فانس يوجه تحذيرات لأوروبا والصين بشأن تنظيم الذكاء الاصطناعي
![](https://www.swissinfo.ch/content/wp-content/uploads/sites/13/2025/02/1255c146c2aa14ad1da45534f3c879bb-88856536.jpg?ver=b4731b58)
دعا نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس الثلاثاء حلفاء بلاده الأوروبيين إلى تجنّب المبالغة في تنظيم قطاع الذكاء الاصطناعي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة وحذّر الصين من استخدام التكنولوجيا لتعزيز قبضتها على السلطة.
ولم تثن تصريحات نائب دونالد ترامب قادة العالم المجتمعين في باريس لمناقشة الذكاء الاصطناعي عن التوقيع على بيان يدعو إلى بذل جهود لإرفاق التكنولوجيا مع قواعد تجعلها “مفتوحة” و”أخلاقية”.
وقال فانس لقادة العالم ورؤساء قطاع التكنولوجيا في “غراند باليه” في باريس إن من شأن “المبالغة في التنظيم.. أن تقتل قطاعا جدير بأن يحدث تحولا تزامنا مع انطلاقه”، داعيا أوروبا إلى “التفاؤل بدلا من الخوف”.
وقبل دقائق على ذلك، دعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي تستضيف بلاده قمة الذكاء الاصطناعي المقبلة إلى بذل “جهود جماعية وعالمية لإرساء قواعد ومعايير حوكمة تؤكد على قيمنا المشتركة وتتطرق إلى المخاطر وتبني الثقة”.
وأضاف أنه سيتعين على الذكاء الاصطناعي مستقبلا أن يكون “متحررا من أي تحيز” وأن “يتعامل مع المخاوف المرتبطة بالأمن الإلكتروني والتضليل والتزييف العميق”.
وبعد فانس، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكد بأن القواعد العالمية هي “الأساس، إلى جانب الابتكار والتسريع، الذي سيسمح للذكاء الاصطناعي بالانطلاق والاستمرارية”، في ما بدت أنه رد على نائب الرئيس الأميركي.
وكانت كل من الصين وفرنسا وألمانيا والهند من بين 60 دولة موقعة على البيان الختامي حيث اتفقت بأن الأولوية هي بأن يكون الذكاء الاصطناعي “مفتوحا وشاملا وشفافا وأخلاقيا وآمنا ويمكن الوثوق به” بموجب “إطارات عمل دولية”.
وأضاف النص بأنه يتعين أيضا بأن يكون الذكاء الاصطناعي “مستداما للناس والكوكب”.
ولم توقع الولايات المتحدة وبريطانيا على النص، علما بأن البلدين يلعبان دورا رائدا في تطوير الذكاء الاصطناعي. ولم يتضح إن كانت كبرى شركات القطاع مثل أوبن إي آي يمكن أن تتخذ موقفا مماثلا.
وبرر ناطق باسم الحكومة البريطانية قرار لندن بالمحافظة على “المصلحة الوطنية”.
– “أنظمة استبدادية” –
ووجّه نائب الرئيس الأميركي انتقادا بدا واضحا بأنه يستهدف الصين قائلا إن “الأنظمة الاستبدادية تسعى لاستخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة السيطرة على المواطنين في الداخل والخارج”.
وقال فانس إن إقامة “شراكة معها (هذه الدول) يعني ربط بلادك بسيد استبدادي يسعى للتغلغل في البنى التحتية لمعلوماتك والسيطرة عليها”.
أحدثت شركة “ديب سيك” الصينية الناشئة هزة في قطاع الذكاء الاصطناعي الشهر الماضي عبر الكشف عن روبوت دردشة متطور تقول إنه تم تطويره بميزانية منخفضة نسبيا. واتّخذ عدد متزايد من البلدان خطوات لحجب التطبيق على الأجهزة الحكومية اثر مخاوف أمنية.
أشار فانس أيضا إلى “التكنولوجيا زهيدة الكلفة.. المدعومة بشدة والتي تصادرها أنظمة استبدادية”، في إشارة إلى كاميرات المراقبة ومعدات إنترنت الهواتف المحمولة من الجيل الخامس (5جي) التي تبيعها الصين في الخارج على نطاق واسع.
وفي تصريحات أدلت بها بعد فانس، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن بروكسل ستضغط لتحريك استثمارات بقيمة 200 مليار دولار (206 مليارات دولار) في الذكاء الاصطناعي في أوروبا على أن يأتي مبلغ قدره 50 مليار يورو من ميزانية الاتحاد الأوروبي والباقي من “مقدمي خدمات ومستثمرين وجهات صناعية”.
– ماسك يضع “أوبن أيه آي” نصب عينيه –
وبعدما روج ماكرون الثلاثاء الاثنين لاستثمارات بقيمة 109 مليارات دولار في مشاريع فرنسية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي وبرنامج “ستارغيت” الأميركي بقيادة “أوبن أيه آي”، ركز الجزء الأكبر من المبلغ على الموارد اللازمة للدخول في المنافسة في آخر موجة تكنولوجيا.
واقترح اتحاد شركات بقيادة إيلون ماسك، حليف ترامب والشخص الأغنى في العالم، شراء “أوبن أيه آي” المصنعة لـ”تشات جي بي تي” لقاء مبلغ قدره حوالى 100 مليار دولار، بحسب ما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وحال نجاحها، ستعزز الصفقة التأثير التكنولوجي لماسك، رئيس “إكس” و”تيسلا” و”سبايس إكس” و”إكس أيه آي” المطورة أيضا للذكاء الاصطناعي.
ورد سام ألتمان، رئيس “أوبن أيه آي” على العرض الذي كشفت عنه وسائل الإعلام بالقول “كلا شكرا” على منصة “إكس”. في حين قال المدير التنفيذي للشركة كريس ليهان إنها “ليست للبيع”.
ولم يعلق فانس مباشرة على العرض.
وتعهد “ضمان بقاء تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأميركية المعيار الذهبي على مستوى العالم”، لكنه ندد أيضا بشركات التكنولوجيا الكبيرة الحالية التي قال إنها تضغط من أجل تنظيم القطاع بشكل يمكنه أن يخنق منافسيها الناشئين.
دعا ألتمان في الماضي إلى التنظيم، بما في ذلك بسبب “الخطر الوجودي” الذي يعتقد بعض علماء الكمبيوتر بأن من شأن الذكاء الاصطناعي الخارق أن يمثله على بقاء البشرية.
وقال فانس إنه بدلا من أن تعود الفائدة على اللاعبين الكبار فحسب، “نؤمن وسنقاتل من أجل سياسات تضمن أن يجعل الذكاء الاصطناعي عمالنا أكثر إنتاجا”.
وأضاف “نتوقع أن نجني الثمار عبر أجور أعلى وميزات أفضل ومجتمعات أكثر أمانا وازدهارا”.
تغب-داكس/لين/ص ك