مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ورق الإدارة الفدرالية يثير انتقاد أصدقاء البيئة

جانب من كم الأوراق التي تستهلكها كل دورة برلمانية تحت قبة القصر الفدرالي في العاصمة السويسرية برن Keystone

انتقدت منظمتان بيئيتان سويسريتان الإدارة الفدرالية لعدم استعمالها بالقدر الكافي للورق المعاد استخدامه، وعدم احترامها لتعليمات تنص عليها بنفسها.

ومع أن الإدارة أكدت أن معدل استهلاكها العام للورق في تراجع، مُتـعهدة بـاحترام أهدافها البيئية، إلا أن هذه الأنباء تثير الدهشة في بلاد عادة ما تفتخر بكونها بطلة في مجال إعادة الاستعمال.

الجمعية السويسرية لتشجيع الورق البيئي والبيئة في مكان العمل “فوبس” (FUPS) ومبادرة “foretsanciennes.ch”، التي أطلقها الفرع السويسري لمنظمة السلام الأخضر وصندوق برونو مانسر لدعم البيئة، انتقدا السلطات الفدرالية يوم الإثنين 20 أغسطس الجاري لتراجع استخدامها للورق المعاد تدوريه.

وتقول المنظمتان البيئيتان إن نسبة الورق المعاد استخدامه في الطابعات وآلات النسخ في المكاتب الحكومية واصلت انخفاضها على مدى السنوات العشر الماضية، إذ تراجعت من 51% في عام 1998 إلى 33% فقط في عام 2004.

وطالبتا بأن تتم إعادة استخدام ما لا يقل عن 60% من الورق المستعمل في المكاتب الفيدرالية، وأن يتم التصديق على 20% منه بعلامة الجودة الخضراء من قبل “مجلس رعاية الغابات”.

راهيل فونديرلي من مبادرة “foretsanciennes.ch” قال في تصريح لسويس انفو: “تتحدث الحكومة منذ عدة سنوات عن التنمية المستدامة، ولكن حصة الورق المعاد تدويره المستخدم من قبل السلطات الفدرالية تواصل الهبوط”.

من جانبها، قالت دانييلا فيلدمان، رئيسة قسم الاتصال في المكتب الفدرالي للبناء واللوجستيات: “إذا ما نظرتم إلى إجمالي استهلاك الورق، وليس مجرد ورق الطباعة والنسخ، تبدو السلطات بصورة أفضل”.

أما المتحدث باسم المكتب الفدرالي للبيئة أندري سيمونازي، فقال إن المكتب سيعلق على ما قالته المنظمتان البيئيتان فور نشر التقرير الفدرالي الجديد حول البيئة يوم الأربعاء 22 أغسطس الجاري.

وقد أكدت جمعية “فوبس” في بيان صحفي أن إنتاج الورق المعاد تدوريه يستهلك الطاقة والمياه بنسبة تقل بالثلث مقارنة مع الورق المصنوع من ألياف جديدة، وأنه أقل تكلفة بنسبة 10 إلى 15%.

حصيلة إيجابية لكن غير كافية

وتعد سويسرا من ضمن الدول الأوروبية الرائدة في مجال إعادة استخدام النفايات. ففي عام 2005، أعادت تدوير نحو 51% من القمامة المجمعة من المنازل والشركات التجارية الصغيرة، بالمقارنة مع حوالى 60% في ألمانيا وهولندا، و25% في بريطانيا.

بيتر غربر، من المكتب الفدرالي للبيئة قال لسويس انفو: “الورق هو الجزء الأكبر من هذه العملية. في عام 2005، جمعنا 2,5 مليون طن من النفايات التي تضمنت 1,2 مليون طن من الورق والكارتون. وبلغ معدل إعادة استعمال الورق 74% في عام 2005، وارتفع إلى 77% في عام 2006”.

وبينما تبرَع سويسرا في إعادة استخدام الزجاج (95%) وقنينات البلاستيك (70%)، مازال هناك المزيد مما يمكن انجازه فيما يخص الورق والكارتون، حسب السيد غربر الذي أضاف “77% هي نتيجة جيدة، ولكن يمكن رفع هذه النسبة بتحسين جمع وفصل الورق والكارتون”.

وتعد إعادة تدوير الورق القديم أرخص عموما من حرقه، وفقا للمكتب الفدرالي للبيئة. فتبعا لنوع النبات، يكلف حرق طن واحد من النفايات بين 150 و300 فرنك سويسري، بينما تكلف إعادة الاستخدام ما بين 100 و150 فرنك للطن الواحد، وذلك باستثناء تكاليف التحصيل.

من يدفع الثمن؟

في الماضي، كانت المشكلة تكمن في تمويل جمع النفايات، حسب السيد غربر الذي أوضح أن البلديات السويسرية تولت على مدى عقود عمليات جمع القمامة والتخلص منها عن طريق الضرائب والرسوم.

وقال مسترجعا تلك الفترة “كان الجميع في سويسرا يعرف أن هناك عمليات جمع للورق، ولكن البلدية التي كان يجب عليها أداء الثمن لم تكن مهتمة دائما بجمع كميات كبيرة، لذلك كانت تقوم بتجميع النفايات بشكل غير منتظم. غير أن الأمور تحسنت خلال الأعوام القليلة الماضية”.

واستطرد السيد غربر قائلا “تم اعتماد حل جديد منذ بداية عام 2007 يشمل دفع قطاع صناعة الورق لمبلغ أدنى للبلديات إسهاما منه في تكاليف الجمع المنفصل للورق والكارتون”.

وتعتبر نفايات الورق أهم المواد الخام لصناعات الورق والكارتون، إذ يتم تحصيل زهاء ثلثي احتياجات هذه الصناعة من تجميع تلك النفايات.

ونوه السيد غربر في هذا السياق إلى أن “صناعات الورق السويسرية تحتاج إلى الورق المستعمل بما أنها لا تمتلك ما يكفي من المواد الخام لانتاج مواد مثل الصحف والكارتون، لذلك ليس من المستغرب تجميع البلديات للورق المستخدم لبيعه فيما بعد لقطاع صناعة الورق”.

سويس انفو – سايمون برادلي

(ترجمته من الإنجليزية وعالجته:إصلاح بخات)

في عام 2004، بلغ إجمالي الورق والكارتون الذي استهلك في سويسرا 1.66 مليون طن (224 كيلوغراما للفرد الواحد)، مقابل متوسط 333 كلغ للفرد في الولايات المتحدة، ومعدل 48 كلغ للفرد بالنسبة لجميع أنحاء العالم.

من هذا المجموع، تم إعادة تدوير 1.16 طنا (157 كلغ للفرد، 69.9% من إجمالي الاستهلاك).

عمليات الجمع المنفصل للنفايات التي قامت بها البلديات تمت فقط بالنسبة للورق والكارتون لدى المنازل والشركات الصغيرة التي تمثل حوالى نصف إجمالى الحجم(80 كلغ للساكن الواحد). حوالى 90% من هذه المواد منتجات مطبوعة، أما 10% المتبقية فهي مكونة من الورق وعلب الكارتون.

النصف الآخر من الورق المستخدم والكارتون يتأتى من قطاع الخدمات والصناعة، ويتم تسليمه إلى شركات إعادة التدوير عبر قنوات أخرى.

وفقا لمنظمة مراقبة النفايات “ويست واتش”، يمكن أن يوفر شراء كل طن من الورق المعاد استخدامه (بنسبة 100%) بدل الورق المصنوع من الألياف الجديدة 30000 لتر من الماء على الأقٌل و3000 إلى 4000 كيلووات من الكهرباء، أي ما يعادل طاقة تكفي لمنزل من ثلاث غرف متوسط الحجم لمدة سنة بأكملها.

يقدر ارتفاع استهلاك الورق على المستوى العالمي بنسبة 50% بحلول عام 2010.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية