيزه، تحسين أمن مواطنينا (…) وإصلاحه ليكون أقرب الى الناس منه الى النخب”.
وقبل ساعات، أكد رئيس الوزراء البولندي في مقابلة مع شبكة “سي إن بي سي” الاميركية التقارب في المواقف بين روما ووارسو، متهما الاتحاد الاوروبي بأنه “يميز” بين الدول الاعضاء.
وقال إن حكومته تشاطر سالفيني انتقادات “كثيرة” وجهها للاتحاد الاوروبي.
وأضاف “مختلف الدول الاعضاء يعاملون بطريقة مختلفة في أوضاع متشابهة كثيرا، وبالتالي قد يكون هذا الامر تعريفا للتمييز”.
ومنذ توليها السلطة في العام 2015، وضعت الحكومة البولندية البلاد في خلاف مع الاتحاد الاوروبي حول سلسلة إصلاحات قضائية مثيرة للجدل.
وتشدد بروكسل على أن هذه الاصلاحات تشكل تهديدا لاستقلال القضاء ودولة القانون وبالتالي للديموقراطية. ومنذ ذلك الحين تراجعت وارسو عن اصلاحاتها.