مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هل تكون السعودية الوجهة التالية لعملية السلام في أوكرانيا؟

قام رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية في نهاية شهر فبراير 2024 حيث عقد لقاءات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وقيادات سعودية أخرى لمناقشة عملية السلام في أوكرانيا.
قام رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية في نهاية شهر فبراير 2024 حيث عقد لقاءات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وقيادات سعودية أخرى لمناقشة عملية السلام في أوكرانيا. KEYSTONE

تناولت الصحف السويسرية هذا الأسبوع التكهنات بعقد القمة الثانية للسلام في أوكرانيا بالسعودية، والتفاؤل الحذر بالتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة بعد مصادقة مجلس الأمن على خطة جديدة.كما سلطت الضوء على يوميات الكاتب الغزاوي أكرم الصوراني بشأن معاناة سكان غزة في ظل الحرب المستمرة.

تكهنت العديد من الصحف السويسرية باحتمال عقد القمة الثانية لإحلال السلام في أوكرانيا بالسعودية، وركزت على النفوذ الدبلوماسي الذي تتمتع به الرياض في هذا الصدد.

فبينما تستعد سويسرا لتنظيم اجتماع رفيع المستوى سيحضره ممثلون.ات عن أكثر من تسعين دولة ومنظمة في نهاية هذا الأسبوع، تجري خلف الكواليس مفاوضات حول الخطوة التالية في عملية السلام التي أطلقتها سويسرا.

وكشفت صحيفة “أرغاور تسايتونغ” أن الحكومة السويسرية تبحث عن موقع لعقد القمة الثانية التي ستضم روسيا ودولاً مقربة منها مثل الصين. ووفقاً لوزير الخارجية السويسري اينياتسيو كاسيس، يجب أن يكون الموقع “خارج العالم الغربي” ليشمل أكبر عدد ممكن من دول الجنوب، والعالم العربي. وتوجد العديد من المؤشرات على أن المملكة العربية السعودية قد تكون المكان المناسب لهذه القمة، بالنظر إلى الدور الكبير الذي تلعبه في التحضيرات لمؤتمر بورغنشتوك بسويسرا.

وأضافت صحيفة “تسوغر تسايتونغ” أن السعودية تبدو خياراً منطقياً، حيث زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العاصمة السعودية الرياض هذا العام، كما تُعزز العلاقات القوية بين السعودية وأوكرانيا من احتمال اختيار الرياض كموقع للقمة. كما استضافت مدينة جدة الاجتماع الثاني لمستشارين.ات في مجال الأمن من عدة دول ناقشوا.ن خطة زيلينسكي للسلام في 5 و6 أغسطس 2023، وذلك بمشاركة ممثلين.ات من الصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا.

أما صحيفة “نويه تسرخر تسايتونغ”، فرأت أن هناك “مصالح مشتركة” تجمع بين سويسرا والسعودية، مشيرة إلى تصريح هانتس بيتر بورتمن، السياسي في الحزب الليبرالي الراديكالي، بأنه تلقى إشارات إيجابية مؤخراً من السعودية. وقام بورتمن بتأسيس مجموعة صداقة برلمانية بين سويسرا والسعودية، حيث زار أعضاء وعضوات من مجلس الشورى السعودي البرلمان السويسري مؤخرا.

وأضافت الصحيفة أن دور سويسرا المستقبلي في المفاوضات المحتملة في الرياض هو جزء من المناقشات الجارية، موضحة أن سويسرا قد تضطلع بدور استشاري في صياغة وضع حيادي لأوكرانيا. ومع ذلك، فإن السفارة السعودية في برن لم ترد على استفسارات بهذا الشأن.  

(المصادر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 10 يونيو، بالألمانية وارغاور تسايتونغرابط خارجي، 10 يونيو 2024، بالألمانية)

خطة لوقف إطلاق النار في غزة: هل هناك أمل مبرر؟

تناولت انا غونتر من  صحيفة “20 دقيقة” اليومية فرص التوصل لوقف إطلاق النار في غزة بعد مصادقة مجلس الأمن الدولي لأول مرة على خطة لوقف إطلاق النار في القطاع، مما أثار تفاؤلاً لدى البعض.

التحدي الحقيقي ليس في مجلس الأمن نفسّه، بل في أن توازن القوى الأساسي لم يتغير بشكل جوهري

صحيفة 20 دقيقة

ونقلت الصحفيّة عن فيكتور فيلي، الخبير في شؤون الشرق الأوسط ومدير معهد الشرق الأوسط في سويسرا بجنيف: «من الإيجابي بالتأكيد أن مجلس الأمن قدم أخيرًا حلاً ملموسًا بعد تسعة أشهر من الحرب».

في الوقت ذاته، أشارت الصحيفة أن هناك واقعا معقدا خلف الكواليس، حيث يظل التحدي الحقيقي ليس في مجلس الأمن نفسّه، بل في أن توازن القوى الأساسي الذي لم يتغير بشكل جوهري. ففي الحكومة الإسرائيلية، ما زال التيار المتشدد يمارس ضغطًا كبيرًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفي حماس، ما يزال التيار المتطرف بقيادة يحيى السنوار يمسك بزمام الأمور.

وأوضحت الصحيفة أن كل من إسرائيل وحماس تظهر انفتاحاً مبدئياً على الخطة. ويرى فيلي أن الاحتمالات متساوية، مشيرًا إلى أن الأمر يتعلق بالعوامل السياسية الداخلية، حيث يهدف الطرفان أساسًا إلى الحفاظ على السلطة الداخلية والبقاء السياسي. فحماس، على وجه الخصوص، أصبحت أكثر ثقة بعد هجومها على إسرائيل، حيث يُنظر إليها الآن كمدافع أساسي عن القضية الفلسطينية في العالم العربي، بينما يواجه نتنياهو ضغطًا من التيار المتشدد الذي يرفض قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وتختم الصحيفة بالقول إنه بينما تظل العقبات السياسية قائمة، يمثل التقدم الدبلوماسي الأخير بارقة أمل محتملة لإنهاء الصراع الدامي في غزة.

(المصدر:20 دقيقةرابط خارجي، 11 يونيو، بالألمانية)

تحرير ثلاث رهائن إسرائيليين احتجزهم.ن صحفي

تناول يوناس روت التقارير الإسرائيلية حول احتجاز الصحفي الفلسطيني من غزة، عبد الله الجمال، لثلاث رهائن إسرائيليين في شقته داخل مخيم النصيرات. وأضاف أن العملية أثارت الكثير من الجدل، حيث أُعلن أن الصحفي عبد الله الجمال من غزة، المعروف بكتاباته التي تندد بما يصفه بـ”الإبادة الجماعية” ضد الفلسطينيين.ات، كان يحتجز ثلاث رهائن في شقته داخل مخيم النصيرات، مشيراً إلى أن عبد الله الجمال، عمل سابقاً كمتحدث باسم وزارة العمل في غزة وكتب لصحيفة “بالستاين كرونيكل” (palestinechronicle)، وفق الصحيفة.

وأوضح الكاتب في صحيفة “نويه تسورخير تسايتونغ” خلفية الحدث بالقول إن عملية تحرير الرهائن، التي جرت يوم السبت الماضي، تمركزت في النصيرات حيث احتُجز الرهائن في شقق خاصة، وليس في أنفاق حماس كما هو معتاد.

ويُعتبر مخيم اللاجئين.ات في وسط قطاع غزة أحد المناطق القليلة التي نادرا ما تنشط فيها القوات البرية الإسرائيلية. ولذلك فإن هناك العديد من الفلسطينيين والفلسطينيات الذين/اللواتي نزحوا.ن بسبب الحرب هناك. وتتهم إسرائيل حماس بتعمد احتجاز الرهائن في منطقة مكتظة بالسكان وإحاطتهم بالدروع البشرية.

وأفادت الصحيفة أنه قبل العملية العسكرية الفعلية لتحرير الرهائن، قامت القوات الجوية الإسرائيلية بقصف المنطقة بشدة. ثم تقدمت القوات الخاصة إلى المنازل، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة في شوارع النصيرات. كما أسفرت العملية عن مقتل الجمال وأفراد عائلته. وبحسب مصادر إسرائيلية، فقد تم التخطيط للعملية منذ أسابيع.

وفي رد فعل على هذه العملية ذات الحصيلة الدموية العالية تصاعدت الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب العدد الكبير من الضحايا المدنيين، حيث أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل 274 فلسطينياً.ة وإصابة 700 آخرين.ات، الغالبية من النساء والأطفال. وتقول إسرائيل إن أقل من 100 شخص قتلوا. ولا يمكن التحقق من أي من المعلومات بشكل مستقل.

وأضاف روت أنه بينما نجحت العملية العسكرية في تحرير بعض الرهائن، فإنها أضافت مزيداً من التعقيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما أثارت الشكوك حول التكتيكات المستخدمة من قبل الجيش الإسرائيلي.

(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 11 يونيو 2024، بالألمانية)

الحياة في غزة: «لقد حوَلٌونا إلى كائنات غريبة»

في تقريرها الأخير، تسلط الصحفية سوزان برونر الضوء على يوميات الكاتب الغزاوي أكـرم الصوراني، الذي يُعبّر فيها عن الظروف المعيشية القاسية لسكان غزة في ظل الحرب المستمرة. ورغم أنه ليس أول نزاع يشهده الصوراني البالغ من العمر 43 عامًا، إلا أنه الأطول والأشد وطأة، كما يقول.

وتوضح برونر أن عدد سكان مدينة رفح تضاعف ليصل إلى أكثر من مليون نسمة بسبب حركة النزوح الجماعي المتواصلة. فيما تحذر منظمات الإغاثة من نقص في المأوى والمرافق الصحية والمواد الأساسية منذ بداية الحرب.

أتمنى فقط ألا نفقد عقولنا وأن نكون محظوظين بما فيه الكفاية لرؤية الفصل الأخير من كل هذا قبل أن نتبخر في الهواء

الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطقة بالألمانية نقلاً عن الكاتب الفلسطيني أكرم الصوراني

وتقول برونر إن أكـرم السوراني يكتب عن واقع يتجاوز الخيال، واصفاً يوميات سكان غزة الذين تحولوا إلى كائنات لم تعد تعرف نفسها في ظل هذه الظروف القاسية: «واقعنا يفوق كل تصور. حتى في أحلك فصول التاريخ، لم يُذكر مثل هذا القدر من القذارة».

وفي يومية كتبها أكرم الصوراني، من دير البلح، يوم 4 يونيو 2024 عبّر عن أمنتيه بانتهاء هذه المعاناة بالقول «أتساءل كل ليلة: ماذا حققنا بعد كل ما مررنا به كل يوم ؟ لا نعرف متى سينتهي هذا القتل وهذه المهزلة والفوضى. أتمنى فقط ألا نفقد عقولنا وأن نكون محظوظين بما فيه الكفاية لرؤية الفصل الأخير من كل هذا قبل أن نتبخر في الهواء ».

أكرم الصوراني (من مواليد 24 يناير 1982 في قطاع غزة) وبدأ الكتابة في سن مبكرة. وهو اليوم كاتب فلسطيني معروف تتم قراءته خارج نطاق قطاع غزة. ومنذ بدء حرب غزة في بداية أكتوبر 2023، وهو يوثق الحياة اليومية خلال الحرب، وخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بدءاً من هروبه من مدينة غزة إلى خان يونس، ثم إلى رفح، ومن هناك إلى المواصي على الساحل، ومن هناك إلى دير البلح، وسط غزة. أكرم متزوج من أماني مشتهى وأب لخالد (15 عاما) وكارمن (11 عاما). وبالرغم من الظروف الصعبة والنزوح المستمر، يواصل السوراني الكتابة يومياً.

(المصدر: الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطقة بالألمانية،رابط خارجي 11 يونيو 2024، بالفرنسية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+ مؤتمر السلام حول أوكرانيا: الدبلوماسيّة في بيئة سويسرية مفعمة بالتاريخ

+ مؤتمر السلام حول أوكرانيا.. اختلاف وتباين في الآراء داخل البرلمان السويسري

+ كيف يريد مؤتمر أوكرانيا السويسري إيجاد الطريق إلى السلام؟

+ دون محاكمة… جهاديّون سويسريّون معتقلون في سوريا منذ ستّ سنوات

+ سويسرا: قانون الكهرباء لن يكون كافيًا لخفض الانبعاثات إلى الصّفر 

+ اقتراعات 9 يونيو في سويسرا: رفض مبادرتين لتخفيض تكاليف الرعاية الصحية

+ النتائج النهائية لاقتراعات 9 يونيو

+ على غرار “لافندر” الإسرائيلي… مستشارة لدى الصليب الأحمر تناقش استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب

للمشاركة في النقاش الأسبوعي: 

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 21 يونيو مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: عبد الحفيظ العبدلي

للاشتراك في النشرة الإخبارية:

المزيد
newsletter teaser

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية