الطائرة السويسرية تعود خالية الوفاض من طرابلس
على الرغم من انتهاء مهلة تطبيع العلاقات بين سويسرا وليبيا يوم الثلاثاء 20 أكتوبر الجاري، عاد الوفد السويسري من طرابلس مساء الإثنين بدون المواطنيـْن المحتجزيْن في ليبيا منذ أزيد من عام. لكن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، غيري مولـّر، يعارض القائلين بأنه "لم يحدث شيء" خلال الأسابيع القليلة الماضية.
غداة الزيارة التي قام بها وفد دبلوماسي سويسري إلى طرابلس، أكد السيد مولـّر (من حزب الخضر) بأن اللجنة التي يرأسها في مجلس النواب تريد تحليل الوضع بعناية.
وقال في تصريح للإذاعة السويسرية الناطقة بالألمانية DRS إنه “من المهم معرفة ما تم الحصول عليه من خلال أحدث تحركات مجموعة العمل حول ليبيا”. وبناء على هذا التحليل، سيتعين على سويسرا وضع “مخطط دقيق” حسب تعبيره.
وقد عبــّر السيد مولـّر يوم الثلاثاء 20 أكتوبر عن معارضته لقطع العلاقات الدبلوماسية مع طرابلس، مضيفا في المقابل أنه ينبغي على الطرف الليبي أن يبدأ في التحرك.
ويذكر أن مهلة 60 يوما لتطبيع العلاقات بين سويسرا وليبيا قد انتهت هذا الثلاثاء 20 أكتوبر، وهو التاريخ الذي تم تحديده في النقطة 7 من الاتفاق الذي وقعه رئيس الكنفدرالية هانس-رودولف ميرتس يوم 20 أغسطس الماضي في طرابلس إلى جانب رئيس الوزراء الليبي د. البغدادي علي المحمودي.
معلومات شحيحة
وتجدر الإِشارة إلى أن الإفراج عن رجلي الأعمال السويسرييـْن – المحتجزين حاليا في مكان مجهول بليبيا – ليس مذكورا في الإتفاق، لكن برن تعتبر هذه النقطة من ضمن المسائل التي تدخل في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين.
وقد تحوّل الوفد الدبلوماسي السويسري يوم الإثنين 19 أكتوبر إلى طرابلس بهدف محاولة معاودة الإتصال بالسويسرييْن المحتجزين في ليبيا منذ أزيد من عام، حسبما أوردته العديد من المواقع الإعلامية الإلكترونية السويسرية.
ويُحتجز الرجلان من قبل السلطات الليبية رسميا بسبب مخالفتهما المزعومة لقوانين الإقامة والهجرة، غير أن سويسرا تعتبر هذا التحرك ردا انتقاميا على اعتقال شرطة كانتون جنيف لنجل الزعيم الليبي، هانيبال القذافي، وزوجته آلين في فندق فخم بجنيف في صيف 2008 بعد رفع شكوى ضدهما تتهمهما بسوء معاملة اثنين من خدمهما العرب.
وكانت القناة التلفزيونية الروماندية السويسرية الناطقة بالفرنسية TSR قد أوضحت مساء الإثنين أن الوفد السويسري المكون من 5 إلى 6 أشخاص بقيادة كاتب الدولة ميكائيل أمبول قد تحول يوم الأحد إلى العاصمة طرابلس على متن طائرة تابعة للحكومـة السويسرية، وهو ما أكدته وزارة الخارجية في بيان موجز أصدرته مساء الإثنين، وشددت فيه على أن الزيارة تدخل في إطار التطبيع الذي اتفق عليه في النقطة 7 من الإتفاق الموقع عليه يوم 20 أغسطس في طرابلس” وأنه “لا يمكن الإدلاء بأية معلومة أخرى الآن”.
وقد تم استدعاء رجليْ الأعمال السويسريين قبل قرابة شهر من طرف السلطات الليبية بذريعة إخضاعهما لفحص طبي، ثم احتــُجزا بعد ذلك في مكان “آمن”. وقد بررت طرابلس هذا الإجراء بالتعبير عن مخاوفها من أن تلجأ سويسرا إلى تدخل عسكري لتحرير مواطنيــْها اللذين كانا مجبريْن قبل ذلك على الإقامة في السفارة السويسرية. ولم تتسرب أية معلومات عن مصير السويسرييــْن منذ ذلك التاريخ.
swissinfo.ch مع الوكالات
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.