كيف سيصوت العرب الأمريكيون في انتخابات الرئاسة؟
كلّـف المعهد العربي الأمريكي مؤسسة زغبي إنترناشيونال لأبحاث الرأي العام، بإجراء استطلاع لآراء العرب الأمريكيين حول انتخابات الرئاسة القادمة والقضايا، التي ستؤثر على تفضيلاتهم لمرشّـحي الرئاسة.
وأظهر الاستطلاع، أن معظم العرب الأمريكيين سيصوتون للمرشح الذي تتوفر لديه إستراتيجية واضحة، للخروج من المأزق الأمريكي في العراق.
أظهر الاستطلاع أيضا أن 80% من العرب الأمريكيين، أعطوا الرئيس بوش تقييما سيِّـئا للغاية، فيما يتعلق بإدارته للسياسة الخارجية في الشرق الأوسط.
التقت سويس إنفو بالدكتور جيمس زغبي، رئيس المعهد العربي الأمريكي لشرح أبرز نتائج الاستطلاع فقال: “61% ممّـن استطلعت آراؤهم، قالوا إن الحرب في العراق هي القضية الأولى التي ستَـحسِـم كيفية تصويتهم في انتخابات الرئاسة القادمة، بل وساندت نسبة بلغت 53% منهم بدء انسحاب أمريكي تدريجي من العراق وإنهاء الاحتلال”.
وأضاف الدكتور زغبي قوله أن غالبية الناخبين العرب الأمريكيين سيُـصوتون بِـناءً على مواقفِ المرشحين من قضية العراق وقضايا أخرى، مثل عملية السلام في الشرق الأوسط، بغضِّ النظر عن انتماء الناخبين العرب الأمريكيين لأي من الحزبين.
لكن الاستطلاع، أوضح تآكلا في مساندة العرب الأمريكيين للحزب الجمهوري خلال سنوات حُـكم الرئيس بوش، بحيث انخفضت نسبة من ينتمُـون من العرب الأمريكيين للحزب الجمهوري من 36% إلى 26%، بالإضافة إلى أنه، حتى الذين حافظوا على انتمائهم للحزب الجمهوري، قالوا في استطلاع الرأي، إنهم سيُـصوتون بناءً على مواقف المرشح، وليس استنادا إلى الحزب الذي رشّـحه لخوض معركة انتخابات الرئاسة.
معظم الصوت العربي للديمقراطيين
وعن تفضيل الناخبين من العرب الأمريكيين لمرشحي الحزب الديمقراطي، قال الدكتور زغبي: “37% منهم يُـساندون حاليا السناتور باراك أوباما، ويؤيد 33% منهم السناتور هيلاري كلينتون، ثم السناتور جون إدواردز بنسبة 12%”.
وقال الدكتور زغبي، إن نسبة من ينتَـمون إلى الحزب الديمقراطي من العرب الأمريكيين، تصل حاليا إلى 39% من الناخبين العرب الأمريكيين، وتصل نسبة من يعتزمون التصويت لمرشح الرئاسة الديمقراطي بين المسلمين من الناخبين العرب الأمريكيين إلى 51%، ومن شباب العرب الأمريكيين إلى 42%، غير أنه أوضح أن حوالي نصف الناخبين من العرب الأمريكيين غيّـروا انتماءاتهم الحزبية، سواء ديمقراطيين أو جمهوريين، ليصبحوا مستقلّـين في تصويتهم عن انتمائهم الحزبي، ولذلك، أعربت نسبة 46% من الناخبين العرب الأمريكيين عن اعتقادهم، بأن تصويتهم سيتوقّـف على مواقف المرشحين من القضايا، وليس استنادا إلى كونهم مرشحين عن الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري.
وعلى سبيل المثال، قال ثُـلُـثا الناخبين من العرب الأمريكيين، إنهم سيُـصوتون للمرشح الرئاسي، الذي يتعهّـد بأن يشارك بنشاط في عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وردا على سؤال لسويس إنفو عن احتمالات لجوء العرب الأمريكيين إلى التصويت ككُـتلة انتخابية واحدة في انتخابات الرئاسة القادمة، قال الدكتور زغبي: “لن يكون هناك أي جهود للتصويت ككُـتلة انتخابية، لأن الناخبين يصوِّتون بناءً على ما يرَوْنَـه في صالح اهتماماتهم، وبالتالي، فإن مَـن يعتقدون من العرب الأمريكيين بأن القِـيم المحافظة للحزب الجمهوري، هي أهم ما يشغل بالهم، سيصوتون لصالح المرشح الجمهوري، بينما ستجد من الناخبين العرب الأمريكيين مَـن يعتقدون بأن الحزب الديمقراطي أكثر اقترابا في برنامجه السياسي والاجتماعي لهم من الحزب الجمهوري، ومن يفهَـم تركيب مجتمع العرب الأمريكيين، يجب ألا يفكِّـر مطلقا في الدعوة إلى تصويتهم ككتلة واحدة”.
وقال الدكتور زغبي، إنه ما لم يأتِ الحزب الجمهوري بمفاجأة ويترشّـح عنه مرشح للرئاسة بمواقِـف مختلفة، عما يدعو إليه المرشحون الجمهوريون حاليا، فإن التوجّـه العام للناخبين من العرب الأمريكيين، سيكون في صالح المرشح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي بنسبة ستزيد على 60%، ما لم يظهر مرشح مستقل يجتَـذِب أصوات، من يعتبِـرون أنفسهم مستقلِّـين من الناخبين العرب الأمريكيين.
تآكل نسبة العرب الجمهوريين
والتقت سويس إنفو بالناشط العربي الأمريكي في الحزب الجمهوري، الأستاذ خالد صفوري، الذي يرأس المعهد الإسلامي الأمريكي في واشنطن، فأكّـد أن الأخطاء التي وقع فيها الرئيس بوش خلال السنوات الست الماضية، وخاصة المستنقع الذي وقعت فيه الولايات المتحدة في العراق، ستؤثر بشكل بالغ على تأييد كثير من العرب الأمريكيين للحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة في نوفمبر 2008، حيث لوحِـظ تراجع كبير خلال سنوات بوش في نسبَـة من ينتمون إلى الحزب من العرب الأمريكيين، بل وِـمن المسلمين الأمريكيين، يُـستثنَـى من ذلك، الأجيال الأقدم من العرب الأمريكيين، الذين لا تُـؤثر توجّـهات وممارسات الرئيس في السياسة الخارجية في الشرق الأوسط، على انتمائهم للحزب الجمهوري بنفس الدرجة.
وقال السيد صفوري، “إن التراجع في نسبة العرب الأمريكيين من الجمهوريين له سببين: أولا، الغضب إزاء قرار الرئيس بشن الحرب على العراق وما أسفرت عنه تلك الحرب من إشاعة الفوضى والخراب في العراق واحتمال تقسيمه على أسس عرقية وطائفية. ثانيا، تواجد عناصر طاردة للعرب الأمريكيين من الحزب الجمهوري، بسبب كراهية تلك العناصر للعرب والمسلمين بشكل أكبر من نسبة تواجُـدها في الحزب الديمقراطي، مما يؤدِّي إلى نفور عدَد كبير من العرب الأمريكيين الجمهوريين من الانتماء للحزب”.
واتفق السيد صفوري مع الدكتور جيمس زغبي في أنه يوجد بين الناخبين العرب الأمريكيين من سيُـصوتون لمرشّـح الرئاسة من الحزب الجمهوري، بغضِّ النظر عن أخطاء الرئيس بوش، كما أن هناك من سيُـصوِّتون للمرشح الديمقراطي لمجَـرد انتمائهم للحزب الديمقراطي وقال: “خلال عمَـلي مع الحزب الجمهوري، التقيت بالعديد من العرب الأمريكيين، الذين يُـدينون بولاء حزبي للجمهوريين يفوق بكثير انتماءاتهم الأخرى، وسيصوت هؤلاء، استنادا إلى ولائهم الحزبي، وليس على أساس موقف المرشح الجمهوري من قضايا الشرق الأوسط”.
وعلق السيد صفوري على نتيجة لاستطلاع آراء العرب الأمريكيين، أوضحت أن الجمهوريين منهم سيُـصوتون لصالح المرشح الجمهوري رودي جولياني، عمدة مدينة نيويورك السابق بنسبة 32%، يليه السناتور جون ماكين بنسبة 28%، رغم أن كليهما مُـناصر للحرب في العراق، فقال: “معظم هؤلاء ينتمون إلى الجيل الثالث من المهاجرين العرب، والذين لا تختلف اهتمامات معظمهم عن باقي الشارع الأمريكي، كما أن قطاعا كبيرا من هؤلاء هم مِـن اللّـبنانيين المسيحيين، الذين يدعمون موقف الرئيس بوش وموقف جولياني، ومنهم من يتّـخذ كذلك مواقِـف مُـعادية للإسلام وهذا واقع”.
ولكن الناشط الجمهوري خالد صفوري، أقر بوجود تآكل في تأييد الناخبين للحزب الجمهوري، ليس من العرب الأمريكيين فحسب، وإنما من الناخبين الأمريكيين عموما، بسبب التأثيرات السلبية للحرب في العراق على الولايات المتحدة، والميزانية وأسعار البترول والخسائر المتزايدة في أرواح الجنود الأمريكيين في العراق، ولذلك، بدأ زعماء الحزب يسعَـوْن من داخل الحزب للتأثير باتجاه إيجاد حل يُـنهي التواجد الأمريكي في العراق، بسبب هذه التأثيرات.
وفيما يتعلق بتوقعاته لكيفية تصويت العرب الأمريكيين في انتخابات الرئاسة القادمة، قال السيد صفوري: “يمكن تقسيم العرب الأمريكيين إلى قسمين أساسيين: المهاجرون حديثا، وسيُـصوتون استنادا إلى مواقف المرشح الرئاسي من قضايا الشرق الأوسط، وخاصة العراق والقضية الفلسطينية، وسيُـصوتون بنسبة 70 إلى 80% لصالح المرشح الديمقراطي. المهاجرون القدامى، سيصوِّتون بحسب انتماءاتهم الحزبية أو بحسب مواقف المرشح للرئاسة عن أي من الحزبين من القضايا الداخلية، مثل الضرائب والتعليم والرعاية الصحية وكيفية التعامل مع مشاكل الاقتصاد وأسعار الطاقة”.
هل للصوت العربي أهمية؟
ما الذي يمكن أن يؤثِّـر به الناخبون من العرب الأمريكيين في انتخابات الرئاسة الأمريكية، رغم أن نسبتهم في حدود 1% من الشعب الأمريكي، سؤال اختتمنا به لقاء سويس إنفو مع الدكتور جيمس زغبي، رئيس المعهد العربي الأمريكي فقال: “إن نسبة الناخبين من العرب الأمريكيين، فيما يُـسمى الولايات المتقاربة في تصويتها لصالح كل من الحزبين، تشكّـل أهمية في ترجيح مَـن منهما يكسب تلك الولايات، وتصل نسبة الناخبين من العرب الأمريكيين في ولاية ميشيغان إلى 7% من أصوات الناخبين، وهي نسبة لها مغزى كبير، كما أن نسبة الناخبين في عدد من الولايات الأخرى، التي تتأرجح في تأييدها بين الحزبين بشكل متقارب يتراوح بين 2 و3% في ولايات أوهايو وبنسلفانيا وفلوريدا، لذلك، يسعى مرشحو الرئاسة من الحزبين على استرضاء الناخبين من العرب الأمريكيين، وعقد لقاءات معهم لشرح مواقف المرشحين من القضايا، التي تهُـم العرب الأمريكيين”.
محمد ماضي – واشنطن
مارتنسبيرج (ويست فرجينيا) (رويترز) – سعى الرئيس الأمريكي جورج بوش لاستغلال الروح الوطنية في عيد الاستقلال لحشد الدعم من أجل الحرب التي لا تلقى تأييدا، وناشد الشعب الأمريكي يوم الأربعاء 4 يوليو بالصبر والتصميم فيما يتعلق بالعراق.
وقال بوش في كلمة ألقاها بمناسبة عيد الاستقلال في قاعدة الحرس الوطني بولاية ويست فرجينيا، “إننا جميعا نتوق إلى اليوم”، الذي يقل فيه عدد القوات الأمريكية في العراق، ولكنه أصر على أن هناك حاجة لمزيد من الوقت كي تحقق إستراتيجيته في العراق، النجاح.
وقال بوش، الذي وقف بجانب عَـلم أمريكي عِـملاق أمام حشد يتألف من أكثر من ألف من موظفي الحرس الوطني وأفراد الأسر الذين تجمّـعوا داخل حظيرة للطائرات، “إن النصر في هذا الصراع يستلزم مزيدا من الصبر ومزيدا من الشجاعة ومزيدا من التضحية”.
وتراجعت معدّلات الرضا عن أداء بوش إلى مستويات منخفضة، وتتزايد عليه الضغوط كي تتحقق نتائج إيجابية من حشد القوات الأمريكية في العراق، فيما يسعى هو لمنع مزيد من الانشقاقات على يد جمهوريين شكّـكوا في طريقة إدارته للحرب.
وزاد شعور الإدارة الأمريكية بالظرف الطارئ خلال العدّ التنازلي لصدور تقرير طال انتظاره من الكونغرس في سبتمبر، بشأن الحملة الأمنية في بغداد، التي توجت بزيادة قدرها 28 ألف جندي أمريكي إضافي منذ بداية العام.
وفي ضوء استمرار إراقة الدماء في العراق وقلة المؤشرات على حدوث تقدم عند الحكومة العراقية، من حيث الوفاء بالخطوات المستهدفة، سعى البيت الأبيض للتهوين من أي توقعات بشأن تحقيق إنجازات سريعة جرّاء زيادة الجنود.
وأوضح الديمقراطيون، الذين يُـسيطرون على الكونغرس، أنهم يأملون في استخدام تقرير سبتمبر ليكون وسيلة يدفعون بها لوضع جدول زمني لسحب القوات من العراق، وهو شيء رفضه بوش بشدة.
وقال بوش “سيأتي يوم لن يكون الشعب العراقي فيه بحاجة إلى 159 جندي أمريكي في بلادهم.. ولكن الانسحاب المبكّـر، استنادا إلى الظرف السياسي.. لن يصبّ في مصلحتنا الوطنية”، وأضاف “سيكون ذلك منح النّـصر للعدو، ويضع أمن أمريكا في خطر.. وهذا شيء لن نفعله”.
ووصف بوش القوات الأمريكية يوم الأربعاء، بأنها “خليفة” الجنود الثوريين الذين قاتلوا من أجل الاستقلال الأمريكي، وأشار إلى أن أولئك الجنود مكثوا يقاتلين ستة أعوام قبل أن ينهوا الحرب مع بريطانيا.
وحرب العراق مستمرة للعام الخامس، ولا نهاية تلوح في الأفق لها، وهناك معارضة متنامية لها في الولايات المتحدة.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 4 يوليو 2007)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.