سويسرا تلتحق بالأمم المتحدة
واحدة من أقدم الديموقراطيات في العالم تصبح أحدث عضو في الأمم المتحدة.
وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع على التحاق سويسرا بشكل كامل لتصبح العضو 190
لم يتردد الرئيس السويسري كاسبار فيلليغر في وصف اللحظات التي سبقت الإعلان الرسمي عن قبول بلاده كعضو كامل في الأمم المتحدة بقوله “إنها أهم لحظة في حياتي”، مضيفا في حديثه لسويس انفو “إنني فخور لأن السويسريين هم الذين قرروا في استفتاء شعبي الالتحاق بالأمم المتحدة”.
كان إعلان انضمام سويسرا كعضو كامل في الأمم المتحدة أحد أهم جدول أعمال الدورة السابعة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وبدا هذا الحدث أيضا في مدينة نيويورك، حيث اكتست قمة ناطحة السحاب “امباير ستات” بالأضواء الحمراء والبيضاء التي تمثل العلم السويسري بدلا من اللون الأزرق الذي عرفت به دائما.
وبدأت مراسم الإعلان عن انضمام الكنفدرالية بكلمة من وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان تلا فيها المطلب السويسري بالانضمام، حيث وافق الأعضاء على التحاقها بالإجماع. وبعد ذلك استبدل الوفد السويسري مقاعده من صفوف المراقبين ليحتل مكانه بين الأعضاء.
وقد أكد الرئيس السويسري كاسبار فيلليغر في كلمته أمام الجمعية العامة، والتي حرص على إلقاء فقراتها باللغات الوطنية الثلاثة الألمانية والفرنسية والإيطالية، على أن بلاده تقدمت بطلب الانضمام إلى الأمم المتحدة كدولة محايدة وستتحافظ على هذا الحياد بعد عضويتها في المنظمة الدولية.
وأشار فيلليغر في كلمته إلى أن الحياد يشكل دورا محوريا لنسبة كبيرة من السويسريين يشترك فيه الذين أيدوا الالتحاق بالأمم المتحدة، والذين عارضوه أيضا.
دور سويسري أقوى
وقد أعرب وزير الخارجية السويسري جوزيف دايس أمام حشد من الصحفيين قبل الإعلان عن قبول سويسرا كعضو كامل في الأمم المتحدة، عن أهمية هذا اليوم للكنفدرالية وسياستها الخارجية، مؤكدا على أن دور بلاده في المنظمة الدولية سيكون ملموسا ومقنعا.
ولم ينس وزير الخارجية التذكير بدور السويسريين والديموقراطية في تحقيق هذه الخطوة، مشيرا إلى أن موافقة الناخبين تعني دعما للأمم المتحدة والتعاون الدولي.
وأضاف دايس في حديثة إلى الصحفيين في نيويورك بأن “الأمم المتحدة ليست – كما نعلم – مؤسسة بدون أخطاء”، ولكنه اعتبرها المنتدى الذي تجتمع تحت سقفه دول العالم، مشيرا إلى أن “السير في نهج منفرد يؤدي إلى طريق مسدود، سواء قامت بذلك دولة عظمى أو صغرى”.
وأشار وزير الخارجية السويسري إلى دور بلاده المستقبلي في المنظمة الدولية، والذي يتركز على إحلال السلام وحقوق الإنسان والقانون الدولي والتنمية طويلة المدى.
أول النتائج الايجابية
ومن المعروف أن سويسرا لها باع طويل وخبرة عميقة في هذه المجالات، ومن المتوقع أن يكسبها التحاقها بالأمم المتحدة قوة، حيث يعتقد وزير الخارجية السويسري أن بلاده داخل الأمم المتحدة ستتمكن من عرض أفكارها وبرامجها بشكل مباشر، وستتمكن من الدفاع عنها.
ومن أول النتائج الإيجابية لانضمام سويسرا إلى الأمم المتحدة انتخاب أستاذ القانون الدولي فالتر كالين كعضو في لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
“مرحبا في الأسرة الدولية”
وفور انتهاء الجلسة الافتتاحية، شارك الوفد السويسري بحضور الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في مراسم رفع العلم السويسري خارج مبنى الجمعية العامة في نيويورك، حيث عزفت فرقة موسيقى الجيش النشيد الوطني السويسري، وألقى كل من كوفي أنان والرئيس السويسري كلمتان بهذه المناسبة التاريخية.
وكان لافتا للنظر ترحيب الامين العام بالوفد السويسري قائلا “السويسريون هنا… مرحبا بالتحاق الكنفدرالية بأسرة الأمم المتحدة”.
سويس انفو
– وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والخمسين على انضمام سويسرا إلى الامم المتحدة لتصبح العضو التسعين بعد المائة.
– سويسرا هي الدولة الوحيدة التي اختار شعبها بأسلوب ديموقراطي الالتحاق بالمنظمة الدولية.
– حرص الرئيس السويسري في كلمته على التأكيد على التزام بلاده بالحياد بعد انضمامها إلى الامم المتحدة.
– الوفد السويسري المشارك في الاحتفالات ضم رئيس الدولة ووزير الخارجية ورئيسة البرلمان، ووفد من الكانتونات وممثلين عن منظمات المجتمع المدني والقطاع الاقتصادي.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.