مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 صحيفة سويسرية: اقتراح أمريكي جديد لوقف إطلاق النار يبعث بصيص أمل في لبنان

عاموس هوكشتاين، المستشار البارز للرئيس الأمريكي جو بايدن، يصل إلى بيروت قبل اجتماع مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الأربعاء 20 نوفمبر 2024.
عاموس هوكشتاين، المستشار البارز للرئيس الأمريكي جو بايدن، يصل إلى بيروت قبل اجتماع مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الأربعاء 20 نوفمبر 2024. Keystone-SDA

تناولت الصحف السويسرية هذا الأسبوع تداعيات إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق نتنياهو، و الاقتراح الأمريكي الجديد لوقف إطلاق النار في لبنان، إلى جانب تحقيقات الجيش الإسرائيلي بشأن هجمات في شمال غزة.

ناقش صحفي نويه تسورخير تسايتونغ، دانييل بوم، الاقتراح الأمريكي الجديد لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنه قد يحظى بموافقة مبدئية من الطرفين، رغم ضعف احتمالات إنهاء الحرب قريبًا.
وأوضح مراسل الصحيفة في بيروت أن المبعوث الأمريكي، عاموس هوكشتاين، يواصل جهوده للوساطة بين إسرائيل وحزب الله، في محاولة أخيرة قبل تسليم الملف إلى إدارة أمريكية جديدة.

وكتب بوم أنه من المتوقّع* أن يعود هوكشتاين إلى بيروت للقاء رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، الحليف السياسي لحزب الله، بهدف دفع الأطراف نحو وقف الحرب. حيث كتب بوم: ” […] هناك تفاؤل حذر في لبنان الذي مزّقته الحرب، حيث يشنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية مكثفة، ويحقّق أيضًا تقدّمًا على الأرض منذ أسابيع.”

وأبرز الصحفي تفاصيل المقترح ومواطن الخلاف حوله. حيث ينصّ على انسحاب حزب الله من جنوب لبنان قرار الأمم المتحدة 1701، وفرض إشراف دولي لضمان الالتزام بالاتفاق. وفي حالة عدم الامتثال، تريد إسرائيل الاحتفاظ بالحق في مواصلة تنفيذ الهجمات على لبنان، وهو ما يثير اعتراضات حزب الله.

وتطرق الكاتب إلى التحديات الميدانية التي قد تعوق التوصل إلى اتّفاق، بالقول إنه بينما يُبدي حزب الله مبدئيًا تقييمًا إيجابيًا، قد يعيق البند الثالث التوصّل إلى اتّفاق نهائي. فرغم تكبّد حزب الله خسائر فادحة نتيجة الهجمات الإسرائيلية، فإنه لم يُهزم بعد، كما أثبتت مقاومته في معاركه الدفاعية بجنوب لبنان ضد الجيش الإسرائيلي. لذلك، من غير المتوقع أن توافق الميليشيا على منح إسرائيل تفويضًا مفتوحًا يتيح لها استهداف مواقعها مستقبلاً.
 
في المقابل تواجه إسرائيل تداعيات اقتصادية وضغطًا على مواردها العسكرية، ما يدفع رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو للتفكير بإنهاء الحرب. ورغم بصيص الأمل هذا، تبدو نهاية الحرب السريعة بعيدة المنال.

وختم الكاتب بالقول إنه في ظل الدمار الذي خلفته الحرب خلال الشهرين الماضيين، يجد حزب الله نفسه مضطرًا، على الأقل شكليًا، لتقديم الصراع لمناصريه كإنجاز. ونقل عن كمال، أحد اللاجئين من مدينة صور والمقيم حاليًا في ملجأ طارئ بمدينة صيدا، قوله: “بالطبع نريد أن تنتهي الحرب، لكن الشروط يجب أن تكون عادلة. إذا كان على المقاومة أن تخسر، فمن الأفضل أن تستمر في القتال”، وفق الصحيفة.

(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 18 نوفمبر 2024، بالألمانية)

نُشر المقال قبل زيارة هوكشتاين إلى بيروت الثلاثاء، والتي صرّح خلالها مسؤول لبناني كبير بأن بلاده تعمل على “إدخال تعديلات على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار من أجل ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية بوتيرة أسرع من جنوب لبنان ومنح كلا الطرفين الحق في الدفاع عن النفس”، وفق ما نقلته وكالة رويترز للأنباء.

تداعيات إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق نتنياهو

أطفال فلسطينيون نازحون ينتظرون في طابور للحصول على الطعام داخل مخيم في دير البلح بقطاع غزة. 18 أكتوبر 2024.
أطفال فلسطينيون نازحون ينتظرون في طابور للحصول على الطعام داخل مخيم في دير البلح بقطاع غزة. 18 أكتوبر 2024. Keystone-SDA

تناول مراسل صحيفة تاغيس أنتسايغير في القاهرة، بيرند دوريس، إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق في مجلس الحرب، يوآف غالانت، بالإضافة إلى القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، (محمد) الضيف.

وأوضح دوريس أن الاتهامات تتعلق بالظروف الإنسانية المتردية في غزة، حيث تشير المحكمة إلى مسؤولية إسرائيل عن تدهور حياة المدنيين.ات في القطاع. وقد خلصت الجنائية الدولية إلى كون نقص الغذاء والماء والكهرباء والوقود، إلى جانب الإمدادات الطبية في غزة، قد خلق ظروفاً تستهدف إبادة جزء من السكان المدنيين.ات، محمّلةً إسرائيل المسؤولية عن ذلك، وفق تعبيره.

 وحول تداعيات القرار، أبرز الكاتب التحديات القانونية والدبلوماسية التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، خاصة في السفر إلى الدول الأوروبية الأعضاء في المحكمة، وعلى رأسها خطر الاعتقال.

في المقابل، ردّت الحكومة الإسرائيلية بغضب على مذكّرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالانت. وقال الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إن المحكمة “انحازت إلى جانب الإرهاب والشرّ، وليس إلى جانب الديمقراطية والحرية”. بينما دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إلى ضمّ الضفة الغربية كخطوة انتقامية، وفق الصحيفة.

وخلص الكاتب إلى أن هذه القضية تمثّل تصعيداً قانونياً ودبلوماسياً في الضغط الدولي على إسرائيل بشأن سياساتها في غزة، وتعكس تعقيدات العلاقات الدولية مع المحكمة الجنائية، خاصة مع رفض إسرائيل الاعتراف باختصاصها.  من جهة أخرى، فإن هناك دولاً مهمة مثل الولايات المتحدة والعديد من الدول العربية لم تنضم إلى المحكمة الجنائية الدولية. كما سبق لبعض الدول الأعضاء تجاهل تنفيذ أموار الاعتقال الصادرة عن المحكمة، مثل رفض جنوب أفريقيا اعتقال الرئيس السوداني السابق، عمر البشير. ومع ذلك، فقد تقدّمت جنوب أفريقيا بدعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، وهي قضية لا تزال قيد النظر، وفق الصحيفة.

فلسطينيون.ات يسيرون وسط الدمار الناتج عن هجوم جوي وبري إسرائيلي على جباليا، شمال قطاع غزة، في 30 مايو 2024.
فلسطينيون.ات يسيرون وسط الدمار الناتج عن هجوم جوي وبري إسرائيلي على جباليا، شمال قطاع غزة، في 30 مايو 2024. Copyright 2024 The Associated Press. All Rights Reserved.

من جهتها، وفي سياق تحقيقات الجنائية الدولية، سلّطت مراسلة صحيفة لوتون السويسرية في القدس، شارلوت غوتييه، الضوء على تحقيقات يجريها الجيش الإسرائيلي حول 16 هجوما في الفترة بين 21 أكتوبر الماضي و2 نوفمبر الجاري في شمال قطاع غزة، والتي يمكن تصنيفها بحسب المراسلة كجرائم حرب. وتشمل هذه الهجمات التي اُعتبرت “غير متناسبة”، وتنتهك القانون الدولي، غارةً على بيت لاهيا، تسبّبت في مقتل 94 شخصا من بينهم كثير من النساء والأطفال.

وتشير المراسلة إلى أنه منذ بداية الحرب قبل ما يزيد عن العام، فتح الجيش الإسرائيلي 74 تحقيقا حول “جرائم تتعلق بوفاة محتجزين ومحتجزات، وسوء معاملة، والتدمير غير المبرّر لممتلكات المدنيين، والسرقة، والاستخدام غير القانوني للقوة”. غير أنّ هذه التحقيقات تتعرّض لانتقادات كثيرة لعدم فعاليتها، وفق كاتبة التقرير.

ففي حين يرى المدّعي العام العسكري السابق في الضفة الغربية المحتلة، موريس هيرش، أن هذه التحقيقات “معقّدة بسبب سياق الحرب، رغم كونها تفي بمعايير تعتمدها جيوش أخرى”، تقدّر منظمات إسرائيلية غير حكومية أن ” التحقيقات لا تقدّم ولا تؤخّر، ولا تؤدي إلى اتخاذ أي إجراءات قانونية ضد مرتكبيها”.

بل تذهب منظمات، مثل “بتسليم” و”ييش دين” (اسمها الكامل “منظمة متطوّعين لحقوق الإنسان) إلى أن “هذه التحقيقات تستخدم ‘كـآلية للتستر’ “، وأنّ الهدف الرئيسي منها هو تحويل انتباه الهيئات الدولية، مثلما حدث في قضية الناشطة التركية الأمريكية، عائشة نور إزجي، التي قُتلت خلال مظاهرة في موقع قريب من نابلس، حيث لم يتضمن التحقيق سوى شهادة الجنود، دون الاستماع إلى أي من الشهود الذين حضروا الحادثة، حسب الصحيفة.

وتنقل غوتييه عن الناشطة في جمعية “السلام الآن” المناهضة للاحتلال، هاجيت أوفران، قولها إنه ” إذا قامت إسرائيل نفسها بإجراء تحقيقات فعّالة، وفحصت الحقائق، وحتى اتّخذت عقوبات، فلن تستطيع المحكمة الجنائية الدولية التدخّل والتحقيق بنفسها. هذا هو هدف إسرائيل الأساسي.“ يأتي ذلك، في سياق ردّ فعل إسرائيلي على طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه آنذاك، يوآف غالانت، في مايو الماضي.

(المصادر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 21 نوفمبر 2024، بالألمانية، صحيفة لوتونرابط خارجي، 15 نوفمبر 2024، بالفرنسية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+ ماذا يعني حظر البرلمان الإسرائيلي للأونروا؟ 

+ مؤتمر “كوب 29”: أنشطة سوكار للطاقة…بين المصالح الاقتصادية والاعتبارات البيئية

+  سويسرا في صدارة مبادرة عالمية من أجل وصول عادل لخدمات الذكاء الاصطناعي

+ من بازل إلى العقبة: رسامة سويسرية تساعد في الحفاظ على الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر

+ الجامعات السويسرية… بين الرغبة في التعاون ومكافحة تجسّس الدول عالية المخاطر 

+ ذهب في حدائق سويسرا… ثروة مدفونة بعيداً عن البنوك! 

+ “أصدقائي الإسبان”: وثائقي سويسري يروي حكاية هجرة عكسيّة يشوبها الندم

للمشاركة في النقاش الأسبوعي: 

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: زينو زوكّاتيلّي

هل سمعت يومًا شيئًا غريبًا عن سويسرا أثار اهتمامك؟

هل هناك حكاية عن سويسرا أثارت اهتمامك؟ شاركنا وشاركينا بها، فقد نقوم بتسليط الضوء عليها في مقال قادم!

3 إعجاب
4 تعليق
عرض المناقشة

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 29 نوفمبر مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: أمل المكّي

للاشتراك في النشرة الإخبارية:

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية