قلقُ صانعي الشوكولاطا من النزاع في كوت ديفوار
يثيرُ الصراع الدائر في كوت ديفوار، أكبر دولة منتجة لحبوب الكاكاو في العالم، قلقا كبيرا لدى صانعي الشوكالاطا السويسريين والدوليين.
فقد بات النزاعُ يهدد محاصيلَ الكاكاو ويُعرقل تزويد البلدان المنتجة للشوكولاطا بطلباتها، مما أدى إلى ارتفاع حاد في الأسعار والى عدم استقرار السوق.
في الوقت الذي مازال قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ايكْوَاس) يحاولون تعزيز الهدنة وتشجيع الحوار بين حكومة الكوت ديفوار والمتمردين الذين باتوا يسيطرون على نصف أراضي البلاد، يزدادُ القلق في أوساط صانعي الشوكولاطا السويسريين والدوليين الذين يستوردون كميات ضخمة من حبوب الكاكاو من هذا البلد الإفريقي.
وفي توضيحه للموقف الصعب الذي يجتازه هذا القطاع، قال السيد فرانز شميد، رئيسُ الجمعية السويسرية لصانعي الشوكولاطا “شوكو سويس”، “إن الكاكاو هو المادة الخام الرئيسية لصناعتنا. لقد تضاعفت الأسعار خلال الشهور الاثني عشر الماضية وبلغت المستويات التي كانت عليها قبل 17 عاما”.
تقلبات الأسعار
ويُذكر أن الكوت ديفوار تنتجُ سنويا زهاء مليون طن من الكاكاو، أي ما يعادل 40% من الإنتاج العالمي. ويتم انتاج حوالي 300.000 طن منها في مدينة دَالُوَا والمناطق المجاورة لها غرب البلاد. وقد شهدت أسعار الكاكاو ارتفاعا مُفاجئا، وتقلُّبا مستمرا منذ 19 سبتمبر الماضي، يوم اندلاع الأزمة بين المتمردين العسكريين على نظام الرئيس لوران غباغبو والقوات الحكومية.
واعتمد تذبذبُ أسعار الكاكاو أساسا على تطورات الحرب الأهلية. فقد ارتفع سعرُ حبوب الكاكاو الأسبوع الماضي عندما استولت قوات التمرد على مدينة دَالْوَا، وسرعان ما انخفضت عندما استردت القوات الحكومية هذه المدينة وعندما اتفق الجانبان على توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار. وتجدر الإشارة إلى أن سعر طنٍّ من الكاكاو، الذي كان يناهز 1627 فرنك سويسري في لندن العام الماضي، ارتفع إلى 3833 فرنك الأسبوع الماضي واستقر ما بين 23 و24 أكتوبر في 3254 فرنك.
اشارة مقلقة
ولم يكن ارتفاع وتقلب أسعار الكاكاو الانعكاس السلبي الوحيد على صناعة الشوكولاطا. فبعد أن فر عشرات آلاف الأشخاص، من بينهم عدد كبير من العاملين في حقول الكاكاو، للإفلات من المواجهات العنيفة بين القوات الحكومية وحركة التمرد، أصبحت عمليات نقل حبوب الكاكاو من المزرعة إلى ميناء التصدير بالغة الصعوبة.
ويوضحُ رئيسُ الجمعية السويسرية لصانعي الشوكولاطا السيد فرانز شميد في هذا السياق، أن النزاع في الكوت ديفوار عرقل سلسلة تزويد الجهات المُنتجة للشوكولاطا بطلباتها والعمليات اللوجستيكية المُرافقة لها. وأضاف السيد شميد في تصريح لـ”سويس انفو” أن “فقط كميات ضئيلة وذات جودة ضعيفة من حبوب الكاكاو تصل حاليا إلى ميناءي سان بيدْرُو وابيدجان في هذه الفترة من السنة حيث ترتفع عادة كميات الشحن باتجاه الدول المُستوردة. وهذه إشارة مقلقة”.
ماذا عن المُستهلكين؟
وقد اندلعت الحرب الأهلية في الكوت ديفوار في وقت سجلت فيه أسعار حبوب الكاكاو ارتفاعا حادا بسبب تزايد الطلب مقابل العرض على مدى سنتين من جهة، واستمرار تقلبات السوق من جهة أخرى.
وان كان صانعو الشوكولاطا السويسريون منشغلين جدا بالوضع في الكوت ديفوار وانعكاساته على قطاعهم، فان المستهلكين في سويسرا قد لا يشعرون بهذا القلق على الفور لأن صانعي الشوكولاطا يقتنون دائما احتياجاتهم من الكاكاو مُقدَّما بشُهور.
لكن عشاق هذه المادة قد لاحظوا حتما أن أحد أكبر منتجي الشوكولاطا في سويسرا، نيستلي، قد رفع بعدُ أسعاره بنسبة تتراوح ما بين 4 و8% في عدد من الدول من بينها سويسرا. أما سلسلة المتاجر السويسرية “ميغرو” فقد أعلنت بدورها مؤخرا أن أسعار حوالي 30 من منتجات الشوكولاطا سترتفع بنسبة تناهز 10%.
إصلاح بخات – سويس انفو
استوردت سويسرا 24000 طن من الكاكاو في عام 2001
أكبر مزود حبوب كاكاو لسويسرا هي غانا (35%) تليها الكوت ديفوار (25%)
بلغ اجمالي مبيعات الشوكولاطا السويسرية العام الماضي 1,281 مليون فرنك سويسري
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.