مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لوتون السويسرية: دراسة إسرائيلية تثير الجدل حول كفاية الغذاء في غزة

فتيات فلسطينيات يلتقطن صورة أثناء مشاركتهن في مسيرة لإحياء الذكرى السادسة عشرة لوفاة زعيم منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات بجوار قبره في مدينة رام الله بالضفة الغربية، 11 نوفمبر، 2020.
فتيات فلسطينيات يلتقطن صورة أثناء مشاركتهن في مسيرة لإحياء الذكرى السادسة عشرة لوفاة زعيم منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات بجوار قبره في مدينة رام الله بالضفة الغربية، 11 نوفمبر، 2020. Atef Safadi / Keystone

تناولت الصحف السويسرية هذا الأسبوع الأزمات المتعددة التي تواجه إسرائيل على الساحة الدولية، مع دعوة محكمة العدل الدولية إلى وقف الهجوم الإسرائيلي في رفح، وتفاصيل دراسة إسرائيلية تدّعي أن الغذاء المتاح لسكان غزة كافٍ، وأسباب انحسار نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية.

رأى كريستوف مونغير أن أزمة العلاقات العامة لإسرائيل اكتملت مع دعوة محكمة العدل الدولية إلى وقف الهجوم الإسرائيلي في رفح، مشيراً إلى أن حماس نجحت بامتياز في استخدام هذا الوضع لصالحها في الصراع الدائر.

 واستعرض الكاتب في مقال افتتاحي في صحيفة تاغيس انتسايغير ردود الفعل الدولية والتقارير الأكاديمية التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية. وقال إن مصطلح “الإبادة الجماعية” يعني القتل الجماعي الذي يستهدف عرقية بعينها، وهو أكبر جريمة يمكن ارتكابها: “الشعب الإسرائيلي، الذي عاش الهولوكوست، يدرك ذلك تمامًا”.

ورأى أن مصطلح “الإبادة الجماعية” أصبح أداة في معركة العلاقات العامة العالمية ضد إسرائيل، رافضاً الادعاءات بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، وبأنها مشروع استعماري يجب إنهاؤه: “هؤلاء يدعون إلى تدمير إسرائيل ويتجاهلون حقيقة أنها دولة تأسست بعد الاستعمار ومتعددة الأعراق”.

“الوقت قد حان لإعلان النصر والانسحاب بمجرد أن تفرج حماس عن جميع الرهائن. الجيش الإسرائيلي لم يهزم الإسلاميين، لكنه أضعفهم بلا شك”

تاغيس أنتسايغير

وتناول مونغير تداعيات الاحتجاجات “المؤيدة لحماس” في الديمقراطيات الغربية والتي تُعد برأيه عاملًا سياسيًا مؤثرًا بفضل وسائل التواصل الاجتماعي. وندّد بقرار المحكمة الدولية الذي أمر إسرائيل بالانسحاب الفوري من غزة ورفح، وقال إن “حماس استفادت من هذا القرار رغم جرائمها الوحشية، واحتجازها للرهائن الإسرائيليين”.

في النهاية، تناول الكاتب التحديات التي تواجهها إسرائيل في حرب العصابات ضد مقاتلي حماس وقال : “لم تعد إسرائيل قادرة على تحقيق الكثير في قطاع غزة، وكارثة العلاقات العامة الدولية هائلة بالفعل. ويبدو أن الوقت قد حان لإعلان النصر والانسحاب بمجرد أن تفرج حماس عن جميع الرهائن. الجيش الإسرائيلي لم يهزم الإسلاميين، لكنه أضعفهم بلا شك”.

(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 25 مايو 2024، بالألمانية)

دراسة إسرائيلية تدّعي أن سكان غزة يحصلون على غذاء كافٍ

تناولت صحيفة لوتون السويسرية، الناطقة بالفرنسية، تفاصيل دراسة إسرائيلية تدّعي أن الغذاء المتاح لسكان غزة كافٍ، واستعرضت الانتقادات اللاذعة من قبل المنظمات الإنسانية التي تؤكد أن الحصار الإسرائيلي يمنع وصول الغذاء بشكل كافٍ للسكان، مما يفاقم من معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع.

وأشار الصحفي لويز ليما إلى أن الدراسة التي نشرتها الجامعة العبرية تعتمد حصرا على إحصائيات الجيش الإسرائيلي، وتتعارض مع كافة البيانات الواردة من المنظمات الإنسانية. وتُظهر الدراسة، التي أشرف عليها أرون تروين، مدير مختبر التغذية والصحة الدماغية في الجامعة العبرية، استنادًا إلى بيانات الجيش الإسرائيلي أن 14,916 شاحنة دخلت غزة بين يناير وأبريل، وأن كل فرد في غزة يحصل على 3163 سعرة حرارية يوميًا.

وفي ردها على ما ورد في هذه الدراسة، انتقدت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، نتائج الدراسة والحصار المشدّد المفروض من قبل إسرائيل منذ البداية، مما يجعل إيصال المساعدات أمرًا صعبًا، مؤكدةً أن الكميات التي تدخل غزة غير كافية.

ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين في الأمم المتحدة، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، وصفه للدراسة بأنها “خيالية”، مشيرًا إلى تدمير البنية التحتية الزراعية والبحرية في غزة، مما جعل السكان يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الخارجية. ووفقًا لتقرير منظمة أوكسفام، فإن الكميات التي تدخل عبر المعابر تشكل أقل من 12% من الاحتياجات الغذائية لغزة. وتؤكد معظم المنظمات الإنسانية أن إسرائيل تتعمد تجويع المدنيين.ات في غزة كجزء من استراتيجيتها.

(المصدر: صحيفة لوتون،رابط خارجي 29 مايو 2024، بالفرنسية)

من الريادة إلى الانحسار: أسباب فشل منظمة التحرير الفلسطينية

تناول يونس روت في مقال تحليلي نشرته صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ، في 25 مايو 2024، تاريخ منظمة التحرير الفلسطينية واستعرض الأحداث الرئيسية التي مرت بها المنظمة، والتحديات التي واجهتها والتي أدت إلى تراجع دورها وتأثيرها على الساحة السياسية، وذلك بدءًا من تأسيسها ودورها في المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، مرورًا بالصعود والنفوذ تحت قيادة ياسر عرفات ومحمود عباس، وصولًا إلى التحولات الاستراتيجية جراء التغيرات الإقليمية والدولية وتأثير الأزمات والانقسامات الداخلية.

وأوضح روت أنه تم تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية (PLO) في 28 مايو 1964 في القدس بدعم من مصر ودول عربية أخرى لتكون ممثلة لجميع الفلسطينيين.ات والتي تبنت الكفاح المسلح كوسيلة لتأسيس دولة فلسطينية.

وتطرق الكاتب إلى ما وصفها بالمرحلة الفاصلة في تاريخ الحركة مع بدء فصائل من منظمة التحرير الاتجاه نحو “الإرهاب الدولي”، بما في ذلك خطف 3 طائرات عام 1970، واحتجازها في صحراء الأردن. وقد أدى هذ التحول إلى قمع المملكة الأردنية للمنظمة ونقل مقرها إلى بيروت، حيث تورطت منظمة التحرير في الحرب الأهلية وواصلت هجماتها على إسرائيل، مما أدى إلى اجتياح إسرائيلي لبيروت عام 1982 ونقل المقر إلى تونس.

وقال إن المنظمة استعادت قدرتها على التأثير في عام 1987، حيث ساعدت الانتفاضة الأولى في الاستحواذ على بعض التأييد الدولي للقضية الفلسطينية، وأعلن عرفات استقلال فلسطين عام 1988 ودعا إلى حل الدولتين، مما مهد الطريق لمفاوضات السلام التي انتهت باتفاقية عام 1993، لكن فشل الاتفاقيات في تحقيق السلام الدائم أو الدولة المستقلة والفشل في تلبية الاحتياجات اليومية كانت من العوامل التي أدت إلى فقدان الثقة في قيادة المنظمة.

ونبه الكاتب إلى مرحلة محورية أخرى في تاريخ المنظمة مع تأسيس حماس عام 1987، حيث بدأت منظمة التحرير تفقد سيطرتها على المقاومة الفلسطينية. وبعد وفاة عرفات عام 2004، تولى محمود عباس القيادة، لكنه واجه تزايد الفساد وفقدان الثقة الشعبية. وتصاعدت التوترات مع حماس التي سيطرت على غزة عام 2007، مما خلق شرخاً بين الضفة الغربية وغزة.

وتابع الكاتب أن هجوم حماس على إسرائيل، زاد من شعبيتها بين الفلسطينيين.ات، بينما تعاني منظمة التحرير الفلسطينية بعد ستين عامًا من تأسيسها من ضعف شديد وفقدان التأثير في الساحة الفلسطينية، مشددا على أن استعادة دورها يتطلب مراجعة شاملة لاستراتيجياتها وسياساتها.

وخلص إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى إعادة تنشيط دور السلطة الفلسطينية، لكن ليس هناك دلائل على أن قيادة عباس قادرة على بسط نفوذها وملء الفراغ السياسي.

(المصدر: صحيفة نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 25 مايو 2024، بالألمانية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+ تحديات تعيق مجلس الأمن عن أداء دوره.. هذه هي الأسباب

+ تعلم الديمقراطية عن طريق اللعب ـ في مدارس تايوان

+ سويسرا والاعتراف بدولة فلسطينية… (مقال تفسيري)

+ قمة جنيف لحقوق الإنسان: غزة خارج الأجندة

+ تعقُّب المخدرات برفقة فريق الجمارك في مطار زيورخ

للمشاركة في النقاش الأسبوعي: 

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: برونو كاوفمان

كيف يمكن تعزيز تعليم الديمقراطية في المدارس؟

هل يجب أن يصبح التعليم السياسي مادة إلزامية في المدارس الثانوية؟ شارك.ي في النقاش.

14 إعجاب
46 تعليق
عرض المناقشة

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 7 يوينو مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: عبد الحفيظ العبدلي

المزيد
newsletter teaser

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية