صحف سويسرية تنتقد توظيف حماس لعملية الإفراج عن الرهائن الإسرائيلية

في الصحف السويسرية هذا الأسبوع: انتقادات لاستغلال حماس عمليات الإفراج عن الأسرى للدعاية السياسية، ومساعٍ عربية لصياغة بديل لخطة ترامب بشأن غزة تعرقلها الانقسامات. أما في سوريا، فيرسم مؤتمر الحوار الوطني ملامح المستقبل دون إشراك الأكراد.
انتقدت العديد من الصحف السويسرية ما وصفته باستغلال الحركة الإسلامية المسلحة حماس لعمليات الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في إطار دعاية إعلامية لأغراض سياسية. موقع الإذاعة والتلفزيون العمومي السويسري الناطق بالألمانية رابط خارجيوصف عملية تسليم الأسرى بالاستعراضية، حيث ظهر مقاتلون مسلحون وملثمون، وهم يحيطون بالأسرى وسط حشود من الجماهير وموسيقى صاخبة وأعلام فلسطينية. ووُضِع الأسرى على منصات أمام الجمهور، حيث بدا أنهم تلقوا تعليمات مباشرة من مسلحي حماس للابتسام والتلويح للحشود. كما شهدت العملية حضور ممثلة عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC)، التي اُضطرت إلى التوقيع على وثائق الاستلام أمام الملأ، مما عزز الطابع الدعائي لهذه المشاهد، والتي تم بث بعضها عبر وسائل الإعلام، وفق الموقع.
حتى المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أشار إلى أن عرض الجثث انتهاك للقانون الدولي .
صحيفة نويه تسورخير تسايتوتغ
أما صحيفة تاغيس انتسايغيررابط خارجي فتناولت اتهام إسرائيل حركة حماس باستغلال الأسرى الإسرائيليين في مواد دعائية، حيث ظهر أسيران، إفياتار ديفيد وجاي جلبوع-دلال، في مقطع فيديو وهم يجلسون داخل مركبة، وهم يُجبرون على مشاهدة إطلاق سراح ثلاثة من زملائهم، قبل أن يُعادوا إلى الأسر. واعتبر منتدى عائلات الأسرى هذا التصرف “عملاً مدروسًا من التعذيب النفسي”، فيما وصف أفراد من عائلاتهم حماس بأنها “وحشية”.، وفق الصحيفة.
وتحت عنوان ” أربعة توابيت وجثة خطأ.. حماس تثبت تعصبها اللاإنساني ” وصفت صحيفة نويه تسورخير تسايتوتغرابط خارجي عملية تسليم جثث الرهائن بالمشهد المروع. وأوضحت الصحيفة أنه “حتى المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الذي لا يتعب من انتقاد إسرائيل، أشار إلى أن عرض الجثث ينتهك القانون الدولي وأن كرامة المتوفى يجب الحفاظ عليها. وأضافت الصحيفة “وخلال عمليات التسليم في الأسابيع الأخيرة، انتهكت المنظمة الإرهابية أيضًا اتفاقية جنيف من خلال عرض الرهائن الأحياء علنًا وإذلالهم”.
ورأت الصحيفة أنه رغم ضعفها العسكري، فإن حماس لا تزال القوة المسيطرة في غزة، مستغلة هذه العروض لإهانة إسرائيل وإثبات أنها لا تزال تفرض النظام في القطاع بعد 15 شهرًا من الحرب، دون وجود منافس حقيقي لها وسط دمار غزة.
مؤتمر الحوار الوطني السوري يرسم ملامح الدولة المستقبلية دون إشراك الأكراد

تناول موقع الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطق بالفرنسية مؤتمر الحوار الوطني الذي عُقد في دمشق يوم الثلاثاء، بهدف وضع أسس الدولة السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد. وأوضح الموقع أن المداولات ركزت على نزع سلاح الجماعات المسلحة، دون إشراك الإدارة الذاتية الكردية، التي لم تُدعَ إلى المؤتمر.
المداولات ركزت على نزع سلاح الجماعات المسلحة، دون إشراك الإدارة الذاتية الكردية، التي لم تُدعَ إلى المؤتمر.
موقع الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطق بالفرنسية
وفي البيان الختامي، أكدت الأطراف المشاركة على وحدة سوريا وسيادتها على كامل أراضيها، مشددة على ضرورة تحقيق العدالة الانتقالية وترسيخ قيم الحرية. كما أدانت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي حذر من عدم السماح للقوات السورية بالتمركز جنوب دمشق.
ورأى الموقع أن التوصيات الصادرة عن المؤتمر، الذي نظمته الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس المؤقت أحمد الشرع، تمثل خطوة غير مسبوقة في سوريا بعد 14 عامًا من الحرب الأهلية، إذ شارك في الفعاليات شخصيات من المجتمع المدني، وزعماء دينيون، ومعارضون.ات، وفنانون.ات. كما دعا البيان إلى تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد يؤسس لدولة قانونية تضمن العدالة والمساواة، مع رفض كل أشكال التمييز في البلاد متعددة الأعراق والطوائف.
ونوه الموقع إلى تشديد البيان الختامي على ضرورة احتكار الدولة للسلاح، داعياً إلى تشكيل جيش وطني محترف، واعتبار أي فصيل مسلح خارج المؤسسات الرسمية “خارجًا عن القانون”، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الجناح العسكري للإدارة الذاتية الكردية. وردت قسد برفض نتائج المؤتمر، معتبرة أنه “لا يمثل الشعب السوري”، بسبب عدم إشراكهم في الحوار، وفق المصدر.
(المصدر: موقع الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطق بالفرنسيةرابط خارجي، 26 فبراير 2025)
المال وحده لا يكفي لحل أزمة غزة

تناول الصحفي دانيل بوم موقف الدول العربية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بقطاع غزة، التي تقضي بتحويله إلى منتجع سياحي مع تهجير سكانه. وأشار إلى أن هذه الخطة وضعت الدول العربية في موقف معقد، مما استدعى عقد اجتماع طارئ في الرياض لبحث رد موحد قبل القمة العربية الخاصة المزمع انعقادها في مارس بالقاهرة.
مقترح دونالد ترامب بشأن غزة وضع الدول العربية، وخاصة دول الخليج، في موقف حرج. إذ لم يعد بإمكانها الاكتفاء بالدعم المالي والتصريحات السياسية.
صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ
ورأى مراسل صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ في بيروت أنه رغم الإدانات العربية الواسعة للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، لم تقدم العواصم العربية حتى الآن رؤية واضحة لمستقبل القطاع. ومع تصاعد الضغوط، بدأت بعض الدول، مثل مصر، بطرح خطط بديلة تركز على إعادة إعمار غزة مع ضمان بقاء سكانها في أراضيهم. ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف بشأن الجهة التي ستتولى الأمن في القطاع، حيث لا يشمل المقترح المصري آلية واضحة لنزع سلاح الفصائل الفلسطينية، مما قد يعيق قبوله من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، وفق الصحيفة.
وأوضح بوم أن مواقف الدول العربية تتباين حيال الأزمة؛ إذ تخشى مصر والأردن تدفق اللاجئين واللاجئات إلى أراضيهما. في المقابل، فاجأ سفير الإمارات في واشنطن المراقبين بترحيبه المبدئي بخطة ترامب.
أما السعودية، فتتخذ موقفًا معاديًا لحركة حماس، معتبرة إياها عائقًا أمام تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وأوضح بوم أن العداء السعودي لحماس يعود أيضًا إلى جذورها في جماعة الإخوان المسلمين، التي تثير حساسية كبيرة في دول الخليج.
وفي مؤشر على تصاعد الانتقادات العلنية، وصف إمام سعودي مؤخرًا عروض حماس الإعلامية أثناء عمليات تبادل الأسرى بأنها “غير إسلامية”، وهو موقف يعكس رفضًا أوسع داخل الدوائر الرسمية السعودية لسلوك الحركة.
وختم الصحفي بالقول إنه مع غياب رؤية موحّدة، يجد القادة العرب أنفسهم أمام تحدٍّ كبير لصياغة بديل مقبول دوليًا، يوازن بين دعم الشعب الفلسطيني ومصالحهم الإقليمية، مشيراً إلى أن ” مقترح دونالد ترامب بشأن غزة وضع الدول العربية، وخاصة دول الخليج، في موقف حرج. إذ لم يعد بإمكانها الاكتفاء بالدعم المالي والتصريحات السياسية، بل بات مطلوبًا منها إيجاد حلول عملية للأزمة في القطاع”.
(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 22 فبراير 2025، بالألمانية)
يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا الجمعة 14 مارس مع عرض صحفي جديد.
للاشتراك في النشرة الإخبارية:

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.