صحيفة سويسرية تكشف تفاصيل رحلة هروب الأسد إلى موسكو
استعرضت الصحف السويسرية تفاصيل هروب الرئيس السوري بشار الأسد، واحتمالات سيطرة الإسلاميين على سوريا، إلى جانب الجدل السياسي بشأن مصير اللاجئين السوريين في سويسرا عقب سقوط الأسد.
انقر.ي هنا للاشتراك في نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية
تناولت الصحفيّة سيمون شتاينر تفاصيل هروب الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو مع عائلته، وسط تكهنات وتقارير إعلامية متضاربة.
وأوضحت شتاينر أن الصحف الروسية أفادت بأن الرئيس السوري بشار الأسد، الذي زُعم في البداية أنه توفي في حادث طائرة، موجود الآن مع عائلته في موسكو، حيث مُنح اللجوء “لأسباب إنسانية”، وتساءلت، كيف تمكّن الأسد من الفرار من دمشق إلى العاصمة الروسية موسكو؟
واستعرضت شتاينر تحليل بيانات الرحلات الجوية (Flightradar24) لتفسير كيفية فراره من دمشق، مشيرةً إلى استخدام طائرتين: طائرة شحن عسكرية وطائرة خاصة، في عملية يكتنفها الغموض وتثير العديد من التساؤلات.
ونقلت عن تقرير نشرته مجلة “دير شبيغل” الألمانية، أن الرحلة الغامضة رقم (SYR9218) كانت الوسيلة التي أنقذت الأسد. فالطائرة، وهي من طراز “إليوشن 76-T”، أقلعت من مطار دمشق الدولي صباح الأحد حوالي الساعة الخامسة. وبعد 25 دقيقة، عبرت مدينة حمص واتجهت جنوب غرب، ثم فقدت ارتفاعها بسرعة، وانخفضت من حوالي 7000 متر إلى 500 متر واختفت من شاشات الرادار. وأدت هذه الظروف إلى تكهنات بأن الطائرة تحطمت وأن الأسد لقي حتفه.
لكن تحليل البيانات أظهر أن الهبوط كان متحكمًا فيه، وليس نتيجة هجوم صاروخي، ووفقًا للطيار ماتيس باير، فإن الطائرة ربما قد هبطت في مطار عسكري قرب مدينة القصير. كما أشار باير إلى أن فقدان الإشارة قد يكون بسبب إيقاف جهاز الإرسال، موضحاً أنه يمكن إيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال أو إزالته في عملية بسيطة تتطلب فقط فك بعض المسامير وسحب القابس، وفق الصحيفة.
ثم تطرقت الصحفيّة إلى دور الطائرة الثانية، موضحةً أنه بعد ساعات، ظهرت إشارة مجددًا لطائرة أخرى بالقرب من حمص. الطائرة الثانية، هي طائرة خاصة من طراز (Embraer-600) تحمل الرقم (C5-SKY) وكانت تقوم برحلات متكررة بين أبوظبي ودمشق منذ يوم الجمعة. وفي صباح الأحد، أقلعت الطائرة من مطار البطين في أبوظبي باتجاه حمص، حيث اختفى جهاز الإرسال الخاص بها في نفس المنطقة التي فقدت فيها طائرة إليوشن الإشارة، وفق الصحيفة.
وبحسب بيانات رادار الرحلات، استغرقت الطائرة الخاصة أكثر من إحدى عشرة ساعة في رحلتها، وهو أمر يكاد يكون مستحيلًا دون التوقف للتزود بالوقود. علاوة على ذلك، لا توجد حتى الآن أي دلائل تشير إلى سقوط طائرة بالقرب من حمص. وهذا يعزز فرضية أن الأسد وعائلته انتقلوا من طائرة إليوشن إلى طائرة (C5-SKY) في المطار العسكري قرب قرية الضبعة، ثم تم نقلهم إلى أبوظبي، ليواصلوا بعدها رحلتهم إلى روسيا. ومع ذلك، تبقى هذه الفرضية غير مؤكدة حتى الآن، وفق الصحيفة.
(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 9 ديسمبر 2024، بالألمانية)
محمد الجولاني: زعيم متطرف أم رجل تحرر من إرث القاعدة؟
تناولت الصحفيّة آنه ألميلينغ مستقبل سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد وإعلان أبو محمد الجولاني، قائد “هيئة تحرير الشام”، عن تشكيل حكومة انتقالية، مشيرة إلى أن تاريخ الجولاني المتطرف يطرح تساؤلات حول احتمالية سيطرة الإسلاميين على مستقبل سوريا .
وأوضحت الصحفية أن الجولاني، الذي كان رجلاً شبه مجهول قبل أسابيع، بات الآن أحد أبرز الشخصيات التي تحدد مسار البلاد، مشيرة إلى أن الجولاني، الذي أسس سابقًا “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم القاعدة قبل أن ينفصل عنها في 2016، برز كلاعب رئيسي في الشمال السوري حيث كان يسيطر على حياة أربعة ملايين شخص في إدلب والمناطق المحيطة.
وبعد قيادة تحالف الفصائل المسلحة الذي أسقط نظام الأسد، قدم الجولاني نفسه في خطاب بالعاسكة السورية دمشق كرجل دولة يسعى للتواصل مع الأقليات وضمان استمرارية المؤسسات الحكومية. وفي محاولة لتجنب فراغ السلطة، أعلن الجولاني بسرعة عن تشكيل حكومة انتقالية، والتقى محمد الجلالي، رئيس الوزراء السابق في عهد الأسد، لترتيب تسليم المهام إلى محمد البشير، رئيس “حكومة الإنقاذ السورية” السابقة في إدلب.
ولفتت الصحفية إلى أن “هيئة تحرير الشام تحظى بدعم إقليمي من تركيا وقطر، مشيرة إلى أن الدوحة كانت من أوائل القوى الإقليمية التي أقامت اتصالات مع الهيئة، ما يعزز دورها كوسيط محتمل في المفاوضات حول القضايا الشائكة مثل القواعد العسكرية الروسية ومستقبل الأقلية الكردية.
وأضافت أنه رغم محاولة الجولاني الظهور بمظهر معتدل، تبقى الشكوك الدولية قائمة، فالولايات المتحدة وبريطانيا ما تزالان تصنفان “هيئة تحرير الشام” كمنظمة إرهابية، بينما تراقب الأمم المتحدة الوضع بحذر، مشددة على ضرورة أن تكون المرحلة الانتقالية شاملة للجميع.
وأوضحت ألميلينغ أن هناك تحديات أمام الجولاني والتي لا تقتصر على إدارة “هيئة تحرير الشام”، بل تشمل التعامل مع فصائل أخرى شاركت في إسقاط الأسد، مثل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، وميليشيات محلية مثل تلك في السويداء التي قادت احتجاجات ضد النظام السابق بسبب تدهور الأوضاع المعيشية.
وخلصت الصحفية إلى أن الجولاني، الذي تراجع عن استخدام اسمه الحركي في الأيام الأخيرة وصار يستخدم اسمه الأصلي أحمد حسين الشرع يراهن على فرصة لإعادة تشكيل سوريا، لكن لديه إرث من الاستبداد والاتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان في المناطق التي حكمتها هيئته، مشيرة إلى تشكك العديد من السوريين.ات في احتمال حدوث أي تغييرات إيجابية في سياسات الحركة المسلحة مستقبلاً.
(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغ،رابط خارجي 10 ديسمبر 2024، بالألمانية)
مستقبل اللاجئين السوريين يثير الجدل بين البرلمانيين السويسريين
تناولت صحيفة “تربيون دو جنيف” ردود الفعل على قرار أمانة الدولة لشؤون الهجرة ( SEM) في سويسرا تعليق إجراءات اللجوء الخاصة باللاجئات واللاجئين السوريين، مشيرة إلى أن القرار الذي أُعلن عنه عبر تغريدة دون أي بيان رسمي، أثار جدلًا واسعًا في أوساط الأحزاب السياسية السويسرية، والمنظمات الحقوقية.
