مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 يوم عالمي لمناهضة عمل الأطفال… وبعد

ملايين من أمثال هذا الطفل يجبرون ولعدة أسباب على العمل Keystone

أقرت منظمة العمل الدولية يوم 12 يوينو، يوما عالميا لمناهضة عمل الأطفال. يتزامن هذا القرار وتخصيص مؤتمر العمل في دورته التسعين، المنعقدة في جنيف، جلسة خاصة لمناقشة " القضاء النهائي على عمل الأطفال في العالم". برنامج طموح.. لكنه لا يزال حبرا على ورق.

تحتفل المجموعة الدولية في 12 يونيو بأول يوم عالمي لمناهضة عمل الأطفال، على أن يتحول ذلك إلى تقليد يضاف إلى ثمانية واربعين يوم عالمي، يحتفل بها كل سنة. وفي تعليله لهذا القرار، أوضح المدير العام لمنظمة العمل الدولية، خوان صومافيا “أن الهدف من وراء ذلك، تذكير الجميع بخطورة الوضع وبضرورة محاربة هذه الظاهرة بدون هوادة”.

تتمثل خطورة الوضع في إحصائيات قدمها المدير العام في تقريره لمؤتمر العمل المنعقد حاليا في جنيف، والتي تشير إلى أن 246 مليون طفل ما دون السن القانونية، يزاولون عملا في العالم، من بينهم أكثر من ثلاثة عشر مليون طفل في بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

ويورد التقرير أن 179 مليون طفل في العالم يزاولون نشاطا يدخل في فئة أسوأ أشكال العمل، كالرق والعمل القصري او العمل من أجل تسديد دين او التجنيد الإجباري في صراع مسلح او الزج في شبكات الدعارة والتصوير الإباحي والنشاطات المحرمة.

ومن خلال الاستماع إلى تدخلات حوالي 3000 مشارك في مؤتمر العمل الدولي من ممثلي الحكومات وأرباب العمل والعمال، لا يشكك أحد في نبذ عمل الأطفال وبالأخص في أسوأ أشكاله، ولكن مع ذلك لا زالت الظاهرة موجودة ويقدر ضحاياها بالملايين.

ما العمل إذن؟

اتخذت المجهودات المبذولة على المستوى العالمي للقضاء على عمل الأطفال المسار التقليدي بسن القوانين والمعاهدات وفي مقدمتها معاهدة عام 1999 الخاصة بحظر أسوأ أشكال عمل الأطفال التي وقعت عليها حتى الآن 123 دولة.

كما أسست منظمة العمل بمساعدة بعض الدول المانحة برنامجا للقضاء على عمل الأطفال منذ عشر سنوات لم تظهر نتائجه إلا في السنوات الأخيرة، بحيث لم يتمكن إلا من تحرير 300ألف طفل من الشغل. ولكن بتحديد منظمة العمل الدولية هدفا طموحا يتمثل في القضاء النهائي على عمل الأطفال، فإن التحدي الكبير هو كيفية التحول من القول إلى الفعل.

دعم سويسرا للخطوات العملية

رئيس الوفد السويسري لمؤتمر العمل، السفير جون لوك نوردمان، عبر بخصوص عمل الأطفال “عن العار الذي نشعر به جميعا عند الاطلاع على حجم الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في العالم”. ويرى أن هذا التقرير يعود له الفضل في تقديم أرقام تسمح بمعرفة حجم المأساة.

وهذه الأرقام هي التي تثير قلق سويسرا على حد تعبير الممثل السويسري الذي اكد امام المؤتمر دعم سويسرا للخطوات العملية الواردة في التقرير،


أولا: دعم وتعزيز برنامج القضاء على تشغيل الأطفال IPEC الذي تساهم فيه سويسرا ماليا منذ تأسيسه والذي تعهدت بمواصلة دعمه في المستقبل. وكما أوضح السفير نوردمان لسويس أنفو، تركز سويسرا جهودها على منطقة بشاور في باكستان حيث تمول عدة مشاريع لتحرير الأطفال من العمل.


ثانيا: تدعم سويسرا التنسيق بين مختلف المنظمات الساهرة على نشاطات لها علاقة بالأطفال مثل اليونيسيف واليونسكو والبنك العالمي.


ثالثا: تطالب سويسرا المجموعة الدولية بالتحرك العاجل والفوري لتحقيق ” القضاء على عمل الأطفال”.


ومن الاقتراحات التي تقدمت بها أمام مؤتمر العمل “مطالبة سكرتارية المنظمة بالإشراف على منح شعار للمؤسسات الخالية من عمل الأطفال”، ويعتقد رئيس الوفد السويسري أن هذه هي الطريقة المثلى لإضفاء المصداقية على هذا التصرف الاخلاقي الذي يسمح لمؤسسة بتبرئة نفسها أمام المستهلك في الغرب من تهمة تشغيل اطفال في انتاج سلعها المصدرة.

محمد شريف – جنيف

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية