صحيفة سويسرية: فضيحة قطر غيت تهدد مستقبل نتنياهو ودور الدوحة كوسيط

ناقشت الصحف السويسرية هذا الأسبوع عدة قضايا، أبرزها: خطاب ترامب “المنفصل عن الواقع” حول غزة؛ و”قطر-غيت” تهز إسرائيل وتربك دور الدوحة كوسيط؛ وفجوة متزايدة بين سكان المراكز القبلية والحضرية في عُمان؛ وحظر الكحول في العراق يُشعل السوق السوداء وتجارة المخدرات.
استعرضت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ تفاصيل فضيحة سياسية تُثير جدلًا واسعًا في إسرائيل، وتشكّل تهديدًا جديًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ووفقًا للتقرير، اعتُقل مستشاران لنتنياهو بشبهة تلقي أموال من قطر للتأثير على الإعلام وتسريب معلومات سرية لتحسين صورة قطر داخل إسرائيل. ووُضع أحدهما قيد الإقامة الجبرية، والآخر لا يزال موقوفًا.
ونقل ريفيرت هوفر، مراسل الصحيفة في تل أبيب عن نيمرود غورين، رئيس مركز ميتفيم للدراسات السياسية في إسرائيل، قوله: “هذه الفضيحة لا تقتصر على شبهة فساد أو ضعف في القيادة السياسية، بل تتجاوز ذلك لتهدد الأمن القومي الإسرائيلي. فمن الصعب على الرأي العام في إسرائيل تقبّل فكرة أن موظفين في مكتب رئيس الوزراء قد تلقوا أموالًا من إحدى الدول الداعمة لحماس خلال وقت الحرب”.
وتشير الصحيفة إلى أن السلطات لا تزال تتحرى مدى معرفة نتنياهو بعلاقات موظفيه المزعومة بقطر. أما رئيس الوزراء، فقد وصف التحقيقات بأنها “حملة اضطهاد”، معتبرًا أن مستشاريه المحتجزين يُعاملان كـ”رهينتين”.
وفي ما يخص العلاقات القطرية الإسرائيلية، تنقل الصحيفة عن نتنياهو وصفه لقطر بأنها “دولة معقدة”، وليست بالضرورة دولة معادية. وتُذكّر الصحيفة بأن إسرائيل كان لها مكتب تجاري في الدوحة بين عامي 1996 و2008، عمل بحكم الواقع كسفارة. كما سمحت الحكومة الإسرائيلية، بعلم وموافقة رئيس الوزراء، بتحويل قطر لمبالغ مالية شهرية تصل إلى 30 مليون دولار إلى قطاع غزة، في محاولة لضمان التهدئة – وهي الخطة التي انهارت كليًا بعد الهجوم الإرهابي في السابع من أكتوبر 2023.
وختم خبير السياسة الخارجية الإسرائيلي نمرود غورين بالقول: “من نواحٍ معينة، كانت قطر قبل الحرب تُعد حليفًا لنتنياهو”. لكن الأمور تغيّرت كثيرًا منذ ذلك الحين، إذ بات الكثير من الإسرائيليين.ات ينظر إلى الإمارة على أنها ممول للإرهاب وحليف لحركة حماس. وقد ردّت إسرائيل على ذلك بحظر بث قناة الجزيرة القطرية داخل أراضيها. وإذا ما تفاقمت فضيحة “قطر-غيت”، فقد تُلحق ضررًا كبيرًا ليس فقط بنتنياهو، بل بدور قطر كوسيط في المفاوضات حول اتفاق جديد لتبادل الرهائن، ما يجعل منها أزمة تطال إسرائيل بأكملها، وليس فقط رئيس وزرائها، وفق الخبير.
(المصدر: صحيفة نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 5 أبريل 2025، بالألمانية)
في البيت الأبيض… وكأن أهل غزة لم يعد لهم وجود

