مادة بروتينية طبيعية ضد الإيدز
اكتشف فريق صيني أمريكي من الباحثين بروتينا طبيعيا جديدا عند بعض الناس وليس عند الناس كلهم، يقف حاجزا منيعا ضد تكاثر فيروس إيدز أو سيدا في الجسم.
هذا الاكتشاف يحل لغز عدم تفجر الوباء عند قِلة قليلة من حملة فيروس إيدز أو سيدا، ويبعث على الأمل في دواء جديد.
تعتبر البروتينيات من المركبات العضوية النتروجينية المعقّدة للغاية والمركبة من الأحماض الأمينيّة التي يبلغ عددها العشرين في المواد الحيوانية والنباتية. هذا علاوة على ثمانية أحماض أمينية لا ينتجها الجسم الإنساني ويحصل عليها من المواد الغذائية التي يتناولها الإنسان.
تتواجد البروتينيات في جميع الخلايا الحيّة سواء حيوانية أو نباتية وتلعب دورا في تطور أو تجديد تلك الخلايا والأنسجة العضوية الأخرى، لا بل وفي إنتاج المواد الهرمونية التي يحتاجها الجسم.
والمعروف أيضا عن المواد البروتينية هو أنها تتدمر وتندثر إذا زادت حرارتها على 60 درجة مئوية.
لكن للبروتينيات أيضا، دورا فسيولوجيا أي وظائفيا حاسما في تحديد قدرات نظام المناعة في الجسم على مقاومة فيروسات الأوبئة الفتاكة، مثل جنون البقر المعروف عند الإنسان باسم مرض “كرويتس فيلد جاكوب” ، أو وباء نقص المناعة المكتسب، إيدز أو سيدا.
وفيما يتعلق بإيدز أو سيدا، فقد لاحظ العلماء والباحثون منذ السنوات الأولى لانتشار المرض أنه يعود لفيروس خبيث يقوّض نظام المناعة في الجسم، وأن الكفاح ضد هذا الفيروس صعب للغاية لأنه من الفيروسات البيئية المراوغة، أي القادرة على التأقلم مع أية ظروف جديدة، بإنتاج أجيال جديدة قادرة على مكافحة مختلف العقاقير والأدوية.
درع بيولوجي طبيعي عند قلة فقط
لكن شيئا هاما آخر لفت انتباه العلماء والباحثين قبل عقد ونصف العقد من الزمن، وهو أن بعض الناس يحملون فيروس نقص المناعة المكتسب، لكنهم لا يمرضون بهذا المرض الذي لا علاج نهائي له حتى الآن ويفتك بصاحبه لا محالة. أما غيرهم من حملة الفيروس وهم الأغلبية الساحقة، فلا حيلة أمامهم حتى هذه الساعة إلا العلاج بخليط من المركبات الباهظة التكاليف ،لا تؤدي إلا للحد من تكاثر الفيروس وإعطاء المريض متسعا من الوقت أو العمر، دون شفائه من المرض.
وعلى هذا الصعيد يأتي اكتشاف الفريق الأمريكي الصيني العامل في مركز Aaron-Diamond للأبحاث على إيدز أو سيدا في نيويورك ويرأسه David Ho ، بمثابة شعاع من الأمل لحملة الفيروس الخبيث، حتى ولو لم تسلحهم الطبيعة بالبروتين “كاف”
الذي تنتجه أجسامهم والمقاوم لتكاثر فيروس إيدز أو سيدا بأي شكل من الأشكال.
ويتمثل شعاع الأمل في إمكانية ابتكار العقار أو الدواء الذي يزوّد الجسم بالبروتين “كاف”، بشكل تطعيم وقائي من الفيروس أو بشكل دواء يحد من تكاثره في الجسم في حالة تغلغل لنظام المناعة رغم إجراءات الوقاية التي تقتصر حاليا على استخدام الأكياس المطاطية لدى تعاطي الجنس، مع مجهولين على الأقل.
لكن الباحثين يحذرون من أن السبيل إلى مثل هذا العلاج القائم على تصنيع نظير من البروتين “كاف” يحاكي “كاف” الطبيعي، لا يزال طويلا وقد يستغرق عشر سنوات أو أكثر.
سويس إنفو
أعلن فريق صيني أمريكي من الباحثين العاملين في مركز Aaron-Diamond للأبحاث على وباء نقص المناعة المكتسب، في نيويورك، عن اكتشاف البروتين الذي يحمي قلة قليلة من الناس الحاملين لفيروس إيدز أو سيدا من تفجّر المرض. وقد رمزوا لهذا البروتين المقاوم لتكاثر الفيروس بالحروف CAF “كاف”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.