مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صحفيون يوبخون بلينكن في مؤتمره الصحفي الأخير بسبب سياسته في غزة

reuters_tickers

من دافني ساليداكيس ودوينا شياكو وحميرة باموق وسايمون لويس

واشنطن (رويترز) – وجه عدد من الصحفيين المعارضين لدعم الولايات المتحدة لإسرائيل انتقادات شديدة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الخميس بسبب الحرب في غزة وقاطعوا كلمته مرات خلال مؤتمر صحفي أثناء سعيه للدفاع عن معالجته للصراع الدائر منذ 15 شهرا.

ويرجح أن يترك الهجوم الإسرائيلي على غزة وصمته على إرث السياسة الخارجية لإدارة بايدن التي توشك ولايتها على الانتهاء، على الرغم من الاتفاق على وقف لإطلاق النار يوم الأربعاء بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وبينما كان بلينكن يدلي بتعليقات افتتاحية في مؤتمره الصحفي الأخير قبل ترك منصبه، هتف الصحفي المستقل سام حسيني الذي لطالما انتقد نهج تعامل واشنطن مع العالم قائلا “مجرم! مكانك لاهاي”، في إشارة إلى مقر المحكمة الجنائية الدولية في هولندا.

ولم ينته المشهد غير المألوف في قاعة المؤتمرات الصحفية في وزارة الخارجية إلا بعد أن قاد أفراد أمن الحسيني بالقوة إلى الخارج بينما ظل يهتف ضد بلينكن.

ويتعرض بلينكن لانتقادات بسبب تزويد إسرائيل بالأسلحة والدعم الدبلوماسي منذ بدء أحدث جولة من إراقة الدماء في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الدائر منذ عقود.

وشن مسلحون بقيادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينيون (حماس) هجوما في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة.

وقال مسؤولو صحة في غزة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي اللاحق على غزة قتل أكثر من 46 ألف فلسطيني. وأدت الحملة الإسرائيلية أيضا إلى إثارة اتهامات ضد إسرائيل بالإبادة الجماعية في قضية تقدمت بها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وتنفي إسرائيل هذه الاتهامات. كما أدى الهجوم إلى نزوح كل سكان غزة تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وأثار قلق أكبر مرصد لمراقبة الجوع في العالم.

وسأل ماكس بلومنثال، المحرر في موقع جراي زون الذي ينتقد بشدة جوانب كثيرة في السياسة الخارجية الأمريكية، “لماذا واصلتم إلقاء القنابل بينما توصلنا إلى اتفاق في مايو؟”. ثم قاده أفراد الأمن إلى الخارج بعد أن طرح هذا السؤال على بلينكن.

وحافظ بلينكن الذي يغادر منصبه يوم الاثنين حين تتولى إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة، على رباطة جأشه وطلب من الحضور التزام الهدوء أثناء إلقاء كلمته، ثم أجاب في وقت لاحق على أسئلة الصحفيين.

ويتعرض بلينكن كثيرا لهتافات وصيحات غضب حين يظهر في واشنطن منذ بدء الصراع في غزة. كما أقام محتجون في خيام أمام منزله في فرجينيا لأشهر وسكبوا لونا أحمر يرمز للدم على السيارات التي كانت تقل بلينكن وعائلته.

وحين سُئل في المؤتمر الصحفي عن احتمال أن يغير أي شيء في تعامله مع إسرائيل، قال بلينكن إن الحكومة الإسرائيلية نفذت سياسات “حظيت أساسا بدعم أغلبية ساحقة من الإسرائيليين بعد صدمة السابع من أكتوبر” تشرين الأول. وقال إن ذلك يتعين أخذه في الاعتبار في الاستجابة الأمريكية.

وقال إن إدارة بايدن لم تتمكن من الوصول إلى قرارات نهائية عن حوادث فردية قد تشكل انتهاكات للقانون الدولي معللا ذلك بأن مقاتلي حماس مندسون وسط السكان المدنيين.

وأضاف بلينكن “أود أن أشير أيضا إلى أنه في إسرائيل نفسها، هناك مئات الوقائع التي تخضع للتحقيق… لديهم عملية، ولديهم إجراءات، ولديهم سيادة قانون… هذه هي السمة المميزة لأي ديمقراطية”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية