مؤتمر بون: فرصة تاريخية وتفاؤل حذر
دعا وزير خارجية المانيا يوشكا فيشر لدى افتتاحه باسم حكومته مؤتمر بون حول أفغانستان صباح الثلاثاء الأطراف الأفغانية المشاركة الى حل خلافاتها والاستفادة من الفرصة التاريخية السانحة لوضع حد للحرب المزمنة في بلادها .
وقال فيشر ان المجتمع الدولي ينتظر بان يحقق مؤتمر بون الانعطاف المطلوب والاتفاق حول حكومة مؤقتة واسعة التمثيل مشددا على ضرورة احترام حقوق الانسان، وكان الاخضر الابراهيمي قد أفسح المجال لوزير الخارجية فيشر لافتتاح المؤتمر تقديرا لقبول المانيا بتنظيم اعماله وتحمل تكاليفه وترحيب مختلف الاطراف الافغانية بعقده هنا.
ثم القى الابراهيمي كلمة باسم الامين العام للمنظمة كوفي انان جاء فيها ان المسؤولية عن قيام مسستقبل سلمي وثابت موجودة الان في ايدي الافغان انفسهم، واذا اتفقوا في ما بينهم فان المجتمع الدولي على استعداد لتقديم الدعم والمساعدة لهم . واضاف ان على الوفود المشاركة تجاوز الدائرة المغلقة من الفقر والعنف والنزاعات القبلية . كما دعاها الى تجاوز اخطاء الماضي التي وقعت فيها مجموعات المجاهدين بين اعوام 1992 و1996.
كممثل لتحالف الشمال ورئيس لوفده الى المؤتمر قال وزير الداخلية الافغاني يونس قانوني ان التحالف لا يطمح الى الاستفراد بالسلطة مضيفا ان افغانستان “تقترب من اكمال الوحدة الوطنية بعد اثنين وعشرين عاما من الحرب” ومعلنا القبول بحكومة تجلب السلام والاستقرار الى البلاد . وصرح حسين انواري ان وفد التحالف ينتظر الاتفاق على تشكيل حكومة مؤقتة خلال ثلاثة ايام . واضاف : “خلال ثلاثة ايام سنعود الى كابول للبدء بعملنا ” وانواري يمثل مجموعة “حركة اسلامي” داخل تحالف الشمال .
جلسات عمل خلف ابواب مغلقة بدأت فور افتتاح المؤتمر للبحث في “خطة النقاط الخمس” التي طرحها الابراهيمي باسم الامم المتحدة، وذكر مصدر دبلوماسي اوروبي مشارك في المؤتمر بصفة مراقب ان الوفود الافغانية الاربعة المشاركة متفقة في ما بينها على ان يلعب الملك السابق محمد ظاهر شاه دورا قياديا في المرحلة المقبلة، الا انه اضاف ان من المنتظر ظهور خلافات حول من سيتولى منصب رئيس الحكومة المؤقة المقبلة والمناصب الوزارية الرئيسية مثل الدفاع والداخلية والمالية، الامر الذي سيتطلب عقد مفاوضات صعبة واتصالات مع الاطراف المعنية في افغانستان وخارجها التي لم تحضر الى بون .
تحذير من الإفراط في التفاؤل
وخلال افتتاح المؤتمر وسط تدابير امنية لا مثيل لها وعزل كامل للمنطقة المحيطة بقصر الضيافة “بيترسبيرغ” الواقع على تلة مرتفعة تظاهر عشرات من الافغان والايرانيين والعراقيين بينهم نساء ايضا ضمن طوق من الشرطة على طريق تقع في اسفل التل وتؤدي عمليا الى القصر ، لكن القوى الامنية قطعتها .
وطالب المتظاهرون بنزع السلاح من حركة طالبان ومن التحالف الشمالي والوقف الفوري للعمليات العسكرية الاميركية . كما طالبوا بدمقرطة البلاد ووضع “خطة مارشال” لاعادة البناء في افغانستان ، واعلن “افغان المنفى” عن تحضيرهم لمظاهرة اخرى سيقومون بها بعد الظهر .
وعلى الرغم من اجواء التفاؤل التي سيطرت حتى الان على اعمال المؤتمر وساهمت فيها تصريحات ايجابية لعدد من ممثلي الوفود الافغانية، الا ان عددا من المراقبين الدوليين اظهر بعض التشاؤم مشيرا الى ان العديد من الافغان الجالسين الان على طاولة المفاوضات كان قبل فترة قصيرة على عداوة مريرة . وحذر هؤلاء من التفاءل بصورة مفرطة .
وبهدف تشجيع المتحاورين لاتخاذ قرارات سريعة اعلن رسميا على هامش المؤتمر وبصورة متعمدة ان الامم المتحدة ستطرح برنامجا انمائيا لافغانستان مدته اثني عشر سنة تدعمه ماديا الدول الصناعية الغربية .
وكان المبعوث الاميركي الخاص جيمس دوبينس وصل امس الى بون والتقى على الفور ممثلي الملك الافغاني السابق على ان يلتقي ممثلي الوفود الاخرى لاحقا . واضاف ديبينس ان ممثلين دبلوماسيين عن بلده وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين وبعض الدول المجاور مثل ايران وباكستان سيحضرون بصفة مراقب مضيفا انهم سيتدخلون بصورة غير مباشرة لحث المجموعات القريبة منهم على احراز تقدم في المفاوضات .
اسكندر الديك – برلين
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.