The Swiss voice in the world since 1935

عائلات عاجزة عن لم شملها مع إغلاق الحدود الهندية الباكستانية

afp_tickers

أمضى رجل الأعمال الهندي ريشي كومار جسراني يومين وهو يراقب تدافع المسافرين وهم ينقلون أمتعتهم ويودعون أحبتهم على الحدود مع باكستان قبل اغلاقها، مع تضاؤل الآمال بالسماح لعائلته بالعبور.

مع التدهور السريع للعلاقات بين إسلام أباد ونيودلهي، ألغت الدولتان المتجاورتان منح تأشيرات الدخول وطردت كل منهما المواطنين من البلد الآخر، مما منح الأفراد بضعة أيام لعبور الحدود قبل إغلاقها.

ويخشى جسراني (39 عاما) أن يكون الوقت قد فات بعدما بقيت زوجته الباكستانية وطفلاه في الجانب الهندي.

وأضاف “أبلغوها أنهم سيسمحون فقط لطفلي بالعودة لأنهما يحملان جوازي سفر هنديين” مضيفا أنه لم يتلق أي توصية من الجانب الهندي.

وتابع “كيف يمكن فصل ام عن طفليها؟”.

منذ اتهمت الهند باكستان بدعم الهجوم الدامي الذي وقع في 22 نيسان/أبريل مستهدفا سياحا في باهالغام – وهو ما تنفيه إسلام آباد – تبادلت الدولتان إطلاق النار وتصريحات دبلوماسية شديدة اللهجة.

وعند معبر أتاري-واغاه الحدودي المكتظ، تؤثر العلاقات المتوترة على العديد من العائلات التي تعيش على جانبي الحدود.

ولم تتوافر أرقام عن عدد رعايا كل من البلدين في البلد الآخر ممن يستعدون لعبور الحدود.

والسبت شوهدت قوافل من السيارات والعربات وهي تنقل المغادرين إلى الحدود، فيما أتى الأقارب لوداعهم عند حاجز للشرطة.

– وداع مؤثر –

تمكن المواطن الهندي أنيس محمد (41 عاما) من نقل عمته شيهار بانو البالغة 76 عاما، إلى الحدود قبل المهلة التي حددتها الهند في 29نيسان/أبريل للمغادرة.

وقال محمد من إندور في ولاية ماديا براديش الهندية “إنها مسنة ومريضة وأتت إلى هنا للقاء جميع أفراد العائلة”.

وودع عمته وهو منهك يمسح جبينه تحت أشعة الشمس الحارقة بتأثر شديد.

واضاف “لا أحد يعرف متى وإذا كنا سنلتقي مجددا”.

وعلى الحدود، يذكر تشتت الأسر بسابقة تاريخية مؤلمة. فقد أدت نهاية الحكم البريطاني عام 1947 إلى تقسيم شبه القارة الهندية، بين الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان ذات الأغلبية المسلمة.

وتزيد أوامر الطرد التي صدرت هذا الأسبوع من معاناة الأسر المختلطة التي غالبا ما تحاول بصعوبة الحصول على تأشيرات دخول.

وقال جسراني إن زوجته سافيتا كوماري (35 عاما) هندوسية مثله ولديها تأشيرة هندية طويلة الأمد.

وقد استخدمت التأشيرة في الماضي للسفر من الهند لزيارة عائلتها في باكستان. لكن ذلك لم يحدث فرقا في ضوء الاضطرابات الأخيرة.

والسبت كانت الأعمال العدائية مستمرة. وقال الجيش الهندي إن قواته تبادلت إطلاق النار مع باكستان لليوم الثاني على التوالي، في حين تعهدت إسلام آباد الدفاع عن سيادتها.

– “عالقون في خضم الأزمة” –

وقال الطبيب الهندي فيكرام أوداسي (37 عاما) إنه وزوجته الباكستانية سارعا للوصول إلى المعبر الحدودي عندما أُعلن عن الإغلاق، لكنهما وصلا بعد فوات الأوان.

وأورد أوداسي “ذهبت زوجتي وطفلنا آهان البالغ أربع سنوات إلى المعبر للقاء والدتها وبقية أفراد الأسرة”.

هو ينتظر عند المعبر منذ الجمعة بينما منع الضباط زوجته وطفلهما من الوصول إليه على بعد كيلومتر واحد فقط.

وقال “إنهم عالقون الآن على الجانب الآخر من الحدود ولا يسمح لهما بالعودة. وطلبوا من زوجتي إرسال الطفل فقط”.

وأضاف “من فضلكم اسمحوا لهما بالعودة. يمكنكم إلغاء التأشيرات السياحية وغيرها من التأشيرات القصيرة الأجل لكن اسمحوا لمن لديهم عائلات وتأشيرات طويلة الأجل بالعودة”.

واذ ندد بالهجوم في كشمير، أعرب عن حزنه لتداعياته على المواطنين العاديين من أمثاله.

وقال “مهما كانت المشاكل بين الحكومتين نحن من يدفع الثمن (…) نحن عالقون في خضم الأزمة ونعاني”.

بب/ليل/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية