مقتل 3 حراس إسرائيليين على جسر اللنبي برصاص مهاجم أردني
قُتل ثلاثة حرّاس إسرائيليين الأحد عند معبر اللنبي/جسر الملك حسين بين الضفة الغربية المحتلة والأردن برصاص مهاجم أردني وصل من المملكة وأرداه الجيش الإسرائيلي الذي يواصل من جهة أخرى قصفه لقطاع غزة.
ويأتي هذا الهجوم الذي قل مثيله على المعبر الحدودي وسط تصاعد وتيرة العنف في الضفة الغربية، حيث ينفّذ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية واسعة النطاق ويشنّ فلسطينيون هجمات، ووسط استمرار الحرب المستعرة في قطاع غزة منذ 11 شهرا بين الدولة العبرية وحركة حماس.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ “إرهابيا” وصل إلى منطقة المعبر على متن شاحنة كان يقودها “من جهة الأردن”.
وأوضح في بيان أنّ السائق “خرج من الشاحنة وأطلق النار على قوات الأمن الإسرائيلية العاملة على الجسر”.
– نتانياهو يلوم إيران –
وأضاف الجيش في بيانه أنّ “ثلاثة مدنيين إسرائيليين قتلوا نتيجة للهجوم”، قبل أن يوضح لاحقا لوكالة فرانس برس أنّ القتلى هم مدنيون يعملون “حراس أمن” وليسوا من عديد الجيش أو الشرطة.
وأكّد الجيش أنّ المهاجم قُتل بالرصاص، من دون أن يكشف عن اسمه أو جنسيته.
ومساء الأحد أعلنت عمّان أنّ منفّذ الهجوم هو “مواطن أردني”، مؤكّدة أنّ ما قام به هو “عمل فردي”.
وقالت وزارة الداخلية الأردنية في بيان إنّ “التحقيقات الأوليّة في حادثة إطلاق النار في الجانب الآخر من جسر الملك حسين، أكّدت أن مطلق النار هو مواطن أردني اسمه ماهر ذياب حسين الجازي من سكان منطقة الحسينية في محافظة معان” جنوب عمّان.
وأضافت أنّ هذا الهجوم “هو عمل فردي والتحقيقات مستمرة”، مشيرة إلى انه يجري “التنسيق بين الجهات المعنيّة لاستلام جثة منفذ العملية ليصار إلى دفنها في الأردن”.
ووقع الهجوم عند جسر اللنبي المعروف أيضاً باسم جسر الملك حسين وهو معبر حدودي يستخدمه خصوصا الفلسطينيون للسفر إلى الأردن ومنه إلى الخارج.
ويدير المعبر حراس أمن من شركة خاصة إلى جانب قوات الأمن الإسرائيلية.
وندّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالمهاجم، واصفاً إياه بأنّه “إرهابي حقير” استلهم “أيديولوجية قاتلة” تدعمها إيران، على حد قوله.
وأضاف نتانياهو في مستهل اجتماع لمجلس الوزراء “إنه يوم عصيب. أُقدّم تعازيَّ نيابة عن الحكومة”.
وفي عمّان، أعلنت وزارة الداخلية أنّ الجهات الرسمية باشرت التحقيق في الهجوم.
وقال المتحدث باسم مديرية الأمن العام الأردنية إنّه “تمّ إغلاق جسر الملك حسين أمام حركة السفر إثر إغلاقه من الجانب الآخر لإشعار آخر”.
وأشادت حماس بالهجوم، لكنّها لم تعلن مسؤوليتها عنه.
وقالت الحركة في بيان إنّ العملية “ردّ على جرائم الاحتلال وتأكيد على وقوف أمّتنا مع شعبنا ومقاومته الباسلة”.
– عنف في الضفة –
تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية المحتلة على وقع الحرب المستمرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس والتي دخلت لتوّها الشهر الثاني عشر.
وبدأت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل وأدّى إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم.
وردّت إسرائيل على هذا الهجوم بحملة قصف وهجوم بري على غزة، مما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 40939 قتيلا في القطاع، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.
ورغم جهود تبذلها منذ أشهر دول الوساطة وهي الولايات المتحدة وقطر ومصر، لم يتوصل طرفا الحرب إلى اتفاق بشأن وقف لإطلاق النار يتيح تبادل الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وتعثّرت المحادثات للتوصل إلى هدنة في الأسابيع الماضية بسبب خلافات أبرزها إصرار إسرائيل على إبقاء قوات في الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر والمعروف باسم “محور فيلادلفيا”، وعدد المعتقلين الفلسطينيين الذين يمكن إطلاق سراحهم في مقابل الإفراج عن رهائن.
وعلى وقع استمرار الحرب في غزة، ارتفعت وتيرة العنف في الضفة الغربية أيضا.
وأطلقت إسرائيل في 28 آب/أغسطس عملية “لمكافحة الإرهاب” في مدن فلسطينية شمالي الضفة الغربية أدّت إلى مقتل 35 شخصا، وصفهم الجيش الإسرائيلي بأنهم “إرهابيون”.
غير أنّ مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة قال إن 36 فلسطينيا، بينهم ثمانية أطفال، قتلوا في العملية التي استمرت عشرة أيام.
وقتلت القوات الإسرائيلية ومستوطنون إسرائيليون أكثر من 660 فلسطينياً على الأقل في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقُتل 23 إسرائيليا على الأقل، بينهم عناصر أمن، في هجمات نفّذها فلسطينيون في المنطقة خلال الفترة ذاتها، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
– الحرب في غزة –
والأحد، شنّت إسرائيل غارات جوية عديدة على غزة، أوقعت وفقاً للدفاع المدني في القطاع حوالى عشرة قتلى بينهم خمسة في مخيم جباليا للاجئين.
وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس إن الجيش الإسرائيلي شنّ غارات جوية على مدينة غزة وإنهم شاهدوا مروحية عسكرية تطلق نيرانها على أهداف في المدينة.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف نحو “25 هدفا لحماس” في سائر أنحاء القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية.
وليل الأحد، أعلن الجيش أن صاروخين أطلقا من شمال القطاع في اتجاه عسقلان، مشيرا الى اعتراض أحدهما، وسقوط الثاني قبالة سواحل المدينة.
وفي الداخل الإسرائيلي ارتفعت حدّة الحراك الاحتجاجي الذي يطالب الحكومة بالتوصل لاتفاق هدنة يتيح إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع.
وليل السبت، جرت احتجاجات حاشدة جديدة في تل أبيب ومدن أخرى. وقال المنظمون إن أكثر من 500 ألف شخص شاركوا في تلك التظاهرات.
وليل الأحد، جرت في تل أبيب تظاهرة أصغر شارك فيها بضع مئات من المحتجين الذين لوّحوا بالأعلام الإسرائيلية ورفعوا لافتات تطالب الحكومة بـ”وقف الحرب” وتحرير الرهائن.
وتصاعدت حدّة الغضب والحزن في أنحاء إسرائيل بعد أن عثر الجيش على جثث ستة رهائن داخل نفق في قطاع غزة الشهر الماضي.
كذلك، تزايدت الضغوط الدولية لإنهاء الحرب واشتدت بعد مقتل ناشطة أميركية-تركية الجمعة خلال تظاهرة في الضفة الغربية المحتلة.
والأحد تفقّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ممرّ نتساريم، وهو حاجز عسكري يمتد بطول 14 كيلومترا من شرق غزة إلى غربها ويفصل شمال القطاع عن جنوبه.
وخلال زيارته هذه، جدّد غالانت تعهّده القضاء على حماس، لكنّه قال في الوقت عينه إنّ الجيش الإسرائيلي يركّز أيضا على الجبهة الشمالية حيث حصل الأحد، ككل يوم تقريبا، قصف متبادل بين حزب الله والقوات الإسرائيلية.
وقال غالانت مخاطبا العسكريين، وفق ما نقل عنه بيان أصدره مكتبه، إنّه “بينما أنتم تقاتلون هنا في غزة، نستعدّ لأيّ شيء قد يحدث في الشمال”.
وأضاف أنّ “التحوّل في مركز الثقل يمكن أن يحدث بسرعة وأن يشملكم أيضا خلال فترة زمنية قصيرة”.
اغ/بم-كام/ح س