عـــــــام المـــــــــاء
أقرت الأمم المتحدة عام 2003، سنة المياه العذبة في محاولة لتسليط الأضواء على تحديات التوزيع غير العادل للمياه والأخطار المترتبة عن ذلك.
ويتمحور نشاط العام العالمي للمياه حول ترشيد الاستعمال والاستهلاك، سواء كان ذلك في الحياة اليومية أو في الري وحول تطوير شبكات التوزيع.
أقرت الأمم المتحدة رسميا في 12 ديسمبر اعتماد سنة 2003 عاما دوليا للمياه الصالحة للشرب. ويأتي إقرار هذه السنة العالمية للمياه في وقت يحصل فيه توافق دولي على ضرورة التحرك لتجنب أن تتحول المياه إلى مصدر لصراعات المستقبل، إذ تشير الإحصائيات إلى أن 1،2 مليار نسمة في العالم ليس لهم أي وصول إلى شبكات المياه الصالحة للشرب، والمقصود بالوصول إلى شبكات المياه، إمكانية الحصول يوميا على حوالي 20 لترا للشخص الواحد، وبالتنقل لمسافة لا تتجاوز كيلومتر واحد عن مكان الإقامة.
يضاف إلى ذلك أن اكثر من 2،4 مليار نسمة في العالم يعانون من عدم توفرهم على شبكات صرف المياه، مما يضاعف من أخطار الإصابة بأمراض كثيرة، وكون أن أكثر من 90% من مياه الصرف وأكثر من 70% من مياه المعامل تصرف بدون معالجة، يؤدي الى ارتفاع تلوث البيئة ومصادر مياه الشرب.
توزيع غير عادل
لئن كان أكثر من 70% من المياه المعدنية فوق الكرة الأرضية تسخر للزراعة، فإن الكمية المتبقية والمستعملة للشرب توزع بشكل غير عادل، إذ أن المواطن في البلدان المصنعة يستهلك يوميا ما بين 400 و500 لتر، بينما يستهلك الشخص في البلدان النامية معدلا لا يتجاوز 20 لتر.
ومن الفوارق الصارخة في هذا الميدان، كون أن المواطن في البلدان المصنعة يستهلك عند إطلاق صهريج دورة المياه مرة واحدة، ما يستهلكه يوميا شخص في البلدان النامية في شربه وغسيله وطهي طعامه وتنظيف ثيابه.
وقد تعهد قادة الدول في قمة الألفية عام 2000 في نيويورك بالعمل على تخفيض نسبة الأشخاص غير القادرين على الوصول إلى مصادر المياه الصالحة للشرب إلى النصف بحلول عام 2015، وكذلك بالنسبة للأشخاص غير المستفيدين من شبكات الصرف الصحي.
ولإنجاز ذلك، ترى الأوساط الأممية أن على المجموعة الدولية أن تضيف حوالي 14 مليار دولار لزهاء الـ 30 مليار دولار التي تنفق سنويا لتأمين المياه الصالحة للشرب ولشبكات الصرف الصحي في العالم.
العالم العربي من المناطق المهددة
يعيش حاليا أكثر من 40% من سكان العالم في مناطق تعرف قلة في الموارد المائية. وقد تصل هذه النسبة في عام 2025 إلى ثلثي سكان العالم أي حوالي 5،5 مليار نسمة. ومن المناطق المهددة بالدرجة الأولى، بلدان شمال إفريقيا وغرب وجنوب القارة الآسيوية.
ولئن كانت الدول العربية تحتل الصدارة في المناطق المهددة بنقص في المياه، سواء في شمال إفريقيا او آسيا، فإنها تحتل الصدارة أيضا في قائمة الدول التي قد تعرف توترات بسبب تقاسم مصادر مائية مع بلدان أخرى.
ويكفي الإشارة إلى التوتر القائم بين لبنان وإسرائيل بخصوص نهر الليطاني، وكذلك الخلاقات القائمة بين إسرائيل والفلسطينيين او بين إسرائيل والأردن. كما أن ملف تقاسم المياه بين سوريا وتركيا والعراق لازال أحد أسباب التوتر في المنطقة.
وقد تم إحصاء اكثر من 261 مجرى مائي عابر لحدود أكثر من دولتين. وتشترك البحيرات والبحار في حدود أكثر من 145 دولة. كما أن هناك انهارا تشترك فيها العديد من الدول مثل نهر النيل او نهر الدانوب.
وعلى الرغم من أن الاشتراك في تقاسم المصادر المائية يعد من أسباب التوتر الدولي الرئيسية، فإن عدد الصراعات التي نشبت فيها أعمال عنف بسبب المياه خلال الخمسين عاما الماضية لا تتعدى الخمسة والثلاثين. وللعثور على حرب حقيقية بسبب المياه في تاريخ الإنسانية يجب العودة إلى ما قبل 4500 عام، وكانت حول مياه دجلة والفرات.
ولمواجهة هذه التخوفات الحقيقية والمبالغ فيها عند الحديث عن المياه في العالم، سيتم التطرق خلال العام العالمي للمياه إلى كيفية الحفاظ على الموارد المائية وتسخير التكنولوجيا للحد من تلوثها وتبخرها وحسن استغلالها إما للري او للشرب، وهو ما تهدف الأمم المتحدة إلى إشراك الحكومات وممثلي المجتمع المدني وأصحاب القطاع الخاص في إثرائه.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
إحصائيات حول المياه في العالم
1،2 مليار شخص لا يصلون الى شبكات المياه الصالح للشرب
2،4 مليار شخص يفتقرون لشبكات الصرف الصحي
ثلاثة ملايين شخص يموتون سنويا من جراء أمراض لها علاقة بالمياه
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.