مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صحيفة سويسرية: زيارة إلى الضفة الغربية غيّرت إدراك كاتب يهودي للصراع في فلسطين

متين أرديتي
في مقال رأي، هو الجزء السابع من سلسلة مذكّرات شخصية، يروي رجل الأعمال والكاتب، متين أرديتي، قصّة زيارته إلى الضفة الغربية، والتي تركت أثرًا عميقًا في هويته اليهودية وآرائه بخصوص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. Keystone / Martial Trezzini

محادثات مرتقبة للسلام في السودان، تحتضنها سويسرا بدعوة أمريكية، وقصّة فلسطينية سويسرية بين المنفى والكفاح المتواصل، وزيارة إلى الضفة الغربية جعلت الكاتب اليهودي، متين أرديتي، يسائل هويته، في الصحف السويسرية لهذا الأسبوع (20-26 يوليو 2024).

  • نويه تسورخير تسايتونغ: هذه المرّة بشأن السودان: بعد فترة وجيزة من انعقاد مؤتمر بورغنشتوك… مؤتمر آخر في سويسرا
  • واتسن: مؤتمر السلام في السودان في سويسرا- خلفية
  • لو كورييه: مذاق البطيخ الطازج (بروفايل للفلسطينية السويسرية ريا الحاج حسن)
  • لو تون: ”كيف أصبحتُ يهودياً في عشرة دروس (قبل أن أصاب بجنون العظمة)؟”، [جزء من سلسلة].
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (يمين) وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (يمين) وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. KEYSTONE

من السودان إلى سويسرا: هل من سلام؟

دعت الولايات المتحدة كلاًّ من الجيش السوداني وقوّات الدعم السريع إلى محادثات سلام في سويسرا، في أغسطس المقبل، بهدف إنهاء الصراع في السودان. وفيبيان صحفيرابط خارجي، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يوم الثلاثاء، إنه دعا الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، شبه العسكرية، إلى محادثات وقف إطلاق النار، التي ستبدأ في 14 أغسطس، في سويسرا. وأضاف أن المحادثات، التي ترعاها المملكة العربية السعودية، ستشمل الاتحاد الأفريقي، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، والأمم المتحدة، بصفة مراقبين (سويس إنفو) .

وفي تقرير إخباري مفصّل، بيّنت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ، أنّ واشنطن طلبت من برن تقديم الدعم في تنظيم المحادثات، نقلاً عن فالنتين كليفاز، المتحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية، وأنّ الوزارة ردت على الطلب بشكل إيجابي. وبالتالي، ستتولى سويسرا دور المضيف، وذلك بمعيّة المملكة العربية السعودية. وأشارت الصحيفة إلى الدور المهمّ للدبلوماسيين.ات السويسريين.ات الأفراد، ناقلةً عن تقارير، إجراء سيلفان أستيه، السفير الخاص لمنطقة القرن الأفريقي، محادثات تمهيدية، بما في ذلك مع جنرالات الأطراف المتنازعة.

بدوره، تناول موقع “واتسون”، في نسخته الناطقة بالألمانية، المؤتمر المرتقب، في تقرير إخباريّ ركّز أكثر على التبعات الإنسانية للحرب المتواصلة في السودان. حيث إنّ الصراع، المتواصل لأكثر من 15 شهرًا، يبدو منسيّا في ظلّ الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط. وقد أعلن الفريق أوّل، محمد حمدان دقلو، الذي يقود قوات الدعم السريع شبه العسكرية، مشاركة القوّات في المؤتمر، فيما لم يعلن الجيش السوداني مشاركته بعد، وفق المصادر المذكورة.

(المصادر: سويس إنفو، 25 يوليو 2024، نويه تسورخير تسايتونغ، 24 يوليو 2024، بالألمانيةرابط خارجي، واتسون، 24 يوليو 2024، بالألمانيةرابط خارجي)

من جنيف: قصّة ريا الفلسطينية مع الكفاح

ريا الحاج حسن
ريا الحاج حسن، سويسرية فلسطينية، تدير محلاّ للأطعمة السريعة في جنيف. karibou.ch/Facebook

“وسط الزحام، يمكنك تمييز وجهها من بين ألف وجه آخر؛ ملامحُها المميّزة، عيناها اللّتان بلون الكهرمان، وكلّ القصص التي تحكِيانها… ربّما التقيت ريا الحاج حسن ذات جمعة أو أحد في سوق بلانبالي [Plainpalais]. الفطائر والفلافل التي تعدّها، هي من بين الأفضل في جنيف، بدليل طابور الانتظار أمام محلّها”.

هكذا بدأت صحيفة لو كورييه، وصفها لريا الحاج حسن، في بورتريه يحكي قصّة حياة السيدة المولودة لأم سويسرية وأب فلسطيني، يميّزها كفاحُها الفلسطيني وتجاربُها السويسرية.

ولدت ريا في إنجلترا، عام 1974، أين اختار والدها، الذي كان قد شهد النكبة، مواصلة تعليمه كضرب من ضروب المقاومة. وقد عادت العائلة إلى فلسطين، قبل أن ترتحل إلى سويسرا في وقت لاحق. بأسلوب سردي قصصي، يروي البورتريه ذكريات الطفولة لريا في فلسطين، واصفًا مشاهد شاعرية لحياة العائلة المثالية وسط بساتين الزيتون والحمضيات، جنبًا إلى جنب مع قسوة الاحتلال الإسرائيلي وعنف المستوطنين.

وخلال الانتفاضة الأولى، ترتحل ريا وأشقّاؤها إلى سويسرا، دون والديها، قبل أن تجتمع العائلة كلّها في وقت لاحق. “لم أكن فتاة جبليّة على الإطلاق”، تقول ريا، مضيفة “لقد بكيت كثيرًا عندما وصلت [إلى سويسرا].” وعلى الرغم من وجودها في بلد آمن، ما فتئت ريا الحاج حسن تواجه تحدّيات جمّة، بما في ذلك تعرّض أحد إبنيها، البالغ من العمر 25 عامًا، للسجن من قبل السلطات الإسرائيلية. “لقد جاؤوا وأخذوه بالقوّة من فراشه، واقتادوه إلى السجن”. كما أنه كان قد تعرّض لإطلاق النار عدّة مرّات خلال المظاهرات في الضفة الغربية أين كان يعيش مع والده. تشرح الحاج حسن أنه ” كان في المكان الخطأ، في التوقيت الخطأ”، وفق الصحيفة.

ومع إطلاق سراح إبنها قبل بضعة أشهر، وانتقاله للعيش معها في جنيف، تشعر ريا الحاج حسن أنّ قطعة من أرض فلسطين عادت إليها، هي التي لم تطأ قدماها أرض البلاد منذ عشرين عامًا. “ما أفتقده، هو الحقول، والأرض، والناس، وطفولتي”. في الانتظار، تأمل الحاج حسن أن يعترف “العالم بأسره يوما ما، بشعبي، ببلدي، فلسطين… فلسطين”.

(المصدر: لو كورييهرابط خارجي، 21 يوليو 2024، بالفرنسية)

متين أرديتي
في سلسلة شخصية، يروي رجل الأعمال والكاتب، متين أرديتي، تجربته في زيارة الضفة الغربية، والتي أثّرت بشكل عميق على هويته اليهودية وآرائه بخصوص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. Keystone / Martial Trezzini

من الضفّة إلى جنيف: قصّة أرديتي مع يهوديّته

في مقال رأي، هو الجزء السابع من سلسلة مذكّرات شخصية، يروي رجل الأعمال والكاتب، متين أرديتي، قصّة زيارته إلى الضفة الغربية، والتي تركت أثرًا عميقًا في هويته اليهودية وآرائه بخصوص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

يسرد أرديتي، الذي ولد في أنقرة، رحلته من تركيا إلى جنيف السويسرية، مرورًا بتجاربه المهمّة التي عاشها في كلّ من القدس ورام الله، وشكّلت فهمه لهويته اليهودية. ففي عام 2009، زار الكاتب اليهودي المقيم في جنيف، الضفة الغربية، أين شهد واقع الاحتلال الإسرائيلي. وقد مثّل الجدار العازل، والمصاعب التي يواجهها الفلسطينيون والفلسطينيات عند نقاط التفتيش والممرّات، نقطة تحوّل في إدراكه.

يصف أرديتي صراعه الداخلي مع التناقض بين القيم اليهودية، من جهة، وممارسات الدولة الإسرائيلية، من جهة أخرى. إذ يشعر الكاتب بالمسؤولية الشخصية، كون تلك الممارسات تتمّ باسم اليهود، فيكتب: ” لم أكن مجرّد شاهد على هذا الاحتلال. إنّه يحمل توقيعي”.

ويضيف: ” لقد أدّى أخذ يهود الشّتات كرهائن من قبل حكومة تتعارض سياساتها مع المبادئ الأساسية للديانة اليهودية، إلى نشوء حركة في الولايات المتّحدة، بعنوان “ليس باسمي”.

ويذهب متين أرديتي بالقول إنّ هناك فرقًا شاسعًا بين الصهيونية الاندماجية ليهود الشرق، السفارديم، وبين الصهيونية المسيحانية [أو المسيانية]، التي تدّعي الطابع اليهودي الخالص لكلّ الأراضي “من النهر إلى البحر”، كما هو موصوف في الكتاب المقدّس، والتي “لا يمكنني أن أرتبط بها”.

(المصدر: لو تونرابط خارجي، 23 يوليو 2024، بالفرنسية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+

+خرق البروتوكول: جوجو ماير والآلة 

فاسد أم ضحيّة للفساد؟ قصّة تاجر قهوة سويسري مسجون في غواتيمالا

+البقوليّات… السلاح السريّ للزراعة السويسريّة في وجه التغيّرات المناخيّة

+”الأمن هنا والحرية هناك“… انطباعات من مهرجان الشاحنات الأمريكي في سويسرا

+وفق قواعد واضحة… أغلبية سويسرية تريد علاقات أوثق مع حلف الناتو

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 09 أغسطس مع عرض صحفي جديد.

تحرير: عبد الحفيظ العبدلّي

>>> للاشتراك في النشرة الإخبارية:

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية