صحيفة سويسرية: إقالة غالانت… نهاية الحل الدبلوماسي للحرب في غزّة؟

Keystone-SDA

في الصحف السويسرية هذا الأسبوع: قدرة حماس وحزب الله على الصّمود رغم مقتل عدد من قادتهما البارزين، وتداعيات إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي على مجريات الحرب في غزة، واحتفاء مهرجان الجونة السينمائي بالفنّ الفلسطيني واللبناني.

• نويه تسورخير تسايتونغ: نتنياهو يقيل وزير الدفاع غالانت… هكذا يتراجع الحل الدبلوماسي لإنهاء الحرب في غزة
• نويه تسورخير تسايتونغ: قادة حماس وحزب الله في عداد الموتى – لكن الميليشيات لا تزال متمسكة بمواقعها
• لوتون: ما قيمة الفن في مواجهة الحرب؟ مهرجان الجونة في مصر يبحث في معضلات السينما العربية

مِن الداخل الإسرائيلي: ماذا بعد غالانت؟

تناول مراسل صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ في رام الله، ريفيرت هوفر، إقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لوزيرِ دفاعه، يوآف غالانت، وذلك في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الإسرائيلية.

وأوضح المراسل أن الإعلان عن القرار جاء وسط تصاعد الحرب في غزة، وفي خضم انشغال العالم بانتخابات الرئاسة الأمريكية، ممّا أثار تكهّنات بأنّ اختيار التوقيت كان قصد تجنّب تركيز الإعلام الدولي على الحدث.

وفي هذا السياق، أكّد الصحفي أن الحلّ الدبلوماسي لإنهاء الحرب بات أبعد من أي وقت مضى، إذ كان غالانت، العضوَ الوحيد في الحكومة الذي دافع باستمرارعن تبنّي حل سياسي سريع لإنهاء حرب غزة من خلال صفقة تبادل أسرى.

وكان غالانت قد دعا في وقت سابق إلى إعادة تقييم استراتيجية إسرائيل، معتبراً أن البلاد تواجه تحديات في ظل توسع جبهات القتال لتشمل جنوب لبنان، بما يستدعي تعديل أهداف الحرب. وفي الأسابيع الأخيرة، زادت التكهّنات بأن بقاء غالانت في منصبه أصبح على المحك، وفق الصحيفة.

وقد شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية تفاعلاً قوياً مع هذه الإقالة، حيث يشعر الكثير من الإسرائيليين.ات الآن بتضاؤل احتمال انتهاء الحرب قريباً. وأعرب منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، فور الإعلان عن إقالة غالانت، عن قلقه، معتبراً أن هذه الخطوة تُعقّد جهود التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى. كما خرج آلاف الإسرائيليين.ات إلى شوارع تل أبيب، ليلة الثلاثاء، احتجاجاً على القرار، وفق الصحيفة.

وفي السياق ذاته، بيّن ريفير هوفر أن تعيين يسرائيل كاتس وزيراً للدفاع خلفاً لغالانت، أثار انتقادات قوية لدى أحزاب المعارضة الإسرائيلية. حيث يفقتر كاتس، المعروف بولائه الشديد لنتنياهو، إلى الخبرة العسكرية المعمقة التي كان يتمتع بها سلفه، لكنه ينتهج مواقف صارمة تتماشى مع رؤية نتنياهو للحرب. وأدان زعيم المعارضة يائير لابيد هذه الخطوة، واصفاً إياها بـ”غير مسؤولة”، فيما دعا يائير غولان من الجبهة الديمقراطية إلى إضراب عام، أمّا وزير الدفاع السابق، أفيغدور ليبرمان، فقد وصف إقالة غالانت بأنها تُحوّل إسرائيل إلى “جمهورية موز”، حسب المصدر نفسه.

(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 5 نوفمبر 2024، بالألمانية)

رغم مقتل قادتها: حماس وحزب الله يواصلان الصمود

نساء يبكين بجانب نعوش ضحايا غارة جوية إسرائيلية (ليلة الثلاثاء في برجا)، وذلك خلال موكب الجنازة في صور، جنوب لبنان، الخميس 7 نوفمبر 2024. The Associated Press. MOHAMMED ZAATARI

تناول تقرير مفصّل لصحيفة نويه تسورخير تسايتنونغ، الناطقة بالألمانية، استمرار قدرة حركة حماس وحزب الله على القتال رغم مقتل عدد من قياداتهما البارزة، وتعرّض بنيتهما التنظيمية والعسكرية إلى عدّة ضربات.
وأوردت الصحيفة أنّ “تحرير الرهائن الإسرائيليين من أيدي حماس وتفكيك المنظمة الإرهابية – هذا هو الهدف الذي حشد من خلاله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قسماً كبيراً من الإسرائيليين خلفه بعد مذبحة 7أكتوبر”. لكن بعد عام، تبيّن أن هزيمة حماس في غزّة وحزب الله في لبنان أصعب مما كانت تأمله القيادة الإسرائيلية.

وذكرت نويه تسورخير تسايتونغ أنه بعد تعرّض حركة حماس لخسائر بشرية، تشير التقارير إلى تراجع القدرة التنظيمية للحركة، حيث صارت تعتمد على مجموعات صغيرة، موزّعة خاصة في شمال قطاع غزة. “وعلى الرغم من أن القوات الإسرائيلية تقول إنها قتلت الآلاف من مقاتلي حماس في قطاع غزة، إلا أن التقديرات تشير إلى أن عددًا كبيرًا منهم لا يزال على قيد الحياة وقادرًا على القتال”، كما أنّ “حقيقةَ تطوّر الحرب في قطاع غزة إلى حرب عصابات، تصبّ في مصلحة حماس. إنها شكل فعّال وصعب من أشكال الحرب التي يمكن أن تستمر على مدى فترة طويلة من الزمن حتى مع المعدات الضعيفة”، حسب الصحيفة نفسها.

أمّا بالنسبة لحزب الله في لبنان، فأوضحت الصحيفة السويسرية أنه رغم تدمير جزء كبير من ترسانته الصاروخية وتراجع قدراته، فإن الحزب ما يزال يتمتع بقدرة على شن هجمات صاروخية موجّهة، ويشكّل تهديداً لإسرائيل. وأشارت إلى أنه من شأن تغيير القيادة بعد مقتل حسن نصر الله وأعضاء من القيادة العليا في هجمات إسرائيلية، وتولّي نائبه، نعيم قاسم، القيادة، أن ” يعني ربّما نفوذاً إيرانياً أكبر على حزب الله”.

وأضافت الصحيفة أن المفاوضات ما تزال مستمرة بين الطرفين بشأن هدنة، حيث تسعى إسرائيل إلى نزع سلاح حزب الله والقضاء على حماس، بينما ترفض الحركتان التخلّي عن سلاحهما، معتبرتين الصراع مسألة بقاء.

(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 4 نوفمبر 2024، بالألمانية)

مِن الجونة: ما قيمة الفنّ في مواجهة الحرب؟

يُعقد مهرجان الجونة السينمائي، الذي اخُتتمت فعالياته في الأول من نوفمبر، كل سنة في منتجع الجونة المطل على البحر الأحمر. Keystone-SDA

تناول الصحفي المقيم في القاهرة، سامي زعيبي، في تقرير ميداني لصحيفة لوتون، تكريمَ مهرجان الجونة السينمائي بمصر، أفلاماً فلسطينية ولبنانية عكست معاناة شعوبها في ظل الحرب. وناقش التساؤلات حول قيمة الفن في مواجهة الحرب، ودوره كأداة مقاومة أو كتعبير عن العجز.
 
وأوضح زعيبي أن “مهرجان الجونة السينمائي، الذي اختتم أعماله في الأول من نوفمبر الجاري، يكاد أن يجعلنا ننسى لمدّة أسبوع، دويّ الأسلحة في مكان غير بعيد، في كلّ من السودان واليمن ولبنان وغزة.” سياق عُرضت خلاله أفلام مؤثّرة، في ” فرصة لاستكشاف المعنى الذي تمتلكه السينما، أو لا تمتلكه، في مواجهة القنابل.”

وعدّد الصحفي مجموعة من الأفلام التي تناولت معاناة شعوب المنطقة؛ عبر طرق مختلفة، بدءًا من توثيق الذاكرة الجماعية ضد النسيان، وصولاً إلى استخدام الكوميديا السوداء كـ”سلاح مقاومة”.  ومن بينها، الفيلم الوثائقي “نحن بالداخل” (We Are Inside) للمخرجة اللبنانية، فرح قاسم، التي وثّقت محاولات والدها وثلّة من شعراء بيروت للحفاظ على الذاكرة الشعرية الجماعية.

أمّا المخرج الفلسطيني، محمد المغني، فيروي فيلمه “برتقالة من يافا” (An Orange from Jaffa) ” الرحلة القمعية والمهينة لفلسطينيَّيْن من الضفة الغربية يحاولان عبور نقطة تفتيش إسرائيلية.” وكتب زعيبي في هذا السياق، أنه ” كما هو الحال غالبًا في السينما الفلسطينية، تتخلّل هذه الملحمة لحظات من الضحك غير المتوقع ولكن الضروري لتخفيف وقع الصدمة”.

من جهتها، قدّمت المخرجة الفلسطينية، مها حاج، المعروفة بفيلمها “حمى البحر الأبيض المتوسط” (Mediterranean Fever)، الفائز بجوائز في مهرجان كان، فيلمها الجديد “ما بعد” (Upshot)، والذي يحكي مأساة مستوحاة من قصة حقيقية لزوجين فقدا أطفالهما الخمسة في قصف إسرائيلي*…

وكتب زعيبي في تقريره للصحيفة الناطقة بالفرنسية، أنّه من بين التحديات التي واجهها العديد من المخرجين والمخرجات، كان كيفية عرض أفلامهم بملابس أنيقة، بينما تعاني شعوبهم.نّ من ويلات الحرب. حيث ذكر أنّ المخرجة الفلسطينية، ليلى عبّاس [فيلم “شكرًا لأنك تحلم معنا”]، مثلاً، قرّرت ارتداء فستان أسود بسيط، وطلبت الوقوف دقيقة صمت قبل بدء العرض، تضامنًا مع ضحايا الحرب.

(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 2 نوفمبر 2024، بالفرنسية)

*حصد الفيلم جائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم قصير. كما كان قد حاز في عرضه العالمي الأول، خلال الدورة الأخيرة من مهرجان لوكارنو، على جائزتي “أفضل فيلم قصير” و”لجنة تحكيم الشباب المستقلة”.

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+هل يجب توسيع شبكة الطرق السريعة؟… الشعب السويسري يقرّر

+ تباين ردود الفعل في سويسرا عقب فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية

+ ما الذي تعنيه الانتخابات الرئاسية الأمريكية بالنسبة لاقتصاد سويسرا وأمنها؟  

+ سويسرا تدين غلينكور في قضايا فساد…ومطالبات بمنح التعويضات للضحايا

+ سويسرا في التصنيفات العالمية: ميادين التفوّق ومجالات التحسين  

+  منظمة الأمن والتعاون… عين سويسرية تراقب الانتخابات الأمريكية التي يشوبها التوتّر  

+ ” الميني غولف” … قصّة النشأة والانتشار

+ الانتخابات الرئاسية: هل تنجرف الولايات المتحدة بعيدًا عن جنيف الدولية؟ 

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 15 نوفمبر مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: أمل المكّي

للاشتراك في النشرة الإخبارية: