في جنازة بغزة.. أحلام ضائعة وإدانات للولايات المتحدة والدول العربية
من حاتم خالد
غزة (رويترز) – بينما كانت أريج القاضي تقبل أجساد أطفالها الثلاثة الصغار الذين قُتلوا في ضربة جوية إسرائيلية بغزة وهي تذرف الدمع، صب أحد المشيعين جام غضبه على الولايات المتحدة والقادة العرب لعدم إنهاء الحرب.
فسكان غزة، الذين يشاركون في جنازة تلو الأخرى بعد أكثر من عام من الصراع المدمر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يشعرون أن العالم تخلى عنهم، ويعتريهم الغضب لأن مناشداتهم طلبا للمساعدة لا تجد مجيبا إلى حد كبير.
وقالت أريج إن ابنها عبد العزيز (7 سنوات)، الذي لاقى حتفه مع شقيقه حمزة (5 سنوات) وشقيقته ليلى (3 سنوات)، خلال لعبهم خارج المنزل في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، كان يريد أن يصبح رائد فضاء.
وأضافت أنه قال لها إنه يتمنى أن يأتي صاروخ ويتمكن من الذهاب به إلى القمر لكنه لم يكن يدرك أن الصاروخ سيأتي ويحوله إلى أشلاء.
وتقول إسرائيل إنها تبذل قصارى جهدها لحماية المدنيين وتتهم حماس باستخدامهم دروعا بشرية. وتنفي حماس ذلك وتتهم إسرائيل بالقصف العشوائي، وهي اتهامات تنفيها إسرائيل بدورها.
وأرسلت الولايات المتحدة ودول أخرى مساعدات إلى غزة وحاولت التوسط في وقف لإطلاق النار بين إسرائيل ومقاتلي حماس الذين تعتبرهم أمريكا إرهابيين مع الحفاظ على الدعم العسكري لحكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة التي تتجاهل العديد من دعواتها لضبط النفس.
وتساءل المعزي النازح رأفت الشاعر: بأي حق تتحدث أمريكا عن الديمقراطية والعدالة والمساواة؟
وقال إنه يريد أن يوجه رسالة إلى العالم العربي، إلى رؤساء الدول العربية، مفادها إلى متى سيستمر هذا؟.
ولم تؤيد الدول العربية دعوات الفلسطينيين الخاصة لإنهاء معاناة المسلمين بأي شكل من الأشكال ولم تهدد بإنهاء الاتفاقيات الدبلوماسية مع إسرائيل على الرغم من مقتل عشرات آلاف المدنيين.
وأشعل مسلحون بقيادة حماس فتيل أحدث حرب في غزة عندما هاجموا جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 من القطاع الذي تحاصره القوات الإسرائيلية منذ أن تولت الحركة الإسلامية السلطة فيه عام 2007. وقتل المسلحون 1200 شخص وأسروا أكثر من 250 آخرين، بحسب إحصاءات إسرائيلية.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن الرد العسكري الإسرائيلي تسبب في مقتل أكثر من 44 ألف شخص وتحويل غزة، أحد أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم، إلى أرض قاحلة ومعادن ملتوية.
ويقول أشخاص مثل محمود بن حسن الثلاثة، والد الأطفال الذين قال إنهم قُتلوا مع أبرياء آخرين في شارع مزدحم، إن ملاذهم الوحيد هو الدعاء.
وأضاف أن أبناءه ومجموعة من السائرين وبائع للبسطة “استشهدوا”، وترحم على أرواحهم.