مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لبنانيو سويسرا يتحركون سياسيا واجتماعيا

swissinfo.ch

نظمت "هيئة التنسيق الطارئة لمواطني وأصدقاء لبنان" مؤتمرا صحفيا في العاصمة برن يوم 15 أغسطس، لتقدم نفسها كحلقة وصل بين الجالية اللبنانية في سويسرا، وبين الرأي العام والحكومة الفدرالية.

ويرغب القائمون على هذا التحرك في تفعيل العلاقات السويسرية اللبنانية بشكل أكثر حيوية لاسيما في الوقت الراهن.

استعرضت كاتيا دميان رئيسة الإتحاد الثقافي اللبناني في جنيف، مع مالك الخوري رئيس جمعية لقاءات وثقافات العالم العربي (مقرها جنيف) في هذا المؤتمر الصحفي، مبادرة أطلقها أبناء الجالية اللبنانية في سويسرا بعد أيام من بدء الحرب على بلادهم، تحمل اسم “هيئة التنسيق الطارئة لمواطني وأصدقاء لبنان”، كجمعية غير حكومية مستقلة، تشكل السقف الذي يلتقي تحته كل من يرغب في مساعدة بلاد الأرز، من جمعيات وهيئات وأفراد، من أصدقاء لبنان والمتعاطفين معه في محنته الراهنة.

وقال مالك الخوري، أحد الأعضاء المؤسسين لهذه الهيئة في حديث مع سويس انفو، بأن المشاركين فيه يلتفون حول شعار واحد فقط وهو لبنان، البلد المنكوب من ويلات تلك الحرب، بعد أن كاد يلتقط أنفاسه من النزاعات المتوالية التي مر بها، ومراحل عدم الاستقرار التي عاشها.

وأكد الخوري على أن هذه الهيئة تمثل صورة لبنان بجميع أطيافه السياسية والعرقية والدينية؛ فهي تضم ممثلي أهم الأحزاب السياسية اللبنانية المقيمين في سويسرا، والمستقلين أيضا، وكلهم يسعون لخدمة بلادهم من خلال محاور مختلفة.

وتشير كاتيا دميان في حديثها إلى سويس انفو، إلى أن أحد أهم تلك المحاور هو التواصل مع الحكومة الفدرالية، حيث تثمن الجالية اللبنانية في سويسرا موقف وزيرة الخارجية ميشلين كالمي راي من الحرب، على الرغم من اختلاف وجهة نظرها مع زملائها في الحكومة، ولذا فيجب على ممثلي الجالية اللبنانية التواصل مع الأحزاب السياسية المختلفة في سويسرا، وشرح ما يخفى عليها من طبيعة المشكلة اللبنانية الإسرائيلية.

حوار مع الساسة

ويؤكد الخوري على أن الهيئة بدأت بالفعل في الاتصال مع الأحزاب السويسرية، وعقدت مع بعضها اجتماعات تم فيها شرح الكثير من الحقائق التي قد تغيب عن هؤلاء الساسة، إما بسبب نقص المعلومات، أو لوجود صور مشوهة حول حقيقة الموقف المتشابك هناك.

ويعتقد الخوري بأن مثل تلك الحوارات سيكون لها أثر طيب للغاية، وستعمل على تصحيح الصورة، أو على الأقل استكمال النقص في المعلومات، لاسيما تلك التي تعني الجانب اللبناني، لأن اللبنانيين من خلال مثل هذه الهيئة التي تجمع كافة تياراتهم هم الأكثر قدرة على الحديث عن أنفسهم، دون غيرهم.

فقد شرح وفد “هيئة التنسيق الطارئة لمواطني وأصدقاء لبنان” أثناء اللقاءات التي أجراها مع بعض الأحزاب السويسرية أهمية الحفاظ على استقرار لبنان على بقية المنطقة، والمخاطر التي يمكن أن تحدث إذا توسعت رقعة هذا الصراع داخليا وإقليميا ودوليا أيضا، مما يعني بأن الجميع معنيون بتهدئة الأوضاع، لان انفجارها ليس في مصلحة أحد، بل على العكس تماما.

في الوقت نفسه تأمل كاتيا دميان، أن تساهم تلك التحركات في تحريك الموقف الرسمي السويسري، بحكم أن الكنفدرالية هي الدولة المؤتمنة على اتفاقيات جنيف، والكثير من المعاهدات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان، وتأمل السيدة دميان في الاستفادة من الخبرات السويسرية في مجال تنسيق المعونات الطبية والإنسانية، سواء من خلال المساعدة في نقلها، أو التعامل مع أزمة المهاجرين واللاجئين على كافة الصعد.

توعية الرأي العام

ويضيف الخوري، بأن سويسرا أيضا يمكنها أن تلعب دورا جيدا في إعادة الإعمار، بما لها من خبرة تقنية في هذا المجال مثلما فعلت في إقليم كوسوفو وفي البوسنة والهرسك، لأن الجنوب اللبناني تم تدميره بالكامل، وبدأ مرة أخرى من نقطة الصفر، بل ربما أقل، ويشير إلى السمعة الطيبة التي تتمع بها سويسرا في لبنان، وبالتالي فستكون خبراتها في هذا المجال مطلوبة وموثوق بها.

كما تأمل التنسيقية في أن تدعم سويسرا لجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان بالخبرات التقنية اللازمة لجمع الأدلة والبيانات اللازمة حول الأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمتها إسرائيل، وتحديد الاثار البيئية الضارة التي ستنجم عنها والمخاطر المحتملة، وكل هذه المعلومات هامة جدا لإنجاح عمل لجنة تقصي الحقائق تلك، التي يعول عليها لبنان كثيرا، لتسجيل الجرائم الإسرائيلية في الجنوب بشكل لا يقبل الشك، كي يتم الإستفادة منها أمام المنظمات والهيئات الدولية المعنية بدراسة جرائم الحرب.

الجانب الأهم في كل تلك التحركات هو توعية الرأي العام بأن تلك الحرب هي على كل لبنان، وليست على فئة محددة منه، لذلك أكدت كاتيا دميان للصحفيين على أن حزب الله جزء من نسيج المجتمع اللبناني ومن حياة البلاد السياسية والثقافية، وبالتالي فإن إستهدافه، لا يختلف عن استهداف بقية الأطراف الأخرى.

بينما يشرح الخوري قائلا، بأن الرأي العام السويسري يجب أن يعرف بأن المطارات والموانئ والبنية التحتية التي تم القضاء عليها تماما هي ملك لكل اللبنانيين وليست لحزب الله وحده، وبالتالي فإن تحطيمها بهذه الصورة هو هجوم دولة على دولة أخرى، وليس على ميلشيات كما تحاول إسرائيل أن تصور الأمر.

سويس انفو – تامر أبو العينين – برن

تضم اللجنة التأسيسية للهيئة 17 شخصية لبنانية من المقيمين في سويسرا، بصفة خاصة أو كممثلين عن جمعيات وأحزاب سياسية وتيارات فكرية لبنانية ومن ضمنها حزب الله.

تعتزم هيئة التنسيق تنظيم ندوات مفتوحة وحلقات نقاش لطرح القضية اللبنانية على الرأي العام السويسري وشرح ابعاد الصراع مع إسرائيل وخلفياته.

تأسست “هيئة التنسيق الطارئة لمواطني وأصدقاء لبنان” بعد أيام من انطلاق الحرب، وتضم تحت سقفها جميع التيارات السياسية والعرقية والدينية اللبنانية المقيمة في سويسرا، إلى جانب الهئيات والمؤسسات الراغبة في دعم بلاد الأرز، واصدقاء لبنان من محبي السلام من جميع أنحاء العالم.

تسعى الهيئة (مقرها جنيف) إلى التواصل مع الحكومة السويسرية والأحزاب الرئيسية لشرح وجهة النظر اللبنانية من الأحداث.

يأمل المشاركون في هذا النشاط في توعية الرأي العام السويسري بشكل افضل حول ابعاد تلك الحرب وخلفياتها.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية