المثقفون والرئيس.. مبادرة “سلمية” لإنقاذ مصر
أوضح الدكتور عبد الله الأشعل، الخبير القانوني والمساعد الأسبق لوزير الخارجية المصرية للشؤون القانونية الدولية والمعاهدات والتخطيط السياسي، أن "المبادرة الوطنية لإنقاذ مصر"، لا تستهدف في أي مرحلة من مراحلها التحوّل إلى حزب سياسي، وأنها تختلِـف عمّـا سبقها من محاولات في أنها "مبادرة شراكة مع النظام" وأنها مبادرة سِـلمية مقدّمة إلى شخص الرئيس مبارك، وأنها "معه وليست ضدّه".
وقال الدكتور الأشعل، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية والمنسِّـق العام للمبادرة الوطنية للإنقاذ في حوار خاص لسويس إنفو: “نمد أيدِينا ونضَـع خِـبراتنا وقُـدراتنا رهن إشارة مصرنا الحبيبة، كما أننا نُـريد أن نتّـفق مع الرئيس مبارك على برنامج عمل محدّد، وِفق جدول زمني يتِـم الاتفاق عليه لمساندته في وقف التّـدهور أولا، ثم إعادة بناء مختلف القطاعات في مصر على أسُـس سليمة”، مشيرًا إلى “أننا بصدد الانتهاء من تشكيل الهيئة التأسيسية للمبادرة وتشكيل لجنة عمل تنفيذية مصغّـرة، وبعدها مباشرة سنُـعلن عن انطلاق المبادرة”.
واعتبر الأشعل أن “العمل مع الرئيس مبارك مباشرة، هو السبيل الوحيد لنجاح المبادرة، لأنه رئيس لكل المصريين وليس للحزب الوطني فقط”، مؤكِّـدًا أن “المبادرة لن تقوم بأية مظاهرات أو اعتصامات أو إضرابات، لأنها لا تنتمي إلى حزب أو جماعة أو حركة، ولن يسمح فيها برفع الشعارات المندّدة بالحكومة، ولكنها مبادرة سلمِـية، هدفها إنقاذ مصر ودافعها حبّ مصر”.
سويس إنفو: ما هي الدوافع الأساسية وراء هذا التحرك السياسي بتشكيل لجنة وطنية لإنقاذ مصر؟
الدكتور عبد الله الأشعل: أسباب كثيرة دفعتنا للتفكير في إطلاق المبادرة الوطنية لإنقاذ مصر، في مقدّمتها تدهور مكانة مصر على الخارطة الخارجية واستمرار التعثّـر الحكومي والفشل في تقديم حلول ناجِـعة للمشكلات الحياتية للمواطن المصري والتعامل الحكومي الخاطِـئ مع الأزمة المالية العالمية.
فضلا عن تصدير كل الملفّـات للجهاز الأمني وإيجاد حالة من التنافُـر الشديد بين رجال الأمن والشعب، ممّـا أدّى إلى تِـكرار الإضرابات والاعتصامات والمظاهرات في الجامعات والمصانع والنقابات، لدرجة حُـدوث اشتباكات بين أعداد كبيرة من الشباب وقوات الشرطة، وأيضًا انتقادات حادّة للنظام وفضائح بالجملة لعدد من كِـبار رجال الأعمال بالحزب الوطني الحاكم، وعن ظهور فوارق كبيرة بين المصريين، بحيث أصبح المجتمع المصري منقسِـمًا إلى طبقة فقيرة بالِـغة الفقر، وأخرى ثرية بالغة الثّـراء، أثرت بشكل غير مشروع، وفي مدّة زمنية قصيرة، وهو ما يهدِّد بانفجار الوضع الطبقي في مصر، كما يشجِّـع على ازدهار الأفكار والاتِّـجاهات الأيديولوجية الدِّينية، من جميع الأطياف الدِّينية في مصر، ممّـا يهدِّد بفِـتنة طائفية لا تبقي ولا تذر، وقد واكب ذلك كلّه تصرّفات حكومية لا علاقة لها بالواقع، وتصريحات وأرقام غير دقيقة.