وفي هذا السياق استعرضت الصحيفة المواقف المتباينة للسياسيين السويسريين، حيث دعا حزب الشعب ( SVP) اليميني إلى ترحيل اللاجئات واللاجئين السوريين الذين حصلوا على حق اللجوء أو الإقامة المؤقتة، بحجة أن الدافع وراء لجوئهم لم يعد قائمًا بعد سقوط النظام. وصرّح النائب عن الحزب جان-لوك أدور: “السوريات والسوريون الذين ادّعوا أنهم فرّوا من الأسد يمكنهم الآن العودة إلى وطنهم.” واستثنى النائب الأقليات المسيحية، مشيرًا إلى أنهم “هم فقط الذين لديهم سبب وجيه لمغادرة سوريا والترحيب بهم في سويسرا… لأنهم معرضون لخطر الاضطهاد من زعيم المتمردين الجولاني المقرب من الإسلاميين”.
في هذا الصدد، أشار باسكال برولي، العضو في الحزب الليبرالي الراديكالي (PLR)، إلى أن تعليق الإجراءات مبرر، ولكنه دعا إلى التعامل بحذر مع أي قرارات مستقبلية: “لا فائدة من اتخاذ قرارات ثم العودة بعد ثلاثة أشهر لأن الوضع على الأرض قد تطور”. كما شدد على أهمية التنسيق مع الدول الأوروبية الأخرى لضمان اتخاذ قرارات مدروسة.
وفي رد فعل وصف النائب الاشتراكي (SP ) فابيان فيفاز القرار بـ”السخيف”، متهمًا اليمين باستغلال سقوط الأسد لأغراض سياسية : “لا نعرف من سيحل محل الأسد، ولا كيف سيكون الوضع الأمني، ولا كيف سيتم التعامل مع الأقليات”، وفق الصحيفة.
كما انتقدت المنظمات الحقوقية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية ( Amnesty International )، القرار ودعت إلى التراجع عنه، مؤكدة أن الظروف في سوريا لا تزال غير آمنة وأن إعادة اللاجئات واللاجئين ستعرضهم للخطر.
وفي السياق أشار خبيرات وخبراء حقوقيون إلى أن تعليق إجراءات اللجوء يحرم اللاجئات واللاجئين من حقوقهم الأساسية، مثل العمل والحصول على برامج الاندماج. كما أكدوا أن معظم السوريين.ات فقدوا منازلهم وممتلكاتهم خلال الحرب، وأن الظروف الاقتصادية في سوريا لا تزال كارثية، ما يجعل العودة مستحيلة بالنسبة للكثيرين. وانتقد كيشور بول، رئيس قسم اللجوء والهجرة في منظمة العفو الدولية بسويسرا، في بيان صحفي، أن “مثل هذه الإجراءات تعرض الأشخاص المعنيين لضغوط قوية وتخلق مناخا من الخوف”، وفق الصحيفة.
وخلصت الصحيفة إلى أنه بينما لم يُقدَّم أي مقترح رسمي حتى الآن للبرلمان بشأن هذه القضية، يُتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة نقاشات ساخنة.
(المصدر: صحيفة تربيون دو جنيف،رابط خارجي 10 ديسمبر 2024، بالفرنسية)
فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:
+ سويسرا المحايدة تتخذ موقفًا بحظرها لحركة حماس
+ سويسرا تترأس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في عام 2025
+ عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
+ إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان “يش!” السينمائي يبرز ملامح وأبعاد الجدل الدائر داخل الشتات اليهودي
+ ذكرى مميزة؟… 50 عاماً مرت على انضمام سويسرا إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان
+ التغيرات المناخية… كيف تساعد سويسرا في زراعة الكاكاو في مدغشقر؟
+ حيوانات فتّاكة: كيف يمكن الحد من الأعداد المفرطة للقطط في سويسرا؟
+ في ديسنتيس السويسرية… برج خشبيّ يرى النور بمساعدة الرقمنة والحوسبة
للمشاركة في النقاش الأسبوعي:
المزيد
يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا الجمعة 20 ديسمبر مع عرض صحفي جديد.
تحرير: عبد الحفيظ العبدلي
للاشتراك في النشرة الإخبارية:
المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.