لقاء مكة.. فرصة أخيرة أم منعرج حاسم؟
في رحاب مكة، يجتمع فرقاء المشهد الفلسطيني بحثا عن مخرج، يُـنهي سحب الاقتتال ويُـعيد بعضا من اللحمة الداخلية، ويـُثبّـت الأمن الداخلي ويغلق أبواب الفِـتنة الكامِـنة وراء الأبواب المشرّعة والمُـغلقة على السواء.
الوصف السائد للِـقاء مكّـة بين قادة فتح وحماس برعاية شخصية من العاهل السعودي عبد الله بن سعود، هو أنه “لقاء الفرصة الأخيرة” ما يعكس الحِـرص على مُـمارسة أكبر قدرٍ من الضّـغط المعنوي على قادة الفصيلين الرئيسيين في الساحة الفلسطينية.
في الوصف السائد للِـقاء مكّـة بين قادة فتح وحماس برعاية شخصية من العاهل السعودي عبد الله بن سعود، أنه لقاء الفرصة الأخيرة، في دلالة على أن الشّـوط وصل إلى نهايته تقريبا ولا يبقى إلا الحسم، إما في اتجاه الانفراج والتّـهدئة وإعلاء المصلحة الفلسطينية الجماعية أو الوقوع في فِـتنة داخلية دامية تأكل الأخضر واليابس معا.
والوصف على هذا النّـحو، يعكِـس الحِـرص على مُـمارسة أكبر قدرٍ من الضّـغط المعنوي على قادة الفصيلين الرئيسيين في الساحة الفلسطينية، لكي ينتهيا إلى اتِّـفاق يشكِّـل حُـكومة وِحدة وطنية، ذات قُـدرة على الاستمرار والصُّمود، وتكون بمثابة خُـطوة نحو رفع الحصار الجائر، وذلك وِفق برنامج سياسي يُـنهي التجاذبات والمواجهات، التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلّـة وراح ضحيتها 66 قتيلا وأكثر من 120 جريحا، وذلك برصاص فلسطيني، وليس برصاص العدو والاحتلال.
الملابسات الخطرة
كما يعكس الوصف أيضا إدراكا عاليا بخُـطورة الملابسات المختلفة التي تحيط بالقضية الفلسطينية في اللحظة التاريخية الراهنة.
فالقضية الفلسطينية، ورغم ما تعرّضت له من ضغوط عاتية طوال ما يقرب من ستة عقود متتالية، إلا أنها حافظت على مكانتها العالية لدى أصحابها المُـباشرين من جانب، ولدى المؤيِّـدين لها والمتعاطفين معها من جانب آخر، وهو أمر لم يعُـد موجودا، لا بنفس القدر ولا بنفس المكانة، مما يشكِّـل خُـطوةَ تراجُـع كُـبرى، لا تخلو من تداعيات معاكِـسة على مصير القضية ذاتها، ومثل هذا التراجع مرشّـح للمزيد، إن عاد المتحاورون خاليو الوفاض.
ومما زاد الأمور سوءًً، ذلك الاقتتال الذي فرض نفسه على فتح ومن ورائِـها الرئاسة الفلسطينية بقواتها، الأفضل تدريبا والمعروفة بحرس الرئاسة، وحماس ومن ورائِـها الحكومة الفلسطينية وقوّاتها التنفيذية غير النظامية بعدُ.
مَـن وراء انهيار التهدئة الأمنية؟
الملابسات الخطِـرة داخليا، والمتمثلة في الاقتتال واللجوء إلى السلاح والاقتراب كثيرا جدّا من خطِّ الحرب الأهلية، وغلبة عدم الثقة بين القادة الفلسطينيين وبعضهم البعض، وبروز قيادات ميدانية لا تلتزم بأوامر القيادات السياسية والتنفيذية العليا، فضلا عن ظهور جماعات مسلحة وشاردة عن الخطوط الكبرى، التي تحكم السياسة الفلسطينية، كلّـها عوامل أسهمت في تأجيج الموقف الفلسطيني وزيادة حددته.
ومع ذلك، فهي ليست وحدها المسؤولة عن الانزِلاق إلى المُـواجهة العسكرية المفتوحة التي تواصلت طوال ما يقرب من ثلاث أسابيع، جرت فيها تِـسع اتِّـفاقات على تهدِئة وسحب المسلّـحين من شوارع غزّة بوساطة مصرية، ولكنها سُـرعان ما كانت تنهار بفعل فاعل، يُـعرف بأنه طرف محسوب على فتح ويمثل جيلا صاعدا وطامحا وخلفه مسلّـحون يحصلون من ورائه على دخل مناسب، وكان يخشى من أن يكون الاتفاق بين فتح وحماس، سواء من أجل الحكومة الوطنية أو التهدئة المسلّـحة، مقدِّمة لتصفية الحساب معه شخصيا، ولذلك، كانت له تدخّـلاته، التي عطّـلت الاتفاقات الأمنية أكثر من مرة.
والخوف أن يُـعيد الكرّة نفسها بعد لقاء مكة، وهنا، يبدو حديث الضّـمانات الشخصية لمثل هذه الشخصيات المغامرة، جُـزءا أساسيا من الحلّ المُـرتقب، إن طلب له النجاح.
الاحتقان الإقليمي وتداعياته
العوامل المحلية والذاتية الفلسطينية تتكامل مع عوامل أخرى، تعكس حالة الاحتقان الإقليمي من جهة، وحالة الاستقطاب السياسي الطائفي من جهة أخرى.
وحين يشار إلى الإقليم، تبرز التدخّـلات الإيرانية، التي تُـعدُّ مسؤولة عن عددٍ من التوترات، سواء في العراق أو لبنان وأخيرا بين الفلسطينيين أنفسهم.
والأمر هنا، يمكن تفسيره بأن وُقوف إيران وراء حماس، حكومة وحركة، في الوقت الذي شارك الجميع تقريبا في عزل حكومة حماس وحِـصارها اقتصاديا، تلبية للشروط الأمريكية والإسرائيلية، جعل إيران جُـزءا جوهريا من المُـعادلة الفلسطينية. البعض يؤيِّـده وآخرون يستشعرون القلق منه.
وبالرغم من أن حجم التأييد والتواصل الإيراني مع حركة حماس ليس واضحا تماما، وإلى أي مدى يتجاوز المواقف السياسية وبعض الأموال، فمِـن الشائع أن الأيادي الإيرانية باتت موجُـودة بقوّة في المشهد الفلسطيني، وهو ما أزعَـج كثيرا قِـوى عربية كبرى، كمصر والسعودية والأردن، تماما كما أزعج أيضا إسرائيل والولايات المتحدة.
ومن وراء إيران أو ربما إلى الصفّ ذاته، تبرز سوريا كصاحبة نفوذ على حركة حماس، لاسيما وأنها هي التي تأوي رئيس مكتبها السياسي المحنّـك، خالد مشعل وقيادات حماسية أخرى، تُـعرف بقيادات الخارج.
وفي جزء مِـمّـا يُـقال في كواليس عربية، أن سوريا توظّـف هذه الاستضافة، لتُـربِـك بعض الحسابات، التي تعتبرها في غير صالحها، ومنها حسابات فلسطينية فلسطينية، وأخرى حسابات فلسطينية عربية.
الاحتلال الإسرائيلي.. نحو إفساد اللقاء
ولا تقف التدخّـلات المُـعاكسة للاستقرار الفلسطيني عند حدّ قِـوى عربية، فهي موجودة، وبقوة، في دور الاحتلال، والذي استطاع أن يشكّـل له طابورا خامسا، حتى داخل بعض الفصائل الفلسطينية، وهو الطابور المسؤول عن إرباك الحالة الأمنية وإفساد الكثير من العلاقات بين الفلسطينيين بعضهم.
أما الضغوط الأمريكية والإسرائيلية المباشرة والعلنية، فتتجاوز مُـجرّد تِـكرار ما يُـعرف بشروط اللّـجنة الرباعية إلى حدّ التدخل لدى الرئاسة الفلسطينية للتّـراجع عن خُـطوة تشكيل حكومة وِحدة وطنية تضمّ عناصر من حماس، تحت أي مُـسمّـى كان.
والموقف الصريح والفج، الذي عبّـر عنه إيهود أولمرت عشية لقاء مكّـة، والذي دعا فيه الرئيس محمود عباس إلى عدم تشكيل حكومة وِحدة مع حماس، إلا إذا التزمت صراحة شروطَ اللجنة الرباعية، يكشف عن حجم الضغط العلني، فما بال حجم الضغط والتهديد وراء الكواليس.
هذه الضغوط، سواء المحبّـذة خروج اللقاء باتفاق فلسطيني واضح المعالم، ينهي التوتر ويضع النقاط فوق الحروف أو تلك التي تدفع أحد الأطراف إلى تجاهُـل نداء الشعب الفلسطيني، تشكِّـل بدورها بعض مداخلات الحدث وبعض مُـفرداته معا. والسؤال هنا: إلى أي مدى يُـمكن للِـقاء مكّـة أن يعبُـر إلى برِّ الأمان؟
التحرك السعودي.. هل من ضمانات؟
تبدو نقطة البِـداية معلّـقة أساسا بطبيعة التحرك السعودي نفسه، والذي لا يتصور إقدامه على خُـطوة كهذه، إلا بعد توافُـر ضمانات كافية من عدّة أطراف، بأن اللقاء في مكّـة سيُـسفِـر عن اتفاق فلسطيني يُـرضي أكبر عددٍ مُـمكن من اللاّعبين الأساسيين ذوي الصّـلة، وأن يكون مقبولا، ولو بدرجة ما، من قِـبل واشنطن.
فالدبلوماسية السعودية معروف عنها الحذر والتحرك بعيدا عن الأضواء، إلا إذا كانت الظروف ناضجة لنجاح مشهود، وحينها، يُـمكن التحرّك أمام العدَسات، وهنا تبرُز الضّـمانة الأمريكية، التي وإن لفتت انتباه اللقاء، حسب تعبيرات وزيرة الخارجية الأمريكية، بأن شروط الرباعية غير قابلة للنقض أو الالتفاف، فإن الرِّهان السعودي المقابل هو أن تشكيل حكومة وِحدة وطنية والسّـيطرة على الأوضاع الفلسطينية ووضع وثيقة حكومية مقبولة عبر النصّ على احترام الاتفاقات العربية والدولية، التي تحقق المصالح الفلسطينية العليا، بما في ذلك الاتفاقات المُـنبثقة عن اتفاقات أوسلو، كفيلٌ بأن يُـنهي مبرِّرات الحِـصار الدولي ويضع الحكومة الفلسطينية الجديدة تحت الرّعاية الدولية والعربية معا.
وحسب المؤشرات المُـتداولة في القاهرة، فإن الموقف الأوروبي يَـميلُ إلى تأييدِ مِـثل هذا المخرج، الذي إن تمّ، فقد تتفاعل معه واشنطن إيجابيا، ولكن بقدر من الحذر الذي لا يصل إلى حدّ الاعتراض المباشر.
وبالطبع، فإن الصِّـيغة التي سينتهي إليها لِـقاء مكّـة، سيكون لها مفعولها بالنسبة لرفع الحظر الدولي، لاسيما من زاوية وضوح أو عدم وضوح التكيّـف الايجابي مع شروط اللجنة الرباعية الدولية.
رؤى فلسطينية متباينة.. ومتقاربة
واستطرادا، ترى فتح والمقرّبون منها أن الصّـيغة الأنسب، هي في التزام الحكومة الجديدة التزاما واضحا بمُـبادرة السلام العربية، التي أقرّتها قمة بيروت عام 2003، وأن تقبَـل حماس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، الذي يتضمّـن بدوره اعترافا ضِـمنيا بإسرائيل.
أما حماس والمقرّبون منها، فيرون أن أي التزام بأي اتفاقات سابقة أو حتى لاحِـقة، يجب أن يكون مشروطا بتحقيقه المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا، التي يحدّدها النواب المنتخبون، وأن إصلاح منظمة التحرير المتّـفق عليه في مارس 2005 بالقاهرة، يتضمّـن نوعا من المُـراجعة لمِـيثاقها، تسمح بانضمام كل الفصائل غير المُـنضوية تحت لِـواء المنظمة، وأن العودة إلى المفاوضات التي سيفوّض بها الرئيس محمود عباس، وأن يترك للمجلس التشريعي حق مناقشتها تفصيلا وإقرارها من عدمه، لا يتطلّـب مُـسبقا إلقاء كل أنواع السلاح الفلسطيني، إذ أن المفاوض الأعزل، سيخسر بالضرورة والعكس صحيح.
الرؤى المتباينة في أسس التحرك المستقبلي، لا تنفي أن هناك تفاهمات قد تمّ التوصّـل إليها مُـسبقا، بجهود مصرية وأخرى فلسطينية، حول توزيع العديد من الحقائب الوزارية في الحكومة المقترحة، ويتبقّـى ثلاث حقائِـب رئيسية، مطلوب من لقاء مكّـة حسمها، وهي حقائب المالية والداخلية ووزارة الخارجية.
الحذر واجب أيضا
ومع ذلك، فإن التحسّـب إلى فشل اللّـقاء يُـعد أمرا محمودا، فإن لم ينجح اللّـقاء في تأسيس صيغة تراضي فلسطينية جامعة، يبقى البديل المُـتاح نظريا في أمرين، الأول تفجّـر الوضع الفلسطيني على أوسع نِـطاق مُـمكن، وبما يفتح أبواب الجحيم على الجميع. والثاني، هو الاتّـفاق على مخرج سِـلمي يكمُـن في الاتِّـفاق على صيغة للانتخابات التشريعية والرئاسية المبكّـرة، من حيث طريقة التنفيذ والتوقيت أو بعبارة أخرى، فإن حسم الخِـلاف ليس له سوى أسلوبين، كلاهما في الشارع، أحدهما عبر السلاح والفوضى، والثاني عبر صندوق الانتخابات والتنافس السلمي، وبالطبع، فإن الثاني هو الأكثر قبولا وتحضرا.
د. حسن أبو طالب – القاهرة
مكة (السعودية) (رويترز) – يوم الاربعاء 7 فبراير، بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يتزعم حركة فتح ومسؤولو حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، محادثات أزمة بتعهد بعدم مغادرة المملكة العربية السعودية الا أن يتوصلوا لاتفاق لانهاء الاقتتال بين الفصيلين.
وأوضحت تغطية تلفزيونية على الهواء مباشرة، أن عباس ومسؤولي حماس وبينهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، الذي يتخذ من العاصمة السورية دمشق مقرا له، وهم يجلسون حول مائدة المحادثات في مدينة مكة المكرمة.
وقال مشعل قبل بدء المحادثات، انهم لن يغادروا السعودية دون التوصل لاتفاق، مضيفا أنهم حضروا الى مكة بهذه النية، وتابع أن المجتمع الدولي، اذا تبين له أن الفلسطينيين متوحدون، فلن يكون بوسعه سوى احترام رغبات الفلسطينيين ورفع الحظر المفروض على المساعدات.
وقال عباس انه يأمل أن تمهد المحادثات الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة ستساعد على انهاء العقوبات الغربية، ووصف العنف بين الفصيلين بأنه كارثة و”أيام سوداء” لا يريد أي فلسطيني رؤيتها تتكرر.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت انه سيجتمع مع عباس ووزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس يوم 19 فبراير في محاولة لاستئناف محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة، مما يضيف عاملا جديدا على ضرورة انهاء الفصائل الفلسطينية لخلافاتها المريرة.
وقال شون مكورماك، المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية في واشنطن ان رايس “تعتقد بشدة أن هناك أساسات قائمة في المنطقة لاحراز بعض التقدم ومحاولة الاستفادة من فرصة متاحة ومحاولة جمع الجانبين معا”.
وتخوض حماس منذ فوزها في انتخابات العام الماضي وحركة فتح ،التي هيمنت على الساحة الفلسطينية طويلا، صراعا على السلطة تحول الى أعمال عنف سقط خلالها أكثر من 90 قتيلا منذ ديسمبر الماضي.
وتمخضت محاولات سابقة لوقف الاقتتال بين حماس وفتح، والتوصل الى أرضية مشتركة بين الجانبين، عن اتفاقات هدنة لم تستمر طويلا وهدد عباس بالدعوة لاجراء انتخابات مبكرة، وهو ما وصفته حماس بأنه سيكون انقلابا على الحكومة الفلسطينية المنتخبة.
وحثت كل من حماس وفتح قواتهما ببداية المحادثات في مكة، على ابداء أقصى درجات ضبط النفس.
وذكرت وسائل الاعلام السعودية ان الملك عبد الله الذي وجه الدعوة لاجراء محادثات مصالحة في مكة، حث الزعماء الفلسطينيين على الاستجابة لصوت العقل وتجنب حرب أهلية، تهدد المكاسب التي تحققت على مدى عقود من الزمان خلال النضال ضد اسرائيل.
الضغط سيكون على حماس من أجل التوصل لتسوية.
وتريد اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة ألا يقبل عباس بتشكيل حكومة وحدة وطنية، ما لم تف حماس بمطالب الغرب بالاعتراف باسرائيل ونبذ العنف.
ويقول مسؤولون بحركة فتح في مكة، انهم سيصرون على التزام حكومة الوحدة الوطنية الجديدة بمبادرة سلام عربية رعتها السعودية عام 2002، والتي تعرض على اسرائيل السلام مقابل دولة فلسطينية.
وسيركزون أيضا على قبول حماس ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وهي وسيلة أخرى لتحقيق الاعتراف الضمني باسرائيل، مما من شأنه انهاء الحظر على وصول المعونات.
وقال هنية، ان حماس تأمل أن يجري التوصل لاتفاق شامل، وليس مجرد اجراءات مؤقتة، مثل اتفاقات وقف اطلاق النار التي فشلت في الماضي، وتابع أن حماس تريد اتفاقا شاملا يحكم كل العلاقات الفلسطينية، وليس جزئيا ينزع فقط فتيل المرحلة الحالية.
(المصدر: وكالة الأنباء رويترز بتاريخ 7 فبراير 2007)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.