خبير أفغاني: “أمريكا في مأزق.. وطالبان غير مؤهلة للحكم”
اعتبَـر الدكتور عبد الباقي عبد الكبير، الخبير الأكاديمي والمحلِّـل السياسي الأفغاني، أن الوصول إلى حلٍّ سِـلمي للقضية الأفغانية، يحتاج إلى قيام المجتمع الدولي بتقديم المساعدة الجادّة للشعب الأفغاني، والخروج النهائي والكامل لقوات الاحتلال وإعلان جميع الأطراف، قبول الآخر المختلف معه فِـكريًا.
كما يجب الجلوس معا للتّـناقش والوُصول إلى نقاط وطنية مشتركة، يمكن التعاون عليها بين كل الأفغانيين، وإن كانت هناك حاجة إلى قوات حِـفظ السلام، يُـمكن أن تكون في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي، من غير دول الجوار الأفغاني، مرشحًا أن تتكون هذه القوات الدولية من دول إسلامية مثل: إندونيسيا وماليزيا ومصر والمغرب، ومُـطالبًا منظمة المؤتمر الإسلامي بالتحرّك بجدية لإيجاد مَـخرج للأزمة التي لن يُـمكن حسمها بالقوة.
وفي حوار خاص مع swissinfo.ch، اعتبر الدكتور عبد الكبير، أستاذ العلوم السياسية بجامعة إسلام أباد، أن “خطّـة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للخروج من المأزق الأفغاني، تتلخّـص في تشكيل حكومة قوية قادِرة على ضبْـط الأمور الإدارية في أفغانستان، بديلا لحكومة حامِـد كرزاي التي فشلت في مهمّـتها، مع زيادة القوة العسكرية لبسط السيطرة على المناطق التي انتقلت لنفوذ طالبان، وتدريب وتسليح القوات النِّـظامية والشرطة الأفغانية، لتتولّـى مهمّـة مواجهة المقاومة المسلحة”.
swissinfo.ch: كيف ينظر الناس في أفغانستان إلى “طالبان” اليوم مقارنة بـ “طالبان” الأمس؟
الدكتور عبد الباقي عبد الكبير: هناك مشكِـلتان تؤرّقان الشّـعب الأفغاني الآن وهما: وجود القوات الأمريكية المحتلة، التي تعِـيث في البلاد فسادا ومُـستقبل البلاد في ظِـل قيادة حركة طالبان، فمعظم المثقفين في أفغانستان غير مرتاحين لمستقبل البلاد في ظلّ طالبان، وهذه الرّؤية تجعلهم يعتقدون أن الحرب ستستمِـر في المستقبل، لأن طالبان ليست حركة منتظمة إلى حدٍّ كبير، والموجود منها اليوم، هم مقاومون للاحتلال يحملون فِـكر طالبان، وفي رأيي أنها غير قادرة مُـنفردة على الإمساك بزِمام الأمور.
ويزداد الوضع تعقيدًا، إذا علمنا أن الحكومة الأفغانية مدعومة من القوات المحتلة فشِـلت في السيطرة على البلاد، فهناك 7 مُـدن أفغانية على الأقل، بينها مدينة “وردك” لا تسيطر عليها حكومة الرئيس حامد كرزاي المدعومة أمريكيا، وعليه، فمن الضروري أن يتحرّك المجتمع الدولي وأن تخرج قوات الاحتلال الأمريكي من أفغانستان بأسرع وقت وأن تساعد الأفغان للوصول إلى حكومة وِحدة وطنية تُـمثل كل أطياف الشعب الأفغاني.
وهل أثّـرت كثرة الضحايا من المدنيين على شعبية طالبان لدى الشعب الأفغاني؟
د. عبد الباقي عبد الكبير: طالبان الآن كأنها تُـراجع هذا الأمر في هذا العام بالخصوص، وتُـحاول تحسين علاقتها مع الشعب الأفغاني، خاصة بعد زيادة حوادِث اختِـطاف الناس وطلب الدِيَـة منهم، كل هذا قلّـل من شعبيتها لدى المواطنين، وفي رأيي أنه لو تُـرك الأمر للناس ليختاروا مَـن يحكُـمهم، فلن يختاروا طالبان، لأنها في قناعاتهم غير مرشّـحة لقيادة البلاد.
ولكن هل كل الباشْـتون مع طالبان؟ وهل لها أنصار من خارج الباشتون؟
د. عبد الباقي عبد الكبير: قبائل الباشتون بها أكبر تواجُـد لطالبان، لكن ليس كلهم مع طالبان، وإن كان الظاهر أن غالب الباشتون يؤيِّـدون طالبان، فلأنهم ينظرون إليها كحركة مُـقاومة وطنية تُـقاوم قوات الاحتلال التي تدخل على الناس بيوتهم دون إذن وتعتقل المواطنين دون إخطار وتحاكمهم دون أدلّـة، ولا تُلقي بالا لأبسط الحقوق الأساسية والإنسانية للشعب الأفغاني.
وعلى الرغم من أن طالبان ليست حركة قبلية وليس لها ارتباط مع قبائل أخرى، إلا أن هناك أنصار لها من خارج الباشتون، وإن كانوا قليلين، حيث أن حركة المقاومة في شمال أفغانستان ما زالت قليلة.
ولكن، هل هناك علاقة بين المخابرات الباكستانية والعناصر الجديدة التي تحكُـم طالبان اليوم؟
د. عبد الباقي عبد الكبير: المخابرات الباكستانية مُـتداخلة في القضية إلى حدٍّ بعيد، خاصة وأن حركة طالبان مُـخترقة تمامًا وتُـحرّكها جهات عدّة، وقد تكون مدعومة من الصِّين وإيران ومن جهات كثيرة. فهي حركة تقاوم المُـحتلّ بالسلاح من خلال حرب العِـصابات، التي تُـجيدها والتي تناسبها طبيعة البلاد الجبلية، لكنها في كل الأحوال، غير مؤهَّـلة لاستلام وإدارة حُـكم البلاد.
كيف تقيِّـم الخطة التي وضعها وينفِّـذها الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما؟
د. عبد الباقي عبد الكبير: خطة أوباما في أفغانستان تستهدِف الإبقاء على القوات الأمريكية في القواعد الثابتة المحمية من طرف القوات الأفغانية، وتكليف القوات الأفغانية بحِـفظ الأمن والتصدِّي للمقاومة المسلحة التي تعارض التَّـواجد العسكري للدول الأجنبية على الأراضي الأفغانية، وبذلك، تتحكّـم في تسيير سياسات الحكومة الأفغانية وتضمن قواعدها العسكرية في المنطقة الإستراتيجية التي تتاخم (روسيا وإيران وباكستان والصين)، والتي هي من أكثر الدول جَـدلا في عقول السّـاسة الأمريكيين.
وأوباما يريد أن يخرج من أفغانستان ناجِـحا وليس خاسرا، من خلال تمكين حكومة قوية للإمساك بمقاليد الحُـكم في البلاد، بعدما بان له أن الحكومة التي نصبتها القوات الأمريكية في البلاد، هي حكومة ضعيفة ومتآكلة، دَبّ فيها الفساد الإداري والمالي، فخرجت الأمور من يدِها وفقدت السيطرة على أجهزتها الحكومية، قبل أن تفقِـد قدرتها على بسْـط الأمن والاستقرار في رُبوع أفغانستان، وهو ما دعا الإدارة الأمريكية الجديدة إلى إرسال قوات عسكرية إضافية إلى أفغانستان وتعزيز القوات المسلحة الأفغانية لتقوم بنفسها بمهمّـة حِـفظ الأمن.
وفي تقديري، أن الحكومة الأمريكية تتحدّى العالم بهذه الخطة وتحاول أن تضعه أمام خِـيارين اثنين، كلاهما مُـرّ: إما استمرار وجود القوات الأمريكية أو عودة حكومة طالبان والقاعدة؟! وفي رأيي، أن الثنائية الأوبامية يجِـب أن تُـستبدَل بخيار ثالث، انسحاب القوات الأمريكية المحتلة وبدء حوار وطني أفغاني، تنتج عنه حكومة وحدة وطنية مع إمكانية وجود قوات دولية، لكن من دول العالم الإسلامي على أن لا تكون من دول الجوار (باكستان وإيران….).
هناك حديث عن فشل جولات المفاوضات المتتالية التي عُـقدت بين حكومة كرزاي وطالبان.. فما هي في نظرك أسباب الفشل؟
د. عبد الباقي عبد الكبير: عدم نجاح أي مفاوضات بين طالبان وحكومة كرزاي، يرجع إلى عدّة عوامل أساسية هي:
1- وجود عناصر في حكومة كرزاي ترفُـض المفاوضات مع المخالفين، بمن فيهم طالبان والحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار، حتى لا تخسِـر المكاسب التي حقّـقتها بعد سُـقوط حكومة طالبان وغِـيابهم عن الساحة السياسية، وهذه الأطراف تشكِّـل قوة داخلية، مِـمَّـن يمثل في الغالب عِـرقيات الطاجيك والأوزبك، كما أن بعض دول الجوار غير راغبة في الحوار الجادّ مع طالبان وحكمتيار وتسعى لإعاقته.
2- إصرار طالبان على فهْـمٍ، مُـؤداه أن حكومة طالبان كانت حكومة شرعية وأزيحت عن الحكم بواسطة قوات الإحتلال، ومن ثمَّ، فإن الحلّ بأن تُـزال السلطة غير الشرعية (حكومة كرزاي والقوات الدولية)، وتحُـل محلّـها حكومة طالبان.
3- عدم وجود حَـصانة لمفاوضي طالبان، مما يجعل الحديث عن مفاوضات مع أُناس لا يستطيعون الظهور، أمر في غاية الصعوبة، فإذا ظهر مفاوض من طالبان، تقوم قوات الإحتلال باعتقاله فورا، ومن ثَـمَّ، فإن الحديث عن جدوى هذه المفاوضات يُـعتبر تضييعا للوقت، ولعلّ هذا هو ما حدا بدُعاة الصّـلح والاستقلال في ألمانيا وبيشاور وكابل، الذين طالبوا بحلّ الإشكال عن طريق الحوار، لتوجيه النِّـداءات بضرورة توفير الحماية لمفاوضي طالبان، ليتمكّـنوا من التحاور.
4- أن المعطيات السياسية تدُل على أن الولايات المتحدة لا ترغب في أن تُـنهي تواجدها العسكري في أفغانستان، وطالبان تشترِط خروج القوات الدولية من أفغانستان، للسّـير نحو أية تسوية مستقبلية. وبالتالي، فإن عدم استعداد الأمريكان للتّـعاطي مع مطالب طالبان، يجعل الحديث عن نجاح المفاوضات مجرّد إلهاء الناس عن الحقائق على الأرض.
لكن هل يمكن أن يأتي الوقت الذي تتحالف فيه حكومة كرزاي مع طالبان؟
د. عبد الباقي عبد الكبير: عندما تقرأ الخطوط الفِـكرية لحركة طالبان، تجد أنه من الصّـعب جدا عليهم أن يتحالفوا مع حكومة كرزاي، طالما بقي الأمريكان في أفغانستان، لأن هذا يُـخالف منطلقهم الأساسي الذي قدّموا أنفسهم للناس على أساسه، وإن كان كرزاي يُـناور مع الأمريكان بورقة التقرّب من طالبان، لكنني أعتقد أنه أمر مستبعَـد، وأعتبر أن تصريحات كرزاي في هذا السياق، هي من قبيل الاستهلاك الإعلامي، وإن كُـنت لا أنفي احتمالية أن يكون مُـخلصا، لكنه في النهاية مقيَّـد بالأغلال الأمريكية، فضلا عن قيود مُحالفيه مثل: (الجنرال محمد) فهيم، و(عبد رب الرسول) سياف، واللذين هما من أشدّ المخالِـفين لطالبان.
كما أنني لا أستبعِـد أن يكون كرزاي يضغط بورقة التقرّب من طالبان، ليُـجبر الأمريكان على التمسّـك به وعدم التفكير في استبداله، وإن كنت أعتقد أنه ليس هناك بديل لكرزاي يستطيع حُـكم أفغانستان اليوم.
وأذكر أن الدكتور “غيرت بهير”، صِـهر رئيس الوزراء الأفغاني السابق “قلب الدين حكمتيار” ومندوب الحزب الإسلامي الأفغاني بإسلام آباد، الذي سُـجن قبل 6 سنوات وأطلِـق سراحه منذ 6 أشهر، عندما استقبله كرزاي في قصر الرئاسة وطلب منه أن يتحدّث، فقال له بهير: هل أتكلّـم عن المعاناة التي لقيتها في السِّـجن وعن ظلم الأمريكان لي؟ فقال له كرزاي: تكلّـم وقل كل شيء ولا يهمّـك!
لوحظ مؤخرًا توجيه كرزاي انتقادات علنية للإدارة الأمريكية، فهل حانت لحظة الطلاق بين الطرفين أم أنها مناورة منه لصرف أمريكا عن استبداله بآخَـر؟
د. عبد الباقي عبد الكبير: هناك احتمالان يمكن أن يكونا وراء انتقادات كرزاي لواشنطن مؤخرا. الاحتمال الأول، أن كرزاي كان يعتقِـد أن المساعدة الدولية يُـمكن أن تُخرج أفغانستان من نفَـق الحروب الأهلية والفقر، إلى ساحة التنمية والاستقرار السياسي، ولكنه اصطدَم بواقِـع مُـغايِـر لِـما كان يتصوّره.
والاحتمال الآخر، هو أن كرزاي أيقَـن أن أيامه قصيرة في القصر الرئاسي ويريد أن يخرج منه في ثوب بطل قومي، ليحفظ ماء وجهه لدى الشعب، خاصة بعدما أعلن الأمريكيون أن ضُـعف حكومة كرزاي وعجْـزها عن القيام بمهامِّـها، من أهم عوامل فشلهم في أفغانستان، وأيّـا كانت نواياه، فإن توجيه لُـغة النقد إلى الأمريكان، لابد من التعامل معه إيجابيًا.
بعد 8 سنوات من الاحتلال، كيف أصبح الوضع الاقتصادي للشعب الأفغاني؟
د. عبد الباقي عبد الكبير: الوضع الاقتصادي الأفغاني لم يتحسّـن، بل إنه ساء بدرجة كبيرة، والمساعدات التي تصِـل إلى أفغانستان تذهب هباءً منثورًا، في جيوب القوات التي تأتي بها، إضافة إلى الفساد المالي المُـستشري بالبلاد.
فهناك جيوب محدودة ومعدودة امتلأت من الحرب، بينما الشعب مطحون يعاني الأمرّيْـن. فالغلاء يزداد وليست هناك كفاية في الإنتاج الزراعي، وطابور العاطلين يزداد، حيث لا توجد فُـرص عمل للشباب. وبالإجمال، فإن الوضع الاقتصادي الأفغاني مُـزر، وما تحاول أمريكا أن تعكسه للمجتمع الدولي على أنها أعادت بناء أفغانستان الجديدة، ليست إلا مظاهر خادِعة، فليس هناك أدنى علاقة بين ما تسعى أمريكا لإبرازه من إنجازات ومساعدات، وبين الوضع الحقيقي على الأرض.
وماذا عن الوضع الاجتماعي في أفغانستان اليوم؟
د. عبد الباقي عبد الكبير: الوضع الاجتماعي في أفغانستان لا يقِـل سوءً عن الوضع الاقتصادي، وهو يتّـضح جلِـيا من خلال محاولات الإدارة الأمريكية فَـرض ثقافتها على الساحة الأفغانية باستخدام القوة والمال، وهذا الأمر يرفضه المزاج العام للشعب الأفغاني، ولكنها تُـحاول بوسائل شتى (لكنها يائِـسة) فرض الثقافة الغربية، التي تصطدم بالتقاليد الأفغانية الرّافضة لها على طول الخط، على اعتبار أنها ثقافة تحاول فرضها بالقوة.
إن قوات الاحتلال بقيادة الولايات المتحدة، التي تُصَنَفُ في أعين غالبية الشعب الأفغاني على أنها قوات احتلال، دخلت البلاد بالقوة وارتكبت أعمالا وحشية في حق الشعب المحتل الغاضب.
كثيرون يتحدّثون عن ظُـلم طالبان للمرأة الأفغانية، فكيف تنظر لأوضاعها بعد ثمانِ سنوات من الاحتلال؟
د. عبد الباقي عبد الكبير: المرأة المسلمة عُـمومًا ظلَـمتها التقاليد التي فُـرضت عليها باسم الدِّين في كل المجتمعات الإسلامية، وليس في أفغانستان فحسب، كما أن عدم الفَـهم السَّـليم للإسلام ظُـلَْـم في حقّ الإسلام الوسطيّ، الذي يقف بين الإفراط والتفريط.
فمجتمعاتنا ظلمت المرأة عندما حرمتها ممّـا أعطاها الله من حقوق، كحق التعلّـم والمشاركة السياسية واختيار الزوج والذمة المالية المستقلة، كما ظُـلمت مرة أخرى، عندما قيل لها أنها لن تنال حقوقها، إلا إذا أدارت ظهرها لدِينها وتخلّـت عن قيم ومثل الإسلام.
وفي تقديري، أن الحل يكمُـن في نجاحنا في ترجمة الفهْـم الصحيح للإسلام لكل الناس وإعطاء المرأة حقوقها التي منحتها إياها الشريعة الإسلامية. والخلاصة، أن حقوق المرأة الأفغانية وقعت بين الإفراط والتّـفريط في التواريخ الفاصلة بين حُـكم طالبان وما بعد سقوطها.
أجرى الحوار بالقاهرة همام سرحان – swissinfo.ch
تتلخّـص أهم ملامح هذه الخطة – برأي د. عبد الباقي عبد الكبير – في أربعة خطوات:
1- إيجاد بديل مناسب للحكومة الأفغانية: التي فشلت في مهمتها وتضيق دائرة سيطرتها شيئا فشيئا، بحكومة أخرى تكون قادرة على ضبط الأمور الإدارية داخليًا وتطوير نفسها وأجهزتها للتصدي لهجمات المسلحين ولتحسين كفاءتها الإدارية، لتكون قادرة على إدارة الأموال المخصصة للتنمية لأجل استيعاب العناصر المسلحة في عمليات التنمية والقضاء تدريجيا على المقاومة المسلحة، وفق ما يفكر الساسة الأمريكيون.
2- بسط السيطرة على المناطق التي أصبحت تحت نفوذ طالبان، وذلك عن طريق زيادة إرسال القوة العسكرية، وبالفعل، فقد وصل لأفغانستان ثلاثة آلاف جندي أمريكي، استقروا في مدينتي وردك ولوجر المُـجاورتين لمدينة كابل، وسيصل وفق قرار أوباما، سبعة عشر ألف جندي آخر في منتصف العام الجاري.
3- تدريب القوات النظامية والشرطة وتسليحهما، لتتأهّـل لتولى القيام بمحاربة المقاومة المسلحة، وهذا ما ترغب فيه الدول الأوروبية، التي لا تريد أن تجعل قواتها في الخطوط الأمامية للقتال ضدّ طالبان، فتنشط في هذا المجال، وبذلك، يرمي المجتمع الدولي أن يتحول الصراع في أفغانستان محليا (أفغان ضد أفغان) والمجتمع الدولي يقدّم الدعم المالي والعسكري للذين يقِـفون لصالح القوة الاستعمارية، وهذا ما ظهر من تصريح وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إثر اجتماع وزراء حلف شمال الأطلسي في مدينة كركوف البولندية، حيث قال: “إذا لم تكن الدول الأخرى قادرة على تعزيز قواتها العسكرية، مع كونها مستعدة للمساهمة في تحقيق الاستقرار، مثل التنمية والإدارة الحكومية، فإن مثل هذه المساهمة ستلقى الترحيب”، وذلك بعد قوله: “إن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه اختباراً عسيراً في القتال ضد حركة طالبان وطردها من أفغانستان”.
4- العمل على الإعمار والبناء واستقطاب الشباب في جهود الإعمار، وهذا ما ورد على لسان القادة الأمريكيين والأوروبيين في كل مناسبة تخصّ أفغانستان أو عندما يزور أحد المسؤولين منهم أفغانستان، فتكون أبرز تصريحاتهم على ضرورة التركيز على جهود الإعمار والتنمية كعامل مساعد مهِـمّ في إنهاء حالة الحرب (المقاومة) وأن الحرب لا يمكن حسمها بالقوة العسكرية فحسب.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.