في ولاية تكساس أهالي الأطفال يهرعون لتطعيمهم ضد الحصبة

تجلس شادو (5 سنوات) في حضن والدها في مركز صحي في لوبوك بولاية تكساس لتلقى جرعة من اللقاح ضد الحصبة، وهو مرض شديد العدوى عاود الظهور في الولايات المتحدة حيث يهرع الآهالي لتطعيم أطفالهم بعد تسجيل أول وفاة بالوباء.
وفي بلدة لوبوك الواقعة في شمال شرق الولاية، توفي طفل غير ملقّح بعدما أصيب بالمرض، وفق ما أعلنت السلطات الأربعاء، وهي أول وفاة مرتبطة بالحصبة في البلاد منذ نحو عشر سنوات.
وتعود آخر وفاة مرتبطة بالحصبة في الولايات المتحدة إلى العام 2015، عندما توفيت امرأة في واشنطن بسبب التهاب رئوي ناجم عن الفيروس. وكانت قد حصلت على اللقاح لكنها كانت تتناول أدوية مثبطة للمناعة.
وبعدما علم بالأمر عبر فيسبوك، شعر مارك ميدينا وزوجته “بقليل من الخوف”. وقال الأب البالغ 31 عاما لوكالة فرانس برس “قلنا لأنفسنا: حسنا، حان وقت التطعيم”.
وكانت معظم الإصابات بمرض الحصبة المسجلة في تكساس هذا العام في مقاطعة تضم عددا كبيرا من طائفة المينونايت المسيحية المتشددة.
وقالت ريتشل دولان من إدارة الصحة العامة في لوبوك “السكان لا يقومون عادة بتطعيم أطفالهم”، مشيرة إلى أن “الحصبة شديدة العدوى، إنها أكثر الفيروسات التي نعرفها عدوى”.
وأضافت أن “شرارة صغيرة” كانت كافية لإحداث “العديد من الإصابات والانتشار السريع بين هؤلاء السكان”.
– أكثر من 130 إصابة –
منذ مطلع العام، سُجِّلت أكثر من 130 إصابة بالحصبة في تكساس وحوالى عشر حالات في ولاية نيو مكسيكو المجاورة وبعض الإصابات في سائر أنحاء البلاد.
وفي تكساس، ثاني أكبر ولاية من حيث عدد السكان في البلاد، أدخل حوالى 20 شخصا المستشفى أخيرا، ولم يكن أحد منهم ملقّحا وفق السلطات.
وفي هذا السياق، يشعر العديد من الخبراء بالقلق إزاء التأثير المحتمل لوزير الصحة الجديد روبرت كينيدي جونيور الذي نشر في الماضي معلومات مضللة حول التطعيم، خصوصا حول وجود صلة بين اللقاح ضد الحصبة/النكاف/الحميراء والتوحد، وهي نظرية دحضت مرارا.
وتقول المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) إن اللقاح “فعال للغاية” في حماية الناس من تلك الأمراض.
كما يأتي انتشار الحصبة مع انخفاض معدلات التطعيم وسط تزايد عدم الثقة حيال السلطات الصحية وشركات الأدوية، ما يدفع بمزيد من الأهل إلى عدم تطعيم أطفالهم.
في لوبوك، تسبّب خبر وفاة طفل غير ملقّح بصدمة لأهالي الأطفال وأيضا للبالغين غير المحصنين.
وأكّد خوسيه لويس أغيلار (57 عاما) الذي شجعه رئيسه على الذهاب والحصول على التطعيم، أن وفاة الطفل كانت “من الأسباب التي دفعتني إلى المجيء لأحصّن نفسي”.
وقالت دولان “مع تزايد انتشار الوباء (…) لاحظنا زيادة في عدد الأشخاص الذين يأتون لأخذ اللقاح”.
وتصل فعالية اللقاح ضد الحصبة بعد جرعتين إلى 97 %، وهي من أعلى المعدلات بين اللقاحات المتوافرة، كما أكّدت دولان.
ماف/الح/ص ك