في تغطيتها للقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، انتقدت صحيفة لوتون الخطاب الذي ألقاه ترامب، معتبرة أن الفجوة بين الواقع الميداني في غزة وما جاء في كلماته لم تكن يومًا بهذا الاتساع.
وأوضح كاتب المقال لويس ليما، أن الزيارة نُظّمت على عجل، في أعقاب عودة نتنياهو من دولة المجر، مشيراً إلى أن الطائرة التي أقلّته تفادت المرور عبر أجواء بعض الدول، خشية أن يؤدّي أي هبوط اضطراري فيها إلى توقيفه تنفيذًا لمذكرة اعتقال صادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وأضاف الكاتب أن اللقاء جاء في وقت تتعرض فيه غزة لحملة عسكرية وصفها بـ”وحشية بلا حدود”، مشيرًا إلى صور حديثة تُظهر مدينة رفح، الواقعة على الحدود مع مصر، وقد سُوّيت بالكامل بالأرض. ومع توقف دخول أي مساعدات غذائية منذ أكثر من شهر، أُغلقت آخر المخابز في القطاع، وتجاوز عدد القتلى من الفلسطينيين والفلسطينيات عشرة آلاف خلال أقل من شهر.
ووصفت الصحيفة خطاب ترامب حول رؤيته للسلام في غزة بـ”المنفصل عن الواقع”، بعدما شبّهها بـ”عقار ثمين” واقترح تحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، دون التطرق لمقتل الفتى الأمريكي-الفلسطيني عمر ربيع برصاص الجيش الإسرائيلي. وأضاف ليما أن ترامب أبدى اندهاشه من عدد القتلى في غزة، متحدثًا عن “سلام وازدهار”، في وقت انتشرت فيه صور توثق قصفًا إسرائيليًا أودى بحياة صحفي احترقت جثته داخل خيمة إعلامية، واستهداف سيارات إسعاف أسفر عن مقتل 15 مسعفًا رغم وضوح هويتهم.
في الوقت ذاته، سلطت الصحيفة الضوء على نداء عاجل صدر عن رئيسات ورؤساء وكالات الأمم المتحدة، لحثّ قيادات العالم إلى التحرك “بشكل حازم وعاجل وحاسم”، ووقف “الاستهانة المطلقة بالحياة البشرية” في غزة، مع التحذير من أن “الحقوق الأساسية الأكثر جوهرية” باتت منتهكة بصورة ممنهجة. وتلاحظ الصحيفة أن هذا النداء لم يُذكر في محادثات البيت الأبيض.
(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 9 أبريل 2025، بالفرنسية)
مجتمعات البدو في عُمان… حداثة منقوصة تعمّق الفجوة الاجتماعية

تناولت صحيفة “لوتون” السويسرية في تقرير مطول نمط الحياة البدوي في سلطنة عُمان، مسلطة الضوء على التحديات التي تواجه هذه المجتمعات بعد الطفرة النفطية وفي ظل التحديث السريع الذي تشهده البلاد. وأشار التقرير إلى وجود فجوة متزايدة بين سكان المدن والمناطق الريفية، خاصة في محافظة الوسطى، التي تُعد الأقل كثافة سكانية في البلاد.
ووصفت الصحيفة قرية هيتم بنموذج لما يُعرف بـ”المراكز القبلية” التي أنشأتها الحكومة العُمانية في ثمانينيات القرن الماضي لتوطين البدو، موضحًة أن هذه القرى تفتقر إلى عوامل الجذب بالنسبة للشباب.
وأضاف التقرير أن مدينة الدقم، عاصمة محافظة الوسطى، تبدو كمدينة شبه مهجورة رغم الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالميناء ومصايد الأسماك والمصفاة. ونُقل عن عبد الرحمن علي (26 عامًا) قوله:
“أشعر بالملل هنا. لا يوجد شيء تقريبًا، فقط الجِمال. الجميع يأتي إلى الدقم من أجل العمل، لكن العيش والاستقرار فيها قصة مختلفة. المدينة تفتقر إلى حديقة حيوان أو سينما”.
في المقابل، أشار التقرير إلى أن العديد من أبناء وبنات المجتمعات البدوية ما زالوا يحافظون على نمط الحياة الرعوي بالرغْم من استقرارهم في المساكن الحكومية. ونُقل عن محمد الجنيبي، أحد السكان المحليين، قوله: “هذه هي الحياة البدوية التي نشأت عليها. إنها فخرنا وهويتنا”.
وخلص الكاتب إلى أن غياب فرص العمل الحيوية، وشحّ الأنشطة الترفيهية، يسهم في اتساع الفجوة الثقافية بين المناطق الحضرية والمراكز القبلية وتفاقم الانقسام بين “عُمان البادية” و”عُمان المدينة”.
(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 7 أبريل 2025، باللغة الفرنسية)
ويسكي صدام حسين المفضل يُباع سرًا في العراق

في تقرير من قلب بغداد، سلَّط الصحفي برند دوريس الضوء على تحوّل العراق من بلدٍ متسامح نسبيًا مع المشروبات الكحولية إلى بلدٍ يشهد حظرًا صارمًا وازدهارًا في السوق السوداء، بعد أن فرضت الحكومة حظرًا رسميًا في فبراير 2023.
وتحدث أصحاب الحانات السابقون عن الخسائر، والضغوط، والمستقبل الغامض في ظل تنامي النفوذ الإيراني وغياب الأفق أمام الأقليات وانتشار تجارة المخدرات.
وتحدث جوزيف، مالك حانة في بغداد (اسم مستعار) للصحيفة، عن مداهمة الشرطة لناديه، وتعرّضه لابتزاز من ميليشيات، وخسائره التي بلغت مئات الآلاف من الدولارات. يقول جوزيف: “نحن المسيحيون والمسيحيات لم يعد لنا مكان في هذا البلد”. وتقلص عدد المسيحيين.ات في البلاد من 1.5 مليون قبل عشرين عامًا إلى نحو 150 ألفًا فقط اليوم، وفق الصحيفة.
وفي بلد يُسمح فيه فقط لأفراد الطائفة المسيحية والإيزيدية ببيع المشروبات الكحولية، يرى كثيرون أن الحظر أتى في وقت باتت فيه الميليشيات الموالية لإيران تسيطر على تجارة أكثر ربحًا: الكبتاغون والميثامفيتامين. ويتخوّف البعض من تحوّل بغداد إلى نسخة من طهران أو حتى قندهار.
ويقول جوزيف للصحيفة: “الدولة تكسب من المخدرات أكثر”، في إشارة إلى انتشار مواد مثل الكبتاغون والكريستال ميث. ويرى خبراء أن حظر المشروبات الكحولية قد يدفع المزيد من العراقيين.ات نحو الإدمان، في وقتٍ تعلن فيه الدولة محاربة المخدرات، بينما تستفيد منها الميليشيات سواء من أرباحها أو من استغلال المدمنين.ات. كما أن نحو نصف مليون وظيفة ترتبط بقطاع الكحول. ورغم الحظر، توجد محال سرية لبيع الكحول في بغداد، ما يؤدي إلى تفشي السوق السوداء، وفق الصحيفة.
وختم المراسل بالقول إنه في ظل تدهور الاقتصاد، وارتفاع البطالة، وتراجع الحريات، يفكّر الكثير في الهجرة.
جوزيف، الذي نجا من الحروب والإرهاب، يقول اليوم إنه ربما لن يجد مخرجًا آخر سوى مغادرة البلاد، وفق الصحيفة.
(المصدر: صحيفة تاغيس أنتسايغير، 5 أبريل 2025، باللغة الألمانية)
يمكنك الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا الجمعة 18 ابريل مع عرض صحفي جديد.
مراجعة: ريم حسونة
للاشتراك في النشرة الإخبارية:

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.