مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نتانياهو يتوعد بالرد على قصف مجدل شمس في ظل جهود لتجنب التصعيد

afp_tickers

تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين بـ”رد قاس” على قصف أودى بحياة 12 من الفتية في بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، فيما تُبذل جهود دولية لتجنب مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

على مدى أشهر، ظل المجتمع الدولي يشعر بقلق من تفجر نزاع إقليمي مرتبط بالحرب المستمرة في غزة بين إسرائيل وحماس والتي اندلعت إثر الهجوم غير المسبوق للحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وألقت الحكومة الإسرائيلية باللوم في الهجوم الصاروخي الذي وقع السبت على حزب الله الذي نفى أي علاقة له بالواقعة. 

وقال نتانياهو الاثنين من مجدل شمس “لن تدع دولة إسرائيل هذا يمر ولا يمكنها ذلك. ردنا سيأتي وسيكون قاسيا”.

وأدى الهجوم على ملعب لكرة القدم في وسط البلدة إلى مقتل 12 صبيا وفتاة تتراوح أعمارهم بين العاشرة والسادسة عشرة.

واحتج عشرات من سكان مجدل شمس وعددهم نحو 11 ألفا على زيارة نتانياهو، وتجمعوا خلف حواجز معدنية في ظل مراقبة الشرطة.

وقال أحدهم ويدعى كميل خاطر “في الجولان نريد السلام فقط. وليعد نتانياهو إلى بيته لأنه السبب بالحرب”.

خلال زيارته، وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي إكليل زهر في ملعب كرة القدم المتضرر، والتقى أحد أفراد الطائفة الدرزية. 

منذ الأحد، حذر نتانياهو من أنه سيجعل حزب الله يدفع “ثمنا باهظا”، بعدما حصل مع وزير دفاعه يوآف غالانت على تفويض من المجلس الوزاري المصغر “لتقرير سبل الرد وتوقيته”.

– “عواقب مدمرة” –

خشية حدوث مزيد من التصعيد الإقليمي، أعلنت شركات طيران عدة، بينها الخطوط الجوية الفرنسية ولوفتهانزا الألمانية والخطوط الملكية الأردنية، الاثنين تعليق الرحلات إلى بيروت.

وليلا نصحت المملكة المتحدة رعاياها بمغادرة لبنان وتجنّب التوجّه إليه.

وحذّر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي على منصة إكس من أن “الوضع يشهد تغيّرا سريعا”.

في انتظار “الرد القاسي”، أعلن الحزب اللبناني الاثنين أنه أطلق “عشرات صواريخ الكاتيوشا” على موقع عسكري إسرائيلي، “ردا” على “اغتيال” اثنين من مقاتليه.

وقالت خبيرة شؤون حزب الله في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي أورنا مزراحي إن الرد سيكون “أكثر تدميرا مقارنة بما فعله (الإسرائيليون) حتى الآن، لكنه سيكون ردا يمكن لحزب الله احتواؤه ويمنع تدهور الأمور إلى حرب شاملة”.

لكن في وسط بيروت، لم يُبدِ لبنانيون تحدثت إليهم فرانس برس قلقا كبيرا. وقال إيلي ربيز وهو صاحب متجر يبلغ ستين عاما “الحالة التي نعيشها طبيعية تعوّدنا عليها … منذ فترة طويلة ونحن نعيش في هذه الظروف، وماذا سيحصل أكثر من هذا؟”. 

وبينما ألقت الولايات المتحدة باللوم على حزب الله في القصف على الجولان، قال البيت الأبيض إنه “واثق” من إمكان تجنب حرب أوسع بين إسرائيل والحزب.

من جهته، حذّر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين من أن إسرائيل سترتكب “خطأ فادحا” إذا هاجمت لبنان.

وشدّد ماكرون لبزشكيان على “ضرورة بذل كل الجهود لتجنب تصعيد عسكري”، داعيا طهران إلى “وقف دعمها الجهات المزعزعة للاستقرار”، وفق الرئاسة الفرنسية.

وحذّر من أن اندلاع حرب جديدة “ستكون له عواقب مدمرة على المنطقة”.

ويتمتع حزب الله، المسلح والممول من إيران، بنفوذ كبير في لبنان ويتهمه منتقدوه بأنه دولة داخل الدولة. 

– “أين نذهب؟” –

على الجبهة الجنوبية لإسرائيل، واصل الجيش قصفه الجوي والبري لقطاع غزة الذي دمرته الحرب المستمرة منذ نحو عشرة أشهر والمهدد بمجاعة، بحسب الأمم المتحدة.

وبعد أمر جديد بالإخلاء، فرّ مئات الأشخاص حاملين أمتعة وفرشات من منطقتي البريج والشهداء وسط القطاع، حيث قال الجيش إنه سيتدخل “بقوة”.

إلى الجنوب، أعلن الجيش أنه يواصل “عملياته المحددة الأهداف” في رفح وخان يونس، مضيفا أن غاراته الجوية ضربت “35 هدفا” خلال 24 ساعة في أنحاء القطاع.

وقال محمد الجويدي الذي نزح إلى البريج “إنه النزوح السادس أو السابع، ما العمل؟ أين نذهب؟ كل يومين أو ثلاثة أيام يأمر (الإسرائيليون) بالإخلاء. أين نذهب وإلى متى؟”.

وكان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أعلن في العاشر من الشهر الجاري أن “14% فقط من المناطق في غزة لا تخضع حاليا لأوامر الإخلاء”.

وقال لازاريني الأحد “كل يوم، تصدر السلطات الإسرائيلية هذه الأوامر لإجبار الناس على الفرار”، متهما إسرائيل بالتسبب في “دمار وذعر”.

بدأت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر بهجوم لقوات تابعة لحماس تسللت من غزة إلى جنوب إسرائيل، ما أدى إلى مقتل 1197 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

ومن بين 251 شخصا اختُطِفوا، لا يزال 111 محتجزين في غزة، وقُتِل منهم 39، حسب الجيش.

ردا على ذلك، توعّدت إسرائيل بتدمير حماس، وشنّ جيشها هجوما خلّف حتى الآن 39363 قتيلا غالبيّتهم مدنيّون، بينهم 39 على الأقل خلال 24 ساعة حتى صباح الاثنين، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة. 

بور-سغ/ح س-ود/جص

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية