تمسـّك أوباما بحل الدولتين قد يُنعش “مُبادرة جنيف” للسلام
التقت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي - ري يوم 30 يونيو المنصرم بكل من يوسي بيلين وياسر عبد ربه، اللذين أطلقا مبادرة جنيف لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ودار النقاش حول آفاق المبادرة وبعض التفاصيل التطبيقه المتعلقة بها. وفي تصريحات لـ swissinfo.ch، كشف ياسر عبد ربه عن إمكانية إحياء هذه المبادرة وتطرق إلى موقف الإدارة الأمريكية الجديدة منها.
كانت مبادرة جنيف التي توصلت إليها أطراف غير رسمية إسرائيلية وفلسطينية في عام 2003 ورعتها سويسرا، كخطة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، محط نقاش يوم 30 يونيو 2009، في لقاء جمع تم في سويسرا بين صاحبي المبادرة: الإسرائيلي يوسي بيلين والفلسطيني ياسر عبد ربه ووزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي – ري.
وفي حديث خص به وسائل إعلام ناطقة بالعربية من بينها swissinfo.ch، أوضح السيد ياسر عبد ربه بأن “محور اللقاء الأساسي مع وزيرة الخارجية السويسرية، هو ما تفجر من تطور في عملية السلام في ظل الجهود التي يبذلها الرئيس الأمريكي أوباما والإدارة الأمريكية ومبعوثه في الشرق الأوسط جورج ميتشل، وكيف نساعد هذه الجهود من جانبنا، وخاصة أن سويسرا كانت قد دعمت في السابق مبادرة جنيف للسلام، وتواصل الآن جهودها مع المجموعة الأوروبية ومع أطراف الرباعية الدولية في نفس الاتجاه”.
وعما إذا كانت مبادرة جنيف ما زالت قائمة وصالحة للتطبيق كأرضية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يجيب ياسر عبد ربه “مبادرة جنيف هي نفسها أفكار خارطة الطريق وأفكار مبادرة السلام العربية، التي تدعو الى حل على أساس الدولتين وعلى أساس تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، لذلك، فهي قائمة ما دامت إمكانية هذا الحل واردة”.
إجراءات تطبيقية وليس تغييرا في البنود
بيان وزارة الخارجية السويسرية المقتضب عن هذا اللقاء، أشار إلى “تقديم يوسي بيلين وياسر عبد ربه لوزيرة الخارجية السويسرية، نتائج الجهود المدعومة من قبل الكنفدرالية والتي قاما بها، بهدف التوصل الى جملة من الملحقات المتعلقة بتفاصيل تطبيق اتفاق سلام محتمل”.
في لقاء السيد ياسر عبد ربع مع صحيفة لوتون السويسرية (الصادرة بالفرنسية في جنيف يوم الخميس 2 يوليو الجاري)، أوضح المسؤول الفلسطيني بأن “مبادرة جنيف دُعمت بملحقات جديدة تتعلق بالمياه والبيئة والأمن”.
وفي حديثه مع swissinfo.ch ووسائل إعلام عربية أخرى، قال السيد ياسر عبد ربه “إننا نعتقد بأن الظروف الحالية لا تستدعي أي تغيير، لا في مبادرة جنيف ولا في خارطة الطريق أو مبادرة السلام العربية. إن ما يوجب التغيير في الحقيقة هي الحكومة اليمينية في إسرائيل التي تسير في تغيير نحو الأسوأ، أي قبول العالم بكانتونات فلسطينية ممزقة وغير متصلة مع بعضها تحت الهيمنة الإسرائيلية، أي نوع من المحمية الفلسطينية تحت السيطرة الإسرائيلية، وهذا ما لا يمكن القبول به على الإطلاق، لأننا نتمسك بحل الدولتين لشعبين، ودولة فلسطينية كاملة السيادة بحدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين وفق القرار رقم 194”.
آمال وتطلعات لوعود الرئيس أوباما!
أصحاب مبادرة جنيف كانوا قد عقدوا لقاءات متكررة في واشنطن مع ممثلي الإدارة الأمريكية بعد انتخاب الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما، وكان بعض من تلك اللقاءات بحضور السفير السويسري لدى واشنطن.
وعن الآمال المعقودة على دعم إدارة الرئيس أوباما لمبادرة جنيف، يقول السيد ياسر عبد ربه: “نحن نثق في أن هذه الإدارة لديها جدية عالية، والرئيس أوباما قدم التزاما علنيا وواضحا أمام الشعوب العربية والإسلامية في خطابه بالقاهرة بأن ينفذ حل الدولتين، لأن هذا مصلحة وطنية أمريكية بالدرجة الأساسية قبل أن تكون مصلحة فلسطينية أو إسرائيلية أو عربية. ولهذا السبب، نحن نعتقد أن هناك فرصة وفرصة حقيقية. ويجب أن نعمل على مساعدة الرئيس أوباما وتسجيل هذه الفرصة في كل ما نستطيع من وسائل، وهذا ما قرره وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير قبل أيام في القاهرة”.
سويسرا لا تقدم وعودا!
وبعد لقائه بوزيرة الخارجية وفي هذه الظروف بالذات، التي تعرف تحركات على مستوى قضية الشرق الأوسط، من الطبيعي أن نتساءل عما إذا كانت هناك وعود من وزيرة الخارجية السويسرية لدعم تحركات جديدة في ملف الشرق الأوسط؟ وهو ما أوضح عبد ربه بشأنه أن “سويسرا لا تقدم أية وعود، بل قالت إنها ستواصل العمل والتحرك لتسهيل مهمة الإدارة الأمريكية وفي تسهيل مهمة الاتحاد الأوروبي وفي تسهيل الحوار بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، ولكن على نفس الأسس الواردة في خارطة الطريق، وهي وقف الاستيطان أولا وقبل كل شيء حتى يُفتح الباب أمام المفاوضات”.
محمد شريف – جنيف – swissinfo.ch
تلتزم سويسرا بنشاط منذ عدة سنوات من أجل المساعدة على حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وساهمت برن في التوصّـل إلى مبادرة جنيف الشهيرة، وهي مخطط سلام بديل يحظى بدعم سويسرا وصيغ أساسا من قبل الوزيرين السابقين، الإٍسرائيلي يوسي بيلين، والفلسطيني ياسر عبد ربه، وتم الإعلان عنه رسميا في حفل انتظم في جنيف يوم 1 ديسمبر 2003.
ينص هذا الاتفاق على اقتسام السيادة على القدس لتصبح عاصمة للدولتين، وعلى العودة إلى حدود 1967، كما يحدد النص آليات عودة اللاجئين الفلسطينيين.
ظلت مبادرة جنيف إلى اليوم، مجرد حبر على ورق، رغم حصولها على دعم العديد من الشخصيات الدولية البارزة من أمثال وزير الخارجية الفرنسي الحالي بيرنار كوشنير، والرئيس الأمريكي الأسبق، ورئيس جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا.
لدى الإعلان عن المبادرة، استقبلتها السلطة الفلسطينية بشيء من البرودة، فيما اعتبرتها حركة المقاومة الإسلامية حماس “خيانة“، لأنها لا تمنح للاجئين الفلسطينيين حق العودة الكاملة. من جانبه، لم يوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي، آنذاك، أرييل شارون على نص المبادرة، الذي اعتبره “خطرا” على بلاده.
في كل من تل أبيب ورام الله، نشطت الأمانة العامة لمبادرة جنيف في مجال التعريف بمضمون المبادرة والترويج لها لدى فئات واسعة من السكان الفلسطينيين والإسرائيليين، كما اشتغلت على بلورة مشاريع مفصلة لتجسيد حل الدولتين.
على مدى السنوات الست الماضية، قدمت سويسرا بالإشتراك مع أطراف أخرى دعما ماليا إلى الأمانة العامة لمبادرة جنيف في كل من تل أبيب ورام الله يناهز مليون فرنك سويسري سنويا
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.