مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الدول العربية تعتمد بديلا مصريا لمقترح ترامب بشأن “ريفييرا غزة”

reuters_tickers

من آندرو ميلز ويمنى إيهاب ونفيسة الطاهر

الدوحة/القاهرة (رويترز) – اعتمد القادة العرب يوم الثلاثاء خطة مصرية لإعادة إعمار قطاع غزة كلفتها 53 مليار دولار وتتجنب تهجير الفلسطينيين من القطاع، على النقيض من رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعروفة باسم “ريفييرا الشرق الأوسط”.

وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في ختام القمة العربية غير العادية بالقاهرة “اعتماد البيان الختامي للقمة وكذلك خطة إعادة إعمار وتنمية غزة”.

ورحبت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالخطة وانتقدتها إسرائيل.

وأعرب السيسي في القمة عن ثقته في أن ترامب سيكون قادرا على تحقيق السلام في الصراع الذي دمر قطاع غزة.

والسؤالان المهمان اللذان يحتاجان إلى إجابة بخصوص مستقبل غزة هما من سيدير ​​القطاع ومن هي الدول التي ستقدم مليارات الدولارات لإعادة إعماره.

وقال السيسي إن مصر عملت “بالتعاون مع الأشقاء في فلسطين على تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين المهنيين والتكنوقراط المستقلين توكل إليها إدارة قطاع غزة انطلاقا من خبرات أعضائها”.

وأضاف أن هذه اللجنة ستكون مسؤولة “عن الإشراف على عملية الإغاثة وإدارة شؤون القطاع لفترة مؤقتة وذلك تمهيدا لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع”.

وتتمثل القضية الشائكة الأخرى في مصير حركة حماس، التي أشعلت فتيل حرب غزة بعدما شنت هجوما في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على إسرائيل، التي تشير إحصاءاتها إلى أنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وأعلنت حماس، التي تحكم قطاع غزة منذ 2007، موافقتها على مقترح اللجنة المصرية.

وقالت في بيان “نرحب بخطة إعادة إعمار غزة، التي اعتمدتها القمة العربية في بيانها الختامي، وندعو إلى توفير جميع مقومات نجاحها، كما نثمن جهود مصر في التحضير لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة”.

وأضافت “أعلنا تأييدنا لقرار تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لمتابعة ملف الإغاثة وإعادة الإعمار وإدارة غزة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية”.

وقبلت حماس بعدم تقديم مرشحين للجنة التي اقترحتها القاهرة، لكنها اشترطت الموافقة على مهامها وأعضائها وجدول أعمالها، لا سيما وأنها ستعمل تحت إشراف السلطة الفلسطينية.

وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إنه تم تحديد أسماء الأفراد المشاركين في اللجنة.

وأضاف “مستقبل غزة سيتم إدارته من جانب لجنة غير فصائلية مؤقتا وبالتوازي سيتم تمكين السلطة الفلسطينية حتى تستطيع أن تعمل على الأرض وتتولى المهام الأمنية والمهام الخاصة بالتعافي المبكر وإعادة الإعمار”.

ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالخطة المصرية، ودعا ترامب إلى دعمها في صورتها الحالية التي لا تتضمن تهجير سكان القطاع.

وفي حديثه أمام الجلسة الافتتاحية للقمة، قال عباس الذي يتولى السلطة منذ عام 2005 “نود التأكيد بأننا على أتم الجاهزية لإجراء انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية، خلال العام المقبل حال توفرت الظروف الملائمة لذلك، في غزة والضفة والقدس الشرقية، كما جرت في الانتخابات السابقة جميعها، وندعو الجميع لتهيئة الظروف لذلك”.

وأبدت حماس ترحيبا بالانتخابات.

وعباس هو أحد مهندسي اتفاقيات أوسلو للسلام مع إسرائيل عام 1993 التي دعمت آمال إقامة دولة فلسطينية، لكن شرعيته تقوضت بشكل مطرد بسبب استمرار بناء مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، التي يشرف على شؤونها.

ويتهم عدد كبير من الفلسطينيين حكومة عباس بأنها فاسدة وغير ديمقراطية ومنفصلة عن الواقع.

ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان الخطة بأنها “مغرقة في وجهات نظر عفا عليها الزمن” ورفضت الاعتماد على السلطة الفلسطينية وشكت من أن الخطة تترك حماس في السلطة.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية