سويسرا تتحرك وفق نظام الإنذار المبكّر في البوسنة والهرسك
مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، ضاعف الاتحاد الأوروبي تقريبا حجم قوة حفظ السلام التابعة له في البوسنة والهرسك للحفاظ على الاستقرار. ويشارك السويسريون أيضا في البعثة الأوروبية لحفظ السلام في البوسنة والهرسك (اختصارا: "EUFOR") العاملة هناك كمُجمّعين للمعلومات، وينشطون كشكل من أشكال أنظمة الإنذار المبكر.
يتمثّل عمل فريقا الاتصال والمراقبة السويسري (اختصارا: “لوت LOT”) في مدينتي موستار وتريبينجي في تقييم الموقف والمزاج على أرض الواقع ويقدمان تقاريرهما إلى مقر البعثة في سراييفو. وتسمح التقارير للبعثة الأوروبية لحفظ السلام في البوسنة والهرسك بتشكيل صورة عن البلد بأسره، وبالكشف عن إمكانية تصاعد الصراعات في مرحلة مبكرة.
يقول فريق الاتصال والمراقبة السويسري في مدينة موستار إنه غالبا ما يتصل به في الشوارع مواطنون يشعرون بالقلق إزاء الحرب الجارية في أوكرانيا وكيف يُمكن أن يؤثر ذلك عليهم. ويقول الفريق إن قوات حفظ السلام التي يبلغ تعدادها 500 جندي التي قرر الاتحاد الأوروبي ارسالها إلى هذا البلد الواقع في منطقة البلقان ستصل خلال الأسبوعين القادمين.
يشارك الجيش السويسري منذ عام 2004 في مهمة ALTHEAرابط خارجي التابعة للبعثة الأوروبية لحفظ السلام في البوسنة والهرسك (اختصارا: “EUFORرابط خارجي“). وهذه هي المهمة الثانية لسويسرا في منطقة البلقان إلى جانب بعثة حفظ السلام الدولية بقيادة حلف شمال الأطلسي في كوسوفو.
في عام 1995، أنهى اتفاق دايتون للسلام الحرب الأهلية في البوسنة والهرسك التي أودت بحياة مائة ألف شخص بعد تفكك ما كان يُعرف بيوغوسلافيا السابقة، من بينهم أكثر من ثمانية آلاف شخص من البوسنيين المسلمين الذين قتلوا في مدينة سريبرينيتشا وضواحيها.
أسوأ أزمة سياسية منذ الحرب
تقع البوسنة على بعد مئات الكيلومترات من أوكرانيا، ولا تشكل روسيا تهديدا مباشرا لها. ولكنها تواجه أزمة سياسية قد تؤدي بحسب بعض المخاوف إلى نشوب صراع مسلح، بعد مرور أزيد من خمسة وعشرين عاما على انتهاء حرب البوسنة الأولى في تسعينيات القرن الماضي بالتوقيع على اتفاق دايتون للسلام.
وكان ميلوراد دوديك، العضو الصربي في رئاسة البوسنة المكوّنة من ممثلي ثلاثة أعراق، قد أعلن العام الماضي أن الكيان الذي يُديره الصرب، أي جمهورية صرب البوسنة (أو جمهورية صربسكا)، سوف ينسحب من مؤسسات الدولة الرئيسية لتحقيق الحكم الذاتي الكامل داخل البلاد، في انتهاك صريح لاتفاقيات السلام لعام 1995. وبالفعل، أصدر برلمان جمهورية صربسكا سلسلة من القوانين تمكن الكيان من تشكيل مؤسساته شبه الحكومية وجيشه الخاص به بحلول شهر مايو القادم. ويقول المحللون إن هذه الحركة الانفصالية تحظى بدعم ضمني على الأقل من موسكو.
وتقول كارولينا بوهرين، المتحدثة باسم وزارة الدفاع السويسرية، إن وجود قوات دولية على الأرض ساعد على استقرار الوضع وحال دون اندلاع اشتباكات عنيفة في البوسنة والهرسك.
فيرا فاغنر هي واحدة من بين عناصر فريق الاتصال والمراقبة السويسري في موستار، الأقليم الذي كان مُحاصرا خلال الحرب البوسنية الأولى. وبعد الحرب الدامية في الماضي، ما زال هذا البلد يكافح للتغلب على إرث الصراع. فالمدينة مقسّمة على أسس عرقية. وقد أدى الركود الاقتصادي إلى تفشي البطالة في صفوف الشباب. وفي حديث أجرته معها SWI swissinfo.ch، وصفت لنا فاغنر المشاعر التي تنتاب من يُراقب حالات الصراع المُحتملة في وعاء انصهار من هذا القبيل.
(نقله من الانجليزية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.