مخاوف من انتقال وباء الحصبة من سويسرا إلى أوروبا خلال “يورو 08”
أوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة التطعيم ضد مرض الحصبة قبل زيارة سويسرا التي ستستضيف، بالاشتراك مع النمسا، بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم لعام 2008، وذلك "للتخفيض من أخطار الانتشار في أوروبا".
وتأتي هذه التوصيات في أعقاب تسجيل أكثر من 2200 حالة إصابة في أقل من عام واحد، وانتشار المرض إلى مناطق أوروبية وحتى إلى الولايات المتحدة الأمريكية عبر أشخاص زاروا سويسرا.
أصدرت منظمة الصحة العالمية توصية في جنيف صباح الجمعة 25 أبريل الجاري تحث فيها “كافة الذين سيترددون على سويسرا أو النمسا لحضور مباريات البطولة الأوروبية 2008 لكرة القدم، بضرورة التطعيم ضد داء الحصبة، وذلك للتقليل من مخاطر انتشار المرض”.
وتأتي توصيات المنظمة الدولية في أعقاب التحذيرات التي أصدرها المكتب الفدرالي للصحة العمومية على لسان رئيسة اللجنة الفدرالية للتطعيم في سويسرا، كلير آن زيغريست، التي أوضحت بأن “زوار مباريات البطولة الأوروبية قد يعودون إلى بلدانهم مصابين بالمرض نظرا لعدم مقدرة سويسرا على وقف انتشار مرض الحصبة رغم الجهود المبذولة منذ 15 شهرا”.
وكان المتحدث باسم المكتب الفدرالي للصحة العمومية، جون لوي تسورشر، قد ذكـّر بأن المكتب “ينصح كل الراغبين في حضور مباريات البطولة الأوروبية بمراجعة دفاتر تطعيمهم، وبضرورة التطعيم لحماية أنفسهم من الإصابة ولحماية الآخرين”.
ونوه بالخصوص إلى أن “بعض الزوار من بلدان قضت نهائيا على مرض الحصبة، مثل فنلندا، قد يعودون إلى بلدانهم بعد حضور المباريات حاملين للفيروس، وهو ما يخلق بعض المشاكل للسكان هناك”، حسب تعبيره.
1204 حالة منذ بداية العام
وتعرف سويسرا انتشارا لم يسبق له مثيل لداء الحصبة منذ عام 1999، وهي السنة التي أصبح فيها تسجيل الحالات ضروريا.
فقد بلغ عدد الحالات المسجلة منذ بداية عام 2008 في الكنفدرالية 1204 حالة، مقابل 151 في نفس الفترة من عام 2007، و21 حالة في عام 2006. وقد انتشر المرض إلى كافة كانتونات البلاد، وتسبب في إخضاع 133 شخصا للعلاج.
وقد وجهت السلطات الصحية السويسرية في نهاية شهر مارس الماضي نداءا مشتركا مع ندوة مدراء القطاعات الصحية، وجمعية الأطباء في الدويلات السويسرية، توصي فيه الأطباء بـ “ضرورة مراجعة حالة المناعة لمرضاهم ونصح الأشخاص المولودين بعد عام 1963 بضرورة التطعيم ضد داء الحصبة إذا لم يصابوا بالمرض من قبل”.
وقد ذكّر المكتب الفدرالي للصحة العمومية بأن كل الدويلات السويسرية اتخذت “إجراءات فعالة ونشيطة للتحكم في الأوضاع”.
مخاوف أوروبية … و حالات انتشار
وإذا كان خبراء أوروبيون قد أبدوا تخوفا من احتمال انتشار مرض الحصبة من سويسرا إلى باقي البلدان الأوروبية بسبب زوار مباريات البطولة الأوروبية 2008 التي ستحتضنها كل من سويسرا والنمسا، فإن منظمة الصحة العالمية سجلت حالات انتشار لفيروس D5 الذي ظهر في مدينة لوتسيرن في نوفمبر 2006 في كل من جنوب ألمانيا (90 حالة) والدنمرك (حالة واحدة) والنمسا (5 حالات).
وفي عام 2008، بلغ عدد حالات الإصابة بفيروس الحصبة الوارد من سويسرا أكثر من 153 حالة في مقاطعة باد فورتمبيرغ الألمانية.
كما عرفت منطقة كاليفورنيا الأمريكية في بداية شهر أبريل 2008 انتشار موجة إصابة بمرض الحصبة الوارد من سويسرا، إذ حدد المركز الأمريكي للوقاية من الأمراض أن مصدر الوباء آت من سويسرا. كما تم تسجيل 11 حالة إصابة بمرض الحصبة في منطقة سان دييغو في بداية عام 2008 عقب زيارة طفل سويسري غير مطعم.
وقد عرفت منطقة أريزونا حملة إصابة بمرض الحصبة بسب سائح سويسري مصاب بالحصبة والتهاب الرئتين، وتطلب الأمر إخضاع حوالي 1800 من موظفي المستشفى للمراقبة، تم بعدها تحديد 9 حالات إصابة لها علاقة بذلك المريض.
ضرورة العودة للتطعيم في البلدان المتقدمة
وعن التوصيات بالنسبة للسكان في البلدان المصابة بانتشار مرض الحصبة مثل سويسرا، قالت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية، فضيلة الشايب، في رد عن سؤال لسويس إنفو “إن نسبة التطعيم ضد داء الحصبة تراجع في العديد من البلدان الأوروبية إلى ما دون نسبة 95% من مجموع السكان، وذلك إما لأن الناس لم يعودوا يؤمنون بجدوى التطعيم أو لأنهم يخشون من الأعراض الجانبية الناتجة عن التطعيم”.
وذكّرت المتحدثة باسم المنظمة الدولية أن “القاعدة هي ضرورة تطعيم كل الأطفال، لأن الإصابة بمرض الحصبة قد تكون له عواقب وخيمة، وقد يؤدي إلى الموت بالنسبة لأطفال يعانون من الضعف أو من سوء التغذية”.
ويأمل خبراء الصحة في أن تؤدي الحملة الإعلامية التي تبنتها عدة جهات في الآونة الأخيرة إلى توعية الجميع وتعزيز عملية التطعيم ضد الحصبة.
سويس انفو – جيسيكا داسي
(ترجمه من الإنجليزية وعالجه: محمد شريف)
تم اكتشاف بداية الانتشار الحالي لحالات الإصابة بمرض الحصبة في سويسرا في شهر نوفمبر 2006 لدى تلامذة مدارس في دويلة لوتسيرن. وقد انتشر المرض فيما بعد إلى كامل الكانتونات السويسرية مع فارق في نسبة الإصابة.
وبما أن الرعاية الصحية هي من اختصاص الكانتونات، فإن ردود فعل المصالح الصحية في مختلف الكانتونات كانت متباينة.
وكان سن نصف الأشخاص المصابين في سن يتراوح ما بين 5 و15 عاما، 98% منهم لم يكن مطعما ضد مرض الحصبة أو لم يكن مطعما بما فيه الكفاية، إذ تلقى تطعيما واحدا بدل الحصتين الضروريتين.
ويقدر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض عدد الأشخاص المهددين بالإصابة بمرض الحصبة في أوروبا بحوالي 3 ملايين شخص.
وقد نصحت المصالح الطبية السويسرية كل الأشخاص المولودين بعد عام 1963 والذين لم يتعرضوا للتطعيم ضد الحصبة بالقيام بذلك.
كما أوصت بضرورة إقصاء الأطفال المصابين بمرض الحصبة من الأقسام وكذلك إخوتهم وأخواتهم.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.