مركز سويسري لتأهيل معاقي الحروب في الفلوجة
عندما خطط مكتب الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية في بغداد لإنشاء شبكة من المراكز التأهيلية لمعاقي الحروب لم يكن يتخيل أن اسم الفلوجة سيثير أي اهتمامً إعلامي.
ورغم ما تشهده هذه المدينة من حصار وقصف ومواجهات مسلحة، يؤكد المسؤول عن مكتب الوكالة في العراق أن سويسرا مصممة على استكمال المشروع.
يتركز الاهتمام الإعلامي والدولي على الفلوجة وما يسمى عموما بالمثلث السني في العراق، في الوقت الذي تحتشد فيه القوات الأمريكية والتعزيزات البريطانية لشن هجوم واسع محتمل على المدينة.
لذلك ربما أثار خبر اعتزام مكتب الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية في بغداد افتتاح مركز تأهيلي لمعاقي الحروب في الفلوجة اهتماما، إن لم يكن استغراباً، كبيرين.
المسألة ببساطة لا تتعدى مجرد تمويل مشروع أو افتتاح مركز إنساني في منطقة أزمات، إلا أنها تثير الدهشة لأن منطقة الفلوجة أصبحت مسرحاً يومياً لهجمات ومواجهات عسكرية وعمليات انتحارية، وهو ما أدى إلى تجميد معظم مشاريع التنمية فيها كما يقول مدير مكتب الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية في العراق دانييل باييلر في حديثه مع سويس إنفو.
التحدي الأكبر يتعلق بالدواء!
ذلك الوضع الأمني كان مسؤولاً عن انتقال باييلر، (الذي كان قد استقر في بغداد لتأدية مهام عمله)، إلى العاصمة الأردنية عمان حفاظاً على سلامته.
ورغم ذلك فإنه يجري العمل على تنفيذ المشروع على قدم وساق. ففي حديث أجرته معه سويس إنفو قبل أسبوعين، أوضح السيد باييلر أن “هذا المشروع ظل قيد الإعداد لفترة طويلة”، مضيفا بأن الهدف منه يتمثل في “تقديم الأدوية وبرامج التأهيل لضحايا الحرب”.
سيكون المركز جزءاً من شبكة واسعة لمراكز التأهيل التي تسعى جمعية المعاقين العراقية (وهي منظمة محلية غير حكومية) إلى إنشاءها في كافة أرجاء العراق على مدى السنوات القليلة القادمة.
أما المطمح الأساسي للمشروع كما يقول السيد باييلر فهو: “تأسيس مركز تأهيلي في كل محافظة من محافظات العراق الثماني عشرة”.
وفيما يتوقع أن يبدأ متعهدون محليون بعملية البناء والإعداد، يحرص السيد باييلر على التوضيح بأن “البناء هو جزء غير أساسي من المشروع لأن المبنى موجود”.
أما العوائق الأساسية – كما يراها باييلر – فهي لوجيستيه، وتتعلق بعمليات توزيع الأدوية نظرا لصعوبة الحصول عليها محلياً وضرورة استيرادها من الأردن المجاور، لذلك يقول “التحدي الأساسي سيكون في توفير الدواء و(بناء) مستوصف أسنان صغير”.
ويخطط القائمون على المشروع على افتتاح المركز في الفلوجة خلال الأشهر القليلة القادمة والبدء في تقديم الخدمات العلاجية إلى معاقي الحروب ويقول المسؤول السويسري: “نتوقع أن يأتي نحو 100 أو 120 من الأربع ألاف معاق الذين يعيشون في هذه المنطقة يومياً إلى المركز للحصول على الدواء والمعالجة الطبية”.
لا تمويل لمشاريع جديدة
ولكن لماذا وقع اختيار الوكالة السويسرية على منطقة الفلوجة بالذات خاصة وأن هناك مركزً للتأهيل في بغداد؟ يرد السيد باييلر قائلا: “إن قرار الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية يعود إلى رغبتها في منح سكانها قدراً من الأمل”.
ويضيف: “لقد قررنا أن نعمل في الفلوجة لأنه لا يوجد أحد يساعد هؤلاء الناس ممن هم في احتياج كبير… ونحن نريد أن نساعد ضحايا الحرب على استعادة حياتهم وإدماجهم في المجتمع من جديد”.
وتجاهد منظمات الدعم الدولية لمساعدة العراق على الوقوف من جديد على قدميه بعد 13 عاماً من العقوبات الاقتصادية وثلاث حروب متتالية، لكن الوضع الأمني المتدهور أجبر معظم تلك المنظمات على سحب كوادرها من الأجانب وتخفيض مستوى مساعداتها بصورة حادة.
بقي أن نشير إلى أن السيد باييلر أفاد بأن مشروعاً أخراً تموله الوكالة السويسرية قد تم استكماله، ومعه تم افتتاح مدرستين في بغداد. إلا أنه أكد أن الوكالة لا تخطط لتمويل مشاريع جديدة أخرى في العراق في المستقبل القريب.
سويس إنفو
تم افتتاح أول مركز لإعادة تأهيل المعاقين في بغداد في شهر يناير 2004.
سيعمل في مركز الفلوجة خمسة أشخاص إضافة إلى طبيب متطوع.
تبلغ تكلفة إنشاء المركز وبدء العمل فيه نحو 125 ألف فرنك سويسري.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.