فشعرت ومعي بعض المفكرين والمثقفين من أبناء مصر، بأن هناك فراغًا كبيرًا، ومشكلة عويصة، لكن يتم التستّـر عليها، ولذلك، رأينا أن يكون للمثقفين دورٌ في هذه الملهاة الكبيرة، التي تهدّد حاضر مصر، كما تهدّد مستقبل المصريين، بالداخل والخارج.
سويس إنفو: ولكن ما هي المنطلقات الأساسية والخطوط العريضة التي تأسست عليها المبادرة؟
الدكتور عبد الله الأشعل: تنطلِـق المبادرة الوطنية لإنقاذ مصر من عدد من المنطلقات أو الخطوط الرئيسية، التي تشكِّـل الإطار العام الذي يحكم فكرها وطريقة عملها، وهي:
1. أن المجموعة التي ستنضَـم للمبادرة في مرحلتها الأولى، هي من كِـبار المفكرين والمعنيين والمحبِّـين لمصر، الذين لا تدفعهم سوى الرّغبة الصادقة في الإنقاذ، ويُـشترط فيمن ينضَـم لهذه المجموعة أن لا يستخدمها كمنبر للمعارضة أو لتصفية الحسابات وأن لا يشغل المجتمع المصري بقضايا جانبية وخلافية.
2. أن التوجّـه بالمبادرة سيكون للرئيس حسني مبارك شخصيًا وبشكل مباشر، وأنها مبادرة له ومعه وليست ضدّه، وفتح الطريق أمام كل الراغبين بجِـد للعمل من أجل مصر وِفق منهج هذا الفريق.
3. أن مصر تضُـم أكثر من 80 مليون مواطن في الداخل والخارج، وليس متصوّرًا أن تضمّ مصر كفاءات على مستوى عالمي، ومع ذلك، تعاني ممّـا تعانيه اليوم من مشكلات.
4. أن الحكومات المتتابعة والحزب الوطني الحاكم، قد قدّموا كل ما عندهم، ولكن الواقع أن المشكلة في مصر أكبر من حجمِـهم، ولذلك رأينا أن يشترك معهم غيرهم، حتى نرى جميعًا مصر بالشكل الذي نريده وفي المكانة التي تستحقها، وأن يتوقف التستُّـر على أوجاع مصر، بحجّـة يسِّـروا ولا تعسِّـروا، وبشِّـروا ولا تنفروا!
تقوم المبادرة على أساس تعاوُن جميع شركاء الوطن، من كافة التيارات الفكرية، مع عدم استثناء أحد، شريطة أن يدخلوها كأفراد، ودون أن يقحموا أحزابهم أو جماعاتهم أو حركاتهم في الموضوع.
سويس إنفو: وما مضمون المبادرة؟
الدكتور عبد الله الأشعل: مضمون المبادرة يقوم على اختيار عدد من الشخصيات العامة والفكرية التي تملك الرؤية وتوافق على هذا المنهج بمُـنطلقاته، التي سبق الإشارة إليها، وتعتقد بصحّـة هذا التحليل المنطقي للواقع، ومن ثَـمّ يتِـم تشكيل مجموعة عمل مصغّـرة لوضع الإجراءات وتحديد الخطوات التنفيذية، ثم يتِـم الإعلان عنها والتنسيق بشأنها مع السلطات الرسمية في مصر.
سويس إنفو: وماذا تريدون بالتحديد من وراء هذه المبادرة؟ وهل هناك نيّـة للتحوّل إلى حزب سياسي في المستقبل؟
الدكتور عبد الله الأشعل: اسمح لي أن أبدأ بالردّ على الجزء الأخير من السؤال أولاً، فأوضِّـح بما لا يَـدع مجالا للشك أن المبادرة الوطنية للإنقاذ، ليست مشروعًا لحزب سياسي ولن تكون، وإنما هي عبارة عن “لجنة وطنية للإنقاذ”، لها مهمّـة محدّدة وواضحة، وهي العمل مع الرئيس على إنقاذ مصر.
أما عن الجزء الأول من السؤال، فأقول إننا نريد بهذه المبادرة أن نمدّ أيدينا ونضع خِـبراتنا وقدراتنا، لنتفق مع الرئيس مبارك على برنامج عمل محدّد، وفق جدول زمني يتِـم الاتفاق عليه لمساندته في وقف التّـدهور أولا، ثم إعادة بناء مختلف القطاعات في مصر على أسُـس سليمة، كما ستستعِـين اللجنة بقائمة طويلة من المصريين المتخصّـصين والمُـخلِـصين المستعدّين لخدمة بلدهم، والمؤهّـلين للقيام بهذه المهمّـة، من داخل مصر وخارجها.
سويس إنفو: وماذا عن الشخصيات المشاركة في المبادرة؟ وعلى أي أساس تم اختيارهم؟
الدكتور عبد الله الأشعل: بخصوص الشخصيات، فقد تم اقتراح حوالي 100 شخصية لنبدأ بهم المرحلة الأولى من المبادرة، ويتم الآن الاتصال بهم، وشرح الفكرة لهم ومناقشتهم في قواعدها ومنطلقاتها وأهدافها، ومَـن نجد منه فهمًا للموضوع واستعدادًا للتعاون، سنضمُّـه فورًا للمبادرة، ومن نستشعر منه تردّدًا أو خوفًا أو معارضة أو اختلافًا، سننحيه جانبًا، فالوقت لا يسمح بذلك.
وأودّ أن أوضح أن هذه المجموعة التي ستتأسّس على أكتافها المبادرة، هي مجموعة سلمية لا تستعدي أحدًا، ومهمّتها الأساسية، البناء لا النقد، لأن دعوتنا هي للاتفاق لا للاختلاف، ومن ثم، فقد اتّـفقنا على أن لا نستخدم أساليب التشهير أو التّـجريح أو النقد لمجرد النّـقد، وأن لا نتّـهم أحدًا في ذمّـته ولا في وطنيته وأن لا نقبل المَـساس بأحد، فهي مبادرة سلمية.
فجميع الشخصيات التي انضمَّـت للمبادرة، هي شخصياتٌ عامةٌ لم تشارك في إهانة الشعب المصري أو الإساءة إليه، وتتمتّـع بالاستقلالية ولديها رؤية واضحة، دون التطلُّع لطموح شخصي أو استغلال هذا المنبر للمعارضة أو الدّعاية لفكر معيّـن، كما أنها لا تسعى للحصول على مكاسب خاصة من أي نوع.
سويس إنفو: ومَـن هم أشهر هذه الشخصيات المرشحة للمبادرة؟
الدكتور عبد الله الأشعل: هناك أسماء كثيرة مطروحة، ومن الأسماء الأساسية المقترحة للمرحلة الأولى من المبادرة، غير شخصي المتواضع (الدكتور عبد الله الأشعل) والفقيه الدستوري الدكتور يحيى الجمل والخبير السياسي السيد يسِّ، مستشار مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام والخبير والمفكر الاقتصادي الكبير جميل مطر والنائب البرلماني المستقل الدكتور جمال زهران، المتحدّث باسم كتلة المستقلين في البرلمان وأستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة حلوان، والفنانين الكبيرين محمود يس ونور الشريف، وهناك آخرين كثيرين، وسننشر خلال أسبوعين على الأكثر القائمة الكاملة للمائة شخصية المؤسسة للمبادرة، كما سيظل الباب مفتوحًا لقبول آخرين.
سويس إنفو: لاحظت خلو الأسماء المرشحة من أي عنصر يمثل جماعة الإخوان المسلمين، رغم أنها تتمتع بتواجد شعبي لا يمكن تجاهله.. فهل هناك موقف متّـفق عليه بإقصائهم من المشاركة في المبادرة؟
الدكتور عبد الله الأشعل: بداية، أحب أن أوضح أننا بصدَد إطلاق مبادرة وطنية لإنقاذ مصر، وليس هناك مجال لإقحام أية أفكار أو خلافات في المشروع، كما أننا لسْـنا بصدد مناقشة موضوع علاقة النظام بجماعة الإخوان، وهل هي جماعة محظورة كما يقول النظام أم لا؟ كما أن أول المنطلقات التي سبق أن أشرنا إليها، أن الذين يرشّـحون للمشاركة في المبادرة، سيقبلون بذاتهم وليس نيابة عن أحد أو تمثيلا لكيان سياسي معيّـن (حزب أو حركة أو جماعة).
وانطلاقًا من هذا المبدأ، فليس هناك موقِـف مُـسبق متّـفق عليه بإقصاء فريق معيّـن عن المشاركة في المبادرة، وعليه، فسيكون معنا في قائمة الأسماء المرشّـحة لتأسيس المبادرة في مرحلتها الأولى الدكتور عصام العريان أو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، على أن تكون مشاركتهم شخصية وليس لها علاقة بانتماءاتهم الفكرية أو التنظيمية، تمامًا كما راعينا في المجموعة التي تمّ اختيارها، أن لا يكون من بينها شخص له اتصال بالخارج.
سويس إنفو: في تقديركم، ما هي أهم المشكلات التي تعاني منها مصر؟ وماذا تملكون لحلِّـها؟
الدكتور عبد الله الأشعل: مصر تُـعاني من مشكلات عديدة، في مقدمتها: مشكلة البطالة المُـزمنة، والتي أعادت عدّة ملايين من زهرة شباب مصر إلى مجرّد أصفار، بدلا من أن يكونوا عونًا على بناء مصر، كما تعاني مصر من مشكلات صحية تتلخّـص في نقص الخدمات الصحية المقدّمة للمواطن وقلة عدد المستشفيات وعدم جاهزيتها لاستقبال المرضى بالشكل اللائق بهم.
وهناك مشكلات زراعية، فكيف تكون مصر دولة زراعية وتستورد غذاءها الرئيسي، وهو القمح من الخارج؟! والأدهى، أن وزارة الزراعة تقوم باستئجار أراضٍ من رومانيا لزراعتها قمحًا؟! فبينما تتكلّـف الدولة ملايين الجنيهات لاستصلاح عدّة أفدنة في الصحراء لتوسيع الرقعة الزراعية، فإن التعدّي على الأراضي الزراعية لا يتوقّـف ليل نهار للبناء عليها أو لإقامة المصانع والمدارس، بل والجامعات عليها!
وهناك مشكلات تعليمية تتلخّـص في مناهج ضعيفة وقاصِـرة، ومدرِّسين بحاجة إلى إعداد وتطوير حقيقيين ليتمكّـنوا من القيام بواجبهم على أكمل وجه، وهناك مبانٍ مدرسية متصدِّعة وأقل من المطلوب بكثير، تلحظها في الكثافة غير المنطقية للطلاب، هذا بخلاف غول الدروس الخصوصية الذي فشلت الوزارة حتى الآن في القضاء عليه وإزاحة همّ كبير على كاهل الأسرة المصرية المطحونة أصلا، هذا غير الكثير من المشكلات في شتّـى مناحي الحياة.
وعلى المستوى الخارجي، لاحظنا ولاحظ غيرنا تراجع الدّور المصري في العديد من القضايا المِـحورية، وتمّ سحب العديد من الملفّـات المهمة التي كانت تديرها وتُـشرف عليها مصر، لصالح دويلات صغيرة، إضافة إلى تدهوُر مكانة مصر على الخارطة الخارجية وعدم حدوث أي تقدّم ملحوظ في الملفات الأساسية، التي تمثل أمنا قوميا بالنسبة لمصر، وفي مقدّمتها الملف الفلسطيني والملف السوداني.
سويس إنفو: ما هي أهم العقبات التي تَـرون أنها ستقِـف حجر عثرة في طريق إنجاح المبادرة؟ وما هي حلولكم المقترحة؟
الدكتور عبد الله الأشعل: في تقديري أننا نعيش اليوم ظروفًا وأوضاعًا أسوأ من تلك الظروف التي كُـنا نعيشها قبيل ثورة يوليو 1952، بل إنني أعتقد أن الأسباب التي أدّت لاندلاع ثورة يوليو قد صارت متوفِّـرة اليوم وبدرجة أشد، ولهذا، فنحن نعلم أن ثمّـة عقبات ستقف في طريق مبادرتنا، وقد استغرَب الكثيرون مجرّد الفِـكرة وحاولوا إثنائي من البداية، وبعضهم حاول وَأْدَ الفِـكرة قبل مولِـدها، بحجّـة أن السلطات سترفضها وأنها لن تتجاوب معها وأنها ستتّـهم القائمين عليها بالتنسيق مع أفراد أو جماعات غير مرغوب فيها… إلخ.
ومن جهتنا، فنحن نعلم مُـسبقًا بكل هذه المحاولات، والتي قد يكون بعضها متوقّـعًا، لكننا لن نيْـأس من الإصلاح وسنواصل المشوار الذي بدأناه من أجل مصر، والذي يشجعنا على المواصلة، أننا سنعمل بالتنسيق مع الرئيس وسنقدم مبادرتنا له مباشرة، وأنها مبادرة له وليست ضدّه، وعلى أي حال، فإننا سنقوم بعمل مجموعة اتِّـصالات مع السلطات المسؤولة في مصر، وبعدها ستظهر لنا الأمور وسنعرف مواقِـفهم الحقيقية من المبادرة، من خلال ردود أفعالهم على الطرح الذي سنقدمه.
والحقيقة، أننا في مصر بحاجة إلى أن نغَـيِّـر ثقافتنا القديمة والتي تجعلنا ننظر إلى كل من يقول لا على أنه معارِض ويعمل ضد مصلحة البلد، حتى وإن كان يقول لا للفساد! يجب أن نتعلّـم كيف نتقبّـل، وبصدر رحب، انتقادات الآخرين، دون أن نشكِّـك في نواياهم أو نطعن في وطنيتهم، أعتقد أن هذا المفهوم لو تمّ ضبطه، فستصلح الكثير من الأمور في بلدنا مصر.
سويس إنفو: ما هي خطّـتكم المرسومة لإنجاح المبادرة؟ وماذا تمّ منها حتى الآن؟ وما هي الخطوة القادمة؟
الدكتور عبد الله الأشعل: بدأنا بالفكرة، ووضعنا الأسس والمنطلقات والإطار العام الذي ينظم عمل المبادرة، ووضعنا الشروط الأساسية فيمن يرشح للمشاركة معنا في المبادرة، وبدأنا نتصل بهم ونعرض عليهم الفكرة ونأخذ موافقتهم على المشاركة، وخلال أسبوع من الآن، سأجهِّـز إخطارًا للسلطات ليكونوا على عِـلم بهذه الإجراءات المُـزمع القيام بها، كما كتبت رسالة إنقاذ وجهتها إلى قيادات الحزب الوطني بمناسبة انعقاد مؤتمره السابع، أدعوهم فيها إلى المشاركة في مبادرة إنقاذ مصر.
كما سنُصدر بيانًا يشخِّـص حالة مصر ويحدّد مشكلاتها ويقترح الحلول الناجعة لهذه المشكلات، وسيتِـم رفعُه إلى الرئيس حسني مبارك، وسنعرض معه المساعدة في الحل وسنقترح على سيادته تشكيل “حكومة إنقاذ وطني”، وسنعتمد في خِـطابنا لغة تصالُـحية، لكنها حاسمة. فالبلد توشك أن تقع، ونحن لن نقف لنتفرج عليها ولن نسمح بهذا، فالبلد مهدّدة بأحد أمرين: إما حدوث انفجار طبقي، جرّاء التفاوت الكبير بين القلة بالغة الثراء والكثرة بالغة الفقر، وإما سيطرة عقيدة أيديولوجية على البلد، ومن ثَـم انفجار بُـركان الفتنة الطائفية، الذي لا يعلم أحد مدَاه.
سويس إنفو: وما هي في نظركم الاختلافات الجوهرية القائمة بين خطّـتكم وما صدر في السنوات الماضية من مقترحات ودعوات من تيارات وأحزاب وشخصيات المعارضة المصرية؟
الدكتور عبد الله الأشعل: كلّها جهود وطنية خلفها مصريون مخلِصون، لكن أهم ما يميِّـز هذه المبادرة، أنها تقدّم برنامج شراكة مع النظام، يتضمّن توضيح الصورة للرئيس ومطالبته بتشكيل حكومة إنقاذ، فمُـهمتنا ليست المعارضة أو كشف أخطاء الحكومة أو التشهير بها، ولكنها تقديم العَـون والمساهمة بجِـد في توصيف المشكلات وتقديم العلاج. فدورنا لا يتوقف على مجرّد إبراز القصور، وإنما تحمُّـل جزء من الحلّ والقيام بواجب المساعدة للبلد، الذي نحبه وننتمي إليه ونخاف عليه.
سويس إنفو: وما هي خطّـتكم البديلة في حال رفض الحكومة لهذه المبادرة؟ وهل من المتوقّـع أن تطلبوا دعمًا دوليًا لإنجاح المبادرة؟ وإلى أي مدى؟
الدكتور عبد الله الأشعل: في البداية، نحن نتحرك ويحدونا الأمل في الله أن مبادرتنا ستلقى كل اهتمام من الرئيس شخصيًا، كما ستلقى تفهّـمًا وتقديرًا من الحكومة، فلولا الأمل ما كانت الحياة، ولكن في أسوإ الأحوال، لو رفضت الحكومة مبادرتنا أو تجاهلتها، فيكفينا حينئذ أن الشعب المصري والمجتمع الدولي شرف المحاولة، وسيكون عذرنا أننا حاولنا، لكن النظام يُـصر على أن يأخذ البلد إلى الهاوية، كما أننا آنذاك سنكون قد برّأنا ذمّـتنا كمفكّـرين ومثقفين أمام الله.
همام سرحان – القاهرة
القاهرة (رويترز) – قال الامين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر جمال مبارك يوم الاحد 2 نوفمبر، إن الوقت ما زال مبكرا لتسمية مرشح للحزب في انتخابات الرئاسة التي ستجرى عام 2011.
وخلافة والد جمال، الرئيس حسني مبارك الذي يحكم مصر منذ عام 1981 والذي يبلغ من العمر 80 عاما، قضية كبيرة مثارة في مصر لعدم وجود خليفة رئاسي واضح.
ومنذ وصول الرئيس المصري للحكم، لم يعين نائبا للرئيس، برغم أنه وصل للرئاسة عبر منصب نائب الرئيس الذي وصل منه أيضا للرئاسة الرئيس الراحل أنور السادات.
ويقول معارضون ومحللون، ان الرئيس المصري يعِـد جمال (44 عاما) لخلافته، لكن مبارك وجمال يقولان انهما لا يفكران في توريث الحكم.
وقال جمال مبارك في مؤتمر صحفي على هامش المؤتمر العام الخامس للحزب الوطني، الذي بدأ أعماله يوم السبت 1 نوفمبر، “لا أعرف إن كانت مصر فريدة في هذا الموضوع. هذا السؤال يتكرر من بعد الانتخابات الرئاسية الاخيرة. هل هناك بلد أو حزب يحدد قبل انتخاباته بست سنين أو أربع سنين ويقول هذا هو مرشحي”؟
وأجريت الانتخابات الرئاسية الاخيرة وكانت أول انتخابات تنافسية في تاريخ مصر عام 2005.
وقال جمال مبارك، الذي يرأس لجنة السياسات في الحزب الوطني، وهي أقوى لجان الحزب “لا أعتقد أننا مطالبون (في وجود) ثلاثة أعوام قبل انتخابات (الرئاسة) بأن نرد على هذا السؤال بالشكل الذي تريدون منا أن نرد به عليه..”
ويشير جمال فيما يبدو الى اقوال ترددت في صحف محلية، عن ان الرئيس المصري سيعيد ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة المقبلة.
ويقول محللون ان إقدام الرئيس المصري على مثل هذه الخطوة سيكون معناه أن القوات المسلحة لا تقبل بابنه رئيسا.
ويشغل مبارك، ذو الخلفية العسكرية، منصب القائد الاعلى للقوات المسلحة بصفته رئيس الدولة، وهو ما قد لا يتيسر لجمال ذي الخلفية المصرفية.
وترفض أغلبية أحزاب وجماعات المعارضة – خاصة جماعة الاخوان المسلمين أقوى جماعات المعارضة – وصول جمال للحكم، لكن مؤسسات كبيرة في الدولة تبدو متقبلة للامر. وشغل مقربون من جمال مبارك مناصب بارزة في الدولة خلال الاعوام الماضية.
ويقول محللون، ان جمال قد يجد صعوبة في الوصول للمنصب اذا غاب والده.
واستبعد جمال مبارك في المؤتمر الصحفي تسمية مرشح الحزب الوطني لانتخابات الرئاسة قريبا. وقال إن تركيز الحزب في الفترة المقبلة سيكون على تسمية مرشحيه للانتخابات التشريعية التي ستجرى عام 2010.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 2 نوفمبر 2008)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.