قوات النظام السوري تخرق حصار تنظيم الدولة الاسلامية على مطار كويرس
سجلت قوات النظام السوري الثلاثاء اختراقا هو الاهم منذ بدء الحملة الجوية الروسية الداعمة له اذ نجحت بخرق الحصار الذي فرضه تنظيم الدولة الاسلامية منذ ربيع 2014 على مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي في شمال البلاد.
وفي مدينة اللاذقية في غرب سوريا، قتل 22 شخصا واصيب اكثر من 60 آخرون بجروح جراء سقوط قذيفتين في منطقتين قريبتين من جامعة تشرين شرق المدينة.
واثر معارك عنيفة نجح الجيش السوري في خرق حصار يفرضه تنظيم الدولة الاسلامية على مطار كويرس العسكري، وفق ما افاد مصور يتعاون مع فرانس برس في المكان.
وقال المصور انه تم فك الحصار من الجهة الغربية، اذ دخلت مجموعة من الجنود مطار كويرس العسكري، وبدأت باطلاق النار في الهواء ابتهاجا. واشار الى سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية.
وافاد التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة تقضي على اعداد كبيرة من ارهابيي داعش وتلتقي مع القوات المدافعة عن مطار كويرس في ريف حلب الشرقي”.
واوضح مصدر سوري ميداني “تلاقت قوات الجيش السوري المتقدمة من حامية المطار لتفك الحصار بشكل نهائي بعد فتح ثغرة ووصول قوة مشاة الى المطار” وذلك عقب السيطرة على قرى من الجهة الجنوبية الغربية.
وفي البداية فرضت فصائل مقاتلة حصارا على مطار كويرس في نيسان/ابريل العام 2013، ليطردها تنظيم الدولة الاسلامية بعدها ويفرض الحصار بدوره منذ ربيع 2014. ويخوض التنظيم منذ ذلك الحين اشتباكات للسيطرة على هذه المنشأة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “العملية العسكرية لفك الحصار عن مطار كويرس بدأت في اواخر شهر ايلول/سبتمبر بدعم من مقاتلين ايرانيين وحزب الله وقوات الدفاع الوطني، وترافقت ايضا مع غارات للطائرات الحربية الروسية”.
وبحسب عبد الرحمن “تستمر اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم الدولة الاسلامية على الجبهات الشرقية والغربية والشمالية للمطار ترافقها غارات جوية”.
وتنفذ موسكو منذ 30 ايلول/سبتمبر ضربات جوية في سوريا تقول انها تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية و”مجموعات ارهابية”، وتتهمها دول غربية باستهداف فصائل مقاتلة ضد النظام اكثر من تركيزها على الجهاديين.
وبدأت قوات النظام والقوى الموالية له منذ السابع من تشرين الاول/اكتوبر عمليات برية في محافظات عدة بغطاء جوي روسي، الا انها عادت وخسرت كافة المناطق التي كانت استعادتها خلال هذه الفترة في ريف حماة الشمالي (وسط).
وقد تكون محافظة حلب شهدت على التقدم الاكبر لقوات النظام خلال اكثر من شهر، اذ استعادت عددا من القرى والبلدات في ريفها الجنوبي من ايدي الفصائل المقاتلة وصولا الى خرق الحصار عن كويرس.
وبحسب عبد الرحمن، فان فك الحصار عن كويرس وضمان امن المنطقة المحيطة به يتيح لموسكو استخدامه لاحقا كقاعدة عسكرية لعملياتها وخصوصا لاستعادة السيطرة على كامل مدينة حلب.
وتتقاسم قوات النظام والفصائل المقاتلة السيطرة على مدينة حلب، التي تشهد معارك مستمرة منذ صيف 2012.
– استهداف مدينة اللاذقية –
من جهة ثانية قتل 22 شخصا واصيب 62 آخرون بجروح الثلاثاء جراء سقوط قذيفتين صاروخيتين على مدينة اللاذقية في واحدة من اكثر الهجمات دموية على هذه المدينة الساحلية منذ بدء النزاع السوري قبل نحو خمس سنوات، وفق ما اورد الاعلام الرسمي.
وافاد التلفزيون السوري الرسمي عن سقوط “22 شهيدا و62 جريحا” جراء القذيفتين الصاروخيتين على مشروع الاوقاف وموقف سبيرو القريبين من جامعة تشرين الواقعة في شرق اللاذقية.
وقالت عبير سلمان (24 عاما)، وهي طالبة في كلية الآداب في جامعة تشرين لفرانس برس “كنت أنتظر مع أصدقائي وصول الحافلة عندما حصل القصف، كان المشهد مروعا، بكيت حين شاهدت الأشلاء”.
واضافت “فجأة وجدت الطلاب مرتمين على الأرض، الدماء في كل مكان، وكان هناك أكثر من عشر سيارات تحترق واخرى متفحمة بشكل كامل”.
واوضحت سلمان ان المكان عادة ما يكون مكتظا بالطلاب، وقالت “ننتظر كل يوم في موقف الجامعة ويتجمع العشرات بانتظار الحافلات”.
وتعتبر محافظة اللاذقية في غرب سوريا من المحافظات المؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد.
وبقيت هذه المحافظة الساحلية بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ منتصف آذار/مارس 2011، ما دفع العديد من السوريين الى النزوح اليها هربا من المعارك ونقل اليها الكثير من رجال الاعمال استثماراتهم.
ويقتصر وجود الفصائل المقاتلة والاسلامية في تلك المحافظة على منطقتي جبل الاكراد وجبل التركمان في ريفها الشمالي.
في دمشق، قتل شخص واصيب خمسة بجروح الثلاثاء جراء سقوط قذائف عدة على احياء سكنية عدة، وفق ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية.
في المقابل، قتل اربعة اشخاص بينهم طفل الثلاثاء جراء قصف صاروخي لقوات النظام على مناطق في مدينة دوما، ابرز معاقل الفصائل المقاتلة في محافظة ريف دمشق، وفق المرصد.
وتتعرض مدينة دوما ومحيطها باستمرار لقصف مدفعي وجوي مصدره قوات النظام، فيما يستهدف مقاتلو الفصائل العاصمة بقذائف يطلقونها من مواقع يتحصنون فيها عند اطراف دمشق.
وتشهد سوريا نزاعا بدأ بحركة احتجاج سلمية عام 2011 قبل ان يتحول الى حرب دامية متعددة الاطراف، تسببت بمقتل اكثر من 250 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالاضافة الى نزوح ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.