مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صحف سويسرية: أي مستقبل ينتظر سوريا تحت قيادة أحمد الشرع؟

أحمد الشرع، القائد الفعلي لسوريا والمعروف سابقاً بأبو محمد الجولاني (يمين)، خلال اجتماعه مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (يسار) ووزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو (وسط) في دمشق، سوريا، يوم الجمعة، 3 يناير 2025.
أحمد الشرع، القائد الفعلي لسوريا (يمين)، خلال اجتماعه مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (يسار) ووزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو (وسط) في دمشق، سوريا، يوم الجمعة، 3 يناير 2025. Keystone-SDA

ناقشت العديد من الصحف السويسرية بعمق الأوضاع الراهنة في سوريا بعد وصول مجموعات متمردة بقيادة أحمد الشرع إلى السلطة، وطرحت تساؤلات حول قدرته على توحيد البلاد، وبناء نظام سياسي يرسخ التعددية ويشمل جميع الطوائف، في ظل مخاوف من تكرار الأنظمة القمعية التي عانى منها الشعب السوري على مدى عقود.

ففي صحيفة تاغيس أنتسايغير ناقش توماس أفيناريوس التحولات في سوريا بعد سقوط بشار الأسد وقدرة أحمد الشرع على تجاوز إرثه الجهادي، وقيادة سوريا نحو مستقبل ديمقراطي.

عندما بدأ الربيع العربي، قال لي صديق مصري: تونس ومصر، ربما تسير الأمور فيهما بشكل جيد. لكن سوريا؟ سيكون الأمر مروعاً”، ضحكت آنذاك، وهززت رأسي غير مقتنع. لكن للأسف، كان محقاً.

الصحفي السويسري توماس أفيناريوس

وأوضح أنه رغم التغيير الظاهري للرجل الذي يقدّم نفسه اليوم كرجل دولة، في بدلة رسمية وعلى وجهه ابتسامة خجولة، فإن هناك تساؤلات جوهرية حول نوايا الشرع: ” الجهاد المقدس، دولة الشريعة، اعتبار المرأة تابعة للرجل، والنظر إلى المسيحيين والأقليات الأخرى كعناصر هامشية في المجتمع أو شر لا بد منه في نموذج الدولة الإسلامية. كل هذا يشكل جزءاً من العقيدة السياسية للإسلاميين. ولأجل ذلك، قاتل أبو محمد الجولاني، المعروف اليوم بأحمد الشرع، وقضى سنوات في السجن، وعانى، وانتصر. ليس فقط من أجل التحرر من الديكتاتورية، بل أيضاً من أجل هذه القناعات. لماذا قد يتخلى شخص فجأة عما كان يؤمن به بقوة؟”.

واستطرد الكاتب أنه رغم هذه الشكوك، يتوافد السياسيون.ات والدبلوماسيون.ات من جميع أنحاء العالم إلى دمشق.  ولاحظ الدبلوماسيون الغربيون أن الشرع يتميز ببراغماتية ومرونة في خطابه. ووفق الكاتب فإن الرسالة التي يمكن قراءتها من بين سطور انطباعات الدبلوماسيين هي أنهم رأوا فيه شخصية براغماتية، قادرة على التكيف، وذات صفات قيادية. وأضاف أن قضية سوريا لا تقتصر على الحريات أو حقوق المرأة فقط، بل تمتد إلى مسائل أوسع مثل المصالح الجيوسياسية وبسط النفوذ الإقليمي والموارد الطبيعية، وفق الصحفي.

وروى أفيناريوسن الذي عمل مراسلاً للصحيفة في سوريا لعدة سنوات، قصة فنان مسيحي دمشقي يعبر عن مخاوفه رغم سقوط النظام. يقول الفنان: “لقد عشت الخوف تحت الأسد الأب والابن، والآن أخشى أن يعيد التاريخ نفسه.” وأوضح الصحفي أن هذه المخاوف تعكس التحدي الأكبر أمام القيادة الجديدة: استعادة الثقة في نظام سياسي يمكن أن يشمل الجميع.

وختم الصحفي الذي قام بتغطية أحداث الربيع العربي بالقول: “ربما يتعين علينا كصحفيين ومحللين أن نصغي أكثر لأولئك الذين عانوا من هذا الواقع. في 2011، عندما بدأ الربيع العربي، قال لي صديق مصري: تونس ومصر، ربما تسير الأمور فيهما بشكل جيد. لكن سوريا؟ سيكون الأمر مروعاً.”ضحكت آنذاك، وهززت رأسي بعدم اقتناع. لكن للأسف، كان محقاً.”

ويستطرد: “اليوم، قد يكون من المناسب الاتصال به وسؤاله عن رأيه في الوضع الحالي. هل يشعر بمزيد من التفاؤل، أم أن نظرته المتشائمة ما تزال كما هي؟ ورغم ذلك، ربما تسير الأمور بشكل أفضل هذه المرة في سوريا. هناك أمل إلى حد ما، حتى وإن كان ضعيفاً”.

(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 6 يناير 2025، بالألمانية)

أوروبا تريد تصديق أن هناك تغييراً في سوريا

أفراد طاقم الطيران السوري يستقبلون المسافرين بالورود والهدايا في مطار دمشق الدولي، سوريا، 7 يناير 2025.
أفراد طاقم الطيران السوري يستقبلون المسافرين بالورود والهدايا في مطار دمشق الدولي، سوريا، 7 يناير 2025. Keystone-SDA

وفي صحيفة لوتون ركز لويز ليما على الموقف الأوروبي من القيادة السورية الجديدة، مسلطاً الضوء على زيارة وزير الخارجية الفرنسي ووزيرة الخارجية الألمانية إلى دمشق الجمعة الماضية.

من مصلحة أوروبا أن تتجنب إغراء التعالي وإلقاء المواعظ الأخلاقية، وهي مواقف بدت أحياناً واضحة في تصرفات ممثليها خلال زيارتهم لدمشق.

الصحفي لويس ليما في لوتون


وأوضح أن المسؤوليْن الأوروبييْن كانا حريصيْن على إظهار التزامهما بقدر حرصهما على إظهار تشككهما. وتساءل الكاتب: “ما هي خطط الرجل الذي تخلى للتو عن اسمه الحركي (الجولاني) ليصبح أحمد الشرع من جديد؟ وأي قدر من الثقة يمكن أن يُمنح لهذا الزعيم الإسلامي، الذي كان حتى وقت قريب يُجسد أحد أكبر الأخطار التي دفعت الدول الغربية والعربية إلى التعايش مع بشار الأسد، الطاغية الدموي الذي كان في السلطة؟

وأشار الكاتب إلى أن وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، عبّرت عن هذه الشكوك بوضوح حين قالت “ستدعم أوروبا البلاد لكن أوروبا لن تكون راعية لهياكل إسلامية جديدة”. وتساءل الكاتب عن قدرة الشرع تحقيق المستحيل في مهمة شديدة التعقيد، أبرز تحدياتها تكمن في التعامل مع رفاقه القدامى، خاصة العناصر الأكثر تشدداً في صفوفه، وإعادة فرض النظام دون إثارة نعرة الانتقام.

إلى جانب ذلك، تقع على عاتق الشرع مسؤولية احترام الأقليات وضمان حقوقها، وإعادة بناء اقتصاد بلد دمرته سنوات من الحرب، وحكمت عليه الديكتاتورية السابقة بالخراب. وذلك في ظل التدخلات العسكرية الدولية المتواصلة من روسيا، والولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل.

وعلى الصعيد السياسي، يواجه الشرع ضغطاً آخر لا يقل أهمية: فمن وجهة نظره، عليه أيضاً أن يتجنب تفوق “معارضة الخارج”، التي لم تحقق الكثير في السنوات الأخيرة لكنها تنتظر فرصتها أيضاً للعودة إلى المشهد.

وحذر ليما من تبعات طلب الشرع مهلة أربع سنوات قبل تنظيم انتخابات، مشيراً من أنها فترة طويلة وغير مقبولة، حتى في بلد يحتاج إلى إعادة بناء كل شيء. في المقابل، دعا الصحفي أوروبا إلى إظهار التواضع والإقرار بجزء من المسؤولية عن المأساة التي عانى منها السوريون.

وأكد الصحفي في الختام “في هذا المشهد السوري المعقد، سيكون من مصلحة أوروبا أن تتجنب إغراء التعالي وإلقاء المواعظ الأخلاقية، وهي مواقف بدت أحياناً واضحة في تصرفات ممثليها خلال زيارتهم لدمشق”.

(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، نٌشر المقال في 3 يناير وتم تعديله في 5 يناير 2025، بالفرنسية)

منتجع تزلج في قلب الصحراء السعودية – طموح كبير أم تناقض صارخ؟

مجسم لمشروع "تروجينا"، التابع لمخطط نيوم، يُعرض في جناح المملكة العربية السعودية خلال فعاليات معرض "MIPIM" في مدينة كان، فرنسا، يوم 14 مارس 2024.
مجسم لمشروع “تروجينا”، التابع لمخطط نيوم، يُعرض في جناح المملكة العربية السعودية خلال فعاليات معرض “MIPIM” في مدينة كان، فرنسا، يوم 14 مارس 2024. Keystone-SDA

نشر موقع الإذاعة والتلفزيون العمومي السويسري الناطق بالفرنسية (RTS) مقالا سلط الضوء على سعي المملكة العربية السعودية إلى تحويل نفسها إلى وجهة عالمية للسياحة عبر مشاريع ضخمة ومثيرة للجدل، أبرزها مشروع “تروجينا”، منتجع تزلج قيد الإنشاء في قلب صحراء نيوم. هذا المشروع، الذي يطمح لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029، يثير تساؤلات حول جدواه البيئية والاجتماعية، ويعكس طموحات المملكة للتحول إلى دولة ذات رؤية مستقبلية، وفق الموقع.

وأضاف الموقع أنه رغم الوعود الكبيرة، يواجه المشروع انتقادات حادة بسبب تأثيره على البيئة، خاصة استخدام المياه المُحلاة من البحر الأحمر لتشغيل مدافع الثلج، والتكاليف البشرية العالية. ووفقاً لتحقيق بثته شبكة التلفزيون البريطانية ( ITV)، “يُعتقد أن 21 ألف عامل مهاجر لقوا حتفهم بالفعل في مواقع البناء، بينما يُعتبر 100 ألف آخرين في عداد المفقودين”، لكن السلطات السعودية نفت هذه المزاعم، بحسب الموقع.

في المقابل نقل الموقع عن ياسمينا شاتيلا زوالين، سفيرة سويسرا في السعودية قولها: “المملكة العربية السعودية تريد أن تكون محط أنظار العالم. مشاريع ضخمة مثل معرض إكسبو 2030، وكأس العالم لكرة القدم 2034 تجذب الانتباه إلى البلاد. وهذا يزيد من الضغط لتحسين حماية حقوق العمال المهاجرين، على سبيل المثال”.

(المصدرموقع الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطقة بالفرنسيةرابط خارجي، 7 يناير 2025)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+ ذوبان الأنهار الجليدية في سويسرا … يكشف أسرار بكتيريا تلتهم البلاستيك وتعالج الأمراض

+ الوضع في سويسرا: ما الذي تكشف عنه مناقشات ميزانية 2025؟

+ سويسرا 2024 من خلال الصور

+ الأونروا وسويسرا: علاقات مضطربة وشكوك حول مصير المساعدات

+ إبداعات السويسري جون تانغلي … تعود إلى ميلانو في مئوية ميلاده  

+  أفريقيا تطالب بالمزيد من الوقت والمال للامتثال للوائح الأوروبية لمكافحة إزالة الغابات 

للمشاركة في النقاش الأسبوعي

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: جيرالدين وونغ ساك هُوي

هل سمعت شيئًا عن الدبلوماسية السويسرية وترغب في أن نتحقق من صحته؟

ليس كل ما يُتداول عن العلاقات الخارجية لسويسرا دقيقًا أو مفهومًا بشكل صحيح. هل صادفت.ي ادعاءات أو مفاهيم خاطئة مشابهة حول دور سويسرا في العالم؟

1 إعجاب
1 تعليق
عرض المناقشة

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 17 يناير مع عرض صحفي جديد.

 مراجعة: عبد الحفيظ العبدلي

للاشتراك في النشرة الإخبارية:

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية