صحيفة سويسرية تكشف أسرار انفجارات “البيجر” والدور المحتمل للموساد الإسرائيلي
تناولت الصحف السويسرية هذا الأسبوع: استعدادَ سويسرا لعقد مؤتمر دولي حول الأراضي الفلسطينية المحتلة، والجهات المسؤولة عن انفجار أجهزة “البيجر”، والتكهّنات بشنّ إسرائيل عملية عسكرية في جنوب لبنان.
- لوتون: برن تتّجه لتنظيم مؤتمر حول الأراضي الفلسطينية المحتلّة من قبل إسرائيل
- تاغيس أنتسايغر: ضربة ضدّ حزب الله: هل كان الموساد؟ النظريات حول تفجيرات أجهزة النداء
- لوتون: في شمال إسرائيل، يبدو اجتياح جنوب لبنان أمراً حتمياً: ”الجنود المنتشرون في شمال إسرائيل يزدادون يمينية وتطرفاً“
- نويه تسورخير تسايتونغ: هل انتهى وقت المفاوضات؟ إسرائيل تحدّد مسار الحرب على حزب الله
سويسرا: امتناع عن التصويت وقبول بالتفويض
في صحيفة “لوتون” الناطقة بالفرنسية، حلّل فريدريك كولر تبنّيَ الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء 18 سبتمبر، قرارًا غير ملزم، يدعو إسرائيل إلى إنهاء “وجودها غير الشرعي” في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية. وأشار إلى أن القرار الذي دعمته 124 دولة، مقابل معارضة 14 دولة، وامتناع 43 دولة أخرى، يدعو أيضًا سويسرا لعقد مؤتمر دولي للأطراف الموقعة على اتفاقيات جنيف.
وأوضح كولر أن سفيرة سويسرا لدى الأمم المتحدة، باسكال بيريسفيل، أكّدت دعم بلادها دون تردّد لمحكمة العدل الدولية، واعتبارها الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني. غير أن سويسرا امتنعت عن التصويت على القرار بسبب اعتراضها على بعض بنوده، بما في ذلك طلب الانسحاب الإسرائيلي في غضون 12 شهرًا دون ضمانات أمنية، وفرض عقوبات على البضائع القادمة من الأراضي المحتلة. وهي مقاطعة لم تتّبعها برن في الماضي، وفق التقرير.
وأضاف الصحفي أن سويسرا أعلنت تنظيمها المؤتمر الدولي خلال ستة أشهر، نظرًا لكونها الدولة المودِعة لاتفاقيات جنيف، وذلك استجابة لتفويض الأمم المتحدة بناء على القرار الأخير. ومن المتوقع أن يُعقد المؤتمر في قصر الأمم في جنيف، كما حصل في مؤتمرات سابقة.
ونقل كولر عن نيكولا بيدو، رئيس الاتصالات في وزارة الخارجية، قوله إنّه “عندما تطلب ثلثا الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة من سويسرا القيام بذلك، فمن واجبنا أن نؤدي دورنا كدولة مودعة لاتفاقيات جنيف”.
( المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 18 سبتمبر 2024، بالفرنسية )
انفجارات البيجر في لبنان: هل كان الموساد؟
تناولت معظم الصحف السويسرية سلسلة انفجارات أجهزة النداء الآلي، “بيجر” (Pager)، في لبنان وسوريا يوم الثلاثاء. حيث خصّصت صحيفة تاغيس أنتسايغير مقالا تحليليًّا مفصلاً، استعرضت فيه النظريات المحتملة لكيفية اختراق هذه الأجهزة.
ورجّحت الصحيفة أن الانفجار الكبير لأجهزة النداء الآلي كان نتيجة عملية تخريبية نفّذتها إسرائيل. ونقلت عن صحيفة “نيويورك تايمز” أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية نجحت في اعتراض شحنة من أجهزة البيجر، وزرع كميات صغيرة من المتفجرات داخلها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقرّبة من حزب الله أن الشحنة المستهدفة كانت حديثة، وتضم ألف جهاز استوردها الحزب في الأشهر الأخيرة. في المقابل، نفى مصنع غولد أبولو (Gold Apollo) التايواني، الذي تحمل الأجهزة علامته التجارية، أي علاقة بالانفجارات، مشيرًا إلى أن الأجهزة صُنعت بواسطة شركة مجرية تعمل بموجب اتفاقية مع المصنع، وأنه لم يتمّ تصنيع الأجهزة من قبل شركته في تايوان.
شهدت لبنان ومناطق من سوريا، الثلاثاء والأربعاء 17 و18 سبتمبر، جولتين من الانفجارات. حيث أسفر انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكية، الأربعاء، عن مقتل 25 شخصاً، وإصابة ما لا يقل عن 450 شخصاً، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية. وجاءت الانفجارات بعد جولة أولى من هجوم مماثل يوم الثلاثاء، استهدف أجهزة “البيجر” اللاسلكية، وأسفر عن مقتل 12 شخصاً على الأقل وإصابة نحو 3000 آخرين.
*فريق تحرير سويس إنفو
واستعرضت تاغيس أنتسايغر آراءَ عدة لخبراء وخبيرات من مؤسسات أمنية ومراكز أبحاث سياسية حول كيفية تنفيذ إسرائيل هذه العملية. حيث نقلت عن خبير الأسلحة، أليكس بليتساس، من مركز المجلس الأطلسي في واشنطن دي سي بالولايات المتحدة، قوله إنه لم يشهد انفجارًا بهذه الطريقة من قبل، مشيرًا إلى أنه يشبه عبوة ناسفة صغيرة، مما يدل على احتمال تلاعب إسرائيل بأجهزة الاستدعاء وتخطيطها للعملية مسبقًا.
من جهته، رجّح تشارلز ليستر، من معهد الشرق الأوسط الأمريكي، أن يتجاوز الانفجار مجرّد إحداث عطل تقني عبر إيقاف تشغيل بطاريات الليثيوم في الجهاز، وأن يكون قد تمّ تركيب كمية صغيرة من المتفجرات البلاستيكية داخل الأجهزة، وتفجيرها عبر إشارة لاسلكية أو مكالمة هاتفية.
ويدعم هذا الرأي فرضية التلاعب الإسرائيلي بسلسلة التوريد الخاصة بالأجهزة، والذي يؤيده الخبير العسكري والأمني المقيم في بروكسل، إيليا ماغنييه. حيث يرجّح أن الشركة الموردة للأجهزة ربما تكون قد أنشأتها المخابرات الإسرائيلية خصيصًا لهذا الهدف. نظرية يؤيّدها أيضا الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، رياض قهوجي، مرجّحًا وقوف مصنع مملوك لجهات إسرائيلية وراء تصنيع هذه المتفجرات.
(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 17 سبتمبر 2024، بالألمانية)
جنوب لبنان: الغزو الإسرائيلي يقترب؟
تناول نيكولاس رويجير، الصحفي في لوتون، التطورات الميدانية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن غزو إسرائيل لجنوب لبنان أصبح أمرًا حتميًا، حيث يزداد الضغط في إسرائيل من قبل السكّان والجيش من أجل شن هجوم ضدّ حزب الله.
ورصد الصحفي العديد من المؤشرات على قرب الغزو، منها تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بضرورة حدوث “تغيير جذري” على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وكذلك تزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من قِبل سكان المناطق الحدودية، لشعورهم.نّ بالإهمال. كما تشير تقارير إلى أن جزءًا من الجيش والجماعات اليمينية المتطرفة في إسرائيل لا يرون حلًا إلا بالتوغل في لبنان لإزالة تهديد حزب الله. وفي هذا السياق، يتزايد التطرّف داخل صفوف الجنود المرابطين في الشمال، مع ميلهم بشكل أكبر نحو اليمين المتطرف، وفق المصدر ذاته.
وأشار الصحفي إلى أن هذا الصراع السياسي يعمّق الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة في ظل انتقادات متزايدة لنتنياهو بسبب تعامله مع التهديدات الأمنية على الحدود. من جهته، بيّن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أنّ استمرار حزب الله في “ربط مصيره” بمصير حماس، يجعل الحلول الدبلوماسية بعيدة المنال.
وعلى الصعيد الميداني نفذّ الجيش الإسرائيلي مناورة تحاكي سيناريو غزو جنوب لبنان. وفي 15 سبتمبر، اقترح نتنياهو على حكومته إضافة إعادة سكان المناطق الحدودية إلى قائمة أهداف الحرب، وفق الصحيفة.
بدورها، رجّحت صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ استعداد إسرائيل لشن هجوم عسكري ضد حزب الله في جنوب لبنان، وذلك بعد مرور عام على اندلاع الحرب في غزة. حيث أشار الصحفي يوناس روت، إلى تعزّز الشكوك حول التحضير لعملية عسكرية بعد انفجارات أجهزة “البيجر” الخاصة بحزب الله في لبنان، والتي أدّت إلى إصابة المئات، في ظلّ تقارير تشير إلى كونها نتيجة اختراق إسرائيلي.
ونقل الكاتب تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بأن احتمالات التوصّل إلى اتفاق دبلوماسي تتضاءل. وذلك في الوقت الذي تبذل فيه الولايات المتحدة جهودًا حثيثة لتجنب تصعيد الصراع قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفق تعبيره.
وأوضح روت أن التوتّر يزداد في واشنطن، مع احتمال اندلاع صراع مسلح جديد في الشرق الأوسط، مما قد يشكل تحديًا كبيرًا لإدارة بايدن قبل الانتخابات الرئاسية، المقرّر عقدها في نوفمبر القادم. وقد أرسل البيت الأبيض مبعوثه إلى الشرق الأوسط، عاموس هوشستاين، للدفع نحو حل تفاوضي. وخلال لقائه مع غالانت، حذّر هوشستاين من أن أي هجوم على جنوب لبنان سيزيد من احتمال اندلاع حرب طويلة الأمد بدلاً من تحسين الأوضاع في الشمال، حسب الصحيفة.
ورغم استمرار جهود هوشستاين للتوصل إلى حل دبلوماسي، تبدو إدارة بايدن مدركةً لكون المؤشرات غير إيجابية. فقد أوضح حزب الله أنه لن يوقف هجماته إلا إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، بينما وصلت المفاوضات مع حماس إلى طريق مسدود، وسط تصاعد المطالب من الجانبين، حسب المصدر ذاته.
واختتم الصحفي تقريره بالقول إن إسرائيل تميل إلى اتخاذ هذه المخاطرة لسببين رئيسيين: أوّلهما عدم ردّ إيران حتى الآن على مقتل الزعيم السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران، وثانيهما الاعتقاد بأن الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بيزشكيان، يسعى لتجنب التصعيد ويأمل في تعزيز العلاقات مع الغرب.
(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 17 سبتمبر 2024، بالفرنسية) (المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 17 سبتمبر 2024، بالألمانية)
فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:
+ اقتراعات فدرالية: سويسرا تصوّت على المعاشات المهنيّة والتنوّع البيولوجي
+ العمالة الموسمية في بيل: قصص مؤلمة وذاكرة يتهددها النسيان
+ مُخرِج مسرحي سويسري: الدول الأوروبية مريضة أخلاقيا… وسويسرا ليست استثناء
+ سويسرا: أكثر من ربع السكّان أجانب
+ فيلم سويسري يفضح كراهية الأجانب التي استخدمت كسلاح ضدّ الطبقة العاملة
+ رغم العواقب القانونية … مرتزق سويسري يقاتل في أوكرانيا
+ تقلبات جوية تعصف بموسم السياحة في الجبال السويسرية
يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا، بعد عطلة الخريف، يوم الجمعة 18 أكتوبر، مع عرض صحفي جديد.
تحرير: أمل المكّي
للاشتراك في النشرة الإخبارية:
المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.