نبذة عن الإنتخابات الإيرانية وعن المرشحين
تعد الانتخابات الرئاسية الحالية التاسعة منذ انتصار الثورة الاسلامية في إيران عام 1979.
ويبلغ عدد المرشحين لخوض السباق الرئاسي يوم 17 يونيو سبعة (بعد انسحاب محسن رضائي في آخر لحظة) كلهم من الرجال.
– تعد الانتخابات الرئاسية الحالية التاسعة منذ انتصار الثورة الاسلامية في عام 1979.
– ويعد مجلس صيانة الدستور الذي يتألف من 12 عضوا نصفهم قانوني والنصف الثاني من آيات الله الكبار، المسؤول الأول عن تأهيل المرشحين، وقد وافق فقط على ثمانية مرشحين جميعهم رجال لخوض سباق الرئاسة وذلك من مجموع 1014 شخص تقدموا بطلبات الترشيح.
– لا يسمح للنساء بخوض السباق ويشترط بالمرشحين أيضا أن يكون من رجال السياسة الايرانيين بالأصالة الملتزمين عمليا بالاسلام وبنهج ولاية الفقيه، ومن أتباع المذهب الشيعي الرسمي.
– الحملة الانتخابية بدات في السابع والعشرين من مايو ايار واستمرت حتى منتصف ليلة 15 يونيو حزيران.
– من بين المرشحين الثمانية رجلا دين واربعة اعضاء سابقين في الحرس الثوري. ويعتبر خمسة منهم من المحافظين وثلاثة من الاصلاحيين. وتتراوح اعمار المرشحين بين 43 و70 عاما.
– يحق للناخب الايراني الذي بلغ سن الخامسة عشرة الاقتراع وهو ما يعني أنه يصبح بامكان نحو 48 مليونا من سكان ايران البالغ تعدادهم 67 مليون نسمة التصويت في هذه الانتخابات.
– تستمر فترة الرئاسة اربع سنوات. ويمكن للرئيس المنتخب ان يخوض الانتخابات لفترة ثانية وينبغي ان يبتعد بعدها عن المنصب لفترة واحدة على الاقل كما في حالة الرئيس المنتهية ولايته محمد خاتمي.
– في حالة عدم فوز اي مرشح بنسبة خمسين بالمئة زائد واحد بالمائة من الاصوات التي تم الادلاء بها بما في ذلك الاصوات الباطلة على الاقل تجرى جولة ثانية بين المرشحين اللذين يحصلان على أكبر عدد من الاصوات وذلك في اول يوم جمعة بعد اعلان نتيجة الانتخابات.
– مع أن انتخابات الرئاسة لم تشهد جولة ثانية منذ عام 1979، إلا أن بعض التوقعات (من محافظين متشددين) تشير إلى احتمال أن ترحل نتيجة الانتخابات الى الجولة الثانية. وإذا ما حصل ذلك، سيصبح مستقبل رفسنجاني السياسي في عنق الزجاجة خشية فوز منافسه اللدود محمد باقر قليباف.
– خاتمي فاز بالرئاسة لاول مرة في انتخابات عام 1997 وشهدت اقبالا قياسيا بلغ 9ر79 بالمئة من الناخبين الذين يحق لهم التصويت. وكانت ادنى نسبة اقبال في عام 1993 وبلغت 7ر50 بالمئة وفاز اكبر هاشمي رفسنجاني في هذه الانتخابات. وفي الانتخابات الاخيرة في عام 2001 كانت نسبة الاقبال 8ر66 بالمئة.
– حصل خاتمي على 77 بالمئة من اصوات الناخبين في عام 2001 ارتفاعا من 69 بالمئة في عام 1997.
الخارطة السياسية لنظام الجمهورية الاسلامية
– يعتبر نظام الجمهورية الاسلامية فريدا من نوعه في العالم وقد حل محل النظام الملكي، ووافق الشعب الايراني في استفتاء أجري بعد الثورة الاسلامية على دستور قائم على منح صلاحيات كبيرة للولي الفقيه ووضع الرئيس في مرتبة تالية من دون صلاحيات عندما كانت ايران تملك رئيسا للوزراء.
– بعد وفاة الامام الخميني في حزيران 1989 أجري تعديل جزئي على الدستور عزز من صلاحيات الولي الفقيه، ومن صلاحيات الرئيس أيضا من خلال دمج رئاسة الوزراء برئاسة الجمهورية، لكن ذلك لم يمنع خاتمي من السعي إلى تمرير قانون في البرلمان من أجل منح الرئيس صلاحيات اكبر، الا أن البرلمان رفضه.
– يمزج الدستور الايراني بين المشاركة الشعبية المطبقة في الغرب باسم الديمقراطية، والحكم الديني. فالرئيس المنتخب والمسؤولون في السلطة التنفيذية يخضعون لمساءلة البرلمان، لكن سلطتهم لاتوازي سلطة الولي الفقيه.
– بينما ينتخب رئيس الجمهورية لفترة أربع سنوات، فان الولي الفقيه ينتخب أيضا من قبل مجلس الخبراء لمدة غير محدودة ويمكن عزله اذا فقد أحد الشروط المؤهلة.
– يمنح الدستور الرئيس مسؤولية تنفيذ السياسة الاقتصادية، وإدارة الشؤون السياسية للبلاد من خلال مجلس وزرائه، وهو ايضا رئيس المجلس الاعلى للامن القومي الذي ينسق الدفاع الوطني والسياسة الامنية. ويوقع الرئيس مذكرات واتفاقيات مع حكومات أجنبية وله حق الموافقة على تعيين السفراء.
– في المقابل، يمتلك الولي الفقيه القول الفصل في جميع قضايا الدولة، وهو الذي يضع الاطار العام للسياسات الخارجية والداخلية ويسيطر مباشرة على القوات المسلحة والمخابرات، ويعين مجموعة من اصحاب المناصب المهمة في الدولة مثل رئيس الهيئة القضائية ورئيس مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الحكومية. وله ممثلون شخصيون منتشرون في بعض المؤسسات الحكومية والاقاليم.
المرشحون في انتخابات الرئاسة الايرانية
– محمود احمدي نجاد (49 عاما): من المحافظين المتشددين وفاز ببلدية طهران في الانتخابات البلدية عام 2003 التي سجلت نسبة قياسية في الامتناع عن المشاركة. وهو ضابط سابق في الحرس الثوري ويعتقد انه شارك في عمليات تسلل على الحدود خلال الحرب الايرانية العراقية (1980-1990). وبرز في منصب عمدة طهران من خلال فرضه قيودا على المراكز الثقافية وكذلك نشاطه في مجال تنظيم حركة السير وتعبيد الطرقات، وحظه في الفوز شبه معدوم.
– علي لاريجاني (48 عاما) وهو نجل آية الله العظمى الآملي وشقيق المنظر السياسي للمحافظين محمد دواد لاريجاني، و كان حتى العام الماضي على رأس مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بأمر مباشر من آية الله علي خامنئي وهو حاليا مستشاره ومرشح التحالف الرئيسي من الاحزاب والمجموعات اليمينية. وهو ايضا من قدامى الحرس الثوري.
– محمد باقر قاليباف (44 عاما) استقال من قيادة الأمن الداخلي (الشرطة) في نيسان/ابريل الماضي لتقديم ترشيحه لمنصب الرئاسة، وهو قائد سابق للقوات الجوية التابعة للحرس الثوري وتولى قيادة الشرطة بعد أحداث الحي الجامعي الطلابية عام 1999، ويحمل دكتوراه في الجغرافيا السياسية. لا زال يقود طائرات تابعة لشركة الطيران الايرانية، ساعيا من خلال ذلك الى كسب صورة شعبية. حظي بالاشادة على أسلوب معالجته لمظاهرات طلابية منادية بالديمقراطية في عامي 2002 و2003. ويتميز حاليا بطريقة اختياره ملابسه المدنية للتقرب من الشباب. وجاء في المرتبة الثانية بين المرشحين بعد رفسنجاني في استطلاعات الرأي التي لاتعتبر دقيقة.
– محسن رضائي (51 عاما): كان قائدا للحرس الثوري حتى العام 1997 عندما أصبح أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام الذي يرأسه رفسنجاني، ولايملك حظا كبيرا للفوز ولديه موقع على الأنترنت يهاجم الجميع، ويؤثر لجوء نجله الى الولايات المتحدة على عدد الأصوات التي يحصل عليها. (انسحب رسميا يوم 15 يونيو).
– علي اكبر هاشمي رفسنجاني (70 عاما): تولى رئاسة الجمهورية بين 1989 و1997 ، يواجه حملة شديدة من المحافظين المتشددين لكن حظوظه بالفوز تظل جيدة.
– الشيخ مهدي كروبي (68 عاما): وهو اصلاحي معتدل مقرب من الرئيس خاتمي وتولى رئاسة مجلس الشورى الذي يسيطر عليه الاصلاحيون قبل ان يهزم في الانتخابات التشريعية عام 2004.
– محسن مهر علي زاده (45 عاما): هو احد اصلاحيين اثنين استجاب مجلس صيانة الدستور لدعوة من آية الله علي خامنئي فاعاد النظر في رد ترشيحهما وقبل هذا الترشيح. شغل منصب نائب للرئيس محمد خاتمي وتراس المنظمة الوطنية للتربية البدنية. وهو احد قدامى الحرس الثوري. خدم في القوات المسلحة بين عامي 1979 و 1981. تسلم الموقع الثاني في المنظمة الايرانية للطاقة الذرية نائبا لرئيسها بين 1993 و 1995. يقدم نفسه على انه مستقل وحظوظه ليست كبيرة في السباق الى رئاسة الدولة.
– مصطفى معين (54 عاما): وزير سابق للتربية وطبيب معروف وهو مرشح ابرز احزاب المعارضة الاصلاحية “جبهة المشاركة” الذي يتزعمه محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس محمد خاتمي. سبق له ان اكد “اعتزم الاعتماد على الجامعات. ثمة 2,4 مليون طالب يمكنهم التاثير على عائلاتهم”, متوقعا ان “تستيقظ” هذه الحركة الطلابية التي حملت محمد خاتمي الى سدة الرئاسة عام 1997. استقال في آب/اغسطس 2003 بعد التظاهرات التي انطلقت من الجامعة, احتجاجا على الهجمات التي استهدفت الطلاب والاساتذة وتنديدا باستحالة الاصلاحات. ولم تكن هذه اول مرة يستقيل فيها معين الذي سبق ان عين وزيرا في ولاية خاتمي الاولى وفي عهد علي اكبر هاشمي رفسنجاني, فقد قدم استقالته بعد تظاهرات طلابية تم قمعها بعنف في تموز/يوليو 1999, غير ان الرئيس رفضها آنذاك.
تحديات مطروحة على الرئيس المقبل
– يواجه الرئيس الايراني المقبل جملة تحديات خارجية أهمها: الملف النووي، وبينما أعلن معظم المرشحين أن السياسة تجاه هذا الملف لن تتغير، فقد المح رفسنجاني الى قدرته على التوصل الى حل بما لديه من الخبرة لحل المشكلة والتوصل لاتفاق مع الغرب.
– وبالنسبة للعلاقة مع الولايات الولايات المتحدة، فقد أظهر جميع المرشحين قبولهم لفكرة استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، ومع أن رفسنجاني أبدى قدرا أكبر من التفاؤل إلا أن هذا لا يعني انه أمر محتمل في المستقبل القريب.
– كذلك فان الاقتصاد الايراني المريض يجب أن يحظى باهتمام الرئيس القادم، لكن الطريق لن يكون مفروشا بالزهور.
نجاح محمد علي – دبي
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.