جماعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية وراء الهجوم على الكاتدرائية في اندونيسيا
ينتمي منفذا الهجوم الانتحاري الذي استهدف كاتدرائية في مدينة ماكاسار شرق اندونيسيا الأحد لجماعة متطرفة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية سبق وهاجمت ثلاث كنائس في الارخبيل الآسيوي ونفذت هجومًا داميًا في الفيليبين المجاورة.
أصيب 20 شخصا على الأقل بجروح في الهجوم الذي نفذ بعد قداس الشعانين لدى الطوائف المسيحية الغربية والذي يسبق عيد الفصح ويؤذن ببدء أسبوع الآلام، في اعتداء وصفه رئيس البلاد بأنه “عمل ارهابي”.
قُتل المشتبه بهما في الهجوم وكان يركبان دراجة نارية دخلا بها مجمع كنيسة قلب يسوع الأقدس مقر أبرشية ماكاسار في جزيرة سولاويسي، ليفجرا ما قالت الشرطة إنه عبوة ناسفة محلية الصنع.
وأضافت المصادر الرسمية أن أحد حراس الكنيسة حاول منع الرجل والمرأة من الدخول عندما وقع الانفجار.
في وقت متأخر من الأحد، قال قائد الشرطة الوطنية ليستيو سيجيت برابو إن كلا المهاجمين ينتميان لجماعة “أنشاروت دوله” (أنصار الدولة) وهي جماعة متطرفة نُسب إليها أيضًا تفجير دموي استهدف كنيسة في سورابايا، ثاني أكبر مدينة في إندونيسيا في عام 2018.
ولم يذكر برابو أسماء أو كيف تم التعرف عليهما، لكن الأطباء الشرعيين كانوا يجرون اختبارات الحمض النووي على أشلاء متناثرة في موقع التفجير المروع.
وقال برابو “قتل اثنان من الجناة أحدهما رجل والآخر امرأة. إنهما عضوان في مجموعة انشاروت دوله التي نفذت هجوما بالمتفجرات في خولو بالفيليبين”.
ولم يتضح ما إذا كان المنفذان متزوجين.
اعتُبر متشدد إندونيسي وزوجته عضوان في هذه الجماعة مسؤولين عن تفجيرين استهدفا كنيسة كاثوليكية في جزيرة خولو الفيليبينية ذات الأغلبية المسلمة في عام 2019، مما أسفر عن مقتل مصلين خلال قداس الأحد وعناصر من قوات الأمن.
وقتلت قوات الأمن الإندونيسية في وقت سابق من هذا العام مسلحين آخرين على صلة بهجوم خولو.
وقال شاهد عيان أنه سمع انفجارين قويين ثم رأى عمودًا من الدخان.
وقال شاهد آخر يُدعى يوسي “كان هناك عدة جرحى في الشارع. لقد ساعدت امرأة مصابة ومضرجة بالدماء. حفيدها أصيب أيضا … كانت الأرض مغطاة بالأشلاء”.
والجرحى هم نحو عشرين من العاملين في الكنيسة والمصلين ومن حراس الأمن.
وقال الكاهن ويليموس تولاك للصحافيين “انتهى القداس وكان الناس يهمون بالمغادرة عندما وقع الانفجار” أمام الكاتدرائية الكاثوليكية الرئيسية في ماكاسار، وهي مدينة ساحلية يبلغ عدد سكانها حوالي 1,5 مليون نسمة.
– “عمل ارهابي” –
ودان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو “بشدة هذا الهجوم الإرهابي”.
وقال إن “الإرهاب جريمة ضد الإنسانية. … أدعو الجميع لمكافحة الإرهاب والتطرف المناقضين للقيم الدينيّة”.
وقالت منظمة العفو الدولية إن التفجير ينم عن “ازدراء تام” لحقوق الإنسان.
من جهته، قال البابا فرنسيس إنه يصلّي من أجل جميع ضحايا العنف، و”ولا سيما ضحايا الهجوم … أمام كاتدرائية ماكاسار”.
وتضررت عدة سيارات قرب الكاتدرائية حيث فرضت الشرطة طوقا أمنيا بحسب مصور وكالة فرانس برس في المكان.
شهدت إندونيسيا سلسلة من الهجمات نفذها متطرفون إسلاميون على مدى العقدين الماضيين، بما في ذلك تفجيرات بالي عام 2002 التي أودت بحياة أكثر من 200 شخص، معظمهم من السياح الأجانب. وكانت التفجيرات الإرهابية الأكثر دموية فيها.
وسبق ان استهدفت الكنائس في الماضي من قبل المتطرفين في إندونيسيا، الدولة التي تضم أكبر غالبية مسلمة في العالم الى جانب أقليات دينية أخرى مثل المسيحيين والبوذيين والهندوس.
في أيار/مايو 2018 قتل نحو عشرة أشخاص في هجمات انتحارية استهدفت ثلاث كنائس في سورابايا ثاني مدن الأرخبيل، نفذتها عائلة من ستة أشخاص بينهم طفلتان وابنان شابان.
وفي اليوم نفسه قامت عائلة ثانية بتفجير قنبلة في شقة، على ما يبدو عرضا، وفي اليوم التالي ارتكبت عائلة ثالثة هجوما انتحاريا ضد مركز شرطة.
هذه الاعتداءات التي أوقعت 15 قتيلا بمجملها و13 قتيلا من المهاجمين بينهم خمسة أطفال، كانت الأكثر دموية التي يشهدها الارخبيل منذ أكثر من عقد.
والعائلات الثلاث المتطرفة كانت مرتبطة بجماعة انصار الدولة المتطرفة الموالية لتنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى هذه الهجمات.
برز اسم الجماعة لأول مرة في عام 2016 بعد هجوم ببندقية وبتفجير انتحاري في العاصمة جاكرتا أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وأربعة مهاجمين – بمن فيهم شخص فجر نفسه في أحد مقاهي ستاربكس.
كان هذا هو الهجوم الأول الذي يتبناه تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب شرق آسيا.