مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

غارة إسرائيلية تقطع الطريق الدولية بين لبنان وسوريا بحسب السلطات اللبنانية

afp_tickers

نفذت إسرائيل فجر الجمعة غارة على منطقة المصنع في شرق لبنان على الحدود السورية ما أدى إلى قطع الطريق الدولية بين البلدين على ما أعلنت السلطات اللبنانية، فيما وصل إلى بيروت وزير خارجية إيران عباس عراقجي الذي تدعم بلاده حزب الله.

وفي وقت تخوض إسرائيل حربا مع حزب الله في لبنان، أفاد وزير النقل اللبناني علي حمية وكالة فرانس برس أن غارة إسرائيلية استهدفت فجر الجمعة منطقة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا، ما أدى إلى قطع الطريق الدولية بين البلدين.

وأعقبت هذه الضربة ليلة من الغارات الإسرائيلية المكثفة المتواصلة على ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، كانت من الأعنف التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ كثف حملة قصفه الجوي على لبنان في 23 أيلول/سبتمبر.

وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية “أغار الطيران الحربي المعادي على منطقة المصنع، ما أدى الى قطع الطريق الدولية”، وهو ما أكده حمية لوكالة فرانس برس مشيرا الى أن “الطريق الذي يعد ممرا رئيسيا للحاجيات الانسانية وعشرات الآلاف من اللبنانيين الى سوريا باتت مقطوعا”.

وتتهم إسرائيل حزب الله نقل أسلحة من حليفته سوريا إلى لبنان عبر هذه الطريق.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي في الوقت الحاضر على الضربة التي تأتي في وقت عبر 310 آلاف شخص معظمهم سوريون في الأيام الأخيرة إلى سوريا هربا من القصف على لبنان.

وبالنسبة إلى الغارات الليلة، أفاد مصدر مقرب من حزب الله أنّ إسرائيل شنت خلال الليل “إحدى عشرة ضربة متتالية” أحدثت دويا قويا اهتزت معه الأبنية ووصل صداها وفق شهود عيان إلى مناطق تقع خارج نطاق بيروت وضواحيها.

وأظهرت لقطات لمصوري وكالة فرانس برس كرات ضخمة من اللهب ترتفع من أحد المواقع المستهدفة بأعنف الضربات مع تصاعد سحب الدخان الكثيف.

وأورد موقع أكسيوس الأميركي نقلا عن مسؤولين إسرائيليين لم يذكر هوياتهم أن إحدى الضربات استهدفت هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي للحزب والذي يرجح أن يعين أمينا عاما جديدا له خلفا لحسن نصرالله الذي قتل في 27 أيلول/سبتمبر في غارة إسرائيلية مدمرة.

ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي هذه المعلومات في الوقت الحاضر ردا على أسئلة فرانس برس.

ومع تصاعد حدة القصف، قال مصدر مقرّب من حزب الله لوكالة فرانس برس الجمعة إن نصرالله “دُفن بشكل موقت كوديعة في مكان سرّي، في انتظار توافر الظروف الملائمة لتشييع جماهيري”، وذلك “خشية من تهديدات اسرائيلية باستهداف المشيعين ومكان دفنه”.

وقُتل 37 شخصا وأصيب 151 بجروح جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الخميس سائر مناطق لبنان، على ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية. 

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنه استهدف “15 هدفا لحزب الله في منطقة بيروت”، تشمل “مواقع انتاج أسلحة ومستودعات أسلحة وبنى تحتية”. ومن الأهداف أيضا “مقرّ استخبارات” عائد للحزب في بيروت.

وكان مصدر مقرّب من حزب الله أفاد سابقا بأن غارة “استهدفت مكتب العلاقات الإعلامية في حزب الله” في الضاحية الجنوبية، مؤكدا أنه كان “أخلي” قبل مدة.

وطال القصف أيضا مناطق في الجنوب وبيروت وضواحيها، وصولا الى منطقة عاليه شرق بيروت ومنطقة المعيصرة شمال بيروت، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.

وبموازاة حملة القصف الجوي المكثف الذي خلف أكثر من ألف قتيل في أنجاء مختلفة من لبنان منذ حوالى 11 يوما، ينفّذ الجيش الإسرائيلي منذ الاثنين “عمليات برية محدودة ومركزة” في نقاط عدّة على طول الحدود، أسفرت عن مقتل تسعة من عسكرييها الأربعاء. 

وكثّفت إسرائيل منذ 23 أيلول/سبتمبر ضرباتها على حزب الله الذي فتح في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر جبهة إسناد لحماس مع تبادل إطلاق النار بصورة شبه يومية بينه وبين إسرائيل عبر الحدود، غداة هجوم الحركة غير المسبوق على جنوب إسرائيل واندلاع الحرب في قطاع غزة.

وأعلنت إسرائيل في منتصف أيلول/سبتمبر نقل القسم الأكبر من عملياتها إلى الجبهة الشمالية مع لبنان، مؤكدة أنها تريد وقف نيران حزب الله باتجاه شمال أراضيها للسماح بعودة عشرات الآلاف من السكان الذين فروا من المنطقة هربا من هذا القصف.

تعهّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي الخميس مواصلة استهداف مواقع حزب الله في لبنان.

وتعليقا على القصف الليلي، روى محمّد شعيتو (31 عاما)، وهو سائق سيارة أجرة في الشياح بالضاحية الجنوبية لوكالة فرانس برس “اهتزّت بنا الأرض.. وأضيئت السماء”، مضيفا أن “الحي تحول الى ما يشبه مدينة أشباح”.

– خامنئي يلقي خطبة الجمعة –

وفي الأثناء، وصل وزير الخارجية الإيراني صباح الجمعة إلى بيروت، في زيارة هي الأولى لمسؤول إيراني منذ اغتيال نصرالله وتكثيف الغارات الإسرائيلية على لبنان، يلتقي خلالها رئيسي الحكومة والبرلمان اللبنانيين.

وتأتي الزيارة فيما يؤم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي اليوم صلاة الجمعة في خطوة نادرة.

وظهر خامنئي وإلى يساره بندقية ليلقي خطبة على آلاف المصلين المحتشدين، يتوقع أن يتطرّق فيها إلى الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل والتصعيد المتزايد بين طهران وحلفائها من جهة والدولة العبرية من جهة أخرى.

وتعود آخر مرة أم فيها خامنئي صلاة الجمعة إلى كانون الثاني/يناير 2020 بعدما أطلقت إيران صواريخ على قاعدة أميركية في العراق ردّا على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في ضربة أميركية قرب مطار بغداد.

تترافق الحرب في لبنان مع تصعيد بين إسرائيل وإيران التي أطلقت الثلاثاء حوالى مئتي صاروخ بينها صواريخ بالستية على الدولة العبرية، ما أدى إلى تصاعد التهديدات المتبادلة والمخاوف من اشتعال الشرق الأوسط برمته.

وأعلنت إيران أن هذه الضربة الصاروخية جاءت ردا على قتل نصرالله في واسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في 31 تموز/يوليو في طهران في ضربة نسبت إلى إسرائيل.

ووسط التصعيد المتزايد والمخاوف الدولية، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس “لا أعتقد أنّه ستكون هناك حرب شاملة، أعتقد أنّ بإمكاننا تجنّبها”

وكان سئل في وقت سابق في البيت الابيض إن كان يوافق على “توجيه اسرائيل ضربات تطال منشآت نفطية إيرانية؟” فأجاب أنه يجري “نقاشات” بهذا الشأن.

الى ذلك، أعرب قادة دول مجموعة السبع الخميس عن “قلقهم العميق” جراء “تدهور الوضع” الإقليمي، محذرين في بيان من “دورة خطيرة من الهجمات والردود الانتقامية تهدد بإذكاء تصعيد لا يمكن السيطرة عليه في الشرق الأوسط، وهو ما ليس في مصلحة أحد”.

– “أطفال وشبان أشلاء” –

وبحسب الأرقام الرسمية، قُتل أكثر من ألفي شخص في لبنان منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، بينهم أكثر من ألف منذ بدء القصف الجوي المكثف في 23 أيلول/سبتمبر على جنوب لبنان وشرقه وكذلك ضاحية بيروت الجنوبية.

من بين القتلى نحو 97 عامل إسعاف وإنقاذ قتلوا بنيران إسرائيلية بينهم أربعون قضوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، على ما أفاد وزير الصحة فراس الأبيض الخميس. 

وقدّرت الحكومة اللبنانية الأربعاء عدد النازحين هربا من العمليات العسكرية بحوالى 1,2 مليون يفترش عدد كبير منهم الشوارع في مناطق عدّة من بيروت.

وفي الضفة الغربية المحتلة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ليل الخميس مقتل 18 فلسطينيا في قصف جوي إسرائيلي طال مخيم طولكرم  (شمال)، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي شنّ غارة على المخيم.

وأكد مسؤول أمني فلسطيني لوكالة فرانس أن هذا القصف الجوي هو الأول من نوعه منذ العام 2000 في الضفة الغربية.

قال أحد سكان المخيم علاء سروجي إن “القصف استهدف كافيتيريا كانت مليئة بالشبان” متحدثا عن “أطفال وشبان تحولوا إلى أشلاء”.

كذلك، تواصل إسرائيل هجومها على قطاع غزة المدمر والمحاصر بصورة محكمة منذ عام.

واندلعت الحرب في غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم حماس على إسرائيل الذي خلف 1205 قتلى في الجانب الإسرائيلي.

وأسفر القصف الإسرائيلي والعمليات البرية التي باشرها الجيش لاحقا في القطاع عن سقوط  41788 قتيلا على الأقل وفق آخر حصلية أصدرتها وزارة الصحة التابعة لحماس الخميس.

بور/دص/

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية