مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وفاة 15 طفلاً نازحاً غالبيتهم من الرضع في سوريا جراء البرد القارس (اليونيسف)

صورة وزعها الهلال الاحمر السوري في 5 تشرين الثاني/نوفمبر لنازحين خلال حملة تلقيح في محيم الركبان في 2018. afp_tickers

توفي 15 طفلاً نازحاً، غالبيتهم من الرضع، في سوريا جراء البرد القارس والنقص في الرعاية الصحية، وفق ما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الثلاثاء.

لقي الأطفال، وبينهم 13 لم يبلغوا عمر السنة، حتفهم في مخيم الركبان الواقع في جنوب شرق سوريا قرب الحدود مع الأردن والذي يعاني من نقص حاد في المساعدات الإنسانية، وآخرون خلال الرحلة الشاقة بعد الفرار من آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق البلاد.

وقال خيرت كابالاري، المدير الإقليمي لليونيسف في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيان أن “تتسبب درجات الحرارة المتجمدة والظروف المعيشية القاسية في الركبان (…) في تعريض حياة الأطفال للخطر بشكل متزايد”.

وأضاف أنه “خلال شهر واحد فقط، لاقى ما لا يقل عن ثمانية أطفال حتفهم – معظمهم عمره دون الأربعة أشهر، وكان عمر أصغرهم ساعة واحدة فقط”.

ويعاني مخيم الركبان حيث يعيش نحو عشرات الآلاف من ظروف إنسانية صعبة، خصوصاً منذ العام 2016 بعدما أغلق الأردن حدوده مع سوريا معلناً المنطقة “منطقة عسكرية”. وتحتاج المساعدات الإنسانية أحياناً أشهر طويلة للدخول إلى المخيم.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، دخلت قافلة مساعدات إنسانية للمرة الأولى إلى المخيم بعد انقطاع طال عشرة أشهر. وكانت المرة الأخيرة التي وصلت فيها الأمم المتحدة إلى الركبان.

وفي شرق سوريا، يواجه النازحون من آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور صعوبات كبيرة من “الانتظار لأيام في البرد، دون توفر مأوى أو حتى اللوازم الأساسية التي يحتاجونها”.

وقال كابالاري أن “أفادت التقارير بأن الرحلة الخطرة والصعبة أدت إلى وفاة سبعة أطفال- معظمهم لم يبلغ السنة الواحدة من العمر”.

ومنذ كانون الأول/ديسمبر، نزح أكثر من 10 آلاف شخص، وفق الأمم المتحدة، من هذه المنطقة التي تشن قوات سوريا الديموقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية مدعومة أميركياً، هجوماً منذ أشهر لطرد التنظيم المتطرف منها.

وذكرت منظمات الأمم المتحدة العاملة في سوريا في بيان ان الأطفال السبعة توفوا في مخيم الهول للنازحين في محافظة الحسكة.

وأعربت تلك المنظمات عن “بالغ قلقها” إزاء “آلاف الأشخاص الذين يعتقد أنهم ما زالوا محاصرين” في جيب تنظيم الدولة الإسلامية الأخير، كما إزاء “الوضع الإنساني الحرج” في الركبان حيث “لا يزال أكثر من 40،000 شخص نازح في حاجة ماسة للمساعدة”.

وقال كابالاري في بيان اليونيسف إنه “لا تزال حياة الأطفال تُختزل نتيجة تعرضهم لظروف صحية يمكن تداركها بالوقاية أو بالعلاج”، مضيفاً “أمور كهذه لا يمكن قبولها ونحن في القرن الحادي والعشرين. يجب أن يتوقف فقدان الحياة بهذه الطريقة المأساوية”.

وحذر من أنه في حال عدم توفر الرعاية الصحية والحماية، فإن “عدداً أكبر من الأطفال سيموت يوماً بعد يوم في الركبان ودير الزور وأماكن أخرى في سوريا”.

وبحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في إتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء قضية النازحين العالقين في مخيم الركبان، واكدا على ضرورة العمل لتأمين عودتهم إلى مدنهم وبلداتهم.

وكان سكان من مخيم الركبان أعربوا في وقت سابق عن رغبتهم الانتقال إلى مناطق خارج سيطرة النظام في الشمال السوري.

وذكرت هيئة العلاقات العامة والسياسية، وهي هيئة محلية عاملة في المخيم في بيان الإثنين، “لن نقبل إلا بترحيل المخيم الى الشمال السوري وبرعاية التحالف الدولي” بقيادة واشنطن.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية