كالمي – ري تستبعد ترشح سويسرا لرئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة
يعتقد جزء من الساسة السويسريين أن سويسرا ساهمت إيجابيا في منظومة الأمم المتحدة، لكنهم ليسوا متأكّـدين من نوعية الدور الذي ستلعبه بلادهم في المستقبل.
في سياق دورته الخريفية، استمع البرلمان يوم الثلاثاء 16 سبتمبر إلى مداخلات سياسيين، من اليسار واليمين، عبّـر أصحابها عن عدم رضاهم عن افتقار الهيكل المتعدّد الأطراف للمرونة وما يتّـسم به من صرامة، فيما صدرت دعوات إلى مزيد من الالتزام والمبدئية وإلى إصلاحات ديمقراطية.
وقال أندرياس غروس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب “يجب على بلادنا أن تنخرط بشكل أكبر”، وأضاف بأنه يجب أن يكون مجلس الأمن الدولي، ذي السلطات الواسعة، هيكلا يعكِـس إرادة العالم، وأن تتِـم مراجعة الحقوق (وخاصة حق النقض) الممنوحة لأعضائه.
من جهته، اعتبر لوران فافر من الحزب الراديكالي أن الأمم المتحدة تحوّلت إلى جهاز ضخم، لم تتمخّـض عنه دائما النتائج المرتقبة. في المقابل، شدّد نواب يسار الوسط على أن الإصلاحات العاجلة، التي يحتاج مجلس الأمن للقيام بها (بما فيها مسألة حق النقض وتوسيع عدد الأعضاء ليبلغ 15 بدلا من 5 في الوقت الحاضر)، ضرورية لمواجهة تحديات التغيّـرات المناخية.
دعوة للترشّـح..
غروس دعا أيضا سويسرا إلى تقديم ترشّـحها للرئاسة الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تُـعتبر إحدى الهياكل الخمس الأساسية للمنظمة، وقال “إنها ستكون علامة فارقة باتّـجاه الحصول على مقعد في مجلس الأمن”.
وأضاف في سياق النقاش الذي شهدته لجنة الشؤون الخارجية، “سويسرا سيكون مرحّـبا بها كرئيسة (للجمعية العامة)، لأنها تتمتّـع بسُـمعة جيدة. فهي لا تتوفر على أجندة خفية ترمي إلى تحقيق أهداف سياسية”.
وفيما يستعدّ مجلس الشيوخ لمناقشة التقرير السنوي للحكومة الفدرالية حول دور سويسرا في الأمم المتحدة، اعتبر غروس أن هذا المنصب سيكون فُـرصة لإقناع الجمهور داخل سويسرا، بأن الانخراط في الأمم المتحدة يتساوق مع وضعية الكنفدرالية كبلد محايد.
ومع أن جنيف احتضنت ثاني أكبر مقر للأمم المتحدة منذ تأسيسها، إلا أن سويسرا لم تلتحق بالمنظمة كعضو كامل إلا في عام 2002 في أعقاب تصويت شعبي.
.. والوزيرة تستبعد
وزيرة الخارجية ميشلين كالمي – ري استبعدت ترشّـح سويسرا لرئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقالت “عندما يتعلّـق الأمر بمقترحات أو ترشحات، تسعى سويسرا دائما لضمان أغلبية”. وأشارت في مداخلتها إلى أن سويسرا اعتبرت منصِـب الرئاسة، خُـطوة تقع في منتصف الطريق بين وضعيتها الحالية وشغلِـها لإحدى المقاعد الدورية في مجلس الأمن، لكن، نظرا لأن بلجيكا قدمت ترشحها لرئاسة الجمعية العمومية، فإن حظوظ نجاح ترشح سويسري في الوقت نفسه، ضئيلة في عام 2010.
وقالت كالمي – ري “علينا أن ننافس بلجيكا والاتحاد الأوروبي، الذي عادة ما يدعم الدول الأعضاء فيه بشكل جماعي”، مضيفة “يمكننا أن نخوض معركة من أجل الرئاسة، لكن هذا غير معقول، كما أن حظوظنا بالفوز ضئيلة جدا”.
وأشارت وزيرة الخارجية إلى أن سويسرا تحتاج إلى ضمان تمثيليتها داخل الهياكل الحكومية المتعددة الأطراف، والتأكّـد من تقلُّـد سويسريين لمناصب في الأمانات العامة للأمم المتحدة.
ونوّهت الوزيرة أيضا، إلى أن سويسرا تساهم في عملية إصلاح المنظومة الأممية، وخاصة في مجال حقوق الإنسان، كما أنها تعتزم تركيز الاهتمام على مكافحة الإرهاب والنزاعات المسلحة خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تنطلق الأسبوع القادم في نيويورك.
في سياق متصل، سلّـطت ميشلين كالمي – ري الأضواء على المساهمة المالية لسويسرا، حيث ستبلُـغ نسبة مساهمة برن في الميزانية الإجمالية للأمم المتحدة، التي تقدّر بـ (7،72 مليار دولار) في الفترة المتراوحة بين 2007 و2009 إلى 1،216%.
سويس انفو مع الوكالات
التحقت سويسرا بالأمم المتحدة كعضو كامل في عام 2002.
تبلغ مساهمة الكنفدرالية في الميزانية الإجمالية للأمم المتحدة 105 مليون فرنك، طِـبقا لأرقام وزارة الخارجية.
لا يشتمل هذا المبلغ على المبالغ المدفوعة إلى المنظمات المختصة، مثل اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية أو إلى البرامج التابعة للأمم المتحدة، مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين واليونيسف.
قبل التحاقها بالأمم المتحدة، شاركت سويسرا بشكل كامل في أنشطة الوكالات المختصة والمنظمات التابعة لها على مدى عشرات السنين.
يوجد المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف.
في الوقت الحالي، يشغل ثلاثة سويسريين على الأقل، مهام رفيعة في الأمم المتحدة، من بينهم السيدة هيلين كيللر، العضوة في لجنة حقوق الإنسان، التابعة للمنظمة.
من جهة أخرى، يعمل فالتر كالين خبيرا في مجال الحقوق الإنسانية للأشخاص المرحلين داخليا، فيما عُـيِّـن جون زيغلر مستشارا لدى مجلس حقوق الإنسان.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.