أوباما يُعلن مقتل أسامة بن لادن في عملية كوماندوس استهدفته في باكستان
اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما فجر الإثنين أن زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن قتل في اشتباك مع القوات الامريكية في باكستان يوم الاحد 1 مايو وانه تم انتشال جثته في نهاية لنحو عشر سنوات من الملاحقة لمدبر هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.
وقال اوباما في كلمة مثيرة دُعي اليها على عجل في البيت الابيض واعلن خلالها قتل الرجل المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر عام 2001 التي ادت الى مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص “العدالة تحققت”.
ويعد مقتل بن لادن الذي أكده مسؤولون باكستانيون ضربة رمزية قوية على الاقل للقاعدة التي شنت هجمات دامية في مدن غربية وعربية كثيرة والتي تواجه حملة عالمية ضدها أضعفتها لكنها مازالت تشكل خطرا على عديد من الدول.
وفور اذاعة النبأ أقيمت الاحتفالات وحمل المواطنون الاعلام الامريكية في واشنطن وفي نيويورك مقر برجي مركز التجارة العالمي اللذين فجرا في الهجمات. ويعد هذا انجازا كبيرا لاوباما وفريقه للامن القومي ويمكن ان يمنحه تعزيزا سياسيا مع سعيه لاعادة انتخابه للرئاسة في 2012.
في بلدة أبوت آباد..
وقد يجد اوباما من السهل عليه الآن ان ينهي الحرب في أفغانستان المستمرة منذ نحو عشر سنوات والتي بدأت عقب هجوم سبتمبر على واشنطن ونيويورك.
لكن عملية قتل بن لادن قد تعقد العلاقات مع باكستان المتوترة بالفعل بسبب الهجمات التي تشنها طائرات بلا طيار في غرب البلاد وسجن متعاقد مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) المتهم بقتل رجلين باكستانيين.
وقال اوباما ان القوات الامريكية قادت عملية استهدفت قتل بن لادن في بلدة ابوت اباد الواقعة شمالي العاصمة الباكستانية اسلام اباد. واضاف ان العملية لم تؤد الى مقتل اي امريكي وان القوات الامريكية حرصت على تفادي سقوط ضحايا مدنيين.
وقال مسؤول كبير في الادارة الامريكية انه يعتقد ان ثلاثة أشخاص بالغين قتلوا الى جانب بن لادن في العملية من بينهم ابن بالغ لزعيم تنظيم القاعدة.
وفور مقتل بن لادن اصدرت وزارة الخارجية الامريكية تحذيرا من السفر لكل الامريكيين في شتى انحاء العالم محذرة من اعمال عنف محتملة ضد الامريكيين.
ترحيب شعبي ورسمي
وفي واشنطن تجمع آلاف الاشخاص بسرعة خارج البيت الابيض وهم يلوحون بالعلم الامريكي ويهللون ويهتفون “امريكا امريكا”.
واطلق قائدو السيارات ابواق سياراتهم ابتهاجا وتدفق الناس على متنزه لافاييتي على الجانب الاخر من القصر الرئاسي بينما وقفت سيارات الشرطة في حالة ترقب.
وقالت لورا فوجلر الطالبة في الجامعة الامريكية في واشنطن خارج البيت الابيض “جئت الى هنا كي اشهد التاريخ. صديقي سيلتحق بمشاة البحرية الاسبوع المقبل. ومن ثم فانني فخورة بالجنود.”
وأقيمت أيضا احتفالات في نيويورك في موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين فجرا بطائرات ركاب مخطوفة.
وكان امريكيون كثيرون قد فقدوا الامل في العثور على بن لادن بعد اختفائه في جبال شرق افغانستان في اواخر 2001 بعد ان غزت القوات الامريكية والمتحالفة معها هذا البلد ردا على هجمات سبتمبر.
وقال الرئيس الامريكي إن المعلومات التي ظهرت في اغسطس 2010 هي التي ساعدت في نهاية المطاف على تعقب بن لادن. وذكر مسؤول امريكي كبير ان أوباما أعطى الامر النهائي بالقيام بالعملية صباح يوم الجمعة الماضي (29 أبريل 2011).
وقال اوباما “الولايات المتحدة قامت بعملية قتلت اسامة ابن لادن زعيم تنظيم القاعدة الارهابي المسؤول عن قتل آلاف الرجال والنساء والاطفال”.
واعلن الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الذي كان قد وعد بتقديم بن لادن للعدالة حيا او ميتا ولم يف بوعده ان موت زعيم تنظيم القاعدة “انجاز بالغ الاهمية”. وأضاف بوش الذي كان في مقعد الرئاسة وقت وقوع هجمات سبتمبر “القتال ضد الارهاب مستمر ولكن الليلة امريكا بعثت برسالة لا لبس فيها الا وهي ان العدالة ستتحقق مهما طال الوقت.”
وجاءت بيانات الترحيب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على السواء اللذين يختلفان في العادة. وقال السناتور الجمهوري جون مكين “أشعر بسعادة غامرة لاننا نلنا أخيرا من أكبر ارهابي في العالم”. وقال بيل كلينتون الرئيس الامريكي الاسبق الديمقراطي “أهنيء الرئيس وفريق الامن القومي وأفراد قواتنا المسلحة لتقديمهم اسامة بن لادن للعدالة بعد أكثر من عقد من هجمات القاعدة الاجرامية”.
الجثة لتبديد الشكوك
وقال اوباما ان اي اميركي لم يصب في العملية وان الولايات المتحدة لديها جثة بن لادن. وقد عرضت محطات التلفزيون الباكستانية الوجه المشوه جزئيا لاسامة بن لادن. وكشف مسؤولون اميركيون ان خمسة اشخاص آخرين قتلوا مع بن لادن. واشاد اوباما بمساعدة باكستان وقال انه اتصل بنظيره آصف علي زرداري، مؤكدا انها “لحظة تاريخية”.
وعلى الرغم من غزو افغانستان في نهاية 2001 واطاحة نظام طالبان الذي كان يأوي تنظيم القاعدة، نجا بن لادن من الاسر وحتى من محاولات تحديد مكان وجوده خصوصا في المناطق القبلية الباكستانية بين افغانستان وباكستان حيث قيل انه كان يقيم. واطلقت تكهنات من حين لآخر بشأنه، لكن رسائل صوتية باسمه كانت تبث باستمرار يهاجم فيها الغربيين.
ومن المتوقع أن يُسهم وجود الجثة في تبديد اي شكوك في مقتل بن لادن. وقال مسؤول أمريكي يوم الاثنين 2 مايو ان الولايات المتحدة تجري اختبارا للحمض النووي لزعيم تنظيم القاعدة القتيل واستخدمت تقنيات للتعرف على الوجه للمساعدة في تحديد هويته.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن القوة التي قتلته في معركة بباكستان والتي قاوم خلالها وقـُتـل بالرصاص في رأسه عرفته. وقال المسؤول لوكالة رويترز: “إن نتائج تحليل الحمض النووي ستظهر في الأيام القليلة القادمة”.
ردود فعل سويسرية وعربية ودولية
وفي سويسرا، قالت وزيرة الخارجية ميشلين كالمي ري “إن القضاء على رأس القاعدة اليوم خبر جيد”، وشددت على أن “أسامة بن لادن ومنظمته مارسوا إرهابا أعمى ووحشيا أسفر عن سقوط آلاف القتلى”. وفي بيان وزعته المصالح التابعة لها في برن، قالت رئيسة الكنفدرالية للسنة الجارية إن “سويسرا تدين الإرهاب بأقصى درجات الصرامة وهي ترحب بالأعمال الملموسة التي ترمي إلى وضع حد لهياكل وأعمال الإرهاب الدولي من وسط آسيا إلى المغرب العربي مرورا بالشرق الأوسط”
في المقابل، قال أولي ماورر وزير الدفاع في الحكومة الفدرالية إن “اختفاء أسامة بن لادن لن يغير الكثير على الفور”، واعتبر أنه من “السذاجة” الإعتقاد بأن المشاكل قد حُلت مؤكدا أن الإيديولوجية الأصولية ستظل قائمة بعد وفاة “المرشد الروحي للقاعدة”. وذهب وزير الدفاع إلى أن القضاء على “زعيم القاعدة يهدد بإطلاق أعمال ثأرية في الفترة المقبلة وخاصة ضد أهداف أمريكية”
وفي رام الله، قالت السلطة الفلسطينية إن مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة على أيدي القوات الامريكية أمر مفيد للسلام. وقال غسان الخطيب المتحدث باسم السلطة الفلسطينية “إن التخلص من بن لادن أمر مفيد للسلام في شتى أنحاء العالم ولكن المهم هو التغلب على الخطاب والاساليب العنيفة التي طبقها وشجعها بن لادن واخرون في العالم”.
وفي صنعاء، قال مسؤول يمني إن اليمن يرحب بالعملية الامريكية التي أدت الى مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وأعرب عن أمله في أن تؤدي المزيد من الاجراءات الى اقتلاع التشدد من جذوره. وتابع المسؤول لرويترز طالبا عدم نشر اسمه ان اليمن يرحب بالعملية التي انتهت ويأمل أن تؤدي مثل هذه الاجراءات الى القضاء على الارهاب في شتى أنحاء العالم.
في إسرائيل، أشاد بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل بالقوات الامريكية الخاصة التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن معتبرا ذلك “انتصارا مدويا” لواشنطن وحلفائها في “الحرب على الارهاب”. وقال نتنياهو في بيان يوم الاثنين 2 مايو “هذا نصر مدو للعدالة والحرية والقيم التي تتشارك فيها كل الدول الديمقراطية التي تقاتل بتصميم جنبا الى جنب ضد الارهاب”. وعبرت اسرائيل عن ارتياحها لتصفية زعيم تنظيم القاعدة، مؤكدة ان موته “يشكل نجاحا كبيرا (…) للعالم الحر”.
وفي القاهرة، طالبت جماعة الاخوان المسلمين بانسحاب القوات الامريكية من أفغانستان والعراق بعد مقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة مدبر هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة.
وقال عصام العريان المتحدث باسم الاخوان المسلمين في مصر لرويترز انه بمقتل بن لادن أزيل أحد اسباب ممارسة العنف في العالم. واستطرد أنه حان الوقت لان ينسحب اوباما من أفغانستان والعراق وينهي احتلال الولايات المتحدة والقوات الغربية في انحاء العالم والذي آذى الدول الاسلامية طويلا. وقال العريان ان “الثورات” التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط دليل على ان الديمقراطية لها مكان في الشرق الاوسط وان المنطقة لا تحتاج الى احتلال أجنبي بعد الان.
وتوقع العريان امكانية حدوث رد فعل عنيف لمقتل بن لادن في مناطق من العالم تحتفظ فيها القاعدة بموقع قدم. وقال ان رد الفعل في افغانستان وباكستان والمغرب والجزائر قد يتسم بالعنف لان نفوذ القاعدة منتشر هناك. وطالب بعدم الربط بين الاسلام والارهاب او نوع العنف الذي روج له بن لادن. وقال انه حان الوقت لان يفهم العالم انه لا علاقة بين العنف والاسلام وان الربط بينهما خطأ متعمد من جانب وسائل الاعلام.
وفي لندن، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان مقتل اسامة بن لادن يشكل مصدر”ارتياح كبير لشعوب العالم”، بينما اعتبره وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه “انتصارا للديموقراطيات التي تحارب آفة الارهاب”. أما الهند فرأت أن مقتل بن لادن بالقرب من اسلام اباد يؤكد أن باكستان تشكل “ملاذا” للإرهابيين.
26 فبراير 1993- الولايات المتحدة: تفجير في مركز التجارة العالمي يسفر عن سقوط ستة قتلى وحوالى الف جريح. هز الانفجار الطبقات الست تحت برجي مركز التجارة العالمي الذي كان يضم حوالى 55 الف شخص عند وقوع الانفجار.
13 نوفمبر 1995- السعودية: انفجار سيارة مفخخة في الرياض امام مبنى للحرس الوطني السعودي يعمل فيه مستشارون عسكريون اميركيون. قتل خمسة جنود اميركيين وهنديان وجرح اكثر من ستين شخصا آخرين.
25 يونيو 1996- السعودية: شاحنة محشوة بطنين من المتفجرات تنفجر عند مدخل قاعدة الخبر الاميركية قرب مدينة الظهران. الحصيلة: 19 قتيلا جميعهم اميركيون و386 جريحا.
7 أغسطس 1998- كينيا وتنزانيا: انفجار سيارتين مفخختين في وقت واحد قرب سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام. سقط 224 قتيلا بينهم 12 اميركيا وآلاف الجرحى.
12 أكتوبر 2000- اليمن: مقتل 17 بحارا في مرفأ عدن في اعتداء استهدف المدمرة الاميركية كول.
11 سبتمبر 2001- الولايات المتحدة: خطفت اربع طائرات ركاب مدنية تقل في مجموعها 266 شخصا واستخدمت اسلحة لتنفيذ هجمات لا سابق لها على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزراة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في واشنطن. تحطمت الطائرة الرابعة في بنسلفانيا. كان هذا الاعتداء الاخطر في التاريخ واسفر عن مقتل او فقدان ثلاثة آلاف شخص.
11 أبريل 2002- تونس: 21 قتيلا بينهم 14 المانيا في تونس في اعتداء انتحاري على كنيس الغريبة اليهودي في جربة.
12 اكتوبر 2002- اندونيسيا: 202 قتيل بينهم عدد كبير من السياح الاجانب في اعتداء بسيارة مفخخة على مرقص في بالي نسب الى الجماعة الاسلامية الشبكة السرية التي تدعو الى اقامة دولة اسلامية في جنوب شرق آسيا وتؤمن بافكار القاعدة.
12 مايو 2003- السعودية: 35 قتيلا بينهم تسعة اميركيين في ثلاثة تفجيرات في مجمع سكني في الرياض.
16 مايو 2003- المغرب: 45 قتيلا بينهم 12 انتحاريا في خمسة اعتداءات شبه متزامنة في المغرب استهدفت مطاعم وفنادق يرتادها اجانب ومواقع يهودية في الدار البيضاء.
15 و20 نوفمبر 2003- تركيا: 63 قتيلا في اربعة تفجيرات انتحارية بسيارات مفخخة ضد كنيسين والقنصلية البريطانية والمصرف البريطاني اتش اي بي سي في اسطنبول.
2 مارس 2004- العراق: حوالى 180 قتيلا في سلسلة هجمات على عدد من العتبات الشيعية في بغداد وكربلاء.
11 مارس 2004 – اسبانيا: 191 قتيلا وحوالى الفي جريح في سلسلة اعتداءات استهدفت قطارات في ثلاث محطات في مدريد وضاحيتها.
7 يوليو 2005 – بريطانيا: 56 قتيلا بينهم اربعة انتحاريين في اربع هجمات انتحارية في قطار الانفاق وحافلة في لندن.
23 يوليو 2005 – مصر: 68 قتيلا في سلسلة هجمات انتحارية على اماكن سياحية في منتجع شرم الشيخ.
9 نوفمبر 2005- الاردن: ستون قتيلا في ثلاثة تفجيرات انتحارية في فنادق في عمان.
24 ابريل 2006 – مصر: عشرون قتيلا وتسعون جريحا في ثلاثة تفجيرات انتحارية في منتجع ذهب على البحر الاحمر.
14 أغسطس 2007 – العراق: اكثر من 400 قتيل في اربعة تفجيرات بشاحنات مفخخة ضد الاكراد الايدزيديين.
11 ديسمبر 2007 – الجزائر: 41 قتيلا بينهم 17 موظفا في الامم المتحدة في هجومين انتحاريين في العاصمة الجزائرية.
17 سبتمبر 2008 – اليمن: اعتداء بسيارات مفخخة على سفارة الولايات المتحدة في صنعاء يسفر عن سقوط 16 قتيلا بينهم ستة مهاجمين.
20 سبتمبر 2008 – باكستان: ستون قتيلا في هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة عل فندق ماريوت في اسلام اباد.
25 ديسمبر 2009 – هولندا/الولايات المتحدة: عمر فاروق عبد المطلب يقوم خلال رحلة بين امستردام وديترويت بمحاولة تفجير طائرة بمتفجرات خبأها تحت ملابسه. تمت السيطرة عليه وجرح في اشتعال متفجرات.
24 نوفمبر 2010 – اليمن: مقتل 23 شخصا في هجوم انتحاري على موكب ديني في معقل المعارضة الشيعية شمال اليمن نسبه زعيم قبلي الى القاعدة.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.