للجنوب أيضا حقٌّ في الأدوية
وجه الفرعُ السويسري لمنظمة أطباء بلا حدود نداء علنيا للكنفدرالية وشركات صناعة الأدوية السويسرية من أجل تحمُّل مسؤولياتها في قطاع الصحة العمومية واتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل حصول دُول الجنوب على الأدوية الضرورية.
انتهز الفرعُ السويسري لمنظمة أطباء بلا حدود فرصة تنظيم المعرض الدولي للكتاب والصحافة والوسائط المتعددة في جنيف المُتواصل إلي غاية الخامس من مايو، للتعبير عن عميق قلقه حول افتقار دُول الجنوب للأدوية الضرورية وإبلاغ رسالة واضحة للسلطات وكبريات شركات صناعة الأدوية السويسرية بهذا الشأن.
وتُشارك المنظمة في أروقة معرض الكتاب الدولي في جنيف بجناح يأوي تظاهرة تحت شعار “الوقوع في الفخ! أمراضٌ مُهملة وأرواحٌ منسية”. ويقترح الجناح على الزوار باقة من الكتب والصور بالإضافة إلى لقاءات تفاعلية مع متطوعين في الفرع السويسري لأطباء بلا حدود ومحاولات تجسيد لوضع المرضى في الدول النامية. ومن خلال تقمُّص أدوار درامية يكتشف الزوار مدى تعقيد الاستفادة من العلاج وصعوبة الحصول على الدواء الشافي بالنسبة لـ80% من سكان العالم.
ويدخل هذا المعرض في إطار حملة التوعية الواسعة النطاق التي يقوم بها أطباء بلا حدود والتي ستجول في عدد من المدن السويسرية إلى غاية سبتمبر أيلول القادم. وتدعو المنظمة الشعب السويسري إلى مساندة مطالبها والتوقيع على ندائها. وسيتم تسليم المطالب والتوقيعات للسلطات السويسرية في شهر أيلول عند وصول المعرض إلى العاصمة الفدرالية.
أرقامٌ مخيفة وتحركاتٌ بطيئة
وتحرصُ منظمة أطباء بلا حدود في هذه الحملة على التذكير بأنه “في كل دقيقتين، يتوفى شخص بسبب افتقاره للأدوية الأساسية” خاصة في دول الجنوب، و”في كل عام، يموت حوالي 17 مليون شخص في العالم بأسره من جراء مرض مُعدٍ وتُسجل 97% من الوفايات في الدول النامية.”
أمام هذا الواقع المأساوي، وجه الفرع السويسري لأطباء بلا حدود نداء رسميا للحكومة الفدرالية يدعوها إلى اعتماد سياسة صحية شاملة إزاء الدول الفقيرة. وتوضح المتحدثة باسم المنظمة في جنيف ليلى كرميس أنه “يتعين على الحكومة السويسرية تنسيق مجهوداتها بشكل أفضل في هذا الميدان سواء تعلق الأمر بقطاع الصحة العمومية أو الإجراءات الاقتصادية أو البحث أو الملكية الفكرية.”
ضرورة خفض أسعار الأدوية الأساسية
ويرى الفرعُ السويسري لأطباء بلا حدود أنه يجب على الكنفدرالية تشجيع البحث في مجال الأمراض الاستوائية الذي يُعاني من التهميش بسبب ضعف المردودية. ولبلوغ هذا الهدف تقترحُ المُنظمة على الحُكومة الفدرالية تعميق حوارها مع الشركات الصيدلية السويسرية. وتنتظر المُنظمة من قطاع صناعة الأدوية السويسري أن يقر بالصالح العام الذي تمثله الأدوية والكف عن الأخذ بعين الاعتبار قيمتها التجارية في السوق فحسب. بعبارة أوضح، تأملُ منظمة أطباء بلا حدود أن تقوم المجموعات الصيدلية السويسرية بخفض أسعار الأدوية الموجهة للدول الفقيرة وضمان حصول دول الجنوب على الأدوية الحيوية.
ويعتقد المُدير العام للفرع السويسري لأطباء بلا حدود توماس ليند أن الكنفدرالية قادرة على مُواجهة هذه المُشكلة بفضل تقاليدها في مجال المساعدات الإنسانية ومستواها التكنولوجي العالي في المجال الطبي والمكانة التي يحتلها قطاع صناعة الأدوية في الاقتصاد السويسري.
وان كان نداء أطباء بلا حدود يخاطب حاليا السلطات السويسرية وشركات صناعة الأدوية في الكنفدرالية، فقد وصل في نوفمبر تشرين الأول الماضي ولو بشكل جزئي إلى مسامع العالم بأسره أثناء انعقاد الاجتماع الوزاري لمنظمة التجارية العالمية في العاصمة القطرية. وتعهد الوزراء الذين شاركوا في قمة الدوحة بتخفيف القوانين الخاصة بتسجيل الأدوية، وهو إجراء من شأنه تسهيل حصول الدول الفقيرة على الأدوية الأساسية.
منظمة أطباء بلا حدود حيّت بحرارة هذا التعهد لكنها مصممة على مواصلة ممارسة الضغط على الجهات المعنية كي لا يظل هذا الوعد حبرا على ورق.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.