من كواليس الترابي إلى عضوية حزب الشعب السويسري
عمر الترابي ابن عم مؤسس الجبهة الوطنية الإسلامية في السودان الدكتور حسن الترابي، رشح نفسه لتمثيل حزب الشعب السويسري المعروف بميولاته اليمينية في مجلس بلدية نيون السويسرية. في حوار مع سويس إنفو يشرح السيد عمر الترابي نظرته للعمل السياسي في سويسرا ولماذا اختار أن يكون ذلك ضمن حزب يميني يتهمه البعض بالتطرف.
عمر الترابي كما يفهم من الاسم، ينتمي بالفعل إلى عائلة الترابي. فابن عمه حسن الترابي يعتبر العقل المدبر للحركة الإسلامية في السودان وهو مؤسس الجبهة الوطنية الإسلامية التي تحكمت في أوضاع السودان حتى بداية القطيعة مع الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير. وقد جمعهما سجن واحد لمدة ثلاث سنوات في عام 1970 بالسودان بالرغم من عدم تطابق أفكارهما كلية.
لكن عمر الترابي الذي استقر بسويسرا وحصل فيها على الجنسية في عام 1987، رغب الآن في مزاولة النشاط السياسي واختار لذلك حزب اتحاد الوسط او حزب الشعب السويسري المعروف بمواقف بعض أقطابه المتطرفين من أمثال كريستوف بلوخر.
هذا الحزب أحسن ممثل للشعب السويسري
أول ما يتبادر للذهن عند اللقاء بعمر الترابي هو مساءلته لماذا الانخراط في هذا الحزب بالذات؟ جواب عمر الترابي على ذلك لا يخلو من منطق عندما يرد “بأن هذا الحزب هو أحسن ممثل للشعب السويسري”. و يرى السيد الترابي أن هذا الحزب حزب راسخ في المجتمع السويسري ويضم شرائح واسعة من مكوناته وبالأخص تلك المرتبطة بالأرض من فلاحين وغيرهم. ويضيف السيد عمر الترابي “حتى ول كانت لهذا الحزب عيوب فإنه يمثل بمحاسنه وعيوبه الشعب السويسري”.
حتى ولو أصر السيد عمر الترابي على التفريق بين مواقف فروع الحزب في مختلف مناطق سويسرا، فإن حزب اتحاد الوسط او حزب الشعب السويسري الذي ينتمي إليه، تزعم على الأقل في فروعه بالمنطقة الناطقة بالألمانية، حملات معادية للأجانب وللاجئين، وكان وراء عدة حملات وصلت في بعض الأحيان إلى حدود التصرف العنصري ضد الأجانب. وكانت رئيسة فرع الحزب في بازل، انجيليكا زانولاري قد أثارت ضجة قبل أسابيع عندما طالبت بطرد العرب والمسلمين من بازل لأنها ترى ” أن كل الأفغان المقيمين في بازل هم مبعوثون من قبل بن لادن وأن المسلمين في بازل يشكلون خطرا”.
عن هذا التخوف يقول عمر الترابي “أن هذا التخوف قد لا يكون مبررا ولكنه موضوعي”. ويضيف بأنه عندما رشح نفسه لعضوية هذا الحزب، إنما ترشح بوصفه” سويسريا أولا ثم عربيا ومسلما”. ويقول أن ترشيحه كان “لخدمة المواطن السويسري”. ولكنه يؤمن بأن تواجد أبناء الجالية العربية من السويسريين داخل هذه الأحزاب “قد يساعد على شرح مشاكل الأجانب بصفة عامة والعرب والمسلمين بصفة خاصة”.
ويعتقد عمر الترابي أن تواجد مثل هذه العناصر داخل هذه الأحزاب سينقل مناقشة هذه المواضيع إلى داخل هذه المحافل السياسية ويساعد السويسريين على تفهم مشاكلهم بطريقة أحسن. وأن تواجد عناصر عربية داخل هذه الأحزاب أحسن من عدم تواجدها. وحتى عندما أوردت بعض الصحف السويسرية ، مقالات تعكس مواقف ممثلة الحزب في بازل ووازنتها بمواقف السيد عمر الترابي عن الإسلام والمسلمين في سويسرا، تحت عناوين مثيرة مثل “الإسلام يخلق انشقاقا داخل حزب الشعب السويسري”، فإن رد فعل السيد عمر الترابي كان “الأحسن أن يكون هناك موقفان تعكسهما الصحافة بدل آن تكس موقفا واحدا”.
الانتماء إلى عائلة الترابي هل هو عبء أمام الطموحات
يوضح السيد عمر الترابي أن علاقته بالسياسة السودانية انقطعت منذ أن غادر السلك الدبلوماسي، وأنه لم ينخرط في حزب ابن عمه أي حزب المؤتمر الوطني الشعبي، ولكنه يؤكد على التزامه بالبحث عن حل سلمي لمشاكل السودان. فقد كان الشخصية التي وقعت في جنيف في شهر فبراير 2001 باسم حسن الترابي،على وثيقة التفاهم مع منشقي الجنوب. ويصر السيد عمر الترابي على الاستمرار في المساهمة في البحث عن حل سلمي لبلده الأصلي السودان.
أما عن الاهتمام بالقضايا السياسية فيقول: “الأولى الاهتمام بالقضايا السياسية في سويسرا”. وحتى في حالة الاهتمام بقضايا المسلمين “فالأولى الاهتمام بقضايا المسلمين في سويسرا”. ولكن السيد عمر الترابي يوضح جليا بأنه يعتبر نفسه أولا وقبل كل شيء مواطنا سويسريا وليس ممثلا لا للجالية العربية أو الإسلامية في سويسرا.
محمد شريف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.