“الولايات المتحدة قد تشوه سمعتها إن لم تفتح تحقيقا في الإنتهاكات”
عشية استعراض أول تقرير للولايات المتحدة الأمريكية أمام آلية الإستعراض الدوري الشامل في جنيف، حذر مؤسس موقع "ويكيليكس" الذي نشر آلاف الوثائق السرية عن دور الجيش الأمريكي في حرب كل من أفغانستان والعراق، من أن الولايات المتحدة "قد تشوه سمعتها إن لم تقم بتحقيق جدي في الإدعاءات التي تم نشرها".
فقد استقطب المؤتمر الصحفي الذي نظمه المعهد الدولي للسلم والعدالة وحقوق الإنسان صبيحة يوم الخميس 4 نوفمبر في جنيف مئات الصحفيين المحليين والدوليين للإستماع إلى “شهادة” مؤسس موقع “ويكيليكس” جوليان أسانج حول طبيعة الوثائق التي نشرها موقعه عن الانتهاكات المرتكبة في حرب أفغانستان والعراق، وعن طبيعة الضغوط التي يتعرض لها من قبل السلطات الأمريكية وبالأخص وزارة الدفاع بسبب نشره لتلك الوثائق.
وحسبما أوضح مهدي بن حميدة، المدير التنفيذي للمعهد الدولي للسلم والعدالة وحقوق الإنسان (منظمة غير حكومية حديثة العهد تتخذ من جنيف مقرا لها)، فإن هذه الندوة الصحفية “تدخل في إطار سلسلة من التظاهرات التي يقوم بها المعهد للتنديد بالإنتهاكات التي ترتكبها قوات الولايات المتحدة الأمريكية وبالأخص في كل من أفغانستان والعراق”.
ويتزامن عقد الندوة مع تقديم الولايات المتحدة يوم الجمعة 5 نوفمبر لتقريرها الأول حول أوضاع حقوق الإنسان أمام آلية الاستعراض الدوري الشامل التابعة لمجلس حقوق الإنسان، ولهذا الغرض “تم توجيه الدعوة للسيد أسانج لكشف الغطاء عن الممارسات غير الإنسانية التي ارتكبتها القوات الأمريكية في كل من أفغانستان والعراق”، على حد تعبير السيد بن حميدة.
تهديدات أمريكية
تحدث السيد جوليان اسنجي الذي كان محاطا بإجراءات أمنية مشددة عن قيام موقع ويكيليكس قبل ثلاثة اشهر بنشر حوالي 90 ألف وثيقة هي خلاصة التجاوزات التي ارتكبت خلال ستة أعوام من الحرب في أفغانستان. كما تحدث عن قيام موقعه قبل أسبوعين بنشر 400 ألف وثيقة تحمل تفاصيل عن التجاوزات التي ارتكبت في العراق.
ويرى مؤسس موقع ويكليكس أنه “بدل أن تؤدي عملية النشر بالولايات المتحدة إلى فتح تحقيقات جدية مثلما قامت بذلك دول أخرى، شرعت (الولايات المتحدة) في تحقيقات عدوانية ضد منظمتنا، وفي إصدار تهديدات علنية ضد منظمتنا ومحاولة تدميرها”.
وكان من نتائج هذه الضغوط الممارسة على منظمة موقع ويكيليكس مثلما شرح السيد جوليان أسانج أن “اضطررنا لتخصيص حوالي 70% من مواردنا المالية لتعزيز الإجراءات الأمنية والقانونية الخاصة بالموقع وبأعضاء المنظمة”. كما أكد تعرّض الموقع والعديد من أعضاء المنظمة إلى “ضغوط من قبل وزارة الدفاع الأمريكية”.
فرصة على الولايات المتحدة استغلالها
في سياق متصل، يرى مؤسس موقع ويكيليكس – الذي سيتدخل في نقاش سينظم في قصر الأمم المتحدة بجنيف على هامش استعراض تقرير الولايات المتحدة الأمريكية أمام آلية الاستعراض الدوري الشامل يوم الجمعة 5 نوفمبر – أنها “فرصة على الولايات المتحدة استغلالها من أجل الإنفتاح بدل الإنغلاق والتقوقع”.
وفي انتقاده لموقف الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس جورج بوش (حيث سمحت بارتكاب تلك التجاوزات)، وإدارة باراك أوباما (التي تواصل التستر على تلك التجاوزات)، قال أسانج: “لا أعتقد بأن مثل هذا التصرف مقبول بالنسبة للمجموعة الدولية. ولا أعتقد بأنه في صالح الولايات المتحدة إدارة الأمور بهذه الطريقة. إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في الظهور بمظهر البلد ذي المصداقية والقائم على أساس احترام القانون الذي التزمت به ودافعت عنه في العديد من المرات، فعليها أن تقوم بفتح تحقيق في الانتهاكات المشار إليها” .
وفي إشارة الى حضوره الى جنيف وتدخله على هامش استعراض التقرير المتعلق بأوضاع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، أوضح جوليان أسانج بأن “تقاعس الولايات المتحدة الأمريكية عن الإسراع بفتح تحقيقات على النقيض مما قامت به دول أخرى (مثل بريطانيا والدانمرك)، هو الذي يدفعنا لما نقوم به اليوم أي توجيه الإنتقادات لسجل حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية بمناسبة أول عملية استعراض لملفها أمام آلية حقوق الإنسان الأممية”.
سنواصل النشر ولدينا المزيد
في ختام حديثه أمام الصحافة الدولية شدّد مؤسس موقع ويكيليكس على اعتزامه مواصلة نشر الوثائق ومؤكدا أن لديه “المزيد منها”، وأشار إلى أن اختيار النشر “تمليه الظروف ومدى أهمية الوثائق المتاحة”.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت هناك وثائق متعلقة بالمحكمة الدولية حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، أوضح جوليان أسانج أنه “لدينا الكثير من الوثائق التي نقوم بتحليلها ولا يمكنني في الوقت الحالي الإفصاح عن طبيعتها”.
ومع أن مؤسس “ويكيليكس” نأى بنفسه عن التعبير عن رأيه في المحكمة، إلا أنه لفت إلى أن “ما يثير الإنتباه هو أن الجهات المُمولة للمحكمة (أي حوالي عشرة مصادر) التي وفرت حوالي 60 مليون دولار تتميز – باستثناء واحدة أو اثنتين – بمعارضتها لسوريا”، وأضاف بأن “حجم المساهمة المالية (لهذه الجهات) يتماشى وحجم المعارضة لسوريا”.
جنيف (رويترز) – قال مؤسس ويكيليكس إنه قد يطلب اللجوء السياسي في سويسرا وينقل موقعه على شبكة الانترنت الذي يهدف إلى مكافحة الفساد إلى هناك ليعمل في أمان.
وقال جوليان أسانج الاسترالي مؤسس موقع ويكيليكس لمحطة تلفزيون TSR السويسرية مساء الخميس 4 نوفمبر 2010: “إني أدرس طلب اللجوء”.
وكان أسانج في جنيف لالقاء كلمة يوم الجمعة 5 نوفمبر حينما ينعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لاجراء مراجعة لسجل حقوق الإنسان في الولايات المتحدة.
وكانت السويد رفضت الشهر الماضي طلب اصدار رخصة عمل واقامة لأسانج الذي أغضب البنتاجون بنشره 500 ألف وثيقة سرية عن الحروب الأمريكية في العراق وافغانستان.
وكان أسانج يأمل انشاء قاعدة له في السويد لاستغلال قوانينها الصارمة في حماية الصحفيين. وكان يجري التحقيق معه هناك بشأن مزاعم اغتصاب نفاها.
وقال أسانجي لمحطة التلفزيون السويسرية الناطقة بالفرنسية: “إن فكرة انشاء مؤسسة في سويسرا المحايدة لتشغيل موقع ويكليكس الذي يهدف إلى مكافحة الفساد في الحكومات والشركات عن طريق نشر وثائق سرية مُسرّبة محل دراسة جدية”.
وأضاف قوله أن ويكيليكس ستنشر آلاف الوثائق هذا العام لا تخص الولايات المتحدة وحدها ولكن تتعلق ببلدان أخرى منها روسيا ولبنان.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 5 نوفمبر 2010)
تجمع وسائل الإعلام على القول بأن مؤسس موقع “ويكليكس” جوليان أسانج يحتفظ بالكثير من التعتيم بخصوص سيرته الذاتية شأنه في ذلك شان التزامه الكثير من التكتم على تنقلاته ومكان إقامته بعد الشهرة العالمية التي حصل عليها موقعه بعد التسريبات المتكررة بخصوص حربي العراق وافغانستان.
وتشير المعلومات المتداولة إلى أنه من مواليد عام 1971 في إحدى المدن الصغيرة بشمال استراليا. وإلى أن والديه كانا ممثلين في مسرح متنقل وأنه عرف – بحكم هذا التنقل – تسجيلا في 37 مدرسة وفي 6 جامعات باستراليا.
أسس أسانج موقع “ويكليكس” في عام 2006 بهدف “تحرير الصحافة، والتشهير بالتجاوزات والانتهاكات، وحماية الوثائق التي هي أساس كتابة التاريخ” على حد تعبيره.
في شهر يوليو 2010، تم تسريب 77000 وثيقة عن الحرب في أفغانستان، تلاها تسريب 15000 وثيقة عن الحرب في العراق في شهر أكتوبر من نفس العام.
اختار التوجه للسويد والإقامة فيه نظرا لتمتع هذا البلد بقوانين تحمي مصادر المعلومات. ولكن بعد يومين من وصوله الى السويد في 18 أغسطس 2010، وُجهت له تهمة الاعتداء الجنسي من قبل شابتين إلا أنه رفع بدوره ضدهما شكوى قضائية بالكذب والإفتراء.
وعن هذه الحادثة، قال أسانج: “لست أدري من يقف ورائها ولكن تم تحذيرنا من أن البنتاغون سيقوم بكل الوسائل الدنيئة لتحطيمنا وقد تم تحذيرنا من السقوط في فخ الجريمة الجنسية”.
ومنذ ذلك الوقت وهو يتجول عبر العواصم والمدن العالمية، ويتزامن مروره بجنيف مع خضوع الولايات المتحدة لأول مرة لمراجعة أوضاع حقوق الإنسان فيها امام آلية الاستعراض الدوري الشامل التابعة لمجلس حقوق الإنسان.